المواضيع الأخيرة
لا تنسوا أن تتصفحوا أيضا بعض أقسام المنتدى:
بوابة الخواطر الأدبية للكاتب ش ق بن عليةبحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 48 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 48 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 634 بتاريخ الثلاثاء 4 سبتمبر 2012 - 22:39
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في رحاب سيدي الشيخ
فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 99
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 99
فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً.
99
قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} إشارة إلى من جاء ذكرهم في الآية السابقة، أيْ هؤلاء الَّذِين لَا حِيلَةَ لَهُم فِي الْهِجْرَةِ لَا ذَنْبَ لَهُم حَتَّى يُعْفَى عَنْهُم، وَلَكِنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُ قَدْ يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ يَجِبُ تَحَمُّلُ غَايَةِ الْمَشَقَّةِ فِي الْهِجْرَةِ، حَتَّى إِنَّ مَنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ تِلْكَ الْمَشَقَّةَ يُعَاقَبُ فَأَزَالَ اللَّهُ ذَلِكَ الْوَهْمَ، إِذْ لَا يَجِبُ تَحَمُّلُ غَايَةِ الْمَشَقَّةِ، بَلْ كَانَ يَجُوزُ تَرْكُ الْهِجْرَةِ عِنْدَ فَقْدِ الزَّادِ وَالرَّاحِلَةِ. فَمَعْنَى الْآيَةِ: فَأُولَئِكَ لَا يُسْتَقْصَى عَلَيْهِمْ فِي الْمُحَاسَبَةِ.
وكان مقتضي الكلامِ أنْ يَقول: "فأولئك عفا الله عنهم"، لكنَّ الحقَّ جاء بـ "عسى" ليَحُثَّهم على رجاءِ أنْ يّعفُوَ اللهُ عنهم، والرجاءُ مِنَ المُمكِنِ أن يحدث أَوْ لا يحدث. ونعرف أن "عسى" للرجاءِ، وأنَّها تُستَخدَمُ حين يأتي بعدَها أمرٌ محجوبٌ نُحِبُّ أنْ يَقَعَ.
فقد تَرجو شيئًا مِن غيرِك وتقولُ: عَساكَ أنْ تَفعَلَ كذا. وقدْ يَقولُ الإنسانُ: عَسايَ أنْ أَفعَلَ كذا، وهنا يَكونُ القائلُ هو الذي يَمْلِكُ الفِعلَ وهذا أَقوى قليلاً، ولكنَّ الإنسانَ قد تَخونُه قوَّتُه؛ لِذلكَ فعليْه أنْ يَقولَ: عسى اللهُ أنْ يَفعلَ كذا، وفي هذا الاعتِمادُ على مُطلَقِ القُوَّةِ. وإذا كانَ اللهُ هو الذي يَقولُ: {عَسَى الله أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ}، فهذا إطماعٌ مِنْ كريمٍ قادِرٍ، وجِيءَ بكلِمةِ الإطْماعِ لِتأكيدِ أمرِ الهِجرةِ حتَّى يُظَنَّ أنَّ تَركَها ممّنْ لا تَجِبُ عليْه يَكونُ ذنبًا يَجِبُ طلبُ العفوِ عنْه، وقالَ الكَرْخيُّ: يَعفو عن خطرِ الهِجْرَةِ بحيثُ يَحتاجُ المَعذورُ إلى العَفْوِ.
وقَولُه: {وَكانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً} "وكان الله: فى الأزلِ "عَفُوًّا" ولِعَفْوِهِ أمكَنَهم التَقصيرُ في العُبوديَّةِ "غفورا" ولِغُفرانِه أمهَلَهم في إعطاءِ حقِّ الرّبوبيَّةِ، وفي الآيةِ مبالغةٌ في المَغفِرةِ لهم ما فَرَطَ مِنْهم مِن الذُنوبِ التي مِنْ جُملَتِها القُعودُ عنِ الهِجرةِ إلى وقتِ الخُروجِ، وَالْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلُ فِي حَقِّهِ تَعَالَى واحدٌ.
وهُنا بَحثان تُشيرُ إليْهِما الآيةُ الكريمةُ: أوَّلُهما: أنَّ الهجرةَ هيَ الأمرُ المَفروضُ الذي لَا مَناصَ منه إلّا عندَ العُذرِ الشديدِ، وإنَّ الأَعذارَ يُقَدِّرُها أصحابُها. ومعَ وُجودِها يُرجى لهم العفوُ، ويرجونَه، وهذا يَدُلُّ على أنَّ تَرْكَ الهِجرةِ أمرٌ مُضَيَّقٌ لا تَوْسِعَةَ فيه، حتّى إنَّ المُضطّرَّ البَيِّنَ الاضطِّرارِ مِنْ حقِّهِ أنْ يقولَ: عَسى اللهُ أنْ يَعفُوَ عنّي. وهذا كلُّه معناهُ أنَّ الأصلَ هو الهِجرةُ. ثانيهما: أنَّ الأُمورَ التي يُرَخَّصُ بها في مقابِلِ واجِبٍ مَفروضٍ، لَا تكونُ مُباحةً في ذاتِها، بلْ تكونُ في مَرتبَةِ العفوِ، لأنَّ المباحَ يكونُ مطلوبًا على وجهِ التَخييرِ، وهذهِ لَا طَلَبَ فيها، بل رَخَّصَ بها في التَرْكِ، والأصلُ وُجوبُ الهجرةِ.
وقد خَتَم ـ سبحانَه وتعالى ـ الآيةَ بأنَّه كثيرُ العفوِ عن عبادِهِ في الرُخَصِ التي يُرَخِّصُ لهم بِها، كثيرُ المَغفِرَةِ لِمن تابَ وأنابَ، والله ـ سبحانَه وتعالى ـ رحيمٌ بِعبادِهِ.
قوله تعالى: {فأولئك} الفاءُ هنا هي فاءُ السَبَبِيَّةِ، أيْ أنَّ السَبَبَ في أنَّهم محلُّ عفوِ اللهِ.
99
قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} إشارة إلى من جاء ذكرهم في الآية السابقة، أيْ هؤلاء الَّذِين لَا حِيلَةَ لَهُم فِي الْهِجْرَةِ لَا ذَنْبَ لَهُم حَتَّى يُعْفَى عَنْهُم، وَلَكِنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُ قَدْ يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ يَجِبُ تَحَمُّلُ غَايَةِ الْمَشَقَّةِ فِي الْهِجْرَةِ، حَتَّى إِنَّ مَنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ تِلْكَ الْمَشَقَّةَ يُعَاقَبُ فَأَزَالَ اللَّهُ ذَلِكَ الْوَهْمَ، إِذْ لَا يَجِبُ تَحَمُّلُ غَايَةِ الْمَشَقَّةِ، بَلْ كَانَ يَجُوزُ تَرْكُ الْهِجْرَةِ عِنْدَ فَقْدِ الزَّادِ وَالرَّاحِلَةِ. فَمَعْنَى الْآيَةِ: فَأُولَئِكَ لَا يُسْتَقْصَى عَلَيْهِمْ فِي الْمُحَاسَبَةِ.
وكان مقتضي الكلامِ أنْ يَقول: "فأولئك عفا الله عنهم"، لكنَّ الحقَّ جاء بـ "عسى" ليَحُثَّهم على رجاءِ أنْ يّعفُوَ اللهُ عنهم، والرجاءُ مِنَ المُمكِنِ أن يحدث أَوْ لا يحدث. ونعرف أن "عسى" للرجاءِ، وأنَّها تُستَخدَمُ حين يأتي بعدَها أمرٌ محجوبٌ نُحِبُّ أنْ يَقَعَ.
فقد تَرجو شيئًا مِن غيرِك وتقولُ: عَساكَ أنْ تَفعَلَ كذا. وقدْ يَقولُ الإنسانُ: عَسايَ أنْ أَفعَلَ كذا، وهنا يَكونُ القائلُ هو الذي يَمْلِكُ الفِعلَ وهذا أَقوى قليلاً، ولكنَّ الإنسانَ قد تَخونُه قوَّتُه؛ لِذلكَ فعليْه أنْ يَقولَ: عسى اللهُ أنْ يَفعلَ كذا، وفي هذا الاعتِمادُ على مُطلَقِ القُوَّةِ. وإذا كانَ اللهُ هو الذي يَقولُ: {عَسَى الله أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ}، فهذا إطماعٌ مِنْ كريمٍ قادِرٍ، وجِيءَ بكلِمةِ الإطْماعِ لِتأكيدِ أمرِ الهِجرةِ حتَّى يُظَنَّ أنَّ تَركَها ممّنْ لا تَجِبُ عليْه يَكونُ ذنبًا يَجِبُ طلبُ العفوِ عنْه، وقالَ الكَرْخيُّ: يَعفو عن خطرِ الهِجْرَةِ بحيثُ يَحتاجُ المَعذورُ إلى العَفْوِ.
وقَولُه: {وَكانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً} "وكان الله: فى الأزلِ "عَفُوًّا" ولِعَفْوِهِ أمكَنَهم التَقصيرُ في العُبوديَّةِ "غفورا" ولِغُفرانِه أمهَلَهم في إعطاءِ حقِّ الرّبوبيَّةِ، وفي الآيةِ مبالغةٌ في المَغفِرةِ لهم ما فَرَطَ مِنْهم مِن الذُنوبِ التي مِنْ جُملَتِها القُعودُ عنِ الهِجرةِ إلى وقتِ الخُروجِ، وَالْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلُ فِي حَقِّهِ تَعَالَى واحدٌ.
وهُنا بَحثان تُشيرُ إليْهِما الآيةُ الكريمةُ: أوَّلُهما: أنَّ الهجرةَ هيَ الأمرُ المَفروضُ الذي لَا مَناصَ منه إلّا عندَ العُذرِ الشديدِ، وإنَّ الأَعذارَ يُقَدِّرُها أصحابُها. ومعَ وُجودِها يُرجى لهم العفوُ، ويرجونَه، وهذا يَدُلُّ على أنَّ تَرْكَ الهِجرةِ أمرٌ مُضَيَّقٌ لا تَوْسِعَةَ فيه، حتّى إنَّ المُضطّرَّ البَيِّنَ الاضطِّرارِ مِنْ حقِّهِ أنْ يقولَ: عَسى اللهُ أنْ يَعفُوَ عنّي. وهذا كلُّه معناهُ أنَّ الأصلَ هو الهِجرةُ. ثانيهما: أنَّ الأُمورَ التي يُرَخَّصُ بها في مقابِلِ واجِبٍ مَفروضٍ، لَا تكونُ مُباحةً في ذاتِها، بلْ تكونُ في مَرتبَةِ العفوِ، لأنَّ المباحَ يكونُ مطلوبًا على وجهِ التَخييرِ، وهذهِ لَا طَلَبَ فيها، بل رَخَّصَ بها في التَرْكِ، والأصلُ وُجوبُ الهجرةِ.
وقد خَتَم ـ سبحانَه وتعالى ـ الآيةَ بأنَّه كثيرُ العفوِ عن عبادِهِ في الرُخَصِ التي يُرَخِّصُ لهم بِها، كثيرُ المَغفِرَةِ لِمن تابَ وأنابَ، والله ـ سبحانَه وتعالى ـ رحيمٌ بِعبادِهِ.
قوله تعالى: {فأولئك} الفاءُ هنا هي فاءُ السَبَبِيَّةِ، أيْ أنَّ السَبَبَ في أنَّهم محلُّ عفوِ اللهِ.
رد: فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 99
جزاك الله خيرا وجعل عملك خالصا لوجهه الكريم
moubark- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 214
نقاط : 4455
تاريخ التسجيل : 16/02/2013
![-](https://2img.net/s/t/13/07/77/i_tabs_less.gif)
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 94
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 95
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 97
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 100
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 101
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 95
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 97
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 100
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 101
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» من يعرف لنا المكاحلية ؟؟
» من شيوخ سيدي الشيخ
» ممكن شجرة سيدي حمزة بن بوبكر قائد ثورة أولاد سيدي الشيخ ؟
» قراءة في كتاب "الوسيط في تاريخ أدباء شنقيط" لأحمد الشنقيطي وبوبكرية الأقلال فقط
» لماذا تجاهل المؤرخون هذه الفترة من حياة سيدى الشيح ؟!
» شجرة أولاد سيدي محمد بن عبد الله
» من روائع محمد ولد بلخير
» سيدي أحمد المجدوب
» صدور كتاب جديد.....
» ممكن التواصل مع الأستاذ سي بلمعمر
» الرحال اللاجئون قديما
» المرحوم / الحاج محمد عدناني في سطور
» كيف أتأكد من أنني أنتمي إلى قبيلة سيدي الشيخ?
» المنن في مناقب سيدي محمد بن عبد الرحمان
» كتاب " امارة اولاد سيدي الشيخ"
» قصائد بوشيخية .
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
» شهداء معركة تازينة باليض.....
» أفضل الصلاة وأزكى التسليم على إمام الانبياء