المواضيع الأخيرة
لا تنسوا أن تتصفحوا أيضا بعض أقسام المنتدى:
بوابة الخواطر الأدبية للكاتب ش ق بن عليةبحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 23 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 23 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 634 بتاريخ الثلاثاء 4 سبتمبر 2012 - 22:39
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في رحاب سيدي الشيخ
لمسات حول الهجرة النبوية
صفحة 1 من اصل 1
لمسات حول الهجرة النبوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم
يسرني أن نقدم لكم : لمسات حول الهجرة النبوية عن الأستاذ الباحث مدرس بالزاوية البوشيخية سيدي الحاج أحمد بن عثمان حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
لا شك أنه باليقين أن الله سبحانه وتعالى لم يقدر الهجرة لنبيه ومجتباه وحبيبه ومصطفاه هكذا بدون حكم بالغة، إنما كان وراء تقدير الهجرة في حد ذاتها، واختيار مكانها، واختيار زمانها أيضا حكم بالغة، قد ندرك بعضها وقد لا ندرك البعض الآخر، سأحاول أن أشير إلى بعض تلك الحكم في هذه العجالة. عند التأمل يتبين أن للهجرة النبوية ثلاثة جوانب ذات أهمية بالغة:
ـ تقدير الهجرة ذاتها، ـ اختيار مكانها ـ واختيار زمانها، نتناولها على الشكل التالي:
ـ 1= بعض الحكم التي تبين عظمة الهجرة:
ـ تخصيص الرسول صلى الله عليه وسلم بحرم خاص:
تقديرا له وتعظيما حتى لا يذوب في الحرم المكي، لو كان قدر له أن يوارى جسده الطاهر التراب بمكة المكرمة.
ومن أوجه عظمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جميع الأنبياء والرسل يتقاسمون في ما بينهم حرما واحدا، حرم القدس الشريف، بمن فيهم أولو العزم، وبمن فيهم سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام، وهو رغم من كونه آخرهم، فقد تم تخصيصه، بالإضافة إلى الحرم المكي بالمولد والنشأة والبعثة، بالحرم المدني خاصة، تعظيما له وتكريما. بل إن الحرم المدني يفوق حرم القدس الشريف بعشرين مرة حسب بعض الروايات من حيث قيمة مضاعفة العبادة...
ـ الإشارة إلى القوة الذاتية الكامنة في الإسلام:
أي قدرته الخارقة على القيام بنفسه، حيثما تم الاتفاق على تطبيقه، بصرف النظر عن الزمان والمكان والإنسان الذي يرغب في تطبيقه. فلو قدر لدولة الإسلام أن تقوم بمكة لقيل: لولا شرف قريش وقوتها وسيادتها على القبائل العربية وعصبيتها لرسول الله ما كان للإسلام أن تقوم له قائمة.
ـ تشريع الهجرة بالدين:
من أرض الكفر والفرار به إلى أرض الإسلام منذ الوهلة الأولى لبداية الوحي، كلما دعت الضرورة إلى ذلك،
ـ تشريف المهاجرين والأنصار معا:
وجعل الرعيل الأول الذي يمثل القدوة العظمى في خدمة الدين، في هذا النوع من الهجرة المباركة.
ـ تشريع مبدأ تعظيم الدين:
في حياة المسلم وجعله أولى الأولويات على جميع شؤونه العامة والخاصة. وعلى هذا الأساس فقد تم تحديد مقاصد الشريعة بناء على جعل الدين في المرتبة الأولى من تلك المقاصد الخمسة، لتكون باقي المقاصد الأخرى خادمة له.
ـ لتشريع مبدأ الهجرة في سبيل الدعوة إلى الله.
ذلك أن الهجرة النبوية لم تكن فقط للهروب بالدين من أرض الكفر، وإنما كانت أساسا من أجل إقامة دولة الإسلام لتتحقق له الحاكمية في الأرض في واقع الناس المعيش.
ـ لتحقيق مبدأ الفصل بين القبلتين:
ذلك لو أنه قدر للهجرة أن تكون بالطائف كما كانت رغبة رسول الله، لما أمكن في ما بعد الفصل بين القبلتين، أي بين القدس والكعبة، لأن اتجاههما يكون واحدا من موقع الطائف. ومن هنا لم تبق إمكانية الفصل بينهما، ليظل اليهود يزعمون أن وجهة المسلمين تابعة لقبلتهم، أي القدس الشريف. فلو قدر ذلك لتعذر تطبيق قوله تعالى:
قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ، وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ، وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ، وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ، وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْض،ٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)
ـ لقيام الدولة على الوسطية الاجتماعية المعتدلة بين أخلاقيات قريش بمكة وأخلاقيات الأنصار بالمدينة.
ذلك أن أهل السيرة يروون أن الحياة بمكة كانت قائمة على القوة والعصبية والقدرة على تحقيق الغلبة، بحيث لا مكان للضعيف ولا للغريب ولا للأطفال ولا للنساء مكانة في المجتمع ولا حقوق تذكر. وأخص النساء هنا بالذكر، حيث كانت أوضاعهن تختلف تماما بالمدينة المنورة قبل الهجرة، إذ المرأة كانت صاحبة الكلمة الأولى في المجتمع، إلى حد تميل فيه إلى الميوعة، لسبب بسيط وهو وجود اليهود بالمدينة. فاليهود دأبهم معروف، كونهم يلعبون دائما على ورقة إفساد المرأة وبالتالي إفساد المجتمع عن طريقها. وقد تحقق لهم ما كانوا يسعون فعلا، حيث استطاعوا أن يبثوا الفتنة بين الأوس والخزرج، ساكنة المدينة من العرب، عن طريق حبك خيوط حروب متتالية بين القبيلتين دامت لعشرات السنين، ويبثون الفساد بينهم للتحكم الكامل في اقتصادهم عن طريق القروض الربوية الجد مجحفة التي كانوا يفرضونها عليهم. وقد كان الوضع يصل أحيانا ببعضهم إلى حد رهن أولادهم، بل وزوجاتهم أحيانا أخرى، من أجل الحصول على تلك القروض المشئومة. إذا عرفنا هذا، تبين لنا مدى الخطورة الاجتماعية والاقتصادية التي آلت إليها الأوس والخزرج قبيل الهجرة، وهو عامل مهم كان يحفزهم إلى التطلع للخلاص. ولنتأكد من هذا الوضع، نسوق دليلين هامين لتأكيد الموضوع:
ـ الأولى حديث سيدنا عمر بن الخطاب:
التي يصور لنا تغير أحوال نساء المهاجرين حينما انتقلا إل المدينة حيث يقول: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " كنا في الجاهلية لا نعتد بالنساء ولا ندخلهن في شيء من أمورنا، بل كنا ونحن بمكة لا يكلم أحدنا امرأته، إذا كانت له حاجة سفع برجليها فقضى منها حاجته، فلما جاء الله بالإسلام، أنزلهن الله حيث أنزلهن وجعل لهن حقاً".
الثانية: عدم زواج سيدنا رسول الله من الأنصار:
من المؤكد أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم رغم حبه العظيم للأنصار، لم يثبت عنه رسميا أنه تزوج امرأة أنصارية ودخل بها كما هو شأن سائر زوجاته الثلاث عشر، مع ما لمصاهرته لهم من تكريم وتعظيم، بل وتقوية للروابط. ورغم كل ذلك، فلم يثبت عنه الزواج من أنصارية لعله بسبب تلك الأدبيات الزائدة عن الحد.
ـ تأكيد مبدأ فضل الله يوتيه من يشاء:
وهي حكمة عظيمة أخرى لأنه سبحانه وتعالى لا يجب عليه شيء ولا يسأل عما يفعل. فقد أراد سبحانه أن يعلم عباده أنه صاحب الفضل العظيم، يوتيه من يشاء من عباده، دون ارتباط بشرف أو أصل أو عرق معين. إذ لو كان فضله رهينا بذلك، لكانت قريش أولى قبائل العرب بهذا الشرف العظيم، لما لها من شرف وسيادة وقوة ومنعة ومرجعية تاريخية على كافة قبائل العرب، وخصوصا أنها موطن سيدينا رسول الله ومبعثه الشريف. ومع ذلك، فقد شاءت إرادته سبحانه أن تقوم دولة الإسلام بالمدينة على بعد مسافة خمسمئة كيلومتر، وهي مسافة كبيرة جدا بمقياس الزمان آنذاك.
ـ ثم لا ننسى المزايا التي كانت تتحلى بها المدينة المنورة:
من حيث طبيعتها الجغرافية، وقابلية ساكنتها للاستجابة لنداء الحق، إذ يكفي أنها المدينة الوحيدة في التاريخ التي تم فتحها بحب وترحاب وأفراح ومسرات وقابلية كاملة للإسلام وأهله، وفي ذلك تكريم للأوس والخزرج الذين آووا ونصروا..
ـ تشريع مبدأ العمل:
ذلك أن الطبيعة الجغرافية لمكة المكرمة لم تكن قابلة للعمل، إذ كانت مجرد واد غير ذي زرع كما وصفها سيدنا إبراهيم الخليل، بخلاف المدينة المنورة التي كانت تربتها خصبة معطاءة، لذلك شاءت إرادته تعالى أن تقوم دولة الإسلام بالمدينة، ليكون العمل هو المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه، لقوله تعالى:
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ...
ـ تنويع المكارم على أمة الحبيب بتعديد الحرمات
وهي حكمة أخرى لا تخلو من أهمية، لأن تخصيص رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرم خاص ينوع ويعدد المكارم على أمته، بزيارته وزيارة مسجده بما فيه من نفحات خاصة،والصلاة فيه، وفي باقي المساجد المبارك الكائنة بالمدينة، وفي كل منها مكارم ونفحات خاصة، بل والتزود من حرمات هذا المكان العظيم.
ـ 2= بعض الحكم تبين أهمية اختيار المدينة المنورة:
أما في ما يتعلق باختيار المدينة المنورة بالذات، فلأسباب نتطرق لبعضها كما يلي:
ـ لوجودها بموقع استراتيجي يمكن من تحقيق مجموعة من الأمور منها:
ـ توسطها بين الحرمين معا، أي مكة المكرمة والقدس الشريف، حتى تكون قريبة منهما معا، إذ لو كانت في جهة أخرى لابتعدت بالضرورة عن أحدهما، كما لو كانت بالطائف مثلا، لابتعدت عن القدس.
ـ لقربها من سائر القبائل العربية ليسهل فتحها والتواصل معها في ما بعد قيام الدولة، لأن جهة اليمن كانت قليلة السكان.
ـ لقربها من الروم والفرس ليكون المسلمون على اطلاع في ما يجري فيهما ويسهل فتحهما في ما بعد كما وقع فعلا.
ـ لتحكمها في طريق قوافل قريش التي تتجه نحو الشام لاستيراد موارد عيشها. وقد كان لهذا الأمر دور فعال في استسلام قريش وإرغامها على طلب رخصة المرور لقوافلها من رسول الله في فترة لاحقة، إلى أن كان فتح مكة في السنة الثامنة.
ـ لكون موقعها الاستراتيجي سمح لها بأن تكون مقدمة لفتح مكة وتطهيرها من الأوثان:
ذلك أنه لو قدر للهجرة أن تكون بمكان آخر ليس له علاقة بقوافل قريش، لما قامت تلك الصراعات المستمرة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش لتنتهي بفتح مكة وتطهيرها مما كان عالقا بها من الأوثان، وبالتالي لبقيت قبلة المسلمين مليئة بالأصنام وعبدة الأوثان إلى وقت طويل، وهذا لا يليق بالإسلام وأهله أن تكون قبلتهم كذلك.
ـ لوجود عنصر اليهود بها، ليتم تحقيق مجموعة من الأهداف منها:
ـ لتحقيق نصرة الرسول أمام أعينهم دون أن يحركوا ساكنا، وهم الذين كانوا يستفتحون على الأنصار بالرسول المنتظر،
ـ لبيان كذب اليهود للأنصار لكي يعلموا حقيقتهم، ويتأكدوا أن كل ما كانوا يحبكونه أمامهم هو مجرد أباطيل،
ـ لبيان كذب اليهود في ما كانوا يدعون من أن النبي المنتظر هو من بني جلدتهم وأنهم سيغزون به العالم. وقد أكد القرآن الكريم أنهم كانوا يعرفونه كما يعرفون أبنائهم. وقد ثبت أنهم كانوا يصرحون: أهو هو، قال نعم، هوهو....
ـ لتأكيد أن اليهود هم أخطر العناصر البشرية، وأنهم أشد عداوة للمسلمين إلى يوم القيامة، كما تأكد ذلك في ما بعد،
ـ لإفحام اليهود حتى لا يتبجحوا بالقول، لو كان محمدا موجودا بين ظهرانينا أو قريبا منا لما قامت له قائمة،
ـ لفتح الفرصة منذ الوهلة الأولى أن أولى الأولويات تطهير المدينة المنورة من عنصر اليهود، وهو ما وقع بالفعل. وليس من الغرابة أن يؤكد قوله تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا
ـ لتأكيد حقيقة عظمى، وهي أن الإسلام كدين الحق، سيظل حملته في صراع مستمر مع الباطل إلى يوم القيامة.
ـ لو قدر للهجرة أن تكون بالطائف كما كانت رغبة رسول الله لترتب على ذلك ما يلي:
ـ لانتفت استراتيجية التحكم في مرور قبائل قريش نحو الشام كما سبق،
ـ لتعذر الفصل بين القبلتين في ما بعد، لأنهما حينئذ تكونان في اتجاه واحد.
ـ لما تمكن المسلمون من اقتلاع جذور اليهود وتطهير المدينة المنورة والجزيرة برمتها من هذا العنصر الشرير،
ـ لما تحققت إمكانية الاقتراب من الحرمين معا، لأن الطائف بعيدة عن القدس لوجودها في الجهة الأخرى من مكة،
ـ لما تمت الدعاية بأن الإسلام قام بفضل قوة قبيل ثقيف وليس بقوته الذاتية،
ـ لتحققت الموافقة الضمنية لرغبة المشركين في قولهم: وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ. وكانوا يقصدون بالقريتين مكة والطائف، لذلك شاءت إرادة الله إن لا تقوم دولة الإسلام في أي منهما....
ـ 3=بعض الحكم تبين أهمية التأريخ بالتقويم القمري:
ـ لو تم التأريخ بالتقويم الشمسي لكانت متابعة لتقويم اليهود والنصارى معا، وفي ذلك ما فيه،
ـ لو تم التأريخ بالتقويم الشمسي لكانت هناك متابعة رسمية وحتمية للنصارى في الاحتفال بمولد المسيح عليه السلام،
ـ لو تم بالتقويم الشمسي لقامت شبهة تعظيم الشمس، وهي مجرد مخلوق مأمور كباقي المخلوقات، مع العلم أن هناك من البشر من ظل يعبدها إلى عهد قريب، وربما إلى اليوم، خصوصا وأن سيدنا إبراهيم عليه السلام قد وصفها بأنها أكبر كما في قوله تعالى: فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ، فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ.
ومن هنا فصفة أكبر لا تجوز إلا لله سبحانه.
ـ التقويم الشمسي قائم على حركة الأرض وحدها حول الشمس، في حين أن التقويم القمري قائم بالدرجة الأولى على حركة القمر حول الأرض، وبالتالي حركتهما معا حول الشمس. وفي هذا الأمر إشارة لطيفة، وهي أن ربط العبادة بالتقويم القمري يجعل الكون كله يشهد للإنسان، لأن القمر ما دام يتنقل في المدار الكوني كله، فإن وقت العبادة أيضا يتنقل تبعا له عبر فصول السنة كلها، وبالتالي يتنقل عبر مدار الكون كله..
ـ وهناك قضية أخرى، وهي أن أسباب الحياة على الأرض، لما كانت تقوم على الدور الذي تلعبه الشمس من خارج الغلاف الجوي كما نعلم، فإنها تقوم أيضا، وبشكل كبير جدا، من داخل هذا الغلاف على وجود القمر، بالنظر للدور الذي يلعبه في تحقيق الدورة المائية حول الأرض عن طريق المد والجزر كما هو ثابت علميا، وفي ذلك ما فيه من الإشارات البليغة في شكر نعم الله سبحانه وتعالى بمختلف أشكالها وألوانها وأسبابها.
إنتهى بحمد الله
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم
يسرني أن نقدم لكم : لمسات حول الهجرة النبوية عن الأستاذ الباحث مدرس بالزاوية البوشيخية سيدي الحاج أحمد بن عثمان حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
لا شك أنه باليقين أن الله سبحانه وتعالى لم يقدر الهجرة لنبيه ومجتباه وحبيبه ومصطفاه هكذا بدون حكم بالغة، إنما كان وراء تقدير الهجرة في حد ذاتها، واختيار مكانها، واختيار زمانها أيضا حكم بالغة، قد ندرك بعضها وقد لا ندرك البعض الآخر، سأحاول أن أشير إلى بعض تلك الحكم في هذه العجالة. عند التأمل يتبين أن للهجرة النبوية ثلاثة جوانب ذات أهمية بالغة:
ـ تقدير الهجرة ذاتها، ـ اختيار مكانها ـ واختيار زمانها، نتناولها على الشكل التالي:
ـ 1= بعض الحكم التي تبين عظمة الهجرة:
ـ تخصيص الرسول صلى الله عليه وسلم بحرم خاص:
تقديرا له وتعظيما حتى لا يذوب في الحرم المكي، لو كان قدر له أن يوارى جسده الطاهر التراب بمكة المكرمة.
ومن أوجه عظمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جميع الأنبياء والرسل يتقاسمون في ما بينهم حرما واحدا، حرم القدس الشريف، بمن فيهم أولو العزم، وبمن فيهم سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام، وهو رغم من كونه آخرهم، فقد تم تخصيصه، بالإضافة إلى الحرم المكي بالمولد والنشأة والبعثة، بالحرم المدني خاصة، تعظيما له وتكريما. بل إن الحرم المدني يفوق حرم القدس الشريف بعشرين مرة حسب بعض الروايات من حيث قيمة مضاعفة العبادة...
ـ الإشارة إلى القوة الذاتية الكامنة في الإسلام:
أي قدرته الخارقة على القيام بنفسه، حيثما تم الاتفاق على تطبيقه، بصرف النظر عن الزمان والمكان والإنسان الذي يرغب في تطبيقه. فلو قدر لدولة الإسلام أن تقوم بمكة لقيل: لولا شرف قريش وقوتها وسيادتها على القبائل العربية وعصبيتها لرسول الله ما كان للإسلام أن تقوم له قائمة.
ـ تشريع الهجرة بالدين:
من أرض الكفر والفرار به إلى أرض الإسلام منذ الوهلة الأولى لبداية الوحي، كلما دعت الضرورة إلى ذلك،
ـ تشريف المهاجرين والأنصار معا:
وجعل الرعيل الأول الذي يمثل القدوة العظمى في خدمة الدين، في هذا النوع من الهجرة المباركة.
ـ تشريع مبدأ تعظيم الدين:
في حياة المسلم وجعله أولى الأولويات على جميع شؤونه العامة والخاصة. وعلى هذا الأساس فقد تم تحديد مقاصد الشريعة بناء على جعل الدين في المرتبة الأولى من تلك المقاصد الخمسة، لتكون باقي المقاصد الأخرى خادمة له.
ـ لتشريع مبدأ الهجرة في سبيل الدعوة إلى الله.
ذلك أن الهجرة النبوية لم تكن فقط للهروب بالدين من أرض الكفر، وإنما كانت أساسا من أجل إقامة دولة الإسلام لتتحقق له الحاكمية في الأرض في واقع الناس المعيش.
ـ لتحقيق مبدأ الفصل بين القبلتين:
ذلك لو أنه قدر للهجرة أن تكون بالطائف كما كانت رغبة رسول الله، لما أمكن في ما بعد الفصل بين القبلتين، أي بين القدس والكعبة، لأن اتجاههما يكون واحدا من موقع الطائف. ومن هنا لم تبق إمكانية الفصل بينهما، ليظل اليهود يزعمون أن وجهة المسلمين تابعة لقبلتهم، أي القدس الشريف. فلو قدر ذلك لتعذر تطبيق قوله تعالى:
قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ، وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ، وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ، وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ، وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْض،ٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)
ـ لقيام الدولة على الوسطية الاجتماعية المعتدلة بين أخلاقيات قريش بمكة وأخلاقيات الأنصار بالمدينة.
ذلك أن أهل السيرة يروون أن الحياة بمكة كانت قائمة على القوة والعصبية والقدرة على تحقيق الغلبة، بحيث لا مكان للضعيف ولا للغريب ولا للأطفال ولا للنساء مكانة في المجتمع ولا حقوق تذكر. وأخص النساء هنا بالذكر، حيث كانت أوضاعهن تختلف تماما بالمدينة المنورة قبل الهجرة، إذ المرأة كانت صاحبة الكلمة الأولى في المجتمع، إلى حد تميل فيه إلى الميوعة، لسبب بسيط وهو وجود اليهود بالمدينة. فاليهود دأبهم معروف، كونهم يلعبون دائما على ورقة إفساد المرأة وبالتالي إفساد المجتمع عن طريقها. وقد تحقق لهم ما كانوا يسعون فعلا، حيث استطاعوا أن يبثوا الفتنة بين الأوس والخزرج، ساكنة المدينة من العرب، عن طريق حبك خيوط حروب متتالية بين القبيلتين دامت لعشرات السنين، ويبثون الفساد بينهم للتحكم الكامل في اقتصادهم عن طريق القروض الربوية الجد مجحفة التي كانوا يفرضونها عليهم. وقد كان الوضع يصل أحيانا ببعضهم إلى حد رهن أولادهم، بل وزوجاتهم أحيانا أخرى، من أجل الحصول على تلك القروض المشئومة. إذا عرفنا هذا، تبين لنا مدى الخطورة الاجتماعية والاقتصادية التي آلت إليها الأوس والخزرج قبيل الهجرة، وهو عامل مهم كان يحفزهم إلى التطلع للخلاص. ولنتأكد من هذا الوضع، نسوق دليلين هامين لتأكيد الموضوع:
ـ الأولى حديث سيدنا عمر بن الخطاب:
التي يصور لنا تغير أحوال نساء المهاجرين حينما انتقلا إل المدينة حيث يقول: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " كنا في الجاهلية لا نعتد بالنساء ولا ندخلهن في شيء من أمورنا، بل كنا ونحن بمكة لا يكلم أحدنا امرأته، إذا كانت له حاجة سفع برجليها فقضى منها حاجته، فلما جاء الله بالإسلام، أنزلهن الله حيث أنزلهن وجعل لهن حقاً".
الثانية: عدم زواج سيدنا رسول الله من الأنصار:
من المؤكد أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم رغم حبه العظيم للأنصار، لم يثبت عنه رسميا أنه تزوج امرأة أنصارية ودخل بها كما هو شأن سائر زوجاته الثلاث عشر، مع ما لمصاهرته لهم من تكريم وتعظيم، بل وتقوية للروابط. ورغم كل ذلك، فلم يثبت عنه الزواج من أنصارية لعله بسبب تلك الأدبيات الزائدة عن الحد.
ـ تأكيد مبدأ فضل الله يوتيه من يشاء:
وهي حكمة عظيمة أخرى لأنه سبحانه وتعالى لا يجب عليه شيء ولا يسأل عما يفعل. فقد أراد سبحانه أن يعلم عباده أنه صاحب الفضل العظيم، يوتيه من يشاء من عباده، دون ارتباط بشرف أو أصل أو عرق معين. إذ لو كان فضله رهينا بذلك، لكانت قريش أولى قبائل العرب بهذا الشرف العظيم، لما لها من شرف وسيادة وقوة ومنعة ومرجعية تاريخية على كافة قبائل العرب، وخصوصا أنها موطن سيدينا رسول الله ومبعثه الشريف. ومع ذلك، فقد شاءت إرادته سبحانه أن تقوم دولة الإسلام بالمدينة على بعد مسافة خمسمئة كيلومتر، وهي مسافة كبيرة جدا بمقياس الزمان آنذاك.
ـ ثم لا ننسى المزايا التي كانت تتحلى بها المدينة المنورة:
من حيث طبيعتها الجغرافية، وقابلية ساكنتها للاستجابة لنداء الحق، إذ يكفي أنها المدينة الوحيدة في التاريخ التي تم فتحها بحب وترحاب وأفراح ومسرات وقابلية كاملة للإسلام وأهله، وفي ذلك تكريم للأوس والخزرج الذين آووا ونصروا..
ـ تشريع مبدأ العمل:
ذلك أن الطبيعة الجغرافية لمكة المكرمة لم تكن قابلة للعمل، إذ كانت مجرد واد غير ذي زرع كما وصفها سيدنا إبراهيم الخليل، بخلاف المدينة المنورة التي كانت تربتها خصبة معطاءة، لذلك شاءت إرادته تعالى أن تقوم دولة الإسلام بالمدينة، ليكون العمل هو المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه، لقوله تعالى:
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ...
ـ تنويع المكارم على أمة الحبيب بتعديد الحرمات
وهي حكمة أخرى لا تخلو من أهمية، لأن تخصيص رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرم خاص ينوع ويعدد المكارم على أمته، بزيارته وزيارة مسجده بما فيه من نفحات خاصة،والصلاة فيه، وفي باقي المساجد المبارك الكائنة بالمدينة، وفي كل منها مكارم ونفحات خاصة، بل والتزود من حرمات هذا المكان العظيم.
ـ 2= بعض الحكم تبين أهمية اختيار المدينة المنورة:
أما في ما يتعلق باختيار المدينة المنورة بالذات، فلأسباب نتطرق لبعضها كما يلي:
ـ لوجودها بموقع استراتيجي يمكن من تحقيق مجموعة من الأمور منها:
ـ توسطها بين الحرمين معا، أي مكة المكرمة والقدس الشريف، حتى تكون قريبة منهما معا، إذ لو كانت في جهة أخرى لابتعدت بالضرورة عن أحدهما، كما لو كانت بالطائف مثلا، لابتعدت عن القدس.
ـ لقربها من سائر القبائل العربية ليسهل فتحها والتواصل معها في ما بعد قيام الدولة، لأن جهة اليمن كانت قليلة السكان.
ـ لقربها من الروم والفرس ليكون المسلمون على اطلاع في ما يجري فيهما ويسهل فتحهما في ما بعد كما وقع فعلا.
ـ لتحكمها في طريق قوافل قريش التي تتجه نحو الشام لاستيراد موارد عيشها. وقد كان لهذا الأمر دور فعال في استسلام قريش وإرغامها على طلب رخصة المرور لقوافلها من رسول الله في فترة لاحقة، إلى أن كان فتح مكة في السنة الثامنة.
ـ لكون موقعها الاستراتيجي سمح لها بأن تكون مقدمة لفتح مكة وتطهيرها من الأوثان:
ذلك أنه لو قدر للهجرة أن تكون بمكان آخر ليس له علاقة بقوافل قريش، لما قامت تلك الصراعات المستمرة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش لتنتهي بفتح مكة وتطهيرها مما كان عالقا بها من الأوثان، وبالتالي لبقيت قبلة المسلمين مليئة بالأصنام وعبدة الأوثان إلى وقت طويل، وهذا لا يليق بالإسلام وأهله أن تكون قبلتهم كذلك.
ـ لوجود عنصر اليهود بها، ليتم تحقيق مجموعة من الأهداف منها:
ـ لتحقيق نصرة الرسول أمام أعينهم دون أن يحركوا ساكنا، وهم الذين كانوا يستفتحون على الأنصار بالرسول المنتظر،
ـ لبيان كذب اليهود للأنصار لكي يعلموا حقيقتهم، ويتأكدوا أن كل ما كانوا يحبكونه أمامهم هو مجرد أباطيل،
ـ لبيان كذب اليهود في ما كانوا يدعون من أن النبي المنتظر هو من بني جلدتهم وأنهم سيغزون به العالم. وقد أكد القرآن الكريم أنهم كانوا يعرفونه كما يعرفون أبنائهم. وقد ثبت أنهم كانوا يصرحون: أهو هو، قال نعم، هوهو....
ـ لتأكيد أن اليهود هم أخطر العناصر البشرية، وأنهم أشد عداوة للمسلمين إلى يوم القيامة، كما تأكد ذلك في ما بعد،
ـ لإفحام اليهود حتى لا يتبجحوا بالقول، لو كان محمدا موجودا بين ظهرانينا أو قريبا منا لما قامت له قائمة،
ـ لفتح الفرصة منذ الوهلة الأولى أن أولى الأولويات تطهير المدينة المنورة من عنصر اليهود، وهو ما وقع بالفعل. وليس من الغرابة أن يؤكد قوله تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا
ـ لتأكيد حقيقة عظمى، وهي أن الإسلام كدين الحق، سيظل حملته في صراع مستمر مع الباطل إلى يوم القيامة.
ـ لو قدر للهجرة أن تكون بالطائف كما كانت رغبة رسول الله لترتب على ذلك ما يلي:
ـ لانتفت استراتيجية التحكم في مرور قبائل قريش نحو الشام كما سبق،
ـ لتعذر الفصل بين القبلتين في ما بعد، لأنهما حينئذ تكونان في اتجاه واحد.
ـ لما تمكن المسلمون من اقتلاع جذور اليهود وتطهير المدينة المنورة والجزيرة برمتها من هذا العنصر الشرير،
ـ لما تحققت إمكانية الاقتراب من الحرمين معا، لأن الطائف بعيدة عن القدس لوجودها في الجهة الأخرى من مكة،
ـ لما تمت الدعاية بأن الإسلام قام بفضل قوة قبيل ثقيف وليس بقوته الذاتية،
ـ لتحققت الموافقة الضمنية لرغبة المشركين في قولهم: وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ. وكانوا يقصدون بالقريتين مكة والطائف، لذلك شاءت إرادة الله إن لا تقوم دولة الإسلام في أي منهما....
ـ 3=بعض الحكم تبين أهمية التأريخ بالتقويم القمري:
ـ لو تم التأريخ بالتقويم الشمسي لكانت متابعة لتقويم اليهود والنصارى معا، وفي ذلك ما فيه،
ـ لو تم التأريخ بالتقويم الشمسي لكانت هناك متابعة رسمية وحتمية للنصارى في الاحتفال بمولد المسيح عليه السلام،
ـ لو تم بالتقويم الشمسي لقامت شبهة تعظيم الشمس، وهي مجرد مخلوق مأمور كباقي المخلوقات، مع العلم أن هناك من البشر من ظل يعبدها إلى عهد قريب، وربما إلى اليوم، خصوصا وأن سيدنا إبراهيم عليه السلام قد وصفها بأنها أكبر كما في قوله تعالى: فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ، فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ.
ومن هنا فصفة أكبر لا تجوز إلا لله سبحانه.
ـ التقويم الشمسي قائم على حركة الأرض وحدها حول الشمس، في حين أن التقويم القمري قائم بالدرجة الأولى على حركة القمر حول الأرض، وبالتالي حركتهما معا حول الشمس. وفي هذا الأمر إشارة لطيفة، وهي أن ربط العبادة بالتقويم القمري يجعل الكون كله يشهد للإنسان، لأن القمر ما دام يتنقل في المدار الكوني كله، فإن وقت العبادة أيضا يتنقل تبعا له عبر فصول السنة كلها، وبالتالي يتنقل عبر مدار الكون كله..
ـ وهناك قضية أخرى، وهي أن أسباب الحياة على الأرض، لما كانت تقوم على الدور الذي تلعبه الشمس من خارج الغلاف الجوي كما نعلم، فإنها تقوم أيضا، وبشكل كبير جدا، من داخل هذا الغلاف على وجود القمر، بالنظر للدور الذي يلعبه في تحقيق الدورة المائية حول الأرض عن طريق المد والجزر كما هو ثابت علميا، وفي ذلك ما فيه من الإشارات البليغة في شكر نعم الله سبحانه وتعالى بمختلف أشكالها وألوانها وأسبابها.
إنتهى بحمد الله
فقير بوشيخي- عضو مميز
- عدد الرسائل : 1413
الموقع : www.cheikhiyya.com
نقاط : 7559
تاريخ التسجيل : 29/04/2008
مواضيع مماثلة
» مصادر السيرة النبوية
» أهم مزايا السيرة النبوية
» خمس لمسات سحرية تفتح بها القلوب
» السيرة النبوية
» بعض من السيرة النبوية
» أهم مزايا السيرة النبوية
» خمس لمسات سحرية تفتح بها القلوب
» السيرة النبوية
» بعض من السيرة النبوية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 26 يوليو 2022 - 10:36 من طرف دين نعيمي
» من يعرف لنا المكاحلية ؟؟
الخميس 21 يناير 2021 - 15:10 من طرف الدين
» من شيوخ سيدي الشيخ
الخميس 21 يناير 2021 - 8:39 من طرف الدين
» ممكن شجرة سيدي حمزة بن بوبكر قائد ثورة أولاد سيدي الشيخ ؟
الخميس 21 يناير 2021 - 6:17 من طرف الدين
» قراءة في كتاب "الوسيط في تاريخ أدباء شنقيط" لأحمد الشنقيطي وبوبكرية الأقلال فقط
الأربعاء 25 نوفمبر 2020 - 18:23 من طرف chikh
» لماذا تجاهل المؤرخون هذه الفترة من حياة سيدى الشيح ؟!
السبت 4 أبريل 2020 - 22:02 من طرف mahmoudb69
» شجرة أولاد سيدي محمد بن عبد الله
السبت 4 يناير 2020 - 5:54 من طرف الدين
» من روائع محمد ولد بلخير
الجمعة 29 نوفمبر 2019 - 11:30 من طرف دين نعيمي
» سيدي أحمد المجدوب
الجمعة 11 أكتوبر 2019 - 15:30 من طرف Azziz
» صدور كتاب جديد.....
الأربعاء 9 أكتوبر 2019 - 14:24 من طرف Azziz
» ممكن التواصل مع الأستاذ سي بلمعمر
الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 23:43 من طرف Azziz
» الرحال اللاجئون قديما
الجمعة 27 سبتمبر 2019 - 19:18 من طرف Azziz
» المرحوم / الحاج محمد عدناني في سطور
الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:59 من طرف محمد بلمعمر
» كيف أتأكد من أنني أنتمي إلى قبيلة سيدي الشيخ?
الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 22:00 من طرف manadh
» المنن في مناقب سيدي محمد بن عبد الرحمان
السبت 26 مايو 2018 - 5:43 من طرف الدين
» كتاب " امارة اولاد سيدي الشيخ"
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:46 من طرف محمد بلمعمر
» قصائد بوشيخية .
الجمعة 6 أبريل 2018 - 9:53 من طرف محمد بلمعمر
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 1 أبريل 2018 - 21:17 من طرف manadh
» شهداء معركة تازينة باليض.....
الخميس 1 مارس 2018 - 22:22 من طرف manadh
» أفضل الصلاة وأزكى التسليم على إمام الانبياء
الإثنين 19 فبراير 2018 - 11:04 من طرف بكري