المواضيع الأخيرة
لا تنسوا أن تتصفحوا أيضا بعض أقسام المنتدى:
بوابة الخواطر الأدبية للكاتب ش ق بن عليةبحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 25 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 25 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 634 بتاريخ الثلاثاء 4 سبتمبر 2012 - 22:39
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في رحاب سيدي الشيخ
تخميس الياقوتة للشيخ الحاج محمد خلادي
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تخميس الياقوتة للشيخ الحاج محمد خلادي
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه أجمعين .
من كلام العارف بالله الشيخ سيدي الحاج محمد خلادي .
إليك هذا العمل المبارك بإذن الله تعالى ،خالصا لوجهه الكريم أخي القارئ المستنير بنور الله .، و هو يتظمن أحد أهم أركان الإسلام القويمة .، وهو باب الإحسان .،والمعروف بالتصوف .، والمشهور برجالاته العظام الذين أثروا هذا الجانب المضيء من حياتنا الروحية ،وهو موضوع هذا البحث والمشروع المنجز الذي بين أيديكم والذي يتطرق لــِأحد أبرز الأقطاب العظام .،وهو :سيدي عبد القادر بن محمد بن سليمان بن السماحة الصديقي البكري و المشهور بسيدي الشيـــخ .،والذي خلَّفَ تراثا هاما يضاهي في كماله ،وصفاء مشربه المشايخ العظام الذين بــلغوا شأوا كــبيرا في مقامــات ومعارج الــرقي ،والصفاء الــروحي ،من أمثال أبي الحسن الشاذلي ،وابن مشيش ،والحسن البصري …وغيرهم من الفحول .، والذي يــغبر عنه هو بنفسه رضي الله عنه في قصيدته المشهورة والمسماة }الياقـــوتة{ موضوع بحثنا ومشروع عملنا الذي بين أيديكم بقوله قدس الله سره:ولّيسَ سِوَانـَا بَعدَنَا بِمُعَـبِرٍ عنِ الحضرَة العُليَا بِأَحلَى عِـبَارَةِ
فقلت مستعينا وطالبا منه تعالى فهم أسرار وأنوار ما يحويه هذا البيت فقلت في تخميسي للبيت :
كَيفَ وَسِرُّ الله لِــكُنهِيَ جَـــــامِــعٌ == وَنـَفـــسِيَ لـلأَنفَاسِ بِـنُطـقِيَ بـَـارِعٌ
وَخَتمِـــــي عَلى أقــدَامِ خَاتَمِهَا خُصَّت == وَلـِلأُخرَى مَغَانِـم بالفَــتح جَـاءت
شرعي شرعه ورسولا لــقدوة
- فـللَّه الحمد والمنـة ،الذي أسبغ علينا نعمه طاهرة وباطنة وقدقال وقوله الحق }لئن شكرتم لــَأزيدنــَّكُم { سيدي ها أنا ذا العبد الفقير قد رجوت وأمَّلت عَــدَّ شمائل الكرام و هم السَّادة الصوفية ،أولــياء الله تعالى رضي الله عنهم وأرضاهم .، ونفعنا ببركتهم وأسرارهم وأنوارهم
- -و ربما أنــِّي قد تطاولت على مقاماتهم الرفيعة .، بالمقارنة بمن كان مثلــي .، ولكن يشفــع لِــي في ذاك فيوض الحُبِّ التي ملَأت جوانحي .،فقلت منشــدًا
رَجَـــــــوتُ وَقد قَـــــصَّرتُ عـَــــــدَّ شَـمَائــــِلٍ == لــِأَولــِيَاءِ الله لاَ تــُــحْصَى لــِــكَــــــــثــْرَةِ
فَكَم رُتــْبَةٍ فيِ المَجدِ حَـــازُوا وَرِفْــعَـــــةٍ == قد نــَالــُوْا رِضَى الـــمَولَى وَ حُسْنَى زِيــَادَةِ
لــَهُم عـِندَنــَا عَــهــــــــــدٌ كَـرِيمٌ وَ ذِمــَّـــــةٌ == عَلَى مَـذهَـبِ الــــــحُبِّ نــَادَوْا لــِـــــشِــرْعَــةٍ
بــِالــــوَفــَا نــَالــُــــوْا صَـــــــفَـاءًا وَ عِـــــــــــــــــزَّةً == بــِعُـبُــودِيــَّـــــةٍ لله وَ إِخْــــــــلاَصِ مــَحَـــــــــبَّـةٍ
هَذَا نـَظــْـمٌ لــِخَـــــلاَدِي يُـــــسَمَّى مُـحَمــَّـــــــدًا == يـــَرجـُوْا رِضَا الـمَـــــــولَى وَ حَـبِيـبًا لـِـزَوْرَةِ
مُـحَـــــــمَّـدٌ الهَـــــــــادِي شَفِيــــــــــعٌ لــِأُمَّـــــــــــةٍ == يــُــرَجَّــى رَجــَاءًا عِــــندَ حُـلُــولِ قــِيَامــَــــةِ
لــِأَهْـلِ الـهَـــــــــوَى فــِيهِ إِتـــــِبَاعُ طَــرِيـــــــــقَـــةٍ == بــالــحُـــبِّ تــَعلُـــــــوْا بــَــيْــضـَاءَ نــَقِــــــيَّــــــةٍ
أَلآلــَـيْتَ شِعْرِي بَـعدَ بــُـعْــــــدٍ وَغَــــــيْـــــــــبَةٍ == وَ لــِي حــَاجَــةٌ فيِ يــَــــــثْرِبَ أَيُّ حـَاجَــــــةٍ
تــَوَجَّــــــــهْتُ بــِهِ لله أَفــْضَـــــلَ وِجـْــــــــــــهَـــةٍ == سَــأَلــْـنَـاكَ رَسُولَ الله مــُــــــــنَّ بــِشَـــــفَاعــَــةٍ
عَلَـيهِ صَــــلاَةُ الله فيِ كُــــلِّ لـَمْـحَــــــــــــــةٍ == وَ مَــن سَــــبَّـحَ الـرَّحمــَان فِـيهَا بــِقُـــــــــــدْرَةٍ
ولله الحمـــــد و الــمِـنَّة
تمهيد
و الصلاة والسلام على أشرف المرساين سيدنا ونبينا محمد النبي الأمين وآله وصحبه أجمــعين
-ولد المؤلف سنة 1925 بالأبيض سيد الشيخ .، حيث حفظ القرآن الكريم و الفقه في سن مبكــرة حوالي السادسة من عمره .: وكان لــوالده العلامة الكبير المرحوم و الفقيه حمزة خلادي أكبر الأثر على صقل و تهذيب مواهبه .، فأبوه الشيخ و العلامة سيد حمزة الحافظ لكتابه الكريم .، والفقيه البارع كان قد دَرَسَ في فجيج بالمغرب ثم فاس على يدي أكابر
علمائها آنذاك .، ثم واصل طالبا العلم في زاوية الهامل على يدي الشيخ الفاضل العلامة سيدي عبد الرحمان الديسي .ثم بعد إجازته من طرف المشائخ .، قام بتعليم القرآن والفقه والسيرة النبوية في أماكن ترحاله الكثيرة .، صاحبا معه إِبــنه الصغير محمد حيث ذهب .، وقد شاءت الأقدار أن دَرَّسَ الوالد رحمه الله جميع حفذة آل سيد الشيخ .، منهم أولاد سي حمزة بن قدور .، كل من سي سليمان بن حمزة و الشيخ بن حمزة الذي كان قائدًا بارزا في فرنسا .و كذا سي بوبكر بن الدين .: هذه التربية والجوّ العائلي المملوء بالعلم والتقوى أهـَـلاهُ بعد ذلك لـــصقل مواهبه و شخصيته- وعن شخصية المؤلف و الإبن البار فقد قام هذا الأخير في سن مبكرة بتقليد أبيه في تدريس القرآن و الفقه في مدارس قرآنية و في الزوايا وهو صاحب 14 سنة .،
- و بعد ما تــُوفِي والِدهُ الذي طالما حضــنه طويلا .، عزم بعدها لـِأداء فريضة الحج في سنة 1954 وبعد رجوعه قصدَ الأزهر الشريف طالبا مناهل العلم من مشربه .، حيث لبث هناك ثمانية أشهر إلى أن شاءت الأقدار أن يــلـــتـــقي بـــــثلة من المناضلين الكبار منهم
الرئيس الراحل هواري بومدين و سي عبد العاطي و زيدور عبد القادر حيث أُُشبـِعَ بالروح الوطنية و بـِضرورة الإنظمام لصفوف جيش التحرير الوطني لتخليص البلاد والعباد من غل الإستعمار .، فلـبَّى النداء حيث إنخرط رسميا في جيش التحرير الوطني في تاريخ 16 جوان 1956 بواد تاسنة بالبيض رفقة الشهيد بوشريط والمناضل الكبير المرحوم محمد لعماري، و المناضل القائد سي مولاي إبراهيم .إلى أن تم إلقاء القبض عليه سنة 1959 م
-وبعدها أُعتقل أربع مرات كان كلما يعتقل يخلى سبيله إلى أن حوكم و قضي عليه بالسجن مدة 10 سنوات حتى أفرج علية في تاريخ 12 أفريل 1962 بمناسبة نهاية المفاوضات الجزائرية الفرنسية .، - ثم بعد وضع السلاح رفع سلاح العلم والتربية فكان معلما من تاريخ 23 سبتمبر 1963 إلى سنة 1984 سن التقاعد . و له بعض الإسهامات الفكرية والأدبية و الخاصة طبعا بالوضع الذي شهدته البلاد في الفترة الأخيرة للأسف لم تنشر .
- وفي هذا العمل الذي بين أيدينا قام الشيخ مشكورا بهذا المشروع الكبير إسهاما منه في إثراء التراث الإسلامي الكبير في ميدان ذي أَهمية قصوى في الحياة الروحية .، أعني باب الإحسان .، والمعروف بالتصوف .، والتي شهد العالم الإسلامي عامة في مشرقه و مغربه .، والجزائري بالخصوص مَــدًا واسعا لنشر القيم الروحية في أوساط الأمة الإسلامية والعربية .، و بما خلفه هذا التراث إلإسلامي الشامخ عبر العصور من حفظ ودعامة قويين للدين الإسلامي وتوحيدٍ صفوفها تحت مسمى الأُخــوة في الله و كذلك تحت فضاء العقيدة السمحاء واستكمالا ، وتوضيحا لطريقة القوم .، و عقيدتهم ، ومنهجهم القويم الداعي دومــًا
و أَبَــــدًا إلى ذكــــــر الله تعالى .{ ألآ بــذكر الله تطمـــئن القلوب }.
-يقول تعالى في كتابه العظيم بعد بسم الله الرحمان الرحيم : } إنَّ الله مَعَ الذين إتقوا والذين هم محسنون{ .، أخي وإبني القارئ المستنير بنور الله .، إنَّ هذه المعية المذكورة في قوله تعالى في الأية في قوله } مَعَ { لتخبرنا و تعلمنا بما تحويه معانيها العامة والخاصة من علُّو الشأن والمكانة والقرب على الخصوص .، وهذا ما أشارت ‘ليه الأحاديث الصحيحة المروية عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جامع شامل قوله الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنَّــه يراك .، وهذا ما يجعلنا تساير أرباب الإحسان في إحسانهم .، والإحسان يستمد من المحسن و هو الله تعالى .، فكان لزاما مسايرة أصحاب وأرباب الإحسان في إحسانهم قال سيدي إبن عاشر :
إِصحَب شَيخًا عَارِفَ المــــسَالِك == يَقِيكَ فيِ طَرِيقِكَ شَرَّ المَـــــهَالِكْ
يُــذَكـــِــــــــــــــــــرُهُ اللهَ إِذَا رَآهُ ==وَيُــــــــــوصِلُ الـــعَبدَ إِلى مـَــــــولاَهُ
و قلت مستعينا بالله في هذا الصدد في تخميسي للياقوتة للشيخ الهمام سيدي عبد القادر بن محمد والتي جمعت أصل الإحسان .،
فقلت :- قَد حَوَت أَصلَ الإِحسَانِ بِهِ نــَادَت == أربــَابَ عُــقُولٍ أَينَ مــِنكُم وَ صِــيَّــــتِــي
-ومن دلالة هذه المعاني الدالة على الله أَي بمعنى القرب منه تعالى ليحضى العبد بالمعية .، هي ضرورة الصحبة والخلة في الله تعالى وهي قوله إصحب أي المراد الصحبة .، فالصاحب يسحبك كما قال المثل العربي: لا تَــسَل عنِ الــفـــتى واسأل عن قَـرينِهِ إن القَريِن بالمُـقََارَن ِيَـقتـَدِي
-فالقدوة الصالحة كما بيَّنت النصوص القرآنية والأحاديث المروية الكثيرة تعضد هذا الكلام قال تعالى }لقد كان لكم في رسول إسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر}
-و لذا نادى العلماء العاملون بضرورة مراعاة الشروط المنصوص عليه في الصحبة .، أي واجب أن يتخذ الفرد منا شيخا عارفا بالله يذكره وينصحه دوما وأبدًا .، لما فيه من صيانة النفس وحفظ الحقوق والعهود و القيام بالتكاليف الشرعية و لايتم ذلك إلا بواسطة هذا الشيخ الكامل البارع المحقق وهم العلماء العاملون الصادقون الصديقون المتفانون في الإخلاص والنصح لله ولرسوله ولكافة المؤمنين فهم الرباط والحمى و الملــجَاُ لكل منيب تائب من كيد الشيطان وفتنة الدنيا ومصائد النفس الأمارة .ولقوله تعالى }واعبد ربك حتى يأتيك اليقين {.
- فدونك أيها القارئ المستــنير بنور الله هذا العمل المبارك إن شاء الله .، لتــنهل
و ترتوي من معين لا ينضب وهو معين المعية معية الله ورسوله .، أو لم يقل سيدي الناظم قدس الله سرَّه قال : فــدونك فاشرب وارتوِ من بحورنا ففيها شفًــا من الأهـــــواء المُضلَــــةِ
فقلت مستعينا بالمولى الكريم في هذا البيت:
جـَلَونــَا كُؤُوسَ الشَوقِ فيِ كُلِّ صُورَةٍ == بــِهَا ظَـهَرَت فيِ العَالَمِـــــينَ وَ تــَمَّــــتِ
مَوَارِدُهــَا أضْحَت يَــنَابِيــعَ حِـــكــمَـــــةٍ == لــِأدوَاءَ قَد أَودَتْ فَضَـلَّتْ وَ ضَـــــلَّتِ
رَحِــيمًــا بــِهَا رَبِّ وَ رَسولاً لــِأُمَّــتِي
-لذا فأنت تتفق معي في كون هذه القصيدة العظيمة التي يناهز عمرها أَربع قرون ونيِّف جديرة بما تحويه من أسرار و علوم و معاني كبيرة .، وبما في هذا التخميس من الإشارة والتوضيح في فهم و استنباط أبعاد ومرامي هذه القصيدة و ما تمده من الأفهام والأنوار للقارئ المجد البصير .، جديرة بأن تكون منهاج تدريس لأبنائنا و لطلبتـنا على الخصوص .، وأن لا تبقى جامدة بترديدٍ شبه فارغ ، ومجرد ترنم لــِلأَصوات خال من التفكر والتدبر ،والتأمل .، كذلك فليكن دأبنا مع كلام الله المنزل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن الكريم تأملا وفهما
،وتدقيقا، و تفكيراً في نظمه وأسراره ومراميه ،وآياته المعجزة الباهرة .، وهذا هو دور أرباب العقول والأفهام في التفكر و التدبر مصداقا لقوله تعالى { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
- فتحجر القلوب التي هي العقول إِذًا أدى بالنتيجة أنَّ القرآن لا يسمع ولا يتلى في الغالب إلاَّ عند المآتم وللأموات .، فلا حول ولا قوَّة إلا بالله .وهو الذي فيه سعادة الدارين ونبراس الدنيا والآخرة .، وهو حياة القلوب و مصدرها الوحيد إن حَـيــِـيَّــت لقوله تعالى }لتنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين{.، وهنا أُلفِتُ نظر المفكر و القارئ على الأسباب و الدوافع على القيام بهذا العمل وهو تخميس الياقوتة وهذا لأول مرة في التاريخ .، ولله وحده الحمد و المِـنَّة على ذلك لأنني نشأت معها وتربيت في كنفها حفظا وَوِردًا شافيا كافيا قد ألفناه وألفــنا .،ً فكانت ضياءًا منيرًا ينير ويضيئُ حياتنا بأسرارها و جواهرها الثمينة ،وهي بعد ذلك إرثنا المجيد لأحد أبرز علمائنا الأجلاء وأوليائنا العظماء .، ولــأسف تــُرِكَ الجانب الأهمُ مِنها وهو الجانب الأكاديمي أي البحث في عناصرها و فهم أسرارها وتدقيق عباراتها وإستلهام معانيها .،لنكون أحد وُراثِ هذا الموروث العظيم .، أو لم يقل سيدي الناظم قدس الله سره
أُحــــذركم بما النـَّــبِـيُّ قد أتــى به == وأُخبركم بــما أَتَــى من بــــــِشَارَةِ
إلى قوله - سيسقطوا في أيــدِي الخــــــوَالف بـــعدنا == لما فَــــــرَّطوا في أخذهم للطريـــــقة
-أَحِــبَاءَ الله المؤمنون به والمخلصون له في القول والعمل .، علينا وإياكم بما يــنهضُنا ،ويستنهضنا ،و يــُحـيِــيــنَا ،ولِنُشَمِّرَ على ساعد الجد و الإجتهاد لنكون من وُرَاثِ هذا الهدي المحمدي الكبير .وبهذا لاَ بغيره نحصل على سعادة الدارين قال سيدي بن مشيش في حزب الـبر المروي عن النبــي صلى الله عليه وسلَّـم قال :عِــزُ الدنــيا بالإيمان والمعرفة ،وعِـــزُ الآخرة باللقاء والمشاهدة
وَ الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النِبِّي الأمين وآله وصحبه أجمعين
- الحمد لله بجميع المحامد كلها ، الحمد لله المتفرد بالجلال في ملكوته ،والجمال في جبروته ،سبحانه من عزيز لا حَدَّ ينــاله ، ولا عـَـدَّ يــَحْتــَالــُه ، ولا أَمـَـدَ يــَحصرُه ، ولا أَحَــدَ يــَنصُرُه ،ولا أحد ،ولا ولد ،ولا عدد ،ولا مكان ،ولا زمان، ولا فهم يــَقْدُره ، ولا وهــمَ يــُصَوِرُه . ،تعالى علوا كبيرا عن الكيفية ،والأيــن ، ليس كمثله شــيئٌ وَهو السميع البصير .، أحمده حمدا كثيرا على ما أسدَانـَا من نــِعَمٍ ، وما دفع عنا من نــِقَـمٍ ، ونرضى منه بما أعطى وقـَسَـمْ .، وأَشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ مــُوْقـِنٍ بـِتَوحيده ، مستجير بحسن تأييده ونــصره .، وأشهد أن محمداً عبده المصطفى ورسوله على وحي السماء ، المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه مصابيح الدُجـَى ، ومفاتيح الهدى ،وعلى وَارثــِيْـهِ العلماء العارفين بالله الصفوة من عباده الذين فضلهم على عباده بعد رسله وأنبيائه .، فقد جعل قلوبهم معادن أسراره ،وأختصهم من بين الأمــة بطوالع أنــواره ،فــَهُمُ الغـِياثُ للخـــلق من الحق تعالى .،قد صَفَوَو ْا في عُموم أحوالهم مع الحق بالحق .، فشاهدوا المولى في جميع مـخلوقاته .، فأصفاهم من كدورات البشرية وعـَـفَــنِهـَا، ورَقــَّاهُــم إلى مجال المشاهدات والأنوار ،والأسرار بـِمَا تجلى لهم من من حقائق الأحدية .،
- قد وفقهم بالقيام بآداب العبودية فأشهدهم مجاري أحكام الربـوبـية .،
- فقاموا بأَدَاء بِمَا عَليهم من واجبات التكليف ، وتحققوا بــِمَا مــَــنَّــهُ الله عليهم
- سبحانه من التقليب والتصريف ، ثم رجــــــعوا إلى الله سبحانه بصدق الإفـــــــــتقار ونعت
الذِلـــَّةِ والإنكسار.، فلم يتَّــكِلوا على ما حَصُلَ منهم من الأعمال أو لما صفـا لهم من الأحوال .، قد تـيَــقــَّنـُوا علما أنــه هُــوَ جــَلَّ وَعــَلاَ يفعل ما يريد ويختار من يشاء من العبيد .
- جــَازَاهُــمُ الله عنا كل خير وفضل ورضاءٍ منه إنــَّهُ سميع مجيب .
يتبع إن شاء الله من فيوضات الشيخ الحاج محمد خلادي .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه أجمعين .
من كلام العارف بالله الشيخ سيدي الحاج محمد خلادي .
إليك هذا العمل المبارك بإذن الله تعالى ،خالصا لوجهه الكريم أخي القارئ المستنير بنور الله .، و هو يتظمن أحد أهم أركان الإسلام القويمة .، وهو باب الإحسان .،والمعروف بالتصوف .، والمشهور برجالاته العظام الذين أثروا هذا الجانب المضيء من حياتنا الروحية ،وهو موضوع هذا البحث والمشروع المنجز الذي بين أيديكم والذي يتطرق لــِأحد أبرز الأقطاب العظام .،وهو :سيدي عبد القادر بن محمد بن سليمان بن السماحة الصديقي البكري و المشهور بسيدي الشيـــخ .،والذي خلَّفَ تراثا هاما يضاهي في كماله ،وصفاء مشربه المشايخ العظام الذين بــلغوا شأوا كــبيرا في مقامــات ومعارج الــرقي ،والصفاء الــروحي ،من أمثال أبي الحسن الشاذلي ،وابن مشيش ،والحسن البصري …وغيرهم من الفحول .، والذي يــغبر عنه هو بنفسه رضي الله عنه في قصيدته المشهورة والمسماة }الياقـــوتة{ موضوع بحثنا ومشروع عملنا الذي بين أيديكم بقوله قدس الله سره:ولّيسَ سِوَانـَا بَعدَنَا بِمُعَـبِرٍ عنِ الحضرَة العُليَا بِأَحلَى عِـبَارَةِ
فقلت مستعينا وطالبا منه تعالى فهم أسرار وأنوار ما يحويه هذا البيت فقلت في تخميسي للبيت :
كَيفَ وَسِرُّ الله لِــكُنهِيَ جَـــــامِــعٌ == وَنـَفـــسِيَ لـلأَنفَاسِ بِـنُطـقِيَ بـَـارِعٌ
وَخَتمِـــــي عَلى أقــدَامِ خَاتَمِهَا خُصَّت == وَلـِلأُخرَى مَغَانِـم بالفَــتح جَـاءت
شرعي شرعه ورسولا لــقدوة
- فـللَّه الحمد والمنـة ،الذي أسبغ علينا نعمه طاهرة وباطنة وقدقال وقوله الحق }لئن شكرتم لــَأزيدنــَّكُم { سيدي ها أنا ذا العبد الفقير قد رجوت وأمَّلت عَــدَّ شمائل الكرام و هم السَّادة الصوفية ،أولــياء الله تعالى رضي الله عنهم وأرضاهم .، ونفعنا ببركتهم وأسرارهم وأنوارهم
- -و ربما أنــِّي قد تطاولت على مقاماتهم الرفيعة .، بالمقارنة بمن كان مثلــي .، ولكن يشفــع لِــي في ذاك فيوض الحُبِّ التي ملَأت جوانحي .،فقلت منشــدًا
رَجَـــــــوتُ وَقد قَـــــصَّرتُ عـَــــــدَّ شَـمَائــــِلٍ == لــِأَولــِيَاءِ الله لاَ تــُــحْصَى لــِــكَــــــــثــْرَةِ
فَكَم رُتــْبَةٍ فيِ المَجدِ حَـــازُوا وَرِفْــعَـــــةٍ == قد نــَالــُوْا رِضَى الـــمَولَى وَ حُسْنَى زِيــَادَةِ
لــَهُم عـِندَنــَا عَــهــــــــــدٌ كَـرِيمٌ وَ ذِمــَّـــــةٌ == عَلَى مَـذهَـبِ الــــــحُبِّ نــَادَوْا لــِـــــشِــرْعَــةٍ
بــِالــــوَفــَا نــَالــُــــوْا صَـــــــفَـاءًا وَ عِـــــــــــــــــزَّةً == بــِعُـبُــودِيــَّـــــةٍ لله وَ إِخْــــــــلاَصِ مــَحَـــــــــبَّـةٍ
هَذَا نـَظــْـمٌ لــِخَـــــلاَدِي يُـــــسَمَّى مُـحَمــَّـــــــدًا == يـــَرجـُوْا رِضَا الـمَـــــــولَى وَ حَـبِيـبًا لـِـزَوْرَةِ
مُـحَـــــــمَّـدٌ الهَـــــــــادِي شَفِيــــــــــعٌ لــِأُمَّـــــــــــةٍ == يــُــرَجَّــى رَجــَاءًا عِــــندَ حُـلُــولِ قــِيَامــَــــةِ
لــِأَهْـلِ الـهَـــــــــوَى فــِيهِ إِتـــــِبَاعُ طَــرِيـــــــــقَـــةٍ == بــالــحُـــبِّ تــَعلُـــــــوْا بــَــيْــضـَاءَ نــَقِــــــيَّــــــةٍ
أَلآلــَـيْتَ شِعْرِي بَـعدَ بــُـعْــــــدٍ وَغَــــــيْـــــــــبَةٍ == وَ لــِي حــَاجَــةٌ فيِ يــَــــــثْرِبَ أَيُّ حـَاجَــــــةٍ
تــَوَجَّــــــــهْتُ بــِهِ لله أَفــْضَـــــلَ وِجـْــــــــــــهَـــةٍ == سَــأَلــْـنَـاكَ رَسُولَ الله مــُــــــــنَّ بــِشَـــــفَاعــَــةٍ
عَلَـيهِ صَــــلاَةُ الله فيِ كُــــلِّ لـَمْـحَــــــــــــــةٍ == وَ مَــن سَــــبَّـحَ الـرَّحمــَان فِـيهَا بــِقُـــــــــــدْرَةٍ
ولله الحمـــــد و الــمِـنَّة
تمهيد
و الصلاة والسلام على أشرف المرساين سيدنا ونبينا محمد النبي الأمين وآله وصحبه أجمــعين
-ولد المؤلف سنة 1925 بالأبيض سيد الشيخ .، حيث حفظ القرآن الكريم و الفقه في سن مبكــرة حوالي السادسة من عمره .: وكان لــوالده العلامة الكبير المرحوم و الفقيه حمزة خلادي أكبر الأثر على صقل و تهذيب مواهبه .، فأبوه الشيخ و العلامة سيد حمزة الحافظ لكتابه الكريم .، والفقيه البارع كان قد دَرَسَ في فجيج بالمغرب ثم فاس على يدي أكابر
علمائها آنذاك .، ثم واصل طالبا العلم في زاوية الهامل على يدي الشيخ الفاضل العلامة سيدي عبد الرحمان الديسي .ثم بعد إجازته من طرف المشائخ .، قام بتعليم القرآن والفقه والسيرة النبوية في أماكن ترحاله الكثيرة .، صاحبا معه إِبــنه الصغير محمد حيث ذهب .، وقد شاءت الأقدار أن دَرَّسَ الوالد رحمه الله جميع حفذة آل سيد الشيخ .، منهم أولاد سي حمزة بن قدور .، كل من سي سليمان بن حمزة و الشيخ بن حمزة الذي كان قائدًا بارزا في فرنسا .و كذا سي بوبكر بن الدين .: هذه التربية والجوّ العائلي المملوء بالعلم والتقوى أهـَـلاهُ بعد ذلك لـــصقل مواهبه و شخصيته- وعن شخصية المؤلف و الإبن البار فقد قام هذا الأخير في سن مبكرة بتقليد أبيه في تدريس القرآن و الفقه في مدارس قرآنية و في الزوايا وهو صاحب 14 سنة .،
- و بعد ما تــُوفِي والِدهُ الذي طالما حضــنه طويلا .، عزم بعدها لـِأداء فريضة الحج في سنة 1954 وبعد رجوعه قصدَ الأزهر الشريف طالبا مناهل العلم من مشربه .، حيث لبث هناك ثمانية أشهر إلى أن شاءت الأقدار أن يــلـــتـــقي بـــــثلة من المناضلين الكبار منهم
الرئيس الراحل هواري بومدين و سي عبد العاطي و زيدور عبد القادر حيث أُُشبـِعَ بالروح الوطنية و بـِضرورة الإنظمام لصفوف جيش التحرير الوطني لتخليص البلاد والعباد من غل الإستعمار .، فلـبَّى النداء حيث إنخرط رسميا في جيش التحرير الوطني في تاريخ 16 جوان 1956 بواد تاسنة بالبيض رفقة الشهيد بوشريط والمناضل الكبير المرحوم محمد لعماري، و المناضل القائد سي مولاي إبراهيم .إلى أن تم إلقاء القبض عليه سنة 1959 م
-وبعدها أُعتقل أربع مرات كان كلما يعتقل يخلى سبيله إلى أن حوكم و قضي عليه بالسجن مدة 10 سنوات حتى أفرج علية في تاريخ 12 أفريل 1962 بمناسبة نهاية المفاوضات الجزائرية الفرنسية .، - ثم بعد وضع السلاح رفع سلاح العلم والتربية فكان معلما من تاريخ 23 سبتمبر 1963 إلى سنة 1984 سن التقاعد . و له بعض الإسهامات الفكرية والأدبية و الخاصة طبعا بالوضع الذي شهدته البلاد في الفترة الأخيرة للأسف لم تنشر .
- وفي هذا العمل الذي بين أيدينا قام الشيخ مشكورا بهذا المشروع الكبير إسهاما منه في إثراء التراث الإسلامي الكبير في ميدان ذي أَهمية قصوى في الحياة الروحية .، أعني باب الإحسان .، والمعروف بالتصوف .، والتي شهد العالم الإسلامي عامة في مشرقه و مغربه .، والجزائري بالخصوص مَــدًا واسعا لنشر القيم الروحية في أوساط الأمة الإسلامية والعربية .، و بما خلفه هذا التراث إلإسلامي الشامخ عبر العصور من حفظ ودعامة قويين للدين الإسلامي وتوحيدٍ صفوفها تحت مسمى الأُخــوة في الله و كذلك تحت فضاء العقيدة السمحاء واستكمالا ، وتوضيحا لطريقة القوم .، و عقيدتهم ، ومنهجهم القويم الداعي دومــًا
و أَبَــــدًا إلى ذكــــــر الله تعالى .{ ألآ بــذكر الله تطمـــئن القلوب }.
-يقول تعالى في كتابه العظيم بعد بسم الله الرحمان الرحيم : } إنَّ الله مَعَ الذين إتقوا والذين هم محسنون{ .، أخي وإبني القارئ المستنير بنور الله .، إنَّ هذه المعية المذكورة في قوله تعالى في الأية في قوله } مَعَ { لتخبرنا و تعلمنا بما تحويه معانيها العامة والخاصة من علُّو الشأن والمكانة والقرب على الخصوص .، وهذا ما أشارت ‘ليه الأحاديث الصحيحة المروية عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جامع شامل قوله الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنَّــه يراك .، وهذا ما يجعلنا تساير أرباب الإحسان في إحسانهم .، والإحسان يستمد من المحسن و هو الله تعالى .، فكان لزاما مسايرة أصحاب وأرباب الإحسان في إحسانهم قال سيدي إبن عاشر :
إِصحَب شَيخًا عَارِفَ المــــسَالِك == يَقِيكَ فيِ طَرِيقِكَ شَرَّ المَـــــهَالِكْ
يُــذَكـــِــــــــــــــــــرُهُ اللهَ إِذَا رَآهُ ==وَيُــــــــــوصِلُ الـــعَبدَ إِلى مـَــــــولاَهُ
و قلت مستعينا بالله في هذا الصدد في تخميسي للياقوتة للشيخ الهمام سيدي عبد القادر بن محمد والتي جمعت أصل الإحسان .،
فقلت :- قَد حَوَت أَصلَ الإِحسَانِ بِهِ نــَادَت == أربــَابَ عُــقُولٍ أَينَ مــِنكُم وَ صِــيَّــــتِــي
-ومن دلالة هذه المعاني الدالة على الله أَي بمعنى القرب منه تعالى ليحضى العبد بالمعية .، هي ضرورة الصحبة والخلة في الله تعالى وهي قوله إصحب أي المراد الصحبة .، فالصاحب يسحبك كما قال المثل العربي: لا تَــسَل عنِ الــفـــتى واسأل عن قَـرينِهِ إن القَريِن بالمُـقََارَن ِيَـقتـَدِي
-فالقدوة الصالحة كما بيَّنت النصوص القرآنية والأحاديث المروية الكثيرة تعضد هذا الكلام قال تعالى }لقد كان لكم في رسول إسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر}
-و لذا نادى العلماء العاملون بضرورة مراعاة الشروط المنصوص عليه في الصحبة .، أي واجب أن يتخذ الفرد منا شيخا عارفا بالله يذكره وينصحه دوما وأبدًا .، لما فيه من صيانة النفس وحفظ الحقوق والعهود و القيام بالتكاليف الشرعية و لايتم ذلك إلا بواسطة هذا الشيخ الكامل البارع المحقق وهم العلماء العاملون الصادقون الصديقون المتفانون في الإخلاص والنصح لله ولرسوله ولكافة المؤمنين فهم الرباط والحمى و الملــجَاُ لكل منيب تائب من كيد الشيطان وفتنة الدنيا ومصائد النفس الأمارة .ولقوله تعالى }واعبد ربك حتى يأتيك اليقين {.
- فدونك أيها القارئ المستــنير بنور الله هذا العمل المبارك إن شاء الله .، لتــنهل
و ترتوي من معين لا ينضب وهو معين المعية معية الله ورسوله .، أو لم يقل سيدي الناظم قدس الله سرَّه قال : فــدونك فاشرب وارتوِ من بحورنا ففيها شفًــا من الأهـــــواء المُضلَــــةِ
فقلت مستعينا بالمولى الكريم في هذا البيت:
جـَلَونــَا كُؤُوسَ الشَوقِ فيِ كُلِّ صُورَةٍ == بــِهَا ظَـهَرَت فيِ العَالَمِـــــينَ وَ تــَمَّــــتِ
مَوَارِدُهــَا أضْحَت يَــنَابِيــعَ حِـــكــمَـــــةٍ == لــِأدوَاءَ قَد أَودَتْ فَضَـلَّتْ وَ ضَـــــلَّتِ
رَحِــيمًــا بــِهَا رَبِّ وَ رَسولاً لــِأُمَّــتِي
-لذا فأنت تتفق معي في كون هذه القصيدة العظيمة التي يناهز عمرها أَربع قرون ونيِّف جديرة بما تحويه من أسرار و علوم و معاني كبيرة .، وبما في هذا التخميس من الإشارة والتوضيح في فهم و استنباط أبعاد ومرامي هذه القصيدة و ما تمده من الأفهام والأنوار للقارئ المجد البصير .، جديرة بأن تكون منهاج تدريس لأبنائنا و لطلبتـنا على الخصوص .، وأن لا تبقى جامدة بترديدٍ شبه فارغ ، ومجرد ترنم لــِلأَصوات خال من التفكر والتدبر ،والتأمل .، كذلك فليكن دأبنا مع كلام الله المنزل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن الكريم تأملا وفهما
،وتدقيقا، و تفكيراً في نظمه وأسراره ومراميه ،وآياته المعجزة الباهرة .، وهذا هو دور أرباب العقول والأفهام في التفكر و التدبر مصداقا لقوله تعالى { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
- فتحجر القلوب التي هي العقول إِذًا أدى بالنتيجة أنَّ القرآن لا يسمع ولا يتلى في الغالب إلاَّ عند المآتم وللأموات .، فلا حول ولا قوَّة إلا بالله .وهو الذي فيه سعادة الدارين ونبراس الدنيا والآخرة .، وهو حياة القلوب و مصدرها الوحيد إن حَـيــِـيَّــت لقوله تعالى }لتنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين{.، وهنا أُلفِتُ نظر المفكر و القارئ على الأسباب و الدوافع على القيام بهذا العمل وهو تخميس الياقوتة وهذا لأول مرة في التاريخ .، ولله وحده الحمد و المِـنَّة على ذلك لأنني نشأت معها وتربيت في كنفها حفظا وَوِردًا شافيا كافيا قد ألفناه وألفــنا .،ً فكانت ضياءًا منيرًا ينير ويضيئُ حياتنا بأسرارها و جواهرها الثمينة ،وهي بعد ذلك إرثنا المجيد لأحد أبرز علمائنا الأجلاء وأوليائنا العظماء .، ولــأسف تــُرِكَ الجانب الأهمُ مِنها وهو الجانب الأكاديمي أي البحث في عناصرها و فهم أسرارها وتدقيق عباراتها وإستلهام معانيها .،لنكون أحد وُراثِ هذا الموروث العظيم .، أو لم يقل سيدي الناظم قدس الله سره
أُحــــذركم بما النـَّــبِـيُّ قد أتــى به == وأُخبركم بــما أَتَــى من بــــــِشَارَةِ
إلى قوله - سيسقطوا في أيــدِي الخــــــوَالف بـــعدنا == لما فَــــــرَّطوا في أخذهم للطريـــــقة
-أَحِــبَاءَ الله المؤمنون به والمخلصون له في القول والعمل .، علينا وإياكم بما يــنهضُنا ،ويستنهضنا ،و يــُحـيِــيــنَا ،ولِنُشَمِّرَ على ساعد الجد و الإجتهاد لنكون من وُرَاثِ هذا الهدي المحمدي الكبير .وبهذا لاَ بغيره نحصل على سعادة الدارين قال سيدي بن مشيش في حزب الـبر المروي عن النبــي صلى الله عليه وسلَّـم قال :عِــزُ الدنــيا بالإيمان والمعرفة ،وعِـــزُ الآخرة باللقاء والمشاهدة
وَ الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النِبِّي الأمين وآله وصحبه أجمعين
- الحمد لله بجميع المحامد كلها ، الحمد لله المتفرد بالجلال في ملكوته ،والجمال في جبروته ،سبحانه من عزيز لا حَدَّ ينــاله ، ولا عـَـدَّ يــَحْتــَالــُه ، ولا أَمـَـدَ يــَحصرُه ، ولا أَحَــدَ يــَنصُرُه ،ولا أحد ،ولا ولد ،ولا عدد ،ولا مكان ،ولا زمان، ولا فهم يــَقْدُره ، ولا وهــمَ يــُصَوِرُه . ،تعالى علوا كبيرا عن الكيفية ،والأيــن ، ليس كمثله شــيئٌ وَهو السميع البصير .، أحمده حمدا كثيرا على ما أسدَانـَا من نــِعَمٍ ، وما دفع عنا من نــِقَـمٍ ، ونرضى منه بما أعطى وقـَسَـمْ .، وأَشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ مــُوْقـِنٍ بـِتَوحيده ، مستجير بحسن تأييده ونــصره .، وأشهد أن محمداً عبده المصطفى ورسوله على وحي السماء ، المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه مصابيح الدُجـَى ، ومفاتيح الهدى ،وعلى وَارثــِيْـهِ العلماء العارفين بالله الصفوة من عباده الذين فضلهم على عباده بعد رسله وأنبيائه .، فقد جعل قلوبهم معادن أسراره ،وأختصهم من بين الأمــة بطوالع أنــواره ،فــَهُمُ الغـِياثُ للخـــلق من الحق تعالى .،قد صَفَوَو ْا في عُموم أحوالهم مع الحق بالحق .، فشاهدوا المولى في جميع مـخلوقاته .، فأصفاهم من كدورات البشرية وعـَـفَــنِهـَا، ورَقــَّاهُــم إلى مجال المشاهدات والأنوار ،والأسرار بـِمَا تجلى لهم من من حقائق الأحدية .،
- قد وفقهم بالقيام بآداب العبودية فأشهدهم مجاري أحكام الربـوبـية .،
- فقاموا بأَدَاء بِمَا عَليهم من واجبات التكليف ، وتحققوا بــِمَا مــَــنَّــهُ الله عليهم
- سبحانه من التقليب والتصريف ، ثم رجــــــعوا إلى الله سبحانه بصدق الإفـــــــــتقار ونعت
الذِلـــَّةِ والإنكسار.، فلم يتَّــكِلوا على ما حَصُلَ منهم من الأعمال أو لما صفـا لهم من الأحوال .، قد تـيَــقــَّنـُوا علما أنــه هُــوَ جــَلَّ وَعــَلاَ يفعل ما يريد ويختار من يشاء من العبيد .
- جــَازَاهُــمُ الله عنا كل خير وفضل ورضاءٍ منه إنــَّهُ سميع مجيب .
يتبع إن شاء الله من فيوضات الشيخ الحاج محمد خلادي .
عدل سابقا من قبل فقير بوشيخي في الخميس 29 مايو 2008 - 19:59 عدل 1 مرات
فقير بوشيخي- عضو مميز
- عدد الرسائل : 1413
الموقع : www.cheikhiyya.com
نقاط : 7553
تاريخ التسجيل : 29/04/2008
رد: تخميس الياقوتة للشيخ الحاج محمد خلادي
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه أجمعين .
تابع لكلام العارف بالله الشيخ سيدي الحاج محمد خلادي .
وَبَــعـدُ : فقد إندَرَسَتِ الطريقة والحقيقة بعد ما مضى من المشائخ العِظام رضي الله عنهم أو كادت .، قد كانت أنــوارهم تهدي إليها الطُلاب من الشباب الـمُريدين بسيرتهم الإقتداءَ بــِهِم .، وفيِ ذلك قال سيدي العـــارف بالله أبُو مدين الغوث :
واعْــلَم أَنَّ طــَرِيقَ الــقَــوْمِ دَارِســَةٌ فــحَـالُ مَن يـَـدَّعـِيْهَا الــيَّـومَ كـَيفَ تــَرَى
- قَــد زال الورعُ واْشْــتَـدَّ الطمع ، وَكــَـثــُرَ الــهَرَجُ ، وارْتـَحـَـلَ من القلوب حُـرْمــَةُ الشريعة والدين ،وتــَدَاخَلَ الحلال والحرام .، قد إستخفوا بآداءِ العبادات واستهانوا بالصَّلــوَاتِ ، ورَكــَنـُوا إلى اللـَّذات بتعاطي المحظورات .، فكـَــثُر الــمُخَلَّفُـون وَ المُنَكِرون على أهل الله بالقذف والسَّبِ ، ونسبوا لها ما ليس فيها ظلما وعدوانا .، فتحجرت عقولهم وقلوبهم .، وطــائفة أخــرى أصبَحتَ لا ترى لهم سوى تــَرديدٍ فـارغ من غير تــأَمــُلٍ ولا تــَدَبــُرٍ لــِمَا ذُكــِرَ من أَحــوَالِ وَ مـَوَاجيدِ أَهــلِ الطَـرِيــقِ ، وذكــرِ كَـرَامَاتِ وأمـجَـادِ مشَايـِخِــهَا ، وخَلواتهم ، وجلواتهم ومقاماتهم .وَ رِفعتهم .، ثم إنهم بعد ذلك أَخذوا في تصنيف أهل الله حسب طباعهم الجاهلة .، هذا أعلى ، وذاك أسمى ،وغيره أدنى .، وقد سُئِلَ الشيخ الأعظم سيدي مصطفى العلاوي قدس الله سره يوما في ذلك .، فقال مُــنْذِرًا مـُؤَنباً : وأينَ أنتم من هؤلاء السادات العظام الذين ذكرتم ،قد عرفوا الله حق معرفته ،فعبدوه حق عبادته كما أثنى عليهم في كتابه الكريم .،فهل أنتم أهلٌ لصحبتهم ورفقتهم.،فأين السـَّـيرُ من الـمَـسِير والطريق واضحة جلية
- ولله دَرُّ القائلِ: سَنــَعلَمُ حـِينَ يـَنْـجَلِي الـغُـبَارُ أَفـَرَسٌ تـَحْـتـَكَ أَمْ حـِمَـارُ
نــَسأَلُ اللهَ الإعــَانــَةَ على الطريق .، والطرقُ كلها مــسيرٌ إلى الله عزَّ وجَّل كما أشار سيدي البوصيري : وكـُـلهم من رَسُــولِ اللهِ مُلتَمِسٌ غـَرفـًا من البَحرِ أو رشْـفـاً من الــدِّيـَمِ . وهنا نبذة مــوجــزة على إختياري لقصيدة عظيمةٍ سميتها نظم السلوك وهي المعروفة : بالــيَّاقــُوتــَة للشيخ الكبير والقطب المربي الــعَارِفُ بالله سيدي عبد القادر بن محمد المشهور بسيدي الشــيخ .، قَدّسَ اللهُ سِرَّه . ، وهِــيَ كونها قصيدة رفيعة الشأن ، كثيرة الأسرار والمعاني .، وقد إســتَخَرتُ واستعنت بالله القوِّي العظيم .وذلك أنه في رؤيــا عظيمة رأيتها .، وكأنــي بجماعة من العارفين بالله والمشايخ الكُمَل ،ومنهم سيدي محمد بلقايد قدس الله رُوحــَــهُ ، ونفعنا بمحبته وأسراره وأنواره وعلومه وَ فُيُوضاته ،وكذاك نَجـلُهُ وَوَارِثِ سِرِّهِ الـقُطبِ الوَّارِثِ المجُدِد والمُحَقِق مَعدِنِ الأسرَارِ الرَّبَانِيَة والنَّفَحَاتِ القُدسِيَّة ، وَ الأَنــوَارِ الـمُحمَّـدِيــَة ، وَ الــعُــلُــومِ اللَّــدُنــِية وَ صَاحِبِ الــفَضلِ الأَعظَم في هَذأ الــعَمَلِ الــمُبارَكِ الَّذِي بينَ أَيدِينَا، وَ الــمُفِيضِ لــَهَا .: سيدي محمد عبد اللطيف بلــقـَايد شيخ الطريقة البلقائدية بسيدي معروف بوهران .، نسأله تعالى أن يـُمِــدَّ في عُمره ،وأن يـَشْـفِيْه شفاءًا تاماً عَاجِلاً إنــَّهُ ولــِـيُّ ذلك والقادر عليه .، رأيتهُ قال لي بيتاً من الشعر وقال قــُل فَـإِنـَّكَ مأذون وهـُـوَ هذا البيت :
الــقـوِيُّ يصنَعُ مــَجْــداً == والضــعِيفُ يــَفْــتَحُ فــَاهُ
-فنظمت بحول الله وقوته قصيدة في ذلك المعنى وهو المستعان به ولله الحمد والـمِنَّــة.،وَالـَّتِي سَنُــورِدُهــَا فيِ نــِهـَايــَةِ هذِهِ الـقَصِيْــدَة بِحولِ الله . : ثم رأيتــَنِي بعدها مجذوباً لقصيدة الياقوتة وذلك بهِــمَّةِ المشايخ ومددهم .، ذلك أن هذه القصيدة يناهز عمرها أربــعة قـــرون ونـيــِّف،وليس هناك من مُبادرٍ جَادٍ.،
-وَ الياقــُوتة وَ مَا تــَحويــه .، نــبرَاسٌ وَ نــُورٌ نــورَانـِيٌ وَ قَبسٌ مُشِــعٌ لاَ يَــنطَفِي أبَدًا وَ كــنزٌ جَامِعٌ لِأُمُـورِ الدُّنيا وَ الدِّين ، كَــانَت وَلا زَالَت زَادَ وَ عــُـــدَّةَ وَ ذَخــِــيرَةَ العـُـبَادِ وَ الـمُجَاهِــدِين
في سَــبِيلِ الله .فَــقد كَانَت بــِحَقٍ شُــعلَــة الــثــَوَرَاتِ الــشَعبيَة لـِحَفَذَتــِهِ مـِن بــعدِهِ {ثــَوَرَات أُولاد سيد الشيخ} وكــُلِّ الـــثَـوَرَاتِ الأُخـرى .، كَــأَنــَّـمَا رُسِــمَت بِــيَدِ الــغيب.، وَ هــِيَ أَي الــيَاقــُوتَــة مَــفــخَــرَةُ الــشَعبِ الــجَزَائــِرِي وَ الــعَرَبي كُــلِّهِ وَ لاَ زَالــت .
- لــِذلِكَ كُــلِّهِ كَانَ التوفيق طبعا من الله وَ الــمِـنَّةُ منهُ تَعَالى كما أشار النَّاظمُ وَ الـولــيُ الصالــح سيدي الشيخ نفســه في قصيدته فقال :
فإِن قُلـتَ ما الـَّـذِي أَنــَـالَكَ فَـضلـَهُ فَفَضلُ الإلــَهِ لاَ يـُنالُ بــِحِيلة .
- فقد شَدَدْتُ زِيـَمِـي فيِ ذلك ، مـُرتـَدِيـًا حـُلَّـةَ المشايخ و منهم جَــدِيَ الأكبر العارفُ بالله سيدي عبد الجبار الفيجيجي وَ والــِدي رحمه الله الفقــيه الحافظُ لـِكتَابه الكريم حــمزة خلادي ، وكذَا جملــة المشايــخِ العظَام كُلِّهم ببركتهم وَ أسرارهم .، وذلك لــِطَـيِّ العقبات والمسافات .، فعزمت وتوكلت على المعين سبحانه .
-وأمــرُ آخــر أَنَّ جــَدي الأكبر الشيخ سيدي عبد الجبار الشريف الحسني الذي ذكرناه كان شيخ سيدي محمد بن سليمان بن أبي السماحة وَالـــِدُ الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد نفسه .
–ومن جهة أُخرى فإِن والــِدِي العالم الفقيه حمزة خلادي رَحمه الله .، كان قد درس تقريبا كل حفذة آل سيدي الشيخ ومنهم الفقيه سيدي الحاج حمزة بن قدور .فكانت ولله الحمد الرابطة قوية ولازالت
وقد نشدت أبياتا في وصف هذه القصيدة العظيمة التي شملت على مبادئ الإحسان .، وفضائل القوم وأياديهم في نشر هذه الكنوز الفريدة على ألباب العقول .في صقل الأفـــــــــــــئدة لتــُــــصبح بذلك
قادرة لتلقي الفيوضات الوهبية ، والعلوم اللدنية من عالم الغيب سبحانه وتعالى فقلت مستعينا بالله تعالى :
يــَـوَاقــِيتُ قــُوتٍ سُــمِّـــــــــــيَتْ بالياقـــــوتــَـة = بــِـآيٍّ بــَدِيــعٍ حـُسْـنَهــَا لــَنَا أَسْـبَـتِ
وَإنْ ذُكــِرَتْ فيِ الحَــيِّ رَأَيــْتَ قــُلُـوبــَهُم = نــَشَاوَى لــَدَيــْهَا بــِإهْتِزَازٍ وَ جَذْبــَةِ
فــَأرْوَاحُهُم تــَهْفُــــــــوْا لــِمَعْنَى جَـــــــمَالــِهَا = وَعُـــيُونٌ بــِهَا قـَـرَّتْ وَرقَتْ بـِمُهجَتِي
حَـدِيـْثـِي قـَدِيمٌ فيِ هَــوَاهَا لــَهَا نــَشْــــــــرٌ = مَــعَ وَالــِدٍ رُبــِيْتُ وَأَهـْلٍ وَجــِـيْرَتــِي
قَد لاَذَتْ عَنِ الحِمَى بــِسِرٍّ لــَهَا يــُـــــــــتــْلَى = رُكْـبَانٌ بــِهَا سَارَتْ أَمْنًا بــِصُحْبَــةِ
بــِهَا مُهَــــــــجٌ تــَحْيَا، أَنــْــوَارٌ لــَهَا = عَــمَّـــتْ قــُلُـوبٌ لَهَا حَنَّتْ وَلــَـبَّـتْ وَحَــــــجـَّتِ
قَد حَوَتْ أَصْلَ الإِحْــــــــــسَانِ بــِهِ = نــَــادَتْ أَرْبــَابَ عُــقُولٍ أَيــْنَ مِنْكُم وَصِيَّـتـِي
بــِتَـقْوىً بــِهِ نــُوْدِيْ الأمِــــــــيْنُ مُـــحَــمَّــــدٌ = إلــَهــًا لــَهُ الأرْكــَانُ أَصْغَتْ لــِدَعْوَةِ
قَد تَــمَسَّكَ بــِالـوُّثــْقــَى مِنَ الله = عُــــــــرْوَةً فــَـضَائــِلُـهُ كَالرَّوْضِ حُسْنًا وَنــُضْرَةً
جـَبــِيْنُــهُ أَبــْهَى مِنَ الـشَــــــمْسِ غــُـــــــرَّةً = فـَــِـللَّه عَــيْنٌ قَد حَضَــــــــتــْهُ بــِنَـظْـرَةٍ
قَد إلــْتــَهَبَتْ لــِلْشَّوْقِ نــَارٌ بـِمُهْـــــــجَتــِي = بِكُمْ مَا أ ُلاَقــِي لَوْ دَرَيـْتـُم أَحِبَّـتِي
وَجَدْتُ بــِكُمْ وَجْدًا وَحُبـًّا وَلــَوْعَــةً = لــَوْ صَارَتْ عَلَى القُلُوبِ جَمْعًا لَكَـلَّــتِ
قَد أَنــْحَلَـنـِي سُقْمٌ وَدَاءٌ بـــِبــُعْدِكُـمْ = وَ شَهِــيْــقٌ بــِزَفــْرَةٍ وَلــَهِـيْبُ بــِحُــرْقــَــةٍ
لــَدَيـْهِ رُوْحـِي تــَقْـــرَأُ الحُـــــبَّ سُـــــوْرَةً= فـَقد صِرْتُ مـَعْنىً إِنْ تــَخَلَّفْتُ صُـــوْرَةً
مَــحَـبـَّـتــُهُ عَــــــيْنُ الــوُّصُـــولِ وَسِـــرُّهَــا = بـِلُــبِّ عــَقْـلـِي إنْ ذُكِرْتَ بــِمُهْجَـــــتـِي
عَـكَـفْـتُ عَلَى مــَدْحِ الــنَّـبـِـيِّ مـَــــــوَدَّةً = لــِمَوْلىً كَــــــــرِيــْمٍ إِجْــتــَبَاهُ وَنــِعْــــمَةً
عَسَى حُبُّهُ يــُمْحِي الـذُّنـُوبَ وَغِلْــــــــــظَةً = بــِذِكْرِ الصَّلاَةِ عَلَى الحَبــِيبِ وَسِيْلـَتـِي
وَ عَسَى بَعدَعُسْرِ الحَالِ يُسْرٌ يَـــــذُوْدُهَا = عَلَى وَطَنـِي الـغَالـِي الجَزَائــِرُ رِفْعَــــتــِي
فَلاَ عــِزَّ يــَعْلُوا بــَعدَ عـِزِّ وُجـُـــــــــودِهَا = ذُخْــرٌ وَفـَـــــخرٌ بــِانــْتِسَابــِي لــِأُ مَّــتــِي
رِجــَـالٌ بــِنَصْرِ الله ثـــمَّ بــِفَـــــتــْحِــهِ = بــِأَسْمَائــِها خَطَّــتْ سِــــــــــــجِلاً بــِبَصْمَـةٍ
ثــَوِرَاتٌ لــَهُ قــَامَتْ أَوْلاَدٌ لــَهُ رَامَــتْ = السَّـيْـرَ دَأْبــًا خَلْـــــــفَ جَــــدٍّ بــِقُــــــدْوَةٍ
يــِشَيْخٍ بــِهِ السَّادَاتُ نــَالــَتْ مَـنــَاقــِـــبــًا =جـِهَادًا بــِإخْـــــــلاَصٍ وَيــَقِـيْـنًا بــِنُـصْــــــرَةٍ
قَد إجْتــَثــُوا أَصْلَ الكَافــِرِين بــِبَأْسِهِم = فــَكَمْ وَجْــــنَةٍ دَاسُوْا هُنَاك وَجَــبْــهَــةٍ
لِــوَاءٌ بــِرَايــَـــــــــةٍ قَد رُقــِــمَ اسْــمُــهَــا =وُجُوهُ الــعِدَا مِنهَا اسْــــــــــــوَدَّت بــِظُــلْمَةٍ
مَضَوْا يــَحْسِبُـوْنَ الخَيْـــــــــلَ وَالجَيْشَ = جـِـنَّـةً ظُـــنُونــُهُمُ قَد أَبــْدَلــَـتــْهُمْ مَــخَافــَتــِي
قَد حَاقَ بــِهِم سُوْءٌ وَخَـــــوْفٌ وَذِلــَّــــــــةٌ = لــِرَحىً بــِهِــــمْ دَارَتْ سِنِينَ بــِخِــزْيــَةٍ
هــَــا قَد أَذَقــْنَاهُمُ بــَأسَـنَا بَعدَ فــَـــتــْرَةٍ= قَد تَسَلْسَلَتْ أَجْـــيـَالٌ نــَظْمًا بــِفِكـْرَةٍِ
فَقَد سَجَّلَ الــتــَّارِيـخُ أكْـــبَـرَ مَــحْفَـــلٍ = حِينَ أَذْعَـنَ الكًفــَّارُ ضَـرْبــًا بــِثــَوْرَةٍ
كَم دِمـًا رِيــْقــَتْ زَكــَاةً وَ طُــهْــرَةً = لــِأَرْضٍ بِهَا الصَّــــــلاَحُ شــَاءَتـْهُ قــُدْرَةٌ
لــِإرْضِ المُعـــــــجِزَاتِ لــَبَــيْكَ مــَوطِــــــــنٌ = قَد دَهَى الأَطْلَــــسِيَ مِنْهُ لــُيــُوْثٌ بــِهَـبَّةٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والــيَـاقــُــوتــَة كما أشرنا فيِ نظم السلوك هي مجملة في ثــَــمَانــِيَةِ أبواب تبدأُ
- بالمقدمة بالصلاة على- النبي وكذا الإسفتاح باسمه الكريم .،
-وقسمٌ ثاني يَــتــَنَاول الوَّجد والشوق ،والأحوال والمقامات العلية السنية ، والتي تــُبدي لقارئها عالما مستفيضاً فيه من الروحانيات الجاذبة ، والمالكة للأرواح والوجدان ، والغالبة عليها تلك النفحات القدسية ، والـفُيوضات الربانية ، ومعارج الأرواح الى الحضرة القدسية العلية .، ومن هذه الإشارات القوية مـَـنْـفَــذٌ عظيمٌ لـمِيزَابِ الفيوض الصديقية والـعُـلوِيَة ، ومنها مَجْـرَى لا ينفذ أبد الآبدين من الأبحر المحمدية إلى أسرار الملائكة القدسية ثم إلى مـَصبــِهَا وهي التجليات
الإلهيــة .، فهي والله سُلَّــمُ المريدين إلى الحضرة الربانية ومعارج السالكين إلى العوالم الملكوتية والجبروتية واللاهوتية.
- وقسمٌ ثالــِثٌ خُصَ بالإنذار لمن خالف سنن هذا الهدي المحمدي النوراني .، والحثُ والترغيبُ والبشارة لمن إتــَّبَعَ هذه السنن العظيمة وفيها من الــتعبيرٌ الكَثِيرُ الــمُسْتَفِيض
-وقسم رَابــِعٌ فيها شروط ،وأحكام ،وقواعد خاصة لمريدي الطريق وناهِحِيــه وذلك كله في سياقِ جَذْبٍ يشدُك إلــيهِ شَدًا.، فـَـيَسلُبَكَ عنكَ في زَحمةٍ من المواجيد ، ولذة من الشعور بالقرب ، وخطاب الأرواح العلية السنية .،
-وقــسمٌ خــَامِسٌ ينتقل فــِيهِ بــِكَ إلى عالم الصَّفَا ، عالم المشاهدات والأنوار والتجليات القدسية ، وما يطرأ فيها على العبد من صنوف المشاهدة والمكالمة والمساررة .، ولقوله تعالى }وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رِزقٍ وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزَّاق ذو القوَّة المتين{. وهنا نداءٌ إلى المعـــرفة والــقرب هي أشملُ وأعظمُ في باب العبادات .
- وقــسمٌ سَادِسٌ يعرفنا به على أهل الله ورتبهم ومقاماتهم ،وعلوِّ هِمَمِهِم بالله
-وقسمٌ ســَابــِعٌ يأخذك في نظم السلسلة المباركة لمشايخ الطريق وذكر مقاماتهم الرفيعة إلى حضرة الكمال ومعدن الأسرار ومهبط جبريل بالليل والنهار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو نسبٌ ينتهي إليه الطريق .
-وقِــسمٌ ثــَامــِنٌ يقدم فِــيهِ الناظم بتواضع كبير خاتمة عظيمة يظهر فيها القدرة المطلقة لله عز وجل وأن الأمور كلها صغيرها وكبيرها فهي بإذنه سبحانه وتعالى .، ثم خــتم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
مـــــلحوظــة في المنهـجية المـتبعة في التخميس تسـهيلا للـقارئ
- أولا يــبدأُ التـخمـيس كما جرت عليه الـعادة عند الــمادحين للنَّبِـيِّ صلىالله عليه وسلم
في قصائـدهم ثم يـــليه مباشــرة بـيت الناظم قدَّس الله سـرَّه وهُــو مُــرقّــم كما سَـتُلاحِظ ذلك إن شاء الله تعالى . - و الحكمــة في البـدء بالتخميس بدلا من تقديم البيت الأصلي للناظم رضي الله عنه .، -الـقصد منه الإستفتاح والإستــمداد وطلب الإعـانة فهــمًا واسـتدرارًا من أنــوار وأســرار البيت الأصـلي وما يـحويـه من إشارات تـنير العقل وتـجلي نـور الفهم .، هذا بالإضافـة إلى قَصـدِ المخـمِس من وراء ذلك لـِأَجـلِ الـتـًـقـيُّدِ بمعـانـي ومــبانــي الألـفاظ فيكون بذلك تـابـعا وخـادمـا للبيت الـمُفـيضِ و الـمُـمِـد لـَهُ .،وكـأنَّ كــُلَّ بــيتٍ من أبــيـاتـه رضي الله عنه لـها أمـداد و بـحور من المعانــي والرَّقــائــق قد لا تُـحصـيها المجـلَّدات الـكــثيرة فضلا عن غـزارة معانيـتها و عِــظم أسرارها.، فـيَـأتِــي الـتخمــيس في نظمٍ مسلسل لـيجتـمِعَ بحول الله وقُــوَّتِــه متـتناغِــمًا
مع البيت الأصلي للناظم وذاك ما رجــوناه وأمَّــلناه .، ونـَــظّـنُ أنــَّنــَا وُفِــقــنَا .لــِما سَاقـَــهُ الله لَــنَا
من الفهم عــنه وبــِِــه ولــَــهُ.، كما أَنِّــنـِي أُشِــير هُــنا و في هذا الــمجال بالــذَّات ،إِلى أَنَّــهُ كان لِــزَامًــا وابـتداءًا ،ومن الضَّــرورِي إِرتــداءُ هِــمَّةِ المــشائِخ أي بمعنى محاولة الغوص في الشيخ و الذي هو كـالبـحر الـمحـيط محاولا إستخراج كل نفيس و عزيز .، كما أشار في هذا المعنى عن مــحبَّـة الشيخ الـمُربــي و الـفناء فيـه حُـبًّا حتى يمـتَــزج الـكُلُّ بـالكُـل فيصــير الـكُـلُّ واحدا .، كما قـال في ذلك سيِّدِي ابن الـفارض :
لَــستَ تَــهـوانــي مَــا لـَم تــَـكُـن فِـيَ فَــانِــيًا ولَــستَ بِــفَــانٍ مــَا لَـم تــَـنـجَـلِـي فِــيكَ صـُورَتــِي إَخي وابـني القارئ تـمعَّـن بـعقلك وقلبك ،وارتــع في ريــاض الصالـحين كما أشار إلى ذلك الـنَّـبِـيُّ صلى الله عليه وسلَّم حين قال {إِذَا مـررتم برياض الجـنة فارتـعوا } قيل وما رياض الجنة .،
قال مجالس الذكــر . كيف وهذه القصيدة الخالدة قـرونا قد داوت قــلوبا عليـــلة ،وأرْوَت
ظَــمْآى .، وهي قبل ذلك فيـض وفـتح ربـاني نورانــي من حضرة علـيَّة سنية ،ومِنـحٌ و فيوضات وهـبية من خزائن الملك الـمنَّان على عـباده .، تهدى القلوب الحائرة وتُــؤنس الــمُحبـِّـين العاشقـين .، وهي رايـات الـواصلين لـمقام الـقطبيـة .، و سلَّــمٌ لــِلإِرتـقاء قـراءة وتـفكــيرًا واعتبـارًا بما فيها من الأسرار والأنــوار والمنـح الإلــهية .،فــطوبى لمن تــلاها، أو تُــلِيت عليه . جعل الله أفــئـدتـنا وعقولنا وقلوبا تحوي أسرارها وأنوارها ومعانيها ،وجعلها مِـجلاة لنا من الظلمات والــوهم .، وعَــمَّرَ الله بها حياتنا وأوقاتـنا فــكرا وتــدَبُرا وَوِردا شافيا كافيا ،وعَــمَّ بنفعها البلاد والعباد وعلى صاحبها ســلام الله ورضاه لما قدَّمـه في سبيل الله وللمسلمين جازاه الله عنَّا أحسن الجزاء.وصلى الله على سيدنا محمد وآلـه وصحبه أجمعــين .
يتبع إن شاء الله .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه أجمعين .
تابع لكلام العارف بالله الشيخ سيدي الحاج محمد خلادي .
وَبَــعـدُ : فقد إندَرَسَتِ الطريقة والحقيقة بعد ما مضى من المشائخ العِظام رضي الله عنهم أو كادت .، قد كانت أنــوارهم تهدي إليها الطُلاب من الشباب الـمُريدين بسيرتهم الإقتداءَ بــِهِم .، وفيِ ذلك قال سيدي العـــارف بالله أبُو مدين الغوث :
واعْــلَم أَنَّ طــَرِيقَ الــقَــوْمِ دَارِســَةٌ فــحَـالُ مَن يـَـدَّعـِيْهَا الــيَّـومَ كـَيفَ تــَرَى
- قَــد زال الورعُ واْشْــتَـدَّ الطمع ، وَكــَـثــُرَ الــهَرَجُ ، وارْتـَحـَـلَ من القلوب حُـرْمــَةُ الشريعة والدين ،وتــَدَاخَلَ الحلال والحرام .، قد إستخفوا بآداءِ العبادات واستهانوا بالصَّلــوَاتِ ، ورَكــَنـُوا إلى اللـَّذات بتعاطي المحظورات .، فكـَــثُر الــمُخَلَّفُـون وَ المُنَكِرون على أهل الله بالقذف والسَّبِ ، ونسبوا لها ما ليس فيها ظلما وعدوانا .، فتحجرت عقولهم وقلوبهم .، وطــائفة أخــرى أصبَحتَ لا ترى لهم سوى تــَرديدٍ فـارغ من غير تــأَمــُلٍ ولا تــَدَبــُرٍ لــِمَا ذُكــِرَ من أَحــوَالِ وَ مـَوَاجيدِ أَهــلِ الطَـرِيــقِ ، وذكــرِ كَـرَامَاتِ وأمـجَـادِ مشَايـِخِــهَا ، وخَلواتهم ، وجلواتهم ومقاماتهم .وَ رِفعتهم .، ثم إنهم بعد ذلك أَخذوا في تصنيف أهل الله حسب طباعهم الجاهلة .، هذا أعلى ، وذاك أسمى ،وغيره أدنى .، وقد سُئِلَ الشيخ الأعظم سيدي مصطفى العلاوي قدس الله سره يوما في ذلك .، فقال مُــنْذِرًا مـُؤَنباً : وأينَ أنتم من هؤلاء السادات العظام الذين ذكرتم ،قد عرفوا الله حق معرفته ،فعبدوه حق عبادته كما أثنى عليهم في كتابه الكريم .،فهل أنتم أهلٌ لصحبتهم ورفقتهم.،فأين السـَّـيرُ من الـمَـسِير والطريق واضحة جلية
- ولله دَرُّ القائلِ: سَنــَعلَمُ حـِينَ يـَنْـجَلِي الـغُـبَارُ أَفـَرَسٌ تـَحْـتـَكَ أَمْ حـِمَـارُ
نــَسأَلُ اللهَ الإعــَانــَةَ على الطريق .، والطرقُ كلها مــسيرٌ إلى الله عزَّ وجَّل كما أشار سيدي البوصيري : وكـُـلهم من رَسُــولِ اللهِ مُلتَمِسٌ غـَرفـًا من البَحرِ أو رشْـفـاً من الــدِّيـَمِ . وهنا نبذة مــوجــزة على إختياري لقصيدة عظيمةٍ سميتها نظم السلوك وهي المعروفة : بالــيَّاقــُوتــَة للشيخ الكبير والقطب المربي الــعَارِفُ بالله سيدي عبد القادر بن محمد المشهور بسيدي الشــيخ .، قَدّسَ اللهُ سِرَّه . ، وهِــيَ كونها قصيدة رفيعة الشأن ، كثيرة الأسرار والمعاني .، وقد إســتَخَرتُ واستعنت بالله القوِّي العظيم .وذلك أنه في رؤيــا عظيمة رأيتها .، وكأنــي بجماعة من العارفين بالله والمشايخ الكُمَل ،ومنهم سيدي محمد بلقايد قدس الله رُوحــَــهُ ، ونفعنا بمحبته وأسراره وأنواره وعلومه وَ فُيُوضاته ،وكذاك نَجـلُهُ وَوَارِثِ سِرِّهِ الـقُطبِ الوَّارِثِ المجُدِد والمُحَقِق مَعدِنِ الأسرَارِ الرَّبَانِيَة والنَّفَحَاتِ القُدسِيَّة ، وَ الأَنــوَارِ الـمُحمَّـدِيــَة ، وَ الــعُــلُــومِ اللَّــدُنــِية وَ صَاحِبِ الــفَضلِ الأَعظَم في هَذأ الــعَمَلِ الــمُبارَكِ الَّذِي بينَ أَيدِينَا، وَ الــمُفِيضِ لــَهَا .: سيدي محمد عبد اللطيف بلــقـَايد شيخ الطريقة البلقائدية بسيدي معروف بوهران .، نسأله تعالى أن يـُمِــدَّ في عُمره ،وأن يـَشْـفِيْه شفاءًا تاماً عَاجِلاً إنــَّهُ ولــِـيُّ ذلك والقادر عليه .، رأيتهُ قال لي بيتاً من الشعر وقال قــُل فَـإِنـَّكَ مأذون وهـُـوَ هذا البيت :
الــقـوِيُّ يصنَعُ مــَجْــداً == والضــعِيفُ يــَفْــتَحُ فــَاهُ
-فنظمت بحول الله وقوته قصيدة في ذلك المعنى وهو المستعان به ولله الحمد والـمِنَّــة.،وَالـَّتِي سَنُــورِدُهــَا فيِ نــِهـَايــَةِ هذِهِ الـقَصِيْــدَة بِحولِ الله . : ثم رأيتــَنِي بعدها مجذوباً لقصيدة الياقوتة وذلك بهِــمَّةِ المشايخ ومددهم .، ذلك أن هذه القصيدة يناهز عمرها أربــعة قـــرون ونـيــِّف،وليس هناك من مُبادرٍ جَادٍ.،
-وَ الياقــُوتة وَ مَا تــَحويــه .، نــبرَاسٌ وَ نــُورٌ نــورَانـِيٌ وَ قَبسٌ مُشِــعٌ لاَ يَــنطَفِي أبَدًا وَ كــنزٌ جَامِعٌ لِأُمُـورِ الدُّنيا وَ الدِّين ، كَــانَت وَلا زَالَت زَادَ وَ عــُـــدَّةَ وَ ذَخــِــيرَةَ العـُـبَادِ وَ الـمُجَاهِــدِين
في سَــبِيلِ الله .فَــقد كَانَت بــِحَقٍ شُــعلَــة الــثــَوَرَاتِ الــشَعبيَة لـِحَفَذَتــِهِ مـِن بــعدِهِ {ثــَوَرَات أُولاد سيد الشيخ} وكــُلِّ الـــثَـوَرَاتِ الأُخـرى .، كَــأَنــَّـمَا رُسِــمَت بِــيَدِ الــغيب.، وَ هــِيَ أَي الــيَاقــُوتَــة مَــفــخَــرَةُ الــشَعبِ الــجَزَائــِرِي وَ الــعَرَبي كُــلِّهِ وَ لاَ زَالــت .
- لــِذلِكَ كُــلِّهِ كَانَ التوفيق طبعا من الله وَ الــمِـنَّةُ منهُ تَعَالى كما أشار النَّاظمُ وَ الـولــيُ الصالــح سيدي الشيخ نفســه في قصيدته فقال :
فإِن قُلـتَ ما الـَّـذِي أَنــَـالَكَ فَـضلـَهُ فَفَضلُ الإلــَهِ لاَ يـُنالُ بــِحِيلة .
- فقد شَدَدْتُ زِيـَمِـي فيِ ذلك ، مـُرتـَدِيـًا حـُلَّـةَ المشايخ و منهم جَــدِيَ الأكبر العارفُ بالله سيدي عبد الجبار الفيجيجي وَ والــِدي رحمه الله الفقــيه الحافظُ لـِكتَابه الكريم حــمزة خلادي ، وكذَا جملــة المشايــخِ العظَام كُلِّهم ببركتهم وَ أسرارهم .، وذلك لــِطَـيِّ العقبات والمسافات .، فعزمت وتوكلت على المعين سبحانه .
-وأمــرُ آخــر أَنَّ جــَدي الأكبر الشيخ سيدي عبد الجبار الشريف الحسني الذي ذكرناه كان شيخ سيدي محمد بن سليمان بن أبي السماحة وَالـــِدُ الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد نفسه .
–ومن جهة أُخرى فإِن والــِدِي العالم الفقيه حمزة خلادي رَحمه الله .، كان قد درس تقريبا كل حفذة آل سيدي الشيخ ومنهم الفقيه سيدي الحاج حمزة بن قدور .فكانت ولله الحمد الرابطة قوية ولازالت
وقد نشدت أبياتا في وصف هذه القصيدة العظيمة التي شملت على مبادئ الإحسان .، وفضائل القوم وأياديهم في نشر هذه الكنوز الفريدة على ألباب العقول .في صقل الأفـــــــــــــئدة لتــُــــصبح بذلك
قادرة لتلقي الفيوضات الوهبية ، والعلوم اللدنية من عالم الغيب سبحانه وتعالى فقلت مستعينا بالله تعالى :
يــَـوَاقــِيتُ قــُوتٍ سُــمِّـــــــــــيَتْ بالياقـــــوتــَـة = بــِـآيٍّ بــَدِيــعٍ حـُسْـنَهــَا لــَنَا أَسْـبَـتِ
وَإنْ ذُكــِرَتْ فيِ الحَــيِّ رَأَيــْتَ قــُلُـوبــَهُم = نــَشَاوَى لــَدَيــْهَا بــِإهْتِزَازٍ وَ جَذْبــَةِ
فــَأرْوَاحُهُم تــَهْفُــــــــوْا لــِمَعْنَى جَـــــــمَالــِهَا = وَعُـــيُونٌ بــِهَا قـَـرَّتْ وَرقَتْ بـِمُهجَتِي
حَـدِيـْثـِي قـَدِيمٌ فيِ هَــوَاهَا لــَهَا نــَشْــــــــرٌ = مَــعَ وَالــِدٍ رُبــِيْتُ وَأَهـْلٍ وَجــِـيْرَتــِي
قَد لاَذَتْ عَنِ الحِمَى بــِسِرٍّ لــَهَا يــُـــــــــتــْلَى = رُكْـبَانٌ بــِهَا سَارَتْ أَمْنًا بــِصُحْبَــةِ
بــِهَا مُهَــــــــجٌ تــَحْيَا، أَنــْــوَارٌ لــَهَا = عَــمَّـــتْ قــُلُـوبٌ لَهَا حَنَّتْ وَلــَـبَّـتْ وَحَــــــجـَّتِ
قَد حَوَتْ أَصْلَ الإِحْــــــــــسَانِ بــِهِ = نــَــادَتْ أَرْبــَابَ عُــقُولٍ أَيــْنَ مِنْكُم وَصِيَّـتـِي
بــِتَـقْوىً بــِهِ نــُوْدِيْ الأمِــــــــيْنُ مُـــحَــمَّــــدٌ = إلــَهــًا لــَهُ الأرْكــَانُ أَصْغَتْ لــِدَعْوَةِ
قَد تَــمَسَّكَ بــِالـوُّثــْقــَى مِنَ الله = عُــــــــرْوَةً فــَـضَائــِلُـهُ كَالرَّوْضِ حُسْنًا وَنــُضْرَةً
جـَبــِيْنُــهُ أَبــْهَى مِنَ الـشَــــــمْسِ غــُـــــــرَّةً = فـَــِـللَّه عَــيْنٌ قَد حَضَــــــــتــْهُ بــِنَـظْـرَةٍ
قَد إلــْتــَهَبَتْ لــِلْشَّوْقِ نــَارٌ بـِمُهْـــــــجَتــِي = بِكُمْ مَا أ ُلاَقــِي لَوْ دَرَيـْتـُم أَحِبَّـتِي
وَجَدْتُ بــِكُمْ وَجْدًا وَحُبـًّا وَلــَوْعَــةً = لــَوْ صَارَتْ عَلَى القُلُوبِ جَمْعًا لَكَـلَّــتِ
قَد أَنــْحَلَـنـِي سُقْمٌ وَدَاءٌ بـــِبــُعْدِكُـمْ = وَ شَهِــيْــقٌ بــِزَفــْرَةٍ وَلــَهِـيْبُ بــِحُــرْقــَــةٍ
لــَدَيـْهِ رُوْحـِي تــَقْـــرَأُ الحُـــــبَّ سُـــــوْرَةً= فـَقد صِرْتُ مـَعْنىً إِنْ تــَخَلَّفْتُ صُـــوْرَةً
مَــحَـبـَّـتــُهُ عَــــــيْنُ الــوُّصُـــولِ وَسِـــرُّهَــا = بـِلُــبِّ عــَقْـلـِي إنْ ذُكِرْتَ بــِمُهْجَـــــتـِي
عَـكَـفْـتُ عَلَى مــَدْحِ الــنَّـبـِـيِّ مـَــــــوَدَّةً = لــِمَوْلىً كَــــــــرِيــْمٍ إِجْــتــَبَاهُ وَنــِعْــــمَةً
عَسَى حُبُّهُ يــُمْحِي الـذُّنـُوبَ وَغِلْــــــــــظَةً = بــِذِكْرِ الصَّلاَةِ عَلَى الحَبــِيبِ وَسِيْلـَتـِي
وَ عَسَى بَعدَعُسْرِ الحَالِ يُسْرٌ يَـــــذُوْدُهَا = عَلَى وَطَنـِي الـغَالـِي الجَزَائــِرُ رِفْعَــــتــِي
فَلاَ عــِزَّ يــَعْلُوا بــَعدَ عـِزِّ وُجـُـــــــــودِهَا = ذُخْــرٌ وَفـَـــــخرٌ بــِانــْتِسَابــِي لــِأُ مَّــتــِي
رِجــَـالٌ بــِنَصْرِ الله ثـــمَّ بــِفَـــــتــْحِــهِ = بــِأَسْمَائــِها خَطَّــتْ سِــــــــــــجِلاً بــِبَصْمَـةٍ
ثــَوِرَاتٌ لــَهُ قــَامَتْ أَوْلاَدٌ لــَهُ رَامَــتْ = السَّـيْـرَ دَأْبــًا خَلْـــــــفَ جَــــدٍّ بــِقُــــــدْوَةٍ
يــِشَيْخٍ بــِهِ السَّادَاتُ نــَالــَتْ مَـنــَاقــِـــبــًا =جـِهَادًا بــِإخْـــــــلاَصٍ وَيــَقِـيْـنًا بــِنُـصْــــــرَةٍ
قَد إجْتــَثــُوا أَصْلَ الكَافــِرِين بــِبَأْسِهِم = فــَكَمْ وَجْــــنَةٍ دَاسُوْا هُنَاك وَجَــبْــهَــةٍ
لِــوَاءٌ بــِرَايــَـــــــــةٍ قَد رُقــِــمَ اسْــمُــهَــا =وُجُوهُ الــعِدَا مِنهَا اسْــــــــــــوَدَّت بــِظُــلْمَةٍ
مَضَوْا يــَحْسِبُـوْنَ الخَيْـــــــــلَ وَالجَيْشَ = جـِـنَّـةً ظُـــنُونــُهُمُ قَد أَبــْدَلــَـتــْهُمْ مَــخَافــَتــِي
قَد حَاقَ بــِهِم سُوْءٌ وَخَـــــوْفٌ وَذِلــَّــــــــةٌ = لــِرَحىً بــِهِــــمْ دَارَتْ سِنِينَ بــِخِــزْيــَةٍ
هــَــا قَد أَذَقــْنَاهُمُ بــَأسَـنَا بَعدَ فــَـــتــْرَةٍ= قَد تَسَلْسَلَتْ أَجْـــيـَالٌ نــَظْمًا بــِفِكـْرَةٍِ
فَقَد سَجَّلَ الــتــَّارِيـخُ أكْـــبَـرَ مَــحْفَـــلٍ = حِينَ أَذْعَـنَ الكًفــَّارُ ضَـرْبــًا بــِثــَوْرَةٍ
كَم دِمـًا رِيــْقــَتْ زَكــَاةً وَ طُــهْــرَةً = لــِأَرْضٍ بِهَا الصَّــــــلاَحُ شــَاءَتـْهُ قــُدْرَةٌ
لــِإرْضِ المُعـــــــجِزَاتِ لــَبَــيْكَ مــَوطِــــــــنٌ = قَد دَهَى الأَطْلَــــسِيَ مِنْهُ لــُيــُوْثٌ بــِهَـبَّةٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والــيَـاقــُــوتــَة كما أشرنا فيِ نظم السلوك هي مجملة في ثــَــمَانــِيَةِ أبواب تبدأُ
- بالمقدمة بالصلاة على- النبي وكذا الإسفتاح باسمه الكريم .،
-وقسمٌ ثاني يَــتــَنَاول الوَّجد والشوق ،والأحوال والمقامات العلية السنية ، والتي تــُبدي لقارئها عالما مستفيضاً فيه من الروحانيات الجاذبة ، والمالكة للأرواح والوجدان ، والغالبة عليها تلك النفحات القدسية ، والـفُيوضات الربانية ، ومعارج الأرواح الى الحضرة القدسية العلية .، ومن هذه الإشارات القوية مـَـنْـفَــذٌ عظيمٌ لـمِيزَابِ الفيوض الصديقية والـعُـلوِيَة ، ومنها مَجْـرَى لا ينفذ أبد الآبدين من الأبحر المحمدية إلى أسرار الملائكة القدسية ثم إلى مـَصبــِهَا وهي التجليات
الإلهيــة .، فهي والله سُلَّــمُ المريدين إلى الحضرة الربانية ومعارج السالكين إلى العوالم الملكوتية والجبروتية واللاهوتية.
- وقسمٌ ثالــِثٌ خُصَ بالإنذار لمن خالف سنن هذا الهدي المحمدي النوراني .، والحثُ والترغيبُ والبشارة لمن إتــَّبَعَ هذه السنن العظيمة وفيها من الــتعبيرٌ الكَثِيرُ الــمُسْتَفِيض
-وقسم رَابــِعٌ فيها شروط ،وأحكام ،وقواعد خاصة لمريدي الطريق وناهِحِيــه وذلك كله في سياقِ جَذْبٍ يشدُك إلــيهِ شَدًا.، فـَـيَسلُبَكَ عنكَ في زَحمةٍ من المواجيد ، ولذة من الشعور بالقرب ، وخطاب الأرواح العلية السنية .،
-وقــسمٌ خــَامِسٌ ينتقل فــِيهِ بــِكَ إلى عالم الصَّفَا ، عالم المشاهدات والأنوار والتجليات القدسية ، وما يطرأ فيها على العبد من صنوف المشاهدة والمكالمة والمساررة .، ولقوله تعالى }وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رِزقٍ وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزَّاق ذو القوَّة المتين{. وهنا نداءٌ إلى المعـــرفة والــقرب هي أشملُ وأعظمُ في باب العبادات .
- وقــسمٌ سَادِسٌ يعرفنا به على أهل الله ورتبهم ومقاماتهم ،وعلوِّ هِمَمِهِم بالله
-وقسمٌ ســَابــِعٌ يأخذك في نظم السلسلة المباركة لمشايخ الطريق وذكر مقاماتهم الرفيعة إلى حضرة الكمال ومعدن الأسرار ومهبط جبريل بالليل والنهار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو نسبٌ ينتهي إليه الطريق .
-وقِــسمٌ ثــَامــِنٌ يقدم فِــيهِ الناظم بتواضع كبير خاتمة عظيمة يظهر فيها القدرة المطلقة لله عز وجل وأن الأمور كلها صغيرها وكبيرها فهي بإذنه سبحانه وتعالى .، ثم خــتم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
مـــــلحوظــة في المنهـجية المـتبعة في التخميس تسـهيلا للـقارئ
- أولا يــبدأُ التـخمـيس كما جرت عليه الـعادة عند الــمادحين للنَّبِـيِّ صلىالله عليه وسلم
في قصائـدهم ثم يـــليه مباشــرة بـيت الناظم قدَّس الله سـرَّه وهُــو مُــرقّــم كما سَـتُلاحِظ ذلك إن شاء الله تعالى . - و الحكمــة في البـدء بالتخميس بدلا من تقديم البيت الأصلي للناظم رضي الله عنه .، -الـقصد منه الإستفتاح والإستــمداد وطلب الإعـانة فهــمًا واسـتدرارًا من أنــوار وأســرار البيت الأصـلي وما يـحويـه من إشارات تـنير العقل وتـجلي نـور الفهم .، هذا بالإضافـة إلى قَصـدِ المخـمِس من وراء ذلك لـِأَجـلِ الـتـًـقـيُّدِ بمعـانـي ومــبانــي الألـفاظ فيكون بذلك تـابـعا وخـادمـا للبيت الـمُفـيضِ و الـمُـمِـد لـَهُ .،وكـأنَّ كــُلَّ بــيتٍ من أبــيـاتـه رضي الله عنه لـها أمـداد و بـحور من المعانــي والرَّقــائــق قد لا تُـحصـيها المجـلَّدات الـكــثيرة فضلا عن غـزارة معانيـتها و عِــظم أسرارها.، فـيَـأتِــي الـتخمــيس في نظمٍ مسلسل لـيجتـمِعَ بحول الله وقُــوَّتِــه متـتناغِــمًا
مع البيت الأصلي للناظم وذاك ما رجــوناه وأمَّــلناه .، ونـَــظّـنُ أنــَّنــَا وُفِــقــنَا .لــِما سَاقـَــهُ الله لَــنَا
من الفهم عــنه وبــِِــه ولــَــهُ.، كما أَنِّــنـِي أُشِــير هُــنا و في هذا الــمجال بالــذَّات ،إِلى أَنَّــهُ كان لِــزَامًــا وابـتداءًا ،ومن الضَّــرورِي إِرتــداءُ هِــمَّةِ المــشائِخ أي بمعنى محاولة الغوص في الشيخ و الذي هو كـالبـحر الـمحـيط محاولا إستخراج كل نفيس و عزيز .، كما أشار في هذا المعنى عن مــحبَّـة الشيخ الـمُربــي و الـفناء فيـه حُـبًّا حتى يمـتَــزج الـكُلُّ بـالكُـل فيصــير الـكُـلُّ واحدا .، كما قـال في ذلك سيِّدِي ابن الـفارض :
لَــستَ تَــهـوانــي مَــا لـَم تــَـكُـن فِـيَ فَــانِــيًا ولَــستَ بِــفَــانٍ مــَا لَـم تــَـنـجَـلِـي فِــيكَ صـُورَتــِي إَخي وابـني القارئ تـمعَّـن بـعقلك وقلبك ،وارتــع في ريــاض الصالـحين كما أشار إلى ذلك الـنَّـبِـيُّ صلى الله عليه وسلَّم حين قال {إِذَا مـررتم برياض الجـنة فارتـعوا } قيل وما رياض الجنة .،
قال مجالس الذكــر . كيف وهذه القصيدة الخالدة قـرونا قد داوت قــلوبا عليـــلة ،وأرْوَت
ظَــمْآى .، وهي قبل ذلك فيـض وفـتح ربـاني نورانــي من حضرة علـيَّة سنية ،ومِنـحٌ و فيوضات وهـبية من خزائن الملك الـمنَّان على عـباده .، تهدى القلوب الحائرة وتُــؤنس الــمُحبـِّـين العاشقـين .، وهي رايـات الـواصلين لـمقام الـقطبيـة .، و سلَّــمٌ لــِلإِرتـقاء قـراءة وتـفكــيرًا واعتبـارًا بما فيها من الأسرار والأنــوار والمنـح الإلــهية .،فــطوبى لمن تــلاها، أو تُــلِيت عليه . جعل الله أفــئـدتـنا وعقولنا وقلوبا تحوي أسرارها وأنوارها ومعانيها ،وجعلها مِـجلاة لنا من الظلمات والــوهم .، وعَــمَّرَ الله بها حياتنا وأوقاتـنا فــكرا وتــدَبُرا وَوِردا شافيا كافيا ،وعَــمَّ بنفعها البلاد والعباد وعلى صاحبها ســلام الله ورضاه لما قدَّمـه في سبيل الله وللمسلمين جازاه الله عنَّا أحسن الجزاء.وصلى الله على سيدنا محمد وآلـه وصحبه أجمعــين .
يتبع إن شاء الله .
فقير بوشيخي- عضو مميز
- عدد الرسائل : 1413
الموقع : www.cheikhiyya.com
نقاط : 7553
تاريخ التسجيل : 29/04/2008
رد: تخميس الياقوتة للشيخ الحاج محمد خلادي
هناك تحفظ في (تخميس الياقوتة ) ورد من طرف بعض المهتمين ، فحبذا لو قمتم السيد/ فقير بوشيخي بسرد نبذة عن (المدعو محمد الخلادي) ، وهل للمعني إذن أو إجازة بشأن عملية تخميس الياقوتة؟؟؟
تحياتي
تحياتي
رد: تخميس الياقوتة للشيخ الحاج محمد خلادي
chikh كتب:هناك تحفظ في (تخميس الياقوتة ) ورد من طرف بعض المهتمين ، فحبذا لو قمتم السيد/ فقير بوشيخي بسرد نبذة عن (المدعو محمد الخلادي) ، وهل للمعني إذن أو إجازة بشأن عملية تخميس الياقوتة؟؟؟
تحياتي
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه أجمعين
نشكركم سيدي المشرف العام على الإهتمام
إن الشيخ الحاج محمد خلادي من علماء الجزائر وهو من العارفين بالله تعالى وكلامه في الشريعة والحقيقة وقصائده لخير دليل
كما أنه من مقاديم الطريقة الشيخية مجاز ومأذون من قبل الشيخ الحالي للطريقة الشيخية سيدي الامام الشيخ الحاج حمزة
كما أن تخميسه يخدم الطريقة ويدل على أسرار قصيدة الياقوتة من خلال تخميسه المبارك فجزاه الله عنا كل خير
كما أن الشيخ الحاج محمد خلادي يعمل جاهدا قدر مستطاعه خدمة للطريقة
فمن واجبنا أن نشكره ونستفيد منه لأنه دائما يقول أنا في خدمة الطريقة الشيخية وأبناءها
الله يفهمنا
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
فقير بوشيخي- عضو مميز
- عدد الرسائل : 1413
الموقع : www.cheikhiyya.com
نقاط : 7553
تاريخ التسجيل : 29/04/2008
رد: تخميس الياقوتة للشيخ الحاج محمد خلادي
هناك كتاب يشرح الياقوتة لصاحبه : بودواية بلحيا عدد صفحاته 94
رد: تخميس الياقوتة للشيخ الحاج محمد خلادي
عبد الرحيم علي كتب:هناك كتاب يشرح الياقوتة لصاحبه : بودواية بلحيا عدد صفحاته 94
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم وشكرا أخونا الفاضل السيد عبد الرحيم علي على هذه المعلومة المهمة وأين يمكننا أن نجده ؟ وشكرا مسبقا مع خالص تحياتي
فقير بوشيخي- عضو مميز
- عدد الرسائل : 1413
الموقع : www.cheikhiyya.com
نقاط : 7553
تاريخ التسجيل : 29/04/2008
رد: تخميس الياقوتة للشيخ الحاج محمد خلادي
فقير بوشيخي كتب:عبد الرحيم علي كتب:هناك كتاب يشرح الياقوتة لصاحبه : بودواية بلحيا عدد صفحاته 94
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم وشكرا أخونا الفاضل السيد عبد الرحيم علي على هذه المعلومة المهمة وأين يمكننا أن نجده ؟ وشكرا مسبقا مع خالص تحياتي
ونحن في الإنتظار
دين نعيمي- مراقب عام
- عدد الرسائل : 4330
العمر : 84
نقاط : 9784
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
مواضيع مماثلة
» من كلام الشيخ محمد خلادي.
» نفحات من قصيدة الياقوت للشيخ سيدي عبد القادر بن محمد
» منظومة الياقوتة لسيدي عبد القادر بن محمد
» قصاءد احسانية للشيخ سيد الحاج الطيب بن أبي عمامة رحمهما الله
» هذه قصيدة كتبتها للشيخ سيدي محمد عبد اللطيف بلقائد
» نفحات من قصيدة الياقوت للشيخ سيدي عبد القادر بن محمد
» منظومة الياقوتة لسيدي عبد القادر بن محمد
» قصاءد احسانية للشيخ سيد الحاج الطيب بن أبي عمامة رحمهما الله
» هذه قصيدة كتبتها للشيخ سيدي محمد عبد اللطيف بلقائد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 26 يوليو 2022 - 10:36 من طرف دين نعيمي
» من يعرف لنا المكاحلية ؟؟
الخميس 21 يناير 2021 - 15:10 من طرف الدين
» من شيوخ سيدي الشيخ
الخميس 21 يناير 2021 - 8:39 من طرف الدين
» ممكن شجرة سيدي حمزة بن بوبكر قائد ثورة أولاد سيدي الشيخ ؟
الخميس 21 يناير 2021 - 6:17 من طرف الدين
» قراءة في كتاب "الوسيط في تاريخ أدباء شنقيط" لأحمد الشنقيطي وبوبكرية الأقلال فقط
الأربعاء 25 نوفمبر 2020 - 18:23 من طرف chikh
» لماذا تجاهل المؤرخون هذه الفترة من حياة سيدى الشيح ؟!
السبت 4 أبريل 2020 - 22:02 من طرف mahmoudb69
» شجرة أولاد سيدي محمد بن عبد الله
السبت 4 يناير 2020 - 5:54 من طرف الدين
» من روائع محمد ولد بلخير
الجمعة 29 نوفمبر 2019 - 11:30 من طرف دين نعيمي
» سيدي أحمد المجدوب
الجمعة 11 أكتوبر 2019 - 15:30 من طرف Azziz
» صدور كتاب جديد.....
الأربعاء 9 أكتوبر 2019 - 14:24 من طرف Azziz
» ممكن التواصل مع الأستاذ سي بلمعمر
الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 23:43 من طرف Azziz
» الرحال اللاجئون قديما
الجمعة 27 سبتمبر 2019 - 19:18 من طرف Azziz
» المرحوم / الحاج محمد عدناني في سطور
الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:59 من طرف محمد بلمعمر
» كيف أتأكد من أنني أنتمي إلى قبيلة سيدي الشيخ?
الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 22:00 من طرف manadh
» المنن في مناقب سيدي محمد بن عبد الرحمان
السبت 26 مايو 2018 - 5:43 من طرف الدين
» كتاب " امارة اولاد سيدي الشيخ"
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:46 من طرف محمد بلمعمر
» قصائد بوشيخية .
الجمعة 6 أبريل 2018 - 9:53 من طرف محمد بلمعمر
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 1 أبريل 2018 - 21:17 من طرف manadh
» شهداء معركة تازينة باليض.....
الخميس 1 مارس 2018 - 22:22 من طرف manadh
» أفضل الصلاة وأزكى التسليم على إمام الانبياء
الإثنين 19 فبراير 2018 - 11:04 من طرف بكري