المواضيع الأخيرة
لا تنسوا أن تتصفحوا أيضا بعض أقسام المنتدى:
بوابة الخواطر الأدبية للكاتب ش ق بن عليةبحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 13 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 13 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 634 بتاريخ الثلاثاء 4 سبتمبر 2012 - 22:39
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في رحاب سيدي الشيخ
من شيوخ سيدي الشيخ
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من شيوخ سيدي الشيخ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم
معلوم ومعروف بأن القطب الرباني الولي الصالح شيخنا سيدي عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ قد تتلمذ على مجموعة مباركة من الشيوخ الفطاحل قبل أن يتتلمذ عن شيخه الشهير العارف بالله الولي الصالح سيدي أمحمد بن عبد الرحمان السهلي رضي الله عنه
________________________________
من شيوخه رحمه الله في بداية أمره
الولي الصالح الشريف الجليل سيدي الحاج بن عامر
نسب الولي سيدي الحاج بن عامر:
هو الشريف الحسني الجليل سيدي الحاج بن عامر ابن أمحمد بنعامر ابن عامر ابن عمران الصغير ابن عمران ابن محمد ابن عبد الرحمن ابن عبد الرحيم ابن الحسن ابن الحسين ابن بن عمران ابن الناصر ابن طلحة ابن موسى ابن احمد ابن إدريس الأصغر باني فاس و دفينها ابن إدريس الأكبر ابن عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن سيدي الإمام علي كرم الله وجهه و السيدة فاطمة الزهراء بنت سيد الوجود و حبيب الله سيدنا محمد ابن عبد الله خاتم الأنبياء و المرسلين عليه صلوات الله و سلامه.
النشأة و الحياة:
من فروع سيدي احمد ابن إدريس الأصغر سيدي عامر الذي نشأ بجبل لعمور و منه انتقل و استوطن في بلدة غريس - بولاية معسكر- الجزائر- ثم انتقل إلى تلمسان وحط رحاله عند الولي الصالح الشريف الحسني سيدي محمد بن يوسف السنوسي رضي الله عنه- المولود سنة 832هـ /1427 م المتوفى سنة 895هـ /1490م صاحب العقائد التوحيدية فقرأ عليه و استفاد من علومه الفاخرة، بعدئذ زوجه ابنته الشريفة سيدتنا ستي فاطمة فولدت له ولدين كريمين هما سيدي أمحمد بنعامر و سيدي إبراهيم ثم سارت إلى عفو الله فدفنها بأعالي مدينة تلمسان بالمزار المعروف إلى اليوم بـ:لالّة ستي...
ثم انتقل سيدي عامر بعد وفاة زوجته إلى بلاد بني يعقوب بنواحي الجعافرة بولاية سعيدة، ولسيدي عامر ولدين آخرين هما سيدي احمد المكنى بـ: بوحجر والذي سُُمي عليه "حمام بُوحجر" - غرب ولاية تموشنت حاليا- و سيدي عامر الحاج و المدفون بجبل لعمور بعين الفضة- ولاية تيارت- الجزائر- و هناك زاويته و أولاده يسمون - العوامير- الموجودين بـ:آفلو - ولاية الأغواط- الجزائر.
أما سيدي إبراهيم فانتقل إلى واد ملوية بالمغرب أين يوجد ضريحه اليوم، وأما سيدي أمحمد بنعامر فقد اخذ العلم بفاس عن المحاصي المدفون بباب لفتوح بفاس و زوجه ابنته السيدة يمينة و كانت تحفظ القرآن العظيم و لها معه الولي الصالح سيدي الحاج بن عامر و لقد دفن سيدي أمحمد بنعامر بـ: الشلالة القبلية - ولاية البيض- ثم نقله ابنه سيدي الحاج بن عامر قرب أبيه سيدي عامر باليعقوبية قرب مدينة سعيدة.
مولده رضي الله عنه:
ولد الشريف الجليل سيدي الحاج بن عامر سنة 881 هجرية الموافق لسنة 1473ميلادية، و نشأ على قراءة القرآن و العلوم الشرعية و كان يتردد بين مدينتي فاس و تلمسان لطلب العلم حتى أدرك منه ما أدرك إلى أن أصبح علامة زمانه و فريد عصره ثم انتقل إلى مدينة سعيدة و استقر بها و اشتهر بعلمه فيها شهرة كبيرة و تتلمذ على يده أُناس كثيرون أشهرهم تلميذه الولي الصالح أمحمد بلقاسم المدفون بـ:الحساسنة بولاية سعيدة - الجزائر- خرج سيدي الحاج بن عامر من سعيدة متذمرا و غير راض بحكم الأتراك و بظلمهم و قال "بلاد الترك متروكة و الله يا سعيدة انبدلك بسعيد" نسبة لواد سعيد و هو يقع بناحية عين العراك و سمي بهذا الاسم نسبة إلى القبيلة التي نزل بها سيدي الحاج بن عامر و المسماة عرب سعيد عتبة و هم من عرب هلال بني عامر الذين يقطنون بـ: ورقلة - الجزائر- و كان بيته قرب عين العراك بالمكان المسمى بوعتروس اين يوجد له مقام يزار إلى يومنا هذا، و من تلامذته بعد هجره سعيدة و أقربهم في خدمته سيدي محمد أزحيش من قبيلة بني عامر وهو جد القراوعية و هو مدفون بجوار سيدي الحاج بن عامر في قبته و بجوارهما سيدي علي الفرح احد أبناء الشيخ سيدي الحاج بن عامر رحمه الله.
كما تتلمذ على يده وفي بيته لمدة ثمانية سنوات سيدي عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ- حيث كان سدي الحاج بن عامر متزوج أخت سيدي الشيخ المسماة لاّلّة عائشة، و يحكى أن سيدي الشيخ جاء به والده يحمله و هو صغير إلى سيدي الحاج بن عامر للتبرك به فأخذه في ذراعيه و نفخ في فمه و قال لأبيه خذ إني أعطيته - الشبة- اذهب به إلى سيدي عبد الرحمن يعطيه السباغة أي أني بدأته و على سيدي عبد الرحمن أن ينهيه...و هكذا أخذ سيدي محمد بن سليمان بنصيحة سيد الحاج بن عامر و ذهب بابنه إلى الولي الصالح و العالم العلامة سيدي عبد الرحمن إلى بلاد واد الدرعة بالساقية الحمراء لتكتمل بذلك بداية سيدي الشيخ على طريق الولاية.
ذرية الولي الصالح سيدي الحاج بن عامر:
ترك سيدي الحاج بن عامر بعد وفاته ثلاثة أولاد و هم سيدي علي الفرح و سيدي أحمد و سيدي إبراهيم ومنهم تكاثرت ذريته رضي الله عنه وانتشرت في العديد من المدن و البلدان فمنهم الولي الصالح سيدي الحاج عيسى المولود سنة 1668 م بمدينة تلمسان و هو معروف كثيرا بالحاج عيسى لغواطي مؤسس مدينة الأغواط و دفينها و له مزار معروف في المدينة فهو صاحب كرامات عظام وكان له باع طويل في الإنشاد الملحون على طريق إشارة الأولياء و من أولاده قاض الأغواط الشيخ سيدي البشير بن احمد و ابن عمه سيدي محمد بن إبراهيم كان بمحكمة مسعد و من ذرية سيدي الحاج عيسى لغواطي فرع يسمون أولاد سيدي الحاج بن حليمة المدفون بالسوقر ولاية تيارت كذلك توجد فرقة من ذرية سيدي الحاج بن عامر بجيجل تعرف بـ:أولاد بوشريط منهم العلامة الجليل القاضي سيدي محمد بوشريط كان قاض بمدينة عنابة و فرقة بالجعافرة بولاية سعيدة و أخرى بسبدو بـ:أولاد ميمون بولاة تلمسان ومن ذريته رحمه الله فرقة بناحية البيض و بالتحديد ببلدية عين العراك تعرف بـ:أولاد سيدي الحاج بن عامر.
وفاته رضي الله عنه:
ضريح سيدي الحاج بن عامر
توفي الشريف الجليل الولي الصالح سيدي الحاج بن عامر رحمة الله عليه سنة 974 هجرية الموافق لسنة 1563 ميلادية عن عمر يناهز التسعين سنه رحمه الله وألحقنا به على كلمة لا اله إلا الله محمدا رسول الله. آمين آمين آمين.
مصدر الترجمة:
موقع الولي الصالح الشريف الجليل سيدي الحاج بن عامر
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم
معلوم ومعروف بأن القطب الرباني الولي الصالح شيخنا سيدي عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ قد تتلمذ على مجموعة مباركة من الشيوخ الفطاحل قبل أن يتتلمذ عن شيخه الشهير العارف بالله الولي الصالح سيدي أمحمد بن عبد الرحمان السهلي رضي الله عنه
________________________________
من شيوخه رحمه الله في بداية أمره
الولي الصالح الشريف الجليل سيدي الحاج بن عامر
نسب الولي سيدي الحاج بن عامر:
هو الشريف الحسني الجليل سيدي الحاج بن عامر ابن أمحمد بنعامر ابن عامر ابن عمران الصغير ابن عمران ابن محمد ابن عبد الرحمن ابن عبد الرحيم ابن الحسن ابن الحسين ابن بن عمران ابن الناصر ابن طلحة ابن موسى ابن احمد ابن إدريس الأصغر باني فاس و دفينها ابن إدريس الأكبر ابن عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن سيدي الإمام علي كرم الله وجهه و السيدة فاطمة الزهراء بنت سيد الوجود و حبيب الله سيدنا محمد ابن عبد الله خاتم الأنبياء و المرسلين عليه صلوات الله و سلامه.
النشأة و الحياة:
من فروع سيدي احمد ابن إدريس الأصغر سيدي عامر الذي نشأ بجبل لعمور و منه انتقل و استوطن في بلدة غريس - بولاية معسكر- الجزائر- ثم انتقل إلى تلمسان وحط رحاله عند الولي الصالح الشريف الحسني سيدي محمد بن يوسف السنوسي رضي الله عنه- المولود سنة 832هـ /1427 م المتوفى سنة 895هـ /1490م صاحب العقائد التوحيدية فقرأ عليه و استفاد من علومه الفاخرة، بعدئذ زوجه ابنته الشريفة سيدتنا ستي فاطمة فولدت له ولدين كريمين هما سيدي أمحمد بنعامر و سيدي إبراهيم ثم سارت إلى عفو الله فدفنها بأعالي مدينة تلمسان بالمزار المعروف إلى اليوم بـ:لالّة ستي...
ثم انتقل سيدي عامر بعد وفاة زوجته إلى بلاد بني يعقوب بنواحي الجعافرة بولاية سعيدة، ولسيدي عامر ولدين آخرين هما سيدي احمد المكنى بـ: بوحجر والذي سُُمي عليه "حمام بُوحجر" - غرب ولاية تموشنت حاليا- و سيدي عامر الحاج و المدفون بجبل لعمور بعين الفضة- ولاية تيارت- الجزائر- و هناك زاويته و أولاده يسمون - العوامير- الموجودين بـ:آفلو - ولاية الأغواط- الجزائر.
أما سيدي إبراهيم فانتقل إلى واد ملوية بالمغرب أين يوجد ضريحه اليوم، وأما سيدي أمحمد بنعامر فقد اخذ العلم بفاس عن المحاصي المدفون بباب لفتوح بفاس و زوجه ابنته السيدة يمينة و كانت تحفظ القرآن العظيم و لها معه الولي الصالح سيدي الحاج بن عامر و لقد دفن سيدي أمحمد بنعامر بـ: الشلالة القبلية - ولاية البيض- ثم نقله ابنه سيدي الحاج بن عامر قرب أبيه سيدي عامر باليعقوبية قرب مدينة سعيدة.
مولده رضي الله عنه:
ولد الشريف الجليل سيدي الحاج بن عامر سنة 881 هجرية الموافق لسنة 1473ميلادية، و نشأ على قراءة القرآن و العلوم الشرعية و كان يتردد بين مدينتي فاس و تلمسان لطلب العلم حتى أدرك منه ما أدرك إلى أن أصبح علامة زمانه و فريد عصره ثم انتقل إلى مدينة سعيدة و استقر بها و اشتهر بعلمه فيها شهرة كبيرة و تتلمذ على يده أُناس كثيرون أشهرهم تلميذه الولي الصالح أمحمد بلقاسم المدفون بـ:الحساسنة بولاية سعيدة - الجزائر- خرج سيدي الحاج بن عامر من سعيدة متذمرا و غير راض بحكم الأتراك و بظلمهم و قال "بلاد الترك متروكة و الله يا سعيدة انبدلك بسعيد" نسبة لواد سعيد و هو يقع بناحية عين العراك و سمي بهذا الاسم نسبة إلى القبيلة التي نزل بها سيدي الحاج بن عامر و المسماة عرب سعيد عتبة و هم من عرب هلال بني عامر الذين يقطنون بـ: ورقلة - الجزائر- و كان بيته قرب عين العراك بالمكان المسمى بوعتروس اين يوجد له مقام يزار إلى يومنا هذا، و من تلامذته بعد هجره سعيدة و أقربهم في خدمته سيدي محمد أزحيش من قبيلة بني عامر وهو جد القراوعية و هو مدفون بجوار سيدي الحاج بن عامر في قبته و بجوارهما سيدي علي الفرح احد أبناء الشيخ سيدي الحاج بن عامر رحمه الله.
كما تتلمذ على يده وفي بيته لمدة ثمانية سنوات سيدي عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ- حيث كان سدي الحاج بن عامر متزوج أخت سيدي الشيخ المسماة لاّلّة عائشة، و يحكى أن سيدي الشيخ جاء به والده يحمله و هو صغير إلى سيدي الحاج بن عامر للتبرك به فأخذه في ذراعيه و نفخ في فمه و قال لأبيه خذ إني أعطيته - الشبة- اذهب به إلى سيدي عبد الرحمن يعطيه السباغة أي أني بدأته و على سيدي عبد الرحمن أن ينهيه...و هكذا أخذ سيدي محمد بن سليمان بنصيحة سيد الحاج بن عامر و ذهب بابنه إلى الولي الصالح و العالم العلامة سيدي عبد الرحمن إلى بلاد واد الدرعة بالساقية الحمراء لتكتمل بذلك بداية سيدي الشيخ على طريق الولاية.
ذرية الولي الصالح سيدي الحاج بن عامر:
ترك سيدي الحاج بن عامر بعد وفاته ثلاثة أولاد و هم سيدي علي الفرح و سيدي أحمد و سيدي إبراهيم ومنهم تكاثرت ذريته رضي الله عنه وانتشرت في العديد من المدن و البلدان فمنهم الولي الصالح سيدي الحاج عيسى المولود سنة 1668 م بمدينة تلمسان و هو معروف كثيرا بالحاج عيسى لغواطي مؤسس مدينة الأغواط و دفينها و له مزار معروف في المدينة فهو صاحب كرامات عظام وكان له باع طويل في الإنشاد الملحون على طريق إشارة الأولياء و من أولاده قاض الأغواط الشيخ سيدي البشير بن احمد و ابن عمه سيدي محمد بن إبراهيم كان بمحكمة مسعد و من ذرية سيدي الحاج عيسى لغواطي فرع يسمون أولاد سيدي الحاج بن حليمة المدفون بالسوقر ولاية تيارت كذلك توجد فرقة من ذرية سيدي الحاج بن عامر بجيجل تعرف بـ:أولاد بوشريط منهم العلامة الجليل القاضي سيدي محمد بوشريط كان قاض بمدينة عنابة و فرقة بالجعافرة بولاية سعيدة و أخرى بسبدو بـ:أولاد ميمون بولاة تلمسان ومن ذريته رحمه الله فرقة بناحية البيض و بالتحديد ببلدية عين العراك تعرف بـ:أولاد سيدي الحاج بن عامر.
وفاته رضي الله عنه:
ضريح سيدي الحاج بن عامر
توفي الشريف الجليل الولي الصالح سيدي الحاج بن عامر رحمة الله عليه سنة 974 هجرية الموافق لسنة 1563 ميلادية عن عمر يناهز التسعين سنه رحمه الله وألحقنا به على كلمة لا اله إلا الله محمدا رسول الله. آمين آمين آمين.
مصدر الترجمة:
موقع الولي الصالح الشريف الجليل سيدي الحاج بن عامر
فقير بوشيخي- عضو مميز
- عدد الرسائل : 1413
الموقع : www.cheikhiyya.com
نقاط : 7546
تاريخ التسجيل : 29/04/2008
الدين يعجبه هذا الموضوع
رد: من شيوخ سيدي الشيخ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم
من رجالات التصوف بقورارة سيدي الحاج بلقاسم الجوراري
تقع مدينة تيميمون في الجنوب الجزائري في منطقة قورارة وهي تابعة لمثلث من ثلاث مدن وهي: أدرار وعين صالح تيميمون. بنيت المدينة في واحة تحمل نفس الاسم والبنايات الأصلية هي قصور مشيدة بالتراب والطين الأحمر على مرتفع. ويعود الوجود الفرنسي إلى بداية 1900 ويشهد على هذا ما شيده الفرنسيون في تلك الحقبة كباب السودان، مقر الدائرة.
وتعتبر زاوية سيدي الحاج بلقاسم من أشهر زاويا منطقة قورارة، وأكثرها أتباعا ومريدين، تعرف حضورا قويا في الإقليم.
أسسها الحاج بلقاسم بن الحسين الجوراري العثماني. وهو بلقاسم بن الحسين بن أعمر بن موسى بن لحسن بن يوسف بن داود بن محمد بن سلطان بن تميم بن أعمر بن ملوك بن موسى من مدان بن أدان بن سكناس بن مغروه بن قيس بن قيس بن محمد بن أمحمد المكـي بـن سعود بن أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين. وينتهي نسبه بذلك إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.
نزل أجداده الأوائـل بقصر "باملوك" ـ ويبدو أنه نسبة لأحد أجداده ـ، بناحيــة تيميمون، ثم تفرقوا عبر أقاليم توات: لغمارة بناحية بوده، تنيـلان بأدرار، ومهدية بأدرار، وزاوية الشيخ سيدي عبد القادر بفنوغيل، ولا تـزال ذريتهم موجودة ومعروفة بهاته القرى إلى الآن. ومـن أشهـر الذرية العثمانية اليوم بإقليم توات: الولي الصالح الشيخ الحـاج محمد بن الكبير رحمه الله.
أما أجداد الشيخ سيدي الحاج بلقاسم فانتقلوا من قصر "باملوك" إلـى قصـر "أوصيف" قرب الزاوية الحالية، حيث ولد.
أما تاريخ مولده فغير معروف، وهناك من الباحثين من جعله عام 921هـ= 1515.
تلقى العلم بمسقط رأسه عن والده وعن علماء المنطقة، ثم انتقل إلى مدينة "البيض" وأخذ عن علمائها، سافر بعدها إلى "تادلة" بني ملال بالمغرب الأقصى طلبا للعلم، وهناك درس على يد الشيخ علي بن إبراهيم، والد سيدي عمار الغريب من تنكرم.
أخذ الطريقة عن الشيخ علي بن إبراهيم عن شيخه سيدي عبد العزيز التباع عن شيخه مولاي محمد بن سليمان الجزولي. أذن له شيخه في العودة إلى بلاده، وتأسيس زاوية هناك.
أسس الشيخ زاويته التي تحمل اسمه الآن، وذلك في المكان المعروف قديما بـ "أزفافين"، وهي أرض تابعة لقبيلة "أولاد باهة"، التي ضعفت إلى حد أنه لم يبق منها إلا أسرة واحدة أو أسرتين، وبهذه الأرض استقر الحاج بلقاسم وأقام زاويته.
يقول أحد الباحثين: "وبعد رجوعه من المغرب نزل بالزاوية، وفتح بها مدرسته الشهيرة، وقصده الطلاب من كل حدب وصوب، ولقد بذل قصارى جهده لنشر العلم لأبنـاء المسلمين، ففتح الله عليه، وذاع صيته، وأصبح من أشهر علماء عصره، ولقد جمع بين العلم والتصوف".
وبقي مدرسا بها إلى أن وافته المنية، والزاوية قائمة إلى الآن وهي تحمل اسم القصر.
كان الحاج بلقاسم يكثر من ذكر الله في السر وفي العلن، وفي أوقات فراغه، ولا تزال خلوة الشيخ الحاج بلقاسم بالقرب من زاويته، شاهدة على تقواه وزهده وعبادته. وقد كان يكثر من ذكر الله ومن الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن أركان الطريقة الجزولية كثرة الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتاب دلائل الخيرات للجزولي هو أساس الطريقة.
زاويته:
تقع زاوية الحاج بلقاسم على مسافة ثلاثة أميال من مدينة تيميمون. ولا نعلم تحديدا تاريخ تأسيسها ولا تفيدنا المصادر بذلك، لكن نرجح أن ذلك كان في حوالي 960هـ= 1542م.
فقد عاد الحاج بلقاسم من تادلة بالمغرب في عام 950هـ= 1532م، واستقر سنوات بقصر بني مهلال مدرسا للقرآن الكريم، ثم انتقل بعد ذلك إلى منطقة "أزفافين" وبنى زاويته هناك.
ينقسم قصر زاوية الحاج بلقاسم إلى قسمين: اجنايين (الفوق) وادايين (الأسفل). وينقسم السكان بوضوح إلى حيين: مجموعات الذرية المنتمية لسيدي الحاج بلقاسم في الجنايين، وفي أدايين بقية السكان. ومجموعة الذرية القاطنة فوق هي وحدها التي ترث الزاوية.
والذي بنى جامع زاوية سيدي الحاج بلقاسم هو الحاج بومحمد وهو تلميذ الحاج بلقاسم.
تعاقب على رئاسة الزاوية سلالة الحاج بلقاسم، وعملوا على الحفاظ على تقاليد الزاوية.
ولا تزال هياكلها قائمة، داخل قصر زاوية الحاج بلقاسم، إلا المسجد الذي أعيد بناؤه من جديد، وهي وقف الآن على الزاوية، مفتوحة للجميع، وتقام فيها احتفالات السبوع.
ومقابل مسجد الزاوية يقع سكن الشيخ الحاج بلقاسم، وهو سكن واسع به عدة غرف، وطابق علوي، مما يدل على كثرة المقيمين به، وأخبرني الدليل الذي عرفني على المكان وهو من أبناء القصر، بأنه كانت تقيم به أسر من الأرامل واليتامى، تحت كفالة الحاج بلقاسم، بالرغم من فقره. ولعل أهم مكوناته هو الغرفة الخاصة بتلقين الذكر، وعقد حلقات الذكر، وتعليم مبادئ التصوف، والتي كان الحاج بلقاسم يجتمع فيها إلى خاصة طلبته، يلقي عليهم دروسا في التصوف. ويعقدون بها حلقات الذكر طبقا لمبادئ الطريقة الجزولية، التي تنص على الاكثار منها، والإعلاء من شأنها.
وخارج السكن نجد قاعة التدريس الكبرى، والتي أصبحت الآن محضرة لحفظ القرآن الكريم، لا يزال صغار القرية يحفظون بها القرآن الكريم باشراف شيخ الزاوية. مواصلة لنهج السلف الصالح. إلا أن دراسة العلوم الشرعية توقفت بها منذ زمن.
وبالقرب من مسجد الحاج بلقاسم، يقع ضريحه، الذي وصفه الشيخ مولاي أحمد الطاهري بقوله: "وقد بني على ضريحه قبة شامخة كبيرة"، وعند مدخله قبور المغاربة الذين كذبوا الحاج بلقاسم في رؤيته النبي صلى الله عليه وسلم. وإلى جانب ضريح الحاج بلقاسم توجد قبور ابنه الشيخ محمد وسلالته، وعلى مسافة منه تقع مقبرة أولاد باهة سكان المنطقة الأوائل الذين انقرضوا عن آخرهم ولم يبق منهم إلا مقبرتهم. حسب رواية الدليل ابن المنطقة.
وحين ضاقت الجهة بكثرة الطلبة والمريدين والأتباع، أسس أحفاد الحاج بلقاسم زاوية أخرى بمكان قريب من الزاوية الأم، يبدو أنه كان خارج القصر، أكثر رحابة وإتساعا، لكنه لا يعرف نفس الأهمية التي عرفتها الزاوية الأم لوجود المسجد والضريح والمحضرة بها.
طريقته:
تنتمي زاوية الحاج بلقاسم إلى الطريقة الجزولية، فقد أخذ الشيخ الحاج بلقاسم الطريقة عن الشيخ علي بن إبراهيم عن الشيخ عبد العزيز التباع، أحد كبار تلامذة الشيخ محمد بن سليمان الجزولي.
ومن أهم مبادئ الطريقة الجزولية: التمسك بالكتاب والسنة، وحدة الأمة الإسلامية، والقضاء على الخلافات. والتوبة من الذنوب والمعاصي والإكثار من أعمال البر وخدمة المجتمع. كما اشتهرت بكثرة الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وبمقاومة البدع، ومقاومة المحتل. وقد مر معنا الحديث عنها في الفصل السابق زاوية بادريان.
ويمكننا القول هنا أن الحاج بلقاسم من أوائل العلماء الذين تأثروا بالطريقة الجزولية ونقلوها إلى أرض توات وقاموا بنشرها الحاج بلقاسم، وجعل من زاويته مركزا لنشر الطريقة، والدعوة إليها.
سلسلة الطريق: أخذ الشيخ السيد الحاج بلقاسم بن الحسن عن شيخه السيد علي بن إبراهيم عن شيخه سيدي عبد العزيز التباع عن شيخه سيدي محمد بن سليمان الجزولي عن الشيخ سيدي أبي عبد الله أمغار الشريف عن الشيخ أبي عثمان سعيد الهرشان عن الشيخ أبي زيد عبد الرحمان الرجراجي عن الشيخ أبي الفضل الهندي عن الشيخ عنوس البدوي عن الشيخ أبي العباس القرفي عن الشيخ أبي عبد الله المغربي عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي عن سيد الشيوخ مولاي عبد السلام بن مشيش.
ترتكز قيم زاوية الحاج بلقاسم على مبادئ التعاون والتسامح وجمع الناس على كلمة واحدة.
حمل الحاج بلقاسم عبء الإصلاح ونشر الطريقة، وتخرج من زاويته كثير من العلماء.
من معاصريه بالمنطقة:
ولقد تزامن الشيخ سيدي الحاج بلقاسم مع كبار علماء المنطقة كالشيخ سيد أعمر الغريب دفين تنكرام بشروين، والشيخ سيدي عمر بن صالح الأنصاري الوقروتي، والشيخ سيدي عبد الله دفين أولاد عياش، والشيخ سيدي موسى أوالمسعود دفين تاسفاوت، ولقد صلى على هذا الأخير بعد وفاتـه، إمامـا الشيخ سيدي الحاج بلقاسم بوصية منه لأنها كانت تربطهـم مودة وثيقــة، وتزامن كذلك مع الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد بن بوسماحه وابنه سيد الحاج بحوص أحد تلامذة الشيخ سيدي الحاج أبو محمد الجزولي.
تلامذته:
وقد تخرج على يديه جل علماء المنطقة، ومن بينهم ابنه الوحيد سيدي محمد بن بلقاسم الذي أصبح من أشهـر علماء عصـره بعـد والده، ومن أشهر تلامذته الشيخ سيدي الحاج بو محمد الجزولي دفين تابلكوزه، وسيدي أحمـد بن يوسف دفين ماسين، وسيدي العباد دفين أولاد عيسى الذي أمـره سيد الحاج بلقاسم بالصعود للمنبر لأداء الخطبة وصلاة الجمعة في الوقت الذي كان الناس في المسجد ينتظرون من يؤمهم فصعد المنبر وهـو في ريعان شبابه، وأتى بالخطبة باللغة العربية الفصحاء وبالقافيـة يعجـز عـن الإتيــان بمثلها العلماء الفطاحل، وذلك فضل الله يوتيه من يشاء و الله ذو الفضــل العظيم.
من أشهر الذين تخرجوا من زاويته أيضا زمن الشيخ الحاج بلقاسم: الشيخ عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ (ت 1616م).
مؤلفاته:
وللشيخ سيد الحاج بلقاسم عدة مؤلفات: في التصوف، والتوحيد، والأذكار والصلاة على النبي المختار، عليه الصلاة والسلام، نذكر منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر: كتاب منهاج السالكين، وهو كتاب في التصوف، تضمن نصائح وتوجيهات صوفية للمريدين، توجد نسخة منه بخزانة زاوية الحاج بلقاسم بتميميون. نسخت 1095هـ بخط الشيخ محمد بن أحمد الجوراري الوجداوي الدار. ومنها أيضا: منظومة في التوسل، ديوان المدائح الدينية، وكتـاب الحج.
ومدائح الشيخ الدينية تقرأ كل عام في مساجد المنطقة طيلـة شهر المولد النبوي وخاصة يوم مولده صلى الله عليه وسلم ويـوم أسبوع مولده.
ومن أشعاره هذه القصيدة التي نظمها في علم التوحيد، وهي من الشعر الملحون والتي مطلعها:
نستفتح باسم الله والنبي الأواه لا إله إلا الله القديم الأزلي
أعوذ برب الناس من نزغات الوسواس يلقي في قلوب الناس ما لا يرضاه العالي
بسم الله قل ابتديت وبالمنزول اهتديت وبالرسول اقتديت وإن جهلتَ فاسأل.
ركب الحجيج:
أصبحت زاوية الحاج بلقاسم، موضع تجمع القورايين الراغبين في أداء فريضة الحج. وأصبح الحاج بلقاسم شيخ الركب وقائد فريق الحجيج. "أسندت إليه مهمة ركب الحجاج في عصره فكان يترأس وفد حجاج بيت الله الحرام عدة سنوات، يعلم المجاهدين منهم، وينفق على الفقراء منهم، ويواسي الضعفاء، فكان هو المرشد، والمعلم والممرض، والمساعد، ولم يشغله ذلك كله عن التدريس والتعليم، والتأليف وإصلاح ذات البين".
وقد اجتمعت إحدى المرات في هذا الركب عدة شخصيات: الحاج بومحمد، الحاج بلغيث، سيدي عباد، سيدي عدة، سيدي الحاج الصوفي، سيدي الحاج لحسن الجنتوري، سيدي عمر الوقروتي، والحاج محمد بن صالح البلبالي.
الاحتفال بالسبوع:
ومن آثاره أيضا الاحتفال بالسبوع، حيث بعث إلى جميع علماء وأعيان القصور المجاورة وجمعهم على مأدبة غداء، وأخبرهم بعزمه على تأسيس احتفالية أسبوع المولد النبوي الشريف، وبعد المأدبة حسبما تذكر الرواية الشفوية، رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: صدقت يا أبا القاسم بارك الله فيك.
لقد كانت بداية الاحتفال بهاته المناسبة الطيبة باستخارة مـن الشيخ سيد الحاج بلقاسم وبإلهام من الله عز وجل بعد ذلك. وكان الاحتفال في بداية الأمر مخصصا لملتقى علماء المنطقة بهاتـه الزاوية تحت إشراف سيدي الحاج بلقاسم وذلك لمعالجة مشاكـــل الأفراد والجماعات، وإصدار الفتاوى، وإصلاح ذات البين، وتــلاوة القرآن في المساجد، وإلقاء الدروس الدينية، والسيرة النبوية.
ومع مرور الزمن أصبح الإحتفال بهاته المناسبة يتمثل في تلاوة القرآن، وقراءة المدائح الدينية، ويختم بالملتقى الكبير في الزاوية، ذلك الملتقى الذي تحضره عدة وفود نظامية تحمل الرايات، وزوار فرادى وجماعات من هنا وهناك.
وتلك الرايات التي نراها في الملتقى تمثـل تلامذة الشيخ والعلماء الذيــن عاصروه، وكل راية تمثل شخصية من تلك الشخصيات الصوفية، ففيها راية الشيخ سيدي الحاج أبو أمحمـد، يأتي بها الأحفاد والمحبون والأتباع من تابلكوزة، ويمرون بعدة قصور إلى أن يصلوا إلى أولاد سعيد حيـث يوجد ضريح سيدي أحمد بن بوبكر والـد سيد الحاج أبو محمد، ومـن أولاد سعيد ينتقلون إلى قصر ماسين عشيـة أسبوع المولد، ثم إلى تيميمون ثـم إلى الزاوية وتصحبهم راية سيدي أحمد بن بوبكر من أولاد سعيد، وراية سيـدي عبد الله من أولاد عياش، وشعـار هاته الفرقة عند حلولهم للحفرة: يا رسول الله، يا رسول الله.
وتدخل الحفرة كذلك وفود تيميمون حاملين لراية سيدي عثمان ورايـــة الشيخ مولاي الطيب الوزاني وشعارهم: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله. وتدخل الحفرة من الجانب الآخر وفود الزاوية والقصور المجاورة لهــا حاملين راية سيدي الحاج بلقاسم وراية سيدي العباد وراية سيدي إبراهيــم وراية سيدي يدا من أمساهل، ورايات تمثل أحفاد الشيخ سيدي الحاج بلقاسم وشعار هذه الجماعة: بسم الله، بسم الله، بسم الله، ما أفضل بسم الله.
ويشمل الاحتفال بهاته المناسبة تلاوة القرآن جماعيا في المساجد من البداية إلى النهاية، ابتداء من صلاة العصر، واختتاما من بعد طلوع شمـس اليوم الموالي، وذلك في عدة مساجد بمدينة تيميمون.
ففي أول يوم من الاحتفـال وذلك يوم 16 ربيع الأول تكـون تـلاوة القـرآن بمسجد سيد الشيخ بتيميمون.
وفي اليوم الثاني17 ربيع الأول تكون تلاوة القرآن بمسجد البركـــة بماسين قرب تيميمون.
وفي اليوم الثالث تكون تلاوة القرآن بالجامع الكبير بزاويـة الشيخ سيـدي الحاج بلقاسم وتبدأ التلاوة بعد صلاة الظهر مباشرة لكنها تتوقف ساعـة ما بين صلاة العصر وصلاة المغرب ليحضر القراء الملتقى الكبير بالحفرة ثم تستأنف التلاوة بعد صلاة المغرب مباشرة وتستمر القراءة إلى صبـاح اليوم الموالي.
وفي صباح يوم 18 ربيع الأول وهو يوم الملتقى الكبير تدخـل وفــود الزائرين إلى تيميمون ويلتقي الجميع بعد صلاة الظهر مباشرة في المكان المسمى "أجبل الحضرة"، ذلك الجبل الذي لازال باقيا على حالته أرضا بيضاء شاسعة، مخصصة لهذا الملتقى منذ عدة سنوات، وتطلق فيه طلقات البارود الجماعية بدون طبل ولا رقص أمام الرايات التي تمثل الجهـة الشرقيــة لمنطقة تيميمون.
وبعـد صلاة العصر مباشرة تنطلـق منـه الوفـود والزائـرون أفرادا وجماعات مشاة وركبانا إلى الحفـرة بزاوية سيد الحاج بلقاسم. والملتقى الكبير بالحفرة لا يستغرق أكثـر مـن ساعة، لكنها تجتمع فيه عشرات آلاف من الزائرين والزائرات،
وبكثرة الزوار المتزايدين عاما بعد عام أصبح من الصعب على المنظمين التحكم في الأمر وإبقاء الأمر على ما كان عليه ولذلك أصبح الملتقى فـي الحفرة في نظر البعض شكليا فقط ولا أهمية له.
توفي الحاج بلقاسم عام 997هـ= 1589م بالقصر الذي نشأ فيه. ودفن بزاويته وعليه قبة تزار.
ترك الحاج بلقاسم ولدا وبنتا على الأقل:
1 ـ لالا زينب: وأنجبت ولدا يحمل اسم سيدي عبد الله، الذي هو ولي عند أولاد عياش، وهي قبيلة عربية مستقرة بين أنقلو وتيقانت في شمال قورارة.
2 ـ سيدي عبد العزيز: وهو والد سيدي محمد (ت 1064ه= 1654م) بن سيدي عبد العزيز، أخذ العلم عن الشيخ الحاج بومحمد (ت 1036هـ= 1627م) بزاويته بتبلكوزة، وتخرج على يديه، ثم تولى التدريس بزاوية جده. ومن الذين أخذوا عنه الشيخ إبراهيم بن أحمد بن موسى أوالمسعود (ت 1107ه= 1695م)، حفيد الشيخ موسى أو المسعود.
قال عنه الشيخ مولاي أحمد الطاهري: "ويوجد بقرب تيميمون قرية تسمى زاوية سيدي الحاج بلقاسم نسبة إلى الولي الصالح الشهير محب النبي البشير صلى الله عليه وسلم، سيدي الحاج أبي القاسم الذي ملأت أنواره وأسراره تلك النواحي القريبة والبعيدة، وقد بني على ضريحه قبة شامخة كبيرة، وتقام له زيارة فاخرة في شهر ربيع الأول النبوي من كل سنة تشد لها الرحال من جميع الأقطار والأمصار. ولهذا الولي الصالح أنوار وأسرار ولا غرو فإنه محب الرسول صلى الله عليه وسلم وزاويته قائمة على المعروف والخير وإطعام الطعام وذريته معروفون ومشهورون بمحبة أهل البيت الشريف لا فرق عندهم بين الشريف الفقير أو الغني ولا الكبير أو الصغير وهم على ذلك إلى اليوم وقـد شاهدنا ذلك منهم".
المصدر
مدونة القاسمي صاحب النص الأخ عبد المنعم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم
من رجالات التصوف بقورارة سيدي الحاج بلقاسم الجوراري
تقع مدينة تيميمون في الجنوب الجزائري في منطقة قورارة وهي تابعة لمثلث من ثلاث مدن وهي: أدرار وعين صالح تيميمون. بنيت المدينة في واحة تحمل نفس الاسم والبنايات الأصلية هي قصور مشيدة بالتراب والطين الأحمر على مرتفع. ويعود الوجود الفرنسي إلى بداية 1900 ويشهد على هذا ما شيده الفرنسيون في تلك الحقبة كباب السودان، مقر الدائرة.
وتعتبر زاوية سيدي الحاج بلقاسم من أشهر زاويا منطقة قورارة، وأكثرها أتباعا ومريدين، تعرف حضورا قويا في الإقليم.
أسسها الحاج بلقاسم بن الحسين الجوراري العثماني. وهو بلقاسم بن الحسين بن أعمر بن موسى بن لحسن بن يوسف بن داود بن محمد بن سلطان بن تميم بن أعمر بن ملوك بن موسى من مدان بن أدان بن سكناس بن مغروه بن قيس بن قيس بن محمد بن أمحمد المكـي بـن سعود بن أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين. وينتهي نسبه بذلك إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.
نزل أجداده الأوائـل بقصر "باملوك" ـ ويبدو أنه نسبة لأحد أجداده ـ، بناحيــة تيميمون، ثم تفرقوا عبر أقاليم توات: لغمارة بناحية بوده، تنيـلان بأدرار، ومهدية بأدرار، وزاوية الشيخ سيدي عبد القادر بفنوغيل، ولا تـزال ذريتهم موجودة ومعروفة بهاته القرى إلى الآن. ومـن أشهـر الذرية العثمانية اليوم بإقليم توات: الولي الصالح الشيخ الحـاج محمد بن الكبير رحمه الله.
أما أجداد الشيخ سيدي الحاج بلقاسم فانتقلوا من قصر "باملوك" إلـى قصـر "أوصيف" قرب الزاوية الحالية، حيث ولد.
أما تاريخ مولده فغير معروف، وهناك من الباحثين من جعله عام 921هـ= 1515.
تلقى العلم بمسقط رأسه عن والده وعن علماء المنطقة، ثم انتقل إلى مدينة "البيض" وأخذ عن علمائها، سافر بعدها إلى "تادلة" بني ملال بالمغرب الأقصى طلبا للعلم، وهناك درس على يد الشيخ علي بن إبراهيم، والد سيدي عمار الغريب من تنكرم.
أخذ الطريقة عن الشيخ علي بن إبراهيم عن شيخه سيدي عبد العزيز التباع عن شيخه مولاي محمد بن سليمان الجزولي. أذن له شيخه في العودة إلى بلاده، وتأسيس زاوية هناك.
أسس الشيخ زاويته التي تحمل اسمه الآن، وذلك في المكان المعروف قديما بـ "أزفافين"، وهي أرض تابعة لقبيلة "أولاد باهة"، التي ضعفت إلى حد أنه لم يبق منها إلا أسرة واحدة أو أسرتين، وبهذه الأرض استقر الحاج بلقاسم وأقام زاويته.
يقول أحد الباحثين: "وبعد رجوعه من المغرب نزل بالزاوية، وفتح بها مدرسته الشهيرة، وقصده الطلاب من كل حدب وصوب، ولقد بذل قصارى جهده لنشر العلم لأبنـاء المسلمين، ففتح الله عليه، وذاع صيته، وأصبح من أشهر علماء عصره، ولقد جمع بين العلم والتصوف".
وبقي مدرسا بها إلى أن وافته المنية، والزاوية قائمة إلى الآن وهي تحمل اسم القصر.
كان الحاج بلقاسم يكثر من ذكر الله في السر وفي العلن، وفي أوقات فراغه، ولا تزال خلوة الشيخ الحاج بلقاسم بالقرب من زاويته، شاهدة على تقواه وزهده وعبادته. وقد كان يكثر من ذكر الله ومن الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن أركان الطريقة الجزولية كثرة الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتاب دلائل الخيرات للجزولي هو أساس الطريقة.
زاويته:
تقع زاوية الحاج بلقاسم على مسافة ثلاثة أميال من مدينة تيميمون. ولا نعلم تحديدا تاريخ تأسيسها ولا تفيدنا المصادر بذلك، لكن نرجح أن ذلك كان في حوالي 960هـ= 1542م.
فقد عاد الحاج بلقاسم من تادلة بالمغرب في عام 950هـ= 1532م، واستقر سنوات بقصر بني مهلال مدرسا للقرآن الكريم، ثم انتقل بعد ذلك إلى منطقة "أزفافين" وبنى زاويته هناك.
ينقسم قصر زاوية الحاج بلقاسم إلى قسمين: اجنايين (الفوق) وادايين (الأسفل). وينقسم السكان بوضوح إلى حيين: مجموعات الذرية المنتمية لسيدي الحاج بلقاسم في الجنايين، وفي أدايين بقية السكان. ومجموعة الذرية القاطنة فوق هي وحدها التي ترث الزاوية.
والذي بنى جامع زاوية سيدي الحاج بلقاسم هو الحاج بومحمد وهو تلميذ الحاج بلقاسم.
تعاقب على رئاسة الزاوية سلالة الحاج بلقاسم، وعملوا على الحفاظ على تقاليد الزاوية.
ولا تزال هياكلها قائمة، داخل قصر زاوية الحاج بلقاسم، إلا المسجد الذي أعيد بناؤه من جديد، وهي وقف الآن على الزاوية، مفتوحة للجميع، وتقام فيها احتفالات السبوع.
ومقابل مسجد الزاوية يقع سكن الشيخ الحاج بلقاسم، وهو سكن واسع به عدة غرف، وطابق علوي، مما يدل على كثرة المقيمين به، وأخبرني الدليل الذي عرفني على المكان وهو من أبناء القصر، بأنه كانت تقيم به أسر من الأرامل واليتامى، تحت كفالة الحاج بلقاسم، بالرغم من فقره. ولعل أهم مكوناته هو الغرفة الخاصة بتلقين الذكر، وعقد حلقات الذكر، وتعليم مبادئ التصوف، والتي كان الحاج بلقاسم يجتمع فيها إلى خاصة طلبته، يلقي عليهم دروسا في التصوف. ويعقدون بها حلقات الذكر طبقا لمبادئ الطريقة الجزولية، التي تنص على الاكثار منها، والإعلاء من شأنها.
وخارج السكن نجد قاعة التدريس الكبرى، والتي أصبحت الآن محضرة لحفظ القرآن الكريم، لا يزال صغار القرية يحفظون بها القرآن الكريم باشراف شيخ الزاوية. مواصلة لنهج السلف الصالح. إلا أن دراسة العلوم الشرعية توقفت بها منذ زمن.
وبالقرب من مسجد الحاج بلقاسم، يقع ضريحه، الذي وصفه الشيخ مولاي أحمد الطاهري بقوله: "وقد بني على ضريحه قبة شامخة كبيرة"، وعند مدخله قبور المغاربة الذين كذبوا الحاج بلقاسم في رؤيته النبي صلى الله عليه وسلم. وإلى جانب ضريح الحاج بلقاسم توجد قبور ابنه الشيخ محمد وسلالته، وعلى مسافة منه تقع مقبرة أولاد باهة سكان المنطقة الأوائل الذين انقرضوا عن آخرهم ولم يبق منهم إلا مقبرتهم. حسب رواية الدليل ابن المنطقة.
وحين ضاقت الجهة بكثرة الطلبة والمريدين والأتباع، أسس أحفاد الحاج بلقاسم زاوية أخرى بمكان قريب من الزاوية الأم، يبدو أنه كان خارج القصر، أكثر رحابة وإتساعا، لكنه لا يعرف نفس الأهمية التي عرفتها الزاوية الأم لوجود المسجد والضريح والمحضرة بها.
طريقته:
تنتمي زاوية الحاج بلقاسم إلى الطريقة الجزولية، فقد أخذ الشيخ الحاج بلقاسم الطريقة عن الشيخ علي بن إبراهيم عن الشيخ عبد العزيز التباع، أحد كبار تلامذة الشيخ محمد بن سليمان الجزولي.
ومن أهم مبادئ الطريقة الجزولية: التمسك بالكتاب والسنة، وحدة الأمة الإسلامية، والقضاء على الخلافات. والتوبة من الذنوب والمعاصي والإكثار من أعمال البر وخدمة المجتمع. كما اشتهرت بكثرة الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وبمقاومة البدع، ومقاومة المحتل. وقد مر معنا الحديث عنها في الفصل السابق زاوية بادريان.
ويمكننا القول هنا أن الحاج بلقاسم من أوائل العلماء الذين تأثروا بالطريقة الجزولية ونقلوها إلى أرض توات وقاموا بنشرها الحاج بلقاسم، وجعل من زاويته مركزا لنشر الطريقة، والدعوة إليها.
سلسلة الطريق: أخذ الشيخ السيد الحاج بلقاسم بن الحسن عن شيخه السيد علي بن إبراهيم عن شيخه سيدي عبد العزيز التباع عن شيخه سيدي محمد بن سليمان الجزولي عن الشيخ سيدي أبي عبد الله أمغار الشريف عن الشيخ أبي عثمان سعيد الهرشان عن الشيخ أبي زيد عبد الرحمان الرجراجي عن الشيخ أبي الفضل الهندي عن الشيخ عنوس البدوي عن الشيخ أبي العباس القرفي عن الشيخ أبي عبد الله المغربي عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي عن سيد الشيوخ مولاي عبد السلام بن مشيش.
ترتكز قيم زاوية الحاج بلقاسم على مبادئ التعاون والتسامح وجمع الناس على كلمة واحدة.
حمل الحاج بلقاسم عبء الإصلاح ونشر الطريقة، وتخرج من زاويته كثير من العلماء.
من معاصريه بالمنطقة:
ولقد تزامن الشيخ سيدي الحاج بلقاسم مع كبار علماء المنطقة كالشيخ سيد أعمر الغريب دفين تنكرام بشروين، والشيخ سيدي عمر بن صالح الأنصاري الوقروتي، والشيخ سيدي عبد الله دفين أولاد عياش، والشيخ سيدي موسى أوالمسعود دفين تاسفاوت، ولقد صلى على هذا الأخير بعد وفاتـه، إمامـا الشيخ سيدي الحاج بلقاسم بوصية منه لأنها كانت تربطهـم مودة وثيقــة، وتزامن كذلك مع الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد بن بوسماحه وابنه سيد الحاج بحوص أحد تلامذة الشيخ سيدي الحاج أبو محمد الجزولي.
تلامذته:
وقد تخرج على يديه جل علماء المنطقة، ومن بينهم ابنه الوحيد سيدي محمد بن بلقاسم الذي أصبح من أشهـر علماء عصـره بعـد والده، ومن أشهر تلامذته الشيخ سيدي الحاج بو محمد الجزولي دفين تابلكوزه، وسيدي أحمـد بن يوسف دفين ماسين، وسيدي العباد دفين أولاد عيسى الذي أمـره سيد الحاج بلقاسم بالصعود للمنبر لأداء الخطبة وصلاة الجمعة في الوقت الذي كان الناس في المسجد ينتظرون من يؤمهم فصعد المنبر وهـو في ريعان شبابه، وأتى بالخطبة باللغة العربية الفصحاء وبالقافيـة يعجـز عـن الإتيــان بمثلها العلماء الفطاحل، وذلك فضل الله يوتيه من يشاء و الله ذو الفضــل العظيم.
من أشهر الذين تخرجوا من زاويته أيضا زمن الشيخ الحاج بلقاسم: الشيخ عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ (ت 1616م).
مؤلفاته:
وللشيخ سيد الحاج بلقاسم عدة مؤلفات: في التصوف، والتوحيد، والأذكار والصلاة على النبي المختار، عليه الصلاة والسلام، نذكر منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر: كتاب منهاج السالكين، وهو كتاب في التصوف، تضمن نصائح وتوجيهات صوفية للمريدين، توجد نسخة منه بخزانة زاوية الحاج بلقاسم بتميميون. نسخت 1095هـ بخط الشيخ محمد بن أحمد الجوراري الوجداوي الدار. ومنها أيضا: منظومة في التوسل، ديوان المدائح الدينية، وكتـاب الحج.
ومدائح الشيخ الدينية تقرأ كل عام في مساجد المنطقة طيلـة شهر المولد النبوي وخاصة يوم مولده صلى الله عليه وسلم ويـوم أسبوع مولده.
ومن أشعاره هذه القصيدة التي نظمها في علم التوحيد، وهي من الشعر الملحون والتي مطلعها:
نستفتح باسم الله والنبي الأواه لا إله إلا الله القديم الأزلي
أعوذ برب الناس من نزغات الوسواس يلقي في قلوب الناس ما لا يرضاه العالي
بسم الله قل ابتديت وبالمنزول اهتديت وبالرسول اقتديت وإن جهلتَ فاسأل.
ركب الحجيج:
أصبحت زاوية الحاج بلقاسم، موضع تجمع القورايين الراغبين في أداء فريضة الحج. وأصبح الحاج بلقاسم شيخ الركب وقائد فريق الحجيج. "أسندت إليه مهمة ركب الحجاج في عصره فكان يترأس وفد حجاج بيت الله الحرام عدة سنوات، يعلم المجاهدين منهم، وينفق على الفقراء منهم، ويواسي الضعفاء، فكان هو المرشد، والمعلم والممرض، والمساعد، ولم يشغله ذلك كله عن التدريس والتعليم، والتأليف وإصلاح ذات البين".
وقد اجتمعت إحدى المرات في هذا الركب عدة شخصيات: الحاج بومحمد، الحاج بلغيث، سيدي عباد، سيدي عدة، سيدي الحاج الصوفي، سيدي الحاج لحسن الجنتوري، سيدي عمر الوقروتي، والحاج محمد بن صالح البلبالي.
الاحتفال بالسبوع:
ومن آثاره أيضا الاحتفال بالسبوع، حيث بعث إلى جميع علماء وأعيان القصور المجاورة وجمعهم على مأدبة غداء، وأخبرهم بعزمه على تأسيس احتفالية أسبوع المولد النبوي الشريف، وبعد المأدبة حسبما تذكر الرواية الشفوية، رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: صدقت يا أبا القاسم بارك الله فيك.
لقد كانت بداية الاحتفال بهاته المناسبة الطيبة باستخارة مـن الشيخ سيد الحاج بلقاسم وبإلهام من الله عز وجل بعد ذلك. وكان الاحتفال في بداية الأمر مخصصا لملتقى علماء المنطقة بهاتـه الزاوية تحت إشراف سيدي الحاج بلقاسم وذلك لمعالجة مشاكـــل الأفراد والجماعات، وإصدار الفتاوى، وإصلاح ذات البين، وتــلاوة القرآن في المساجد، وإلقاء الدروس الدينية، والسيرة النبوية.
ومع مرور الزمن أصبح الإحتفال بهاته المناسبة يتمثل في تلاوة القرآن، وقراءة المدائح الدينية، ويختم بالملتقى الكبير في الزاوية، ذلك الملتقى الذي تحضره عدة وفود نظامية تحمل الرايات، وزوار فرادى وجماعات من هنا وهناك.
وتلك الرايات التي نراها في الملتقى تمثـل تلامذة الشيخ والعلماء الذيــن عاصروه، وكل راية تمثل شخصية من تلك الشخصيات الصوفية، ففيها راية الشيخ سيدي الحاج أبو أمحمـد، يأتي بها الأحفاد والمحبون والأتباع من تابلكوزة، ويمرون بعدة قصور إلى أن يصلوا إلى أولاد سعيد حيـث يوجد ضريح سيدي أحمد بن بوبكر والـد سيد الحاج أبو محمد، ومـن أولاد سعيد ينتقلون إلى قصر ماسين عشيـة أسبوع المولد، ثم إلى تيميمون ثـم إلى الزاوية وتصحبهم راية سيدي أحمد بن بوبكر من أولاد سعيد، وراية سيـدي عبد الله من أولاد عياش، وشعـار هاته الفرقة عند حلولهم للحفرة: يا رسول الله، يا رسول الله.
وتدخل الحفرة كذلك وفود تيميمون حاملين لراية سيدي عثمان ورايـــة الشيخ مولاي الطيب الوزاني وشعارهم: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله. وتدخل الحفرة من الجانب الآخر وفود الزاوية والقصور المجاورة لهــا حاملين راية سيدي الحاج بلقاسم وراية سيدي العباد وراية سيدي إبراهيــم وراية سيدي يدا من أمساهل، ورايات تمثل أحفاد الشيخ سيدي الحاج بلقاسم وشعار هذه الجماعة: بسم الله، بسم الله، بسم الله، ما أفضل بسم الله.
ويشمل الاحتفال بهاته المناسبة تلاوة القرآن جماعيا في المساجد من البداية إلى النهاية، ابتداء من صلاة العصر، واختتاما من بعد طلوع شمـس اليوم الموالي، وذلك في عدة مساجد بمدينة تيميمون.
ففي أول يوم من الاحتفـال وذلك يوم 16 ربيع الأول تكـون تـلاوة القـرآن بمسجد سيد الشيخ بتيميمون.
وفي اليوم الثاني17 ربيع الأول تكون تلاوة القرآن بمسجد البركـــة بماسين قرب تيميمون.
وفي اليوم الثالث تكون تلاوة القرآن بالجامع الكبير بزاويـة الشيخ سيـدي الحاج بلقاسم وتبدأ التلاوة بعد صلاة الظهر مباشرة لكنها تتوقف ساعـة ما بين صلاة العصر وصلاة المغرب ليحضر القراء الملتقى الكبير بالحفرة ثم تستأنف التلاوة بعد صلاة المغرب مباشرة وتستمر القراءة إلى صبـاح اليوم الموالي.
وفي صباح يوم 18 ربيع الأول وهو يوم الملتقى الكبير تدخـل وفــود الزائرين إلى تيميمون ويلتقي الجميع بعد صلاة الظهر مباشرة في المكان المسمى "أجبل الحضرة"، ذلك الجبل الذي لازال باقيا على حالته أرضا بيضاء شاسعة، مخصصة لهذا الملتقى منذ عدة سنوات، وتطلق فيه طلقات البارود الجماعية بدون طبل ولا رقص أمام الرايات التي تمثل الجهـة الشرقيــة لمنطقة تيميمون.
وبعـد صلاة العصر مباشرة تنطلـق منـه الوفـود والزائـرون أفرادا وجماعات مشاة وركبانا إلى الحفـرة بزاوية سيد الحاج بلقاسم. والملتقى الكبير بالحفرة لا يستغرق أكثـر مـن ساعة، لكنها تجتمع فيه عشرات آلاف من الزائرين والزائرات،
وبكثرة الزوار المتزايدين عاما بعد عام أصبح من الصعب على المنظمين التحكم في الأمر وإبقاء الأمر على ما كان عليه ولذلك أصبح الملتقى فـي الحفرة في نظر البعض شكليا فقط ولا أهمية له.
توفي الحاج بلقاسم عام 997هـ= 1589م بالقصر الذي نشأ فيه. ودفن بزاويته وعليه قبة تزار.
ترك الحاج بلقاسم ولدا وبنتا على الأقل:
1 ـ لالا زينب: وأنجبت ولدا يحمل اسم سيدي عبد الله، الذي هو ولي عند أولاد عياش، وهي قبيلة عربية مستقرة بين أنقلو وتيقانت في شمال قورارة.
2 ـ سيدي عبد العزيز: وهو والد سيدي محمد (ت 1064ه= 1654م) بن سيدي عبد العزيز، أخذ العلم عن الشيخ الحاج بومحمد (ت 1036هـ= 1627م) بزاويته بتبلكوزة، وتخرج على يديه، ثم تولى التدريس بزاوية جده. ومن الذين أخذوا عنه الشيخ إبراهيم بن أحمد بن موسى أوالمسعود (ت 1107ه= 1695م)، حفيد الشيخ موسى أو المسعود.
قال عنه الشيخ مولاي أحمد الطاهري: "ويوجد بقرب تيميمون قرية تسمى زاوية سيدي الحاج بلقاسم نسبة إلى الولي الصالح الشهير محب النبي البشير صلى الله عليه وسلم، سيدي الحاج أبي القاسم الذي ملأت أنواره وأسراره تلك النواحي القريبة والبعيدة، وقد بني على ضريحه قبة شامخة كبيرة، وتقام له زيارة فاخرة في شهر ربيع الأول النبوي من كل سنة تشد لها الرحال من جميع الأقطار والأمصار. ولهذا الولي الصالح أنوار وأسرار ولا غرو فإنه محب الرسول صلى الله عليه وسلم وزاويته قائمة على المعروف والخير وإطعام الطعام وذريته معروفون ومشهورون بمحبة أهل البيت الشريف لا فرق عندهم بين الشريف الفقير أو الغني ولا الكبير أو الصغير وهم على ذلك إلى اليوم وقـد شاهدنا ذلك منهم".
المصدر
مدونة القاسمي صاحب النص الأخ عبد المنعم
فقير بوشيخي- عضو مميز
- عدد الرسائل : 1413
الموقع : www.cheikhiyya.com
نقاط : 7546
تاريخ التسجيل : 29/04/2008
رد: من شيوخ سيدي الشيخ
معلومات قيمة بارك الله فيك سيدي فقير بوشيخي
دين نعيمي- مراقب عام
- عدد الرسائل : 4330
العمر : 84
نقاط : 9777
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
رد: من شيوخ سيدي الشيخ
بسم الله والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد وعلى أله وصحبه
السلام عليكم وبارك الله فيك اخي المقد السيّد مصطفى بوشيخي، على الكثير من المساهمات التي كتبتها في منتدى سيِّدي الشيخ هذا، ومنها هذا المقال المنقول عن مدونة القاسمي، لكن فيه خطأ وحيد، وهو أنه اعتبر أن سيِّدي الشيخ عبدالقادر بن محمد رضي الله عنه من تلامذة الشيخ سيِّدي الحاج بلقاسم رحمه الله ورضي عنه، وهذا لم يصح ولم نسمعه أبداً، وأنا أقيم بتوات وقورارة وقد كبرنا هنا في تيميمون وكنا نذهب للحفرة يوم أسبوع المولد النبويّ الشريف منذ بداية السبعينات وزرت شيخها ومقدمها أول مرة قبيل الأسبوع مع أخي محمد وبعض الأصدقاء حوالي سنة 1977م وكان عند أحدنا كاميرا سيبر.8 عند الحاج حمزة رحمه الله وكان يسجل بعد الأثار ووجدناهم في وسط الزاوية بقصر سيّدي الحاج بلقاسم يراجعون بعض المخطوطات وينقلون، فطلبوا منا المساهمة ونقل صفحات من المخطوطات ونسخها فكتبنا معهم قليلا،،، يعني أنا أعرف الزاوية والمنطقة جيدا ولم يقل لنا المشايخ ولا زوانا لا في قورارة ولا في الأبيض، أن سيّدي الشيخ عبدالقادر بن محمد، تلميذ لسيّدي الحاج بلقاسم، رحمهم الله، أبداً... لـــكــــن حدثت بينهم مقولات تبادلاها عندما إلتقيا، لأن سيّي الحاج بوامحمد الجزولي كان تلميذاً لسيِّدي الحاج بلقاسم ولما زار سيّدي الشيخ عبدالقادر بن محمد السيّد الحاج بوامحمد الجزولي قال له سيِّدي الحاج بوامحمد الجزولي أريدك أن تذهب معي لأعرفك بشيخي سيِّدي الحاج بلقاسم، فذهب معه، قلما وصلوا كان سيّدي الشيخ بلياسه المعتاد النقي والجيد على طريقة شيخهم سيّدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه، فتعجب سيِّدي الحاج بلقاسم الذي كان متقشفاً في ملبسه، ربما على طريقة الملاماتية وجل سكان توات وقورارة أنذاك ولليوم، فقال: وانهى النفس عن الهوى؛ فرد عليه سيِّدي الشيخ: ولمن خاف مقام ربه جنـتـان... (آ.). واستقبله ولما دخلوا للبيت وجدوا أن الشيخ سيّدي الحاج بلقاسم قد فرش لهم مثل الفراش المستعمل بمنطقة الأبيض وضواحيها... وكأنه كاشفهم قبل قدومهم... والله أعلم وكان بين المنطقتين التي خرجا منها لزيارته مسافة حوالي 22كلم إن كان إنطلاقتهم نحو زاوية سيّدي الحاج بلقاسم، من بلدة اولادسعيد الموطن الأصلي لسيِّدي الحاج بوامحمد الجزولي، بينما كان قد أسس مدرسته وزاويته في تبلكوزة البعيدة من أولاد سعيد بحوالي 60 كلم يعني من تبلكوزة الى تيميمون 77كلم تقريبا زائد 5كلم لزاوية سيّدي الحاج بلقاسم. علما أن في إحدى زيارات سيِّدي الشيخ لقورارة جاءها مع ابنه سيّدي الحاج بحوص قاصدأ تركه ليتعلم عند الشيخ سيِّدي الحاج بوامحمد الجزولي رحمهم الله ورضي عنهم. بينما في زيارة أخرى لقورارة نزل بقصر قريباً من قصر أولادسعيد حيث صّلى بهم ليلة القدر وختم القرءان دون إسقاط كلمة ولم يحسوا بالتعب وكانت كرامة له بفضل الله، ولا زالت أثار الجامع لليوم بمنطقة زحفت عليها الرمال على بعد أكثر من عشرين كيلومتر شمال تيميمون ضواحي أولادسعيد وسموطة...
تقبل مني هذه الخلاصة المستعجلة، وأردت التنبيه على هذا الخطأ الذي للأسف نقله أيضا الشاعر المؤرخ السيّد بن الطيب محمد في والكاتب مهاجر أحمد البوشيخي من المغرب
والسلام عليكم
السلام عليكم وبارك الله فيك اخي المقد السيّد مصطفى بوشيخي، على الكثير من المساهمات التي كتبتها في منتدى سيِّدي الشيخ هذا، ومنها هذا المقال المنقول عن مدونة القاسمي، لكن فيه خطأ وحيد، وهو أنه اعتبر أن سيِّدي الشيخ عبدالقادر بن محمد رضي الله عنه من تلامذة الشيخ سيِّدي الحاج بلقاسم رحمه الله ورضي عنه، وهذا لم يصح ولم نسمعه أبداً، وأنا أقيم بتوات وقورارة وقد كبرنا هنا في تيميمون وكنا نذهب للحفرة يوم أسبوع المولد النبويّ الشريف منذ بداية السبعينات وزرت شيخها ومقدمها أول مرة قبيل الأسبوع مع أخي محمد وبعض الأصدقاء حوالي سنة 1977م وكان عند أحدنا كاميرا سيبر.8 عند الحاج حمزة رحمه الله وكان يسجل بعد الأثار ووجدناهم في وسط الزاوية بقصر سيّدي الحاج بلقاسم يراجعون بعض المخطوطات وينقلون، فطلبوا منا المساهمة ونقل صفحات من المخطوطات ونسخها فكتبنا معهم قليلا،،، يعني أنا أعرف الزاوية والمنطقة جيدا ولم يقل لنا المشايخ ولا زوانا لا في قورارة ولا في الأبيض، أن سيّدي الشيخ عبدالقادر بن محمد، تلميذ لسيّدي الحاج بلقاسم، رحمهم الله، أبداً... لـــكــــن حدثت بينهم مقولات تبادلاها عندما إلتقيا، لأن سيّي الحاج بوامحمد الجزولي كان تلميذاً لسيِّدي الحاج بلقاسم ولما زار سيّدي الشيخ عبدالقادر بن محمد السيّد الحاج بوامحمد الجزولي قال له سيِّدي الحاج بوامحمد الجزولي أريدك أن تذهب معي لأعرفك بشيخي سيِّدي الحاج بلقاسم، فذهب معه، قلما وصلوا كان سيّدي الشيخ بلياسه المعتاد النقي والجيد على طريقة شيخهم سيّدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه، فتعجب سيِّدي الحاج بلقاسم الذي كان متقشفاً في ملبسه، ربما على طريقة الملاماتية وجل سكان توات وقورارة أنذاك ولليوم، فقال: وانهى النفس عن الهوى؛ فرد عليه سيِّدي الشيخ: ولمن خاف مقام ربه جنـتـان... (آ.). واستقبله ولما دخلوا للبيت وجدوا أن الشيخ سيّدي الحاج بلقاسم قد فرش لهم مثل الفراش المستعمل بمنطقة الأبيض وضواحيها... وكأنه كاشفهم قبل قدومهم... والله أعلم وكان بين المنطقتين التي خرجا منها لزيارته مسافة حوالي 22كلم إن كان إنطلاقتهم نحو زاوية سيّدي الحاج بلقاسم، من بلدة اولادسعيد الموطن الأصلي لسيِّدي الحاج بوامحمد الجزولي، بينما كان قد أسس مدرسته وزاويته في تبلكوزة البعيدة من أولاد سعيد بحوالي 60 كلم يعني من تبلكوزة الى تيميمون 77كلم تقريبا زائد 5كلم لزاوية سيّدي الحاج بلقاسم. علما أن في إحدى زيارات سيِّدي الشيخ لقورارة جاءها مع ابنه سيّدي الحاج بحوص قاصدأ تركه ليتعلم عند الشيخ سيِّدي الحاج بوامحمد الجزولي رحمهم الله ورضي عنهم. بينما في زيارة أخرى لقورارة نزل بقصر قريباً من قصر أولادسعيد حيث صّلى بهم ليلة القدر وختم القرءان دون إسقاط كلمة ولم يحسوا بالتعب وكانت كرامة له بفضل الله، ولا زالت أثار الجامع لليوم بمنطقة زحفت عليها الرمال على بعد أكثر من عشرين كيلومتر شمال تيميمون ضواحي أولادسعيد وسموطة...
تقبل مني هذه الخلاصة المستعجلة، وأردت التنبيه على هذا الخطأ الذي للأسف نقله أيضا الشاعر المؤرخ السيّد بن الطيب محمد في والكاتب مهاجر أحمد البوشيخي من المغرب
والسلام عليكم
مواضيع مماثلة
» شيوخ الطريقة الشيخية بعد سيدي الشيخ .
» منتدى خاص بالتعريف بشخصية الولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد و ترقية تاريخ وتراث الأبيض سيدي الشيخ.
» ممكن شجرة سيدي حمزة بن بوبكر قائد ثورة أولاد سيدي الشيخ ؟
» سيدي الشيخ
» سيدي محمد بن سليمان، والد سيدي الشيخ
» منتدى خاص بالتعريف بشخصية الولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد و ترقية تاريخ وتراث الأبيض سيدي الشيخ.
» ممكن شجرة سيدي حمزة بن بوبكر قائد ثورة أولاد سيدي الشيخ ؟
» سيدي الشيخ
» سيدي محمد بن سليمان، والد سيدي الشيخ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 26 يوليو 2022 - 10:36 من طرف دين نعيمي
» من يعرف لنا المكاحلية ؟؟
الخميس 21 يناير 2021 - 15:10 من طرف الدين
» من شيوخ سيدي الشيخ
الخميس 21 يناير 2021 - 8:39 من طرف الدين
» ممكن شجرة سيدي حمزة بن بوبكر قائد ثورة أولاد سيدي الشيخ ؟
الخميس 21 يناير 2021 - 6:17 من طرف الدين
» قراءة في كتاب "الوسيط في تاريخ أدباء شنقيط" لأحمد الشنقيطي وبوبكرية الأقلال فقط
الأربعاء 25 نوفمبر 2020 - 18:23 من طرف chikh
» لماذا تجاهل المؤرخون هذه الفترة من حياة سيدى الشيح ؟!
السبت 4 أبريل 2020 - 22:02 من طرف mahmoudb69
» شجرة أولاد سيدي محمد بن عبد الله
السبت 4 يناير 2020 - 5:54 من طرف الدين
» من روائع محمد ولد بلخير
الجمعة 29 نوفمبر 2019 - 11:30 من طرف دين نعيمي
» سيدي أحمد المجدوب
الجمعة 11 أكتوبر 2019 - 15:30 من طرف Azziz
» صدور كتاب جديد.....
الأربعاء 9 أكتوبر 2019 - 14:24 من طرف Azziz
» ممكن التواصل مع الأستاذ سي بلمعمر
الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 23:43 من طرف Azziz
» الرحال اللاجئون قديما
الجمعة 27 سبتمبر 2019 - 19:18 من طرف Azziz
» المرحوم / الحاج محمد عدناني في سطور
الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:59 من طرف محمد بلمعمر
» كيف أتأكد من أنني أنتمي إلى قبيلة سيدي الشيخ?
الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 22:00 من طرف manadh
» المنن في مناقب سيدي محمد بن عبد الرحمان
السبت 26 مايو 2018 - 5:43 من طرف الدين
» كتاب " امارة اولاد سيدي الشيخ"
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:46 من طرف محمد بلمعمر
» قصائد بوشيخية .
الجمعة 6 أبريل 2018 - 9:53 من طرف محمد بلمعمر
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 1 أبريل 2018 - 21:17 من طرف manadh
» شهداء معركة تازينة باليض.....
الخميس 1 مارس 2018 - 22:22 من طرف manadh
» أفضل الصلاة وأزكى التسليم على إمام الانبياء
الإثنين 19 فبراير 2018 - 11:04 من طرف بكري