قصاءد احسانية للشيخ سيد الحاج الطيب بن أبي عمامة رحمهما الله

في وصف الخالق أنظمت هذه المنظومة *** متوسل بأسماء خالق الأنعام
من لا يعرف أوصاف ربه راه أعمى *** كافر هو يدخله نار الحطام
هو الأحد في أوصافه مفهومة *** ما عنده شريك بيده الأحكام
في قوله" كن" قام ملكه يا فاهم ***الكون كل صنايعه غيره في العدم
من تكوينه تجيء صنايع مخدوم ة *** في قابضة يده حاصيها تمام
ما يخفاه الخلق في أرض وسماء ***عالم بها قرون وشهور وأعوام
الحركة والسكون بيده ديمة * ** حاصي عددها أيقاض ونيام
يا من بكل كائنة حاضر ثم *** وين توجهت توجده ثم بأحكام
يا من يحصي الخلق يوم القيامة *** يا من يحصي حسنات وسيئات الأمم
يا من يحصي دقائق كوانه ديمة *** يا من يحصي النهار وليل الظلام
يا من يرزق الخلق بأنواع النعمة *** كريم الدوام ما يبخل محال
يا من له العسر واليسر أتوامة * ** يطلق ويشد رحمته سبقت الإنتقام
يا من يخلق العبد بأصناف الحكمة *** يا من يجعل الروح في وسط الأجسام
يا من يرزق الدود في حجرة صمة *** يا من يرزق الطير في الهواء بأنعام
يا من لا يسهى لا يغفل ديمة *** لو كان سهى لفسد هذا العالم
يا من يخلق الحي في قشرة صمة *** وصورته طير في الهواء هوام
يا من يرزق الجنين بأحسن النعمة *** وصورته كيف تريد في وسط الأرحام
يا من جرى الدم بالشرايين مثل الماء ***وأجعلت المخ حكمتك وسط العظام
يا من يجعل السمع في ثقبة لحمة *** وجعلت الفم فيه لذة الطعام
يا من يعلم كناين صدور البكمة *** يعطيها ما تشتهي بلا كلام
يا من يكسي النهار بالليل وظلمة *** يا من يعطي المياه من تحت الغيام
يا من به الواجدة والمعدومة *** يا من يرى أحوال خلقه بالتمام
يا من به الكون يتنعم ديمة *** بيده الأمر بيده قبضة الأحكام
يا من يأمر ما في البر والأرض وسما *** عالم ما في البحور وأعماق الظلام
يا من يحي العظام الرميمة *** أسهل عنده ، مناش من نوم النيام
أنت القدير خدمتك فوق الخدمة *** ملكك ما ينحصاش متقوم تقوام
أنظر يا مخلوق في عجب الخدمة *** في الجسد فريد فيه عجائب وقوام
خلقك ضعيف وأنت توتيه ديمة *** يا من به الصمت وأصناف الكلام
إسمه كريم يا كريم الكرامة *** يدك مبسوطة على خلقك بأنعام
الخلق مع الأنعام منك مخدومة *** لا لك شريك في أفعالك بلا زحام
لا معصية تظر ما تنفع خدمة *** متنزه عن أفعال خلقك بالتمام
من تهديه يكون عندك في نعمة *** ومن تشقيه يهوم في بحر الأوهام
إشهد هذه الأوصاف وأعرف ما ثمة *** أنفي غيري قبل أن ياتيك الندم
إعرفني وإلتجأ لي لا تتعامى *** أنا مليك أنا لي بيدي الأحكام
نطقني بجواب كريم الكورامة *** قلت له صدقت يا الله في هذا الكلام
أوصافي بالعجز راها مفهومة ***سوا نطلب لك لا تحافيني بأوهام
أنت التواب على ألي عاصي ديمة *** وعدت الكافرين بعجل النقم
رحيم الخلق لا تحافي بجرامة *** عبدك ضعيف جود عنه بالرحمة
بجاه الإسم الأعظم إرفع وأحفظ من اللومة *** وبجاه أم الكتب واللوح والقلم
أنت اللطيف بجاه ذاتك العظيمة *** متوسلك بالنبي جود بالكرم
ما لي هروب من المختومة *** أطلبتك يا كريم ننجى من الأوهام
ننجا كما أنجاوا الرسل الكرام *** وإبراهيم الخليل عليه السلام
حالي يكفي أنت العرف ما ثم *** وأنت السميع ليس تحتاج الكلام
وأنت القدير رد نفسي الملومة *** راها ترمي العبد في بحر الأوهام
نفسي والشيطان داروا في قلبي لامة *** سكنوا في جوارحي ديمة دوام
أنت القدير تردهم عن هما *** ننجى كما أنجاوا الأسلاف الكرام
سبقت ليهم عنايتك قبل الخدمة *** والله لولاك ما ينالوشي حكم
كيفاش تعوم يا العوام بلا ماء *** ما ينفع عوم في البحر بلا حكام
بحره موجود للرجال العوامة *** تأتي لي بغا ينال منك شي حكمة
سوى راكب سفينتك ينجى ديمة *** ولي شاقي يخوض في بحر الأوهام
لسان الحال قالي هذه الحكمة *** " الله موجود لا أين ولا كيف "
نختم بالحمد في تمام هذه المنظومة *** نثني بالشكر للإله بلا تمام
والصلاة على النبي أحمد عين الرحمة *** والسلام عليه ما دام العالم
والآل والأزواج وأصحابه ديمة *** وألي نصحوا الدين للأمة العظمى
المجد والنصر للأمة المسلمة *** والذل للكفر حتى تقوم القيامة ..

تمت وبالخير عمت بحول الله . وهي " بالدرجة المغاربية " .

المرجع :
شيخ الطريقة الحالي : سيدي الحاج حمزة بوعمامة .