المواضيع الأخيرة
لا تنسوا أن تتصفحوا أيضا بعض أقسام المنتدى:
بوابة الخواطر الأدبية للكاتب ش ق بن عليةبحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 57 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 57 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 634 بتاريخ الثلاثاء 4 سبتمبر 2012 - 22:39
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في رحاب سيدي الشيخ
سلاح الذكر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سلاح الذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم قرأت لكم حفظكم الله هذه المقالة التي أعجبتني كثيرا تعميما للفائدة إن شاء الله تعالى ننقلها لكم بأمانة جزى الله صاحبها خير الجزاء
في ظل ما يعيشه إخواننا اليوم في فلسطين من قهر و تسلط ، و ما يتعرض له المسجد الأقصى من إهانة و تدمير .
بحثت في كتب السنة التي تتحدث عن الملاحم و الفتن التي تكون قبل قيام الساعة ، فوجدت أمرا عجيبا غريبا .
يقول صلى الله عليه و آله و سلم : ( ستقاتلون بني الأصفر و يقاتلهم من بعدكم من المؤمنين ثم يخرج إليهم رُوقَةُ المسلمين ( خيارهم من أهل الصفاء ) أهل الحجاز الذين [ يجاهدون في سبيل الله ] لا تأخذهم في الله لومة لائم حتى يفتح الله عليهم قسطنطينية و رومية بالتسبيح و التكبير فيهدوا حصنهما و يصيبوا مالا عظيما لم يصيبوا مثله قط ) .
هذه هي حقيقة النصر الذي يكتبه الله لخيار عباده قبل قيام الساعة .
يعني سلاحا آخر غير السلاح الذي كنا نعتد به و نثق به و نعلق به آمالنا و رجاءنا .
و كأن في الأحاديث السابقة إشارة إلى سر من أسرار التمكين الذي ينقصنا نحن المسلمين اليوم .
عدتنا كثيرة ، و كثرتنا وفيرة .
و لكن تعلقنا بالله تعالى ضعيف .
ذلكم السلاح أيها الإخوة هو الذي ينقصنا اليوم .
سلاح الذكر .
و لذلك أوصى الله تعالى المجاهدين في سبيله من الإكثار منه فقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال : 45]
و كأن الله يحذرهم ، إياكم أن تنسوا الأهم .
المقاتلة بالله لا بأنفسكم ، لا بأسلحتكم لا بعتادكم .
بل إن الأعجب من ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( طعام المؤمنين يومئذ التسبيح و التحميد و التهليل و التقديس و التكبير ) .
يعني أن قوتهم الذي يتقوتون به هو التحميد و التهليل ..
و هو طعام الملائكة ، ففي رواية أخرى : سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عند نزول القحط و الجفاف الذي يصيب المؤمنين من قهر الأعداء قبل قيام الساعة ، قالوا : فما طعام المؤمنين في زمان الدجال ؟ قال طعام الملائكة قالوا : أو تطعم الملائكة ؟ قال : طعامهم منطقهم بالتسبيح و التقديس فمن كان منطقه يومئذ التسبيح و التقديس أذهب الله عنه الجوع فلم يحس جوعا ) .
يعني أنهم صاروا أقرب إلى الملائكية منه إلى الآدمية .
يعني أن صفاتهم تكون كصفات الملائكة .
صفات الذين يكتب الله النصر على أيديهم كصفات الملائكة .
صفاء و تسبيح و تقديس و تهليل .
و ذلكم أيها الإخوة هو نَفَسُ أهل الجنة ، و نعيمهم الذي لا يفارقهم .
فقد يظن بعض الجهال أن أهل الجنة في غفلة تامة عن الله .
كلا ، هو أنفاسهم التي بها بقاءهم في الجنة .
عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من أحب أن يَرْتَعَ في رياض الجنة ـ يعني في الدنيا ـ فليكثر ذكر الله ) .
و إنما جعل النبي صلى الله عليه مجلس الذكر حديقة من حدائق الجنة لأن أهل الجنة أنفاسهم التسبيح و التهليل ، فهم في حضور دائم مع الله تعالى .
إذا صار الذكر صفة لازمة لهم لا ينفكون عنها كالتنفس اللازم للحيوان .
و سر ذلك أن قلوبهم قد تنورت بمعرفته و أبصارهم تنعمت برؤيته و غمرتهم سوابغ نعمته فامتلأت قلوبهم بمحبته و ألسنتهم ملازمة لذكره رهينة لشكره و من أحب شيئا أكثر من ذكره .
و لذلك قال الشيخ عبد القادر الكيلاني : الذاكر لله جل جلاله أبداً حي ، ينتقل من حياة إلى حياة فلا موت له سوى لحظة .
و لذلك روي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أنه قَالَ : إنَّ الَّذِينَ لاَ تَزَالُ أَلْسِنَتُهُمْ رَطْبَةً مِنْ ذِكْرِ اللهِ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ هُمْ يَضْحَكُونَ .
و قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : ( لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ) .
فحياة القلب الحقيقية هي في ذكر الله تعالى ، قال صلى الله عليه و سلم : ( مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَ الَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَ الْمَيِّتِ ) .
و بها اطمئنان القلب : (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) .
و في بعض الكتب السالفة : يقول الله عز و جل : معشر الصدِّيقين بي فافرحوا ، و بذكري فتنعَّموا .
و الناس في ذكر الله مراتب و درجات :
فمنهم من يذكر الله بلسانه دون قلبه ، و لا شك أن هذا له أجر ذكره لأنه شغل لسانه بغير معصية الله تعالى .
و لهذا الإنسان من الطمأنينة و الحلاوة في قلبه بحسب حضور قلبه ، لأن التجليات الإلهية إنما يحظى بها من أفرغ قلبه من الأغيار ، فامتلأ بجلال و جمال الجبار .
و الصنف الثاني هم أولئك الذين يذكرون الله بألسنتهم و قلوبهم و يستحضرون معاني ذكرهم ، و هؤلاء هم الصديقون ، و هي بداية لا نهاية لها .
و هي التي يذكر فيها العبد الله عند كل شيء ، و على كل شيء .
و هو المقام الذي كان عليه سيد الخلق صلى الله عليه و آله و سلم حيث قالت عائشة رضي الله عنها إنها: « كان رسول الله يذكر الله على كل أحيانه »
و يتفاوت الناس فيها و تختلف مراتبهم فيها بحسب معارفهم بصفات الخالق جل و علا .
فكلما ازدادت معرفة الإنسان بجلال الله و عظمته و قدرته و صفاته كلما ازدادت طمأنينته و حلاوة ذكره و خشوعه .
و كلما صار الذكرُ يجري على لسان الذاكر بسهولة من غير كُلفة ، حتى كان بعضهم يجري على لسانه في منامه : اللهْ الله و هو لا يشعر من كثرة ما يذكر الله .
وكان خالد بنُ معدان يُسبِّحُ كلَّ يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن ، فلما مات وضع على سريره ليغسل ، فجعل يُشير بأصبعه يُحركها بالتسبيح .
قال زهير البابي : إنَّ لله عباداً ذكروه ، فخرجت نفوسُهم إعظاماً و اشتياقاً ، و قوم ذكروه ، فوجِلَتْ قلوبهم فرقاً و هيبة ، فلو حُرِّقوا بالنَّار ، لم يجدوا مَسَّ النار ، و آخرون ذكروه في الشتاء و برده ، فارفضّوا عرقاً من خوفه ، و قومٌ ذكروه ، فحالت ألوانهم غبراً ، و قومٌ ذكروه ، فجَفَّتْ أعينُهم سهراً .
و كان أبو حفص النَّيْسابوري إذا ذكر الله تغيَّرت عليه حالُه حتى يرى ذلك جميع من عنده ، و كان يقولُ : ما أظن محقاً يذكر الله عن غير غفلة ، ثم يبقى حياً إلا الأنبياء ، فإنَّهم أيدوا بقوَّة النبوَّة و خواصِّ الأولياء بقوَّة ولايتهم .
و هذا هو الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب .
و قد أشار النبي صلى الله عليه و آله و سلم إلى هذا المقام بقوله : ( سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ الْمُفَرِّدُونَ ؟ قَالَ : الَّذِينَ يُهْتَرُونَ فِي ذِكْرِ اللَّهِ ) .
يعني الذين ينقطعون عن الناس بذكر الله فلا يتحدثون بغيره و لا يفعلون غيره ، فلا شيءَ أحبَّ إليهم من الخلوة بالله .
و لذلك فقد وردت أحاديث كثيرة في عظم ذكر الله ، و عظيم منزلته عنده سبحانه جل في علاه ، فقد قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : ( أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَ أَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَ أَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَ الْوَرِقِ وَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَ يَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ) .
فإن المقصود من جميع العبادات هو ذكر الله ، كما قال تعالى : { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَ أَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } [العنكبوت : 45]
المصدر
روض الرياحين
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم قرأت لكم حفظكم الله هذه المقالة التي أعجبتني كثيرا تعميما للفائدة إن شاء الله تعالى ننقلها لكم بأمانة جزى الله صاحبها خير الجزاء
في ظل ما يعيشه إخواننا اليوم في فلسطين من قهر و تسلط ، و ما يتعرض له المسجد الأقصى من إهانة و تدمير .
بحثت في كتب السنة التي تتحدث عن الملاحم و الفتن التي تكون قبل قيام الساعة ، فوجدت أمرا عجيبا غريبا .
يقول صلى الله عليه و آله و سلم : ( ستقاتلون بني الأصفر و يقاتلهم من بعدكم من المؤمنين ثم يخرج إليهم رُوقَةُ المسلمين ( خيارهم من أهل الصفاء ) أهل الحجاز الذين [ يجاهدون في سبيل الله ] لا تأخذهم في الله لومة لائم حتى يفتح الله عليهم قسطنطينية و رومية بالتسبيح و التكبير فيهدوا حصنهما و يصيبوا مالا عظيما لم يصيبوا مثله قط ) .
هذه هي حقيقة النصر الذي يكتبه الله لخيار عباده قبل قيام الساعة .
يعني سلاحا آخر غير السلاح الذي كنا نعتد به و نثق به و نعلق به آمالنا و رجاءنا .
و كأن في الأحاديث السابقة إشارة إلى سر من أسرار التمكين الذي ينقصنا نحن المسلمين اليوم .
عدتنا كثيرة ، و كثرتنا وفيرة .
و لكن تعلقنا بالله تعالى ضعيف .
ذلكم السلاح أيها الإخوة هو الذي ينقصنا اليوم .
سلاح الذكر .
و لذلك أوصى الله تعالى المجاهدين في سبيله من الإكثار منه فقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال : 45]
و كأن الله يحذرهم ، إياكم أن تنسوا الأهم .
المقاتلة بالله لا بأنفسكم ، لا بأسلحتكم لا بعتادكم .
بل إن الأعجب من ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( طعام المؤمنين يومئذ التسبيح و التحميد و التهليل و التقديس و التكبير ) .
يعني أن قوتهم الذي يتقوتون به هو التحميد و التهليل ..
و هو طعام الملائكة ، ففي رواية أخرى : سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عند نزول القحط و الجفاف الذي يصيب المؤمنين من قهر الأعداء قبل قيام الساعة ، قالوا : فما طعام المؤمنين في زمان الدجال ؟ قال طعام الملائكة قالوا : أو تطعم الملائكة ؟ قال : طعامهم منطقهم بالتسبيح و التقديس فمن كان منطقه يومئذ التسبيح و التقديس أذهب الله عنه الجوع فلم يحس جوعا ) .
يعني أنهم صاروا أقرب إلى الملائكية منه إلى الآدمية .
يعني أن صفاتهم تكون كصفات الملائكة .
صفات الذين يكتب الله النصر على أيديهم كصفات الملائكة .
صفاء و تسبيح و تقديس و تهليل .
و ذلكم أيها الإخوة هو نَفَسُ أهل الجنة ، و نعيمهم الذي لا يفارقهم .
فقد يظن بعض الجهال أن أهل الجنة في غفلة تامة عن الله .
كلا ، هو أنفاسهم التي بها بقاءهم في الجنة .
عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من أحب أن يَرْتَعَ في رياض الجنة ـ يعني في الدنيا ـ فليكثر ذكر الله ) .
و إنما جعل النبي صلى الله عليه مجلس الذكر حديقة من حدائق الجنة لأن أهل الجنة أنفاسهم التسبيح و التهليل ، فهم في حضور دائم مع الله تعالى .
إذا صار الذكر صفة لازمة لهم لا ينفكون عنها كالتنفس اللازم للحيوان .
و سر ذلك أن قلوبهم قد تنورت بمعرفته و أبصارهم تنعمت برؤيته و غمرتهم سوابغ نعمته فامتلأت قلوبهم بمحبته و ألسنتهم ملازمة لذكره رهينة لشكره و من أحب شيئا أكثر من ذكره .
و لذلك قال الشيخ عبد القادر الكيلاني : الذاكر لله جل جلاله أبداً حي ، ينتقل من حياة إلى حياة فلا موت له سوى لحظة .
و لذلك روي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أنه قَالَ : إنَّ الَّذِينَ لاَ تَزَالُ أَلْسِنَتُهُمْ رَطْبَةً مِنْ ذِكْرِ اللهِ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ هُمْ يَضْحَكُونَ .
و قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : ( لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ) .
فحياة القلب الحقيقية هي في ذكر الله تعالى ، قال صلى الله عليه و سلم : ( مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَ الَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَ الْمَيِّتِ ) .
و بها اطمئنان القلب : (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) .
و في بعض الكتب السالفة : يقول الله عز و جل : معشر الصدِّيقين بي فافرحوا ، و بذكري فتنعَّموا .
و الناس في ذكر الله مراتب و درجات :
فمنهم من يذكر الله بلسانه دون قلبه ، و لا شك أن هذا له أجر ذكره لأنه شغل لسانه بغير معصية الله تعالى .
و لهذا الإنسان من الطمأنينة و الحلاوة في قلبه بحسب حضور قلبه ، لأن التجليات الإلهية إنما يحظى بها من أفرغ قلبه من الأغيار ، فامتلأ بجلال و جمال الجبار .
و الصنف الثاني هم أولئك الذين يذكرون الله بألسنتهم و قلوبهم و يستحضرون معاني ذكرهم ، و هؤلاء هم الصديقون ، و هي بداية لا نهاية لها .
و هي التي يذكر فيها العبد الله عند كل شيء ، و على كل شيء .
و هو المقام الذي كان عليه سيد الخلق صلى الله عليه و آله و سلم حيث قالت عائشة رضي الله عنها إنها: « كان رسول الله يذكر الله على كل أحيانه »
و يتفاوت الناس فيها و تختلف مراتبهم فيها بحسب معارفهم بصفات الخالق جل و علا .
فكلما ازدادت معرفة الإنسان بجلال الله و عظمته و قدرته و صفاته كلما ازدادت طمأنينته و حلاوة ذكره و خشوعه .
و كلما صار الذكرُ يجري على لسان الذاكر بسهولة من غير كُلفة ، حتى كان بعضهم يجري على لسانه في منامه : اللهْ الله و هو لا يشعر من كثرة ما يذكر الله .
وكان خالد بنُ معدان يُسبِّحُ كلَّ يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن ، فلما مات وضع على سريره ليغسل ، فجعل يُشير بأصبعه يُحركها بالتسبيح .
قال زهير البابي : إنَّ لله عباداً ذكروه ، فخرجت نفوسُهم إعظاماً و اشتياقاً ، و قوم ذكروه ، فوجِلَتْ قلوبهم فرقاً و هيبة ، فلو حُرِّقوا بالنَّار ، لم يجدوا مَسَّ النار ، و آخرون ذكروه في الشتاء و برده ، فارفضّوا عرقاً من خوفه ، و قومٌ ذكروه ، فحالت ألوانهم غبراً ، و قومٌ ذكروه ، فجَفَّتْ أعينُهم سهراً .
و كان أبو حفص النَّيْسابوري إذا ذكر الله تغيَّرت عليه حالُه حتى يرى ذلك جميع من عنده ، و كان يقولُ : ما أظن محقاً يذكر الله عن غير غفلة ، ثم يبقى حياً إلا الأنبياء ، فإنَّهم أيدوا بقوَّة النبوَّة و خواصِّ الأولياء بقوَّة ولايتهم .
و هذا هو الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب .
و قد أشار النبي صلى الله عليه و آله و سلم إلى هذا المقام بقوله : ( سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ الْمُفَرِّدُونَ ؟ قَالَ : الَّذِينَ يُهْتَرُونَ فِي ذِكْرِ اللَّهِ ) .
يعني الذين ينقطعون عن الناس بذكر الله فلا يتحدثون بغيره و لا يفعلون غيره ، فلا شيءَ أحبَّ إليهم من الخلوة بالله .
و لذلك فقد وردت أحاديث كثيرة في عظم ذكر الله ، و عظيم منزلته عنده سبحانه جل في علاه ، فقد قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : ( أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَ أَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَ أَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَ الْوَرِقِ وَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَ يَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ) .
فإن المقصود من جميع العبادات هو ذكر الله ، كما قال تعالى : { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَ أَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } [العنكبوت : 45]
المصدر
روض الرياحين
فقير بوشيخي- عضو مميز
- عدد الرسائل : 1413
الموقع : www.cheikhiyya.com
نقاط : 7345
تاريخ التسجيل : 29/04/2008
رد: سلاح الذكر
وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر....
بارك الله فيك
بارك الله فيك
دين نعيمي- مراقب عام
- عدد الرسائل : 4330
العمر : 84
نقاط : 9576
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
مواضيع مماثلة
» الضحك سلاح ذو حدين
» حلقات الذكر سنة
» فضل الذكر**ابن قيم الجوزية**
» أسرار وأنوار الذكر
» إلى كل محبي الطريقة الشيخية الشاذلية
» حلقات الذكر سنة
» فضل الذكر**ابن قيم الجوزية**
» أسرار وأنوار الذكر
» إلى كل محبي الطريقة الشيخية الشاذلية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 26 يوليو 2022 - 10:36 من طرف دين نعيمي
» من يعرف لنا المكاحلية ؟؟
الخميس 21 يناير 2021 - 15:10 من طرف الدين
» من شيوخ سيدي الشيخ
الخميس 21 يناير 2021 - 8:39 من طرف الدين
» ممكن شجرة سيدي حمزة بن بوبكر قائد ثورة أولاد سيدي الشيخ ؟
الخميس 21 يناير 2021 - 6:17 من طرف الدين
» قراءة في كتاب "الوسيط في تاريخ أدباء شنقيط" لأحمد الشنقيطي وبوبكرية الأقلال فقط
الأربعاء 25 نوفمبر 2020 - 18:23 من طرف chikh
» لماذا تجاهل المؤرخون هذه الفترة من حياة سيدى الشيح ؟!
السبت 4 أبريل 2020 - 22:02 من طرف mahmoudb69
» شجرة أولاد سيدي محمد بن عبد الله
السبت 4 يناير 2020 - 5:54 من طرف الدين
» من روائع محمد ولد بلخير
الجمعة 29 نوفمبر 2019 - 11:30 من طرف دين نعيمي
» سيدي أحمد المجدوب
الجمعة 11 أكتوبر 2019 - 15:30 من طرف Azziz
» صدور كتاب جديد.....
الأربعاء 9 أكتوبر 2019 - 14:24 من طرف Azziz
» ممكن التواصل مع الأستاذ سي بلمعمر
الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 23:43 من طرف Azziz
» الرحال اللاجئون قديما
الجمعة 27 سبتمبر 2019 - 19:18 من طرف Azziz
» المرحوم / الحاج محمد عدناني في سطور
الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:59 من طرف محمد بلمعمر
» كيف أتأكد من أنني أنتمي إلى قبيلة سيدي الشيخ?
الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 22:00 من طرف manadh
» المنن في مناقب سيدي محمد بن عبد الرحمان
السبت 26 مايو 2018 - 5:43 من طرف الدين
» كتاب " امارة اولاد سيدي الشيخ"
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:46 من طرف محمد بلمعمر
» قصائد بوشيخية .
الجمعة 6 أبريل 2018 - 9:53 من طرف محمد بلمعمر
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 1 أبريل 2018 - 21:17 من طرف manadh
» شهداء معركة تازينة باليض.....
الخميس 1 مارس 2018 - 22:22 من طرف manadh
» أفضل الصلاة وأزكى التسليم على إمام الانبياء
الإثنين 19 فبراير 2018 - 11:04 من طرف بكري