اخبار الطريقة الشيخية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم, هذه اخت دكتورة من الجزائر طبعت كتابا بالفرنسية في فرنسا, تعرف بالتصوف والطرق في الجزائر حفظها الله فقد اجادت وافادت, لكنها ارتكبت بعض الاخطاء في حق الطريقة الشيخية المباركة وذلك راجع للمصادر التي اعتمدت عليها وهي غير ملامة
اعتذرت لنا وعلى جناح السرعة ارسل لها استاذنا الفاضل سيدي الحاج احمد بن عثمان بارك الله فيه, ببعض الملاحظات وفضلت نشرها ان شاء الله لتعم الفائدة
___________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم

أختنا الكريمة الدكتورة (.......) السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أشكرك جزيل الشكر على الكتاب الذي بعثت به إلي، أشكرك منذ البداية على المجهود الكبير الذي قمت به لإخراج الكتاب في تلك الحلة الجميلة. كما أشكرك على المستوى الجميل من حيث التحرير، فأنت بحمد الله، متمسكة جيدا باللغة الفرنسية، أتمنى أن تكوني أكثر من ذلك تجاه لغتك الأم اللغة العربية. وأظن أن صدرك في غاية الرحابة لتتقبلي مني الملاحظات التالية

ـ الملاحظة الأولى:

من الملاحظ أن المراجع التي اعتمدت عليها بخصوص معالجتك للطريقة الشيخية تكاد تكون منعدمة، اللهم إلا ما كان منها من كتب الشيخ سيدي حمزة بن بوبكر. وعلى أهمية كتب الرجل، إلا أنها محدودة من بعض الجوانب. كما أن ظروفه السياسية كانت ترغمه أحيانا على نهج أسلوب معين. والغريب أن الطريقة الشيخية موجودة بالقطر الجزائري الشقيق، وزواياها وبعض شيوخها موجودون هناك أيضا، كما أن شيخها الحالي موجود بالمغرب، وإمكانية الاتصال به كانت ممكنة عن طريق مقدميه هناك بفرنسا، فكان من المفروض أن تكون المعلومات عنها أكثر، على الأقل ثلاث مراجع لتوسيع الصورة عن هذه الطريقة المباركة. ولا ننسى أن هذه الطريقة كانت على مر التاريخ منذ نشأتها سيفا مسلولا ضد فلول الاستعمار المتتالية على أراضينا الحبيبة، مما يعني أن اهتمامنا بها ينبغي أن يأخذ بعض الخصوصية، فكيف نخصص لها فقط تلك النبذة اليسيرة مع معلومات مفككة، خصوصا من طرف أستاذة فاضلة باحثة محبة هائمة في حب الصالحين وطرقهم جازاها الله خير الجزاء وأكرمها فائق الإكرام

ـ الملاحظة الثانية:كانت معالجتك للطريقة التيجانية متميزة، جازاك الله خير الجزاء. ويبدو أن لك تعلقا خاصا بها، حياك الله وأكرمك بها وأغدق عليك من نعمه. إلا أن الملاحظ أنك قد أغفلت ذكر قضاء الشيخ سيدي أحمد التيجاني مدة خمس سنوات كاملة بالزاوية الشيخية قبل أن يلتحق بفاس كما هو مدون ومعروف. وهذا الأمر معروف بيننا نحن الشيخيين وبين إخواننا التيجانيين، نتعاطف في ما بيننا ونتزاور زيارات خاصة حنينا إلى تلك الفترة التي قضاها الشيخ سيدي أحمد التيجاني بالزاوية الشيخية آنذاك كما ذكرت. وهذه المعلومة مهمة لا ينبغي أن تغفل، لأنها تسجل لفائدة كلتنا الطريقتين معا خصوصا وأن ينبوعهما معا بالجزائر الشقيقة

ـ الملاحظة الثالثة
إن المعلومات المبتسرة التي وردت عن الطريقة الشيخية ينبغي أن يتم تداركها إن كان بالإمكان، خصوصا إذا كانت أختنا تنوي طبع كتاب جديد في الموضوع، مع ضرورة الاعتماد على المصادر المعتمدة وتنويعها. كما أنصح أختي الكريمة، أن تأخذ كامل الاحتياط من المعلومات التي كتبت عن الشيخ بوعمامة من طرف الفرنسيين حول تغييره وتبديله للطريقة الشيخية، لأنها لا أساس لها من الصحة، دون أن ننسى أن الشيخ رضي الله عنه، كان في حرب ضروس مع العدو الفرنسي، وأن هذا الأخير كان يسعى بجميع الوسائل لتشويه صورته، خصوصا بين بني جلدته حتى يتم فصل القبائل عنه وإضعافه. إذن كل ما كتب من قبل الفرنسيين حول الشيخ في موضوع الطريقة ينبغي الاحتياط منه كثيرا وإرجاعه إلى المصادر الصحيحة المعتمدة في الموضوع

الملاحظة الرابعة والأخيرة

إن ما ذكرت أختنا حول الورد الخاص المتعلق بالطريقة الشيخية إيضا غير صحيح، مع الإشارة إلى أن الورد الشيخي صامت، أي لا ينبغي البوح به بين العموم لأسباب ذكرت بعضها في كتابي الطريقة الشيخية في ميزان السنة. فالورد الشيخي لا بد من الاستئذان فيه إما من طرف الشيخ نفسه، أو من طرف المقدم المأذون، وبالتالي لمعرفة تفاصيل مضمون الورد الشيخي الخاص لا بد من الدخول للطريقة، وفي هذا الأسلوب لون من التشويق ولون من الحث على المحافظة على الأمانة. أما ما كتب حوله علانية فإنما هو تجرؤ وتجاوز للحدود المسموح بها.

أتمنى أن يكون صدر أختي الفاضلة رحبا ليقبل مني جميع هذه الملاحظات، مع الإشادة مرة أخرى بالكتاب والمجهود، أتمنى لها مزيدا من التوفيق والعطاء، وأتنمى أن يزداد التواصل بيننا لمزيد من التكامل والتلاقح والعطاء المتكامل

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أخوك أحمد بن عثمان حاكمي

إشارة : تعمدت الكتابة باللغة العربية لأحث أختي على بذل مجهود في هذا الاتجاه

وشكرا