أذكار الطريقة الشيخية اليومية .

أمّا عنِ الأورادِ عندَ الصوفيةِ فلقدْ قالَ فيها سيدي أحمدُ زروقٌ : وبالجملةِ فأحزابُ المشايخِ صفةُ حالِهمْ ونكتةُ مقالِهمْ وميراثُ علومِهمْ وأعمالِهم، وبـذلـكَ جَرَوْا في كـلِّ أمورِهم لا بالهوى فلِذلكَ قُبِلَ كلامُهمْ ـ وربّما جاءَ ـ بعدُ ـ مَنْ أرادَ محاولةَ ذلكَ بنفسِهِ لِنفسِهِ فعادَ ما تَوَجـَّهَ لهُ عـليهِ بعكسِه؛ وما هوَ إلاَّ كما يُحْكَى عنِ النَّحلةِ أنَّها عَلَّمَتِ الزنبورَ طريقةَ النسجِ فنَسَجَ على منوالِها ووضعَ بيتاً على مثالِها ثمَّ ادَّعَى أنَّ لهُ مِنَ الفضيلةِ ما لَها فقالَتْ له: هذا البيت، وأينَ العسل؟!. فإنَّما السرُّ في السكّانِ لا في المنزل، فأحـوالُهمْ مؤيَّدةٌ بعلومِهمْ مُسَدَّدةٌ بإلهاماتِهمْ مصحوبةٌ بكراماتِهمْ. ( طالع شرحُ حزبِ البحرِ لِسيدي أحمدَ زروق رحمه الله

ويقولُ العلاّمةُ الصاويُّ في حاشيتِهِ على الشرحِ الصغير: أورادُ العارفينَ لا تخلو مِنْ كـونِها مِنَ الكتابِ أوِ السُّنَّةِ أوِ الفتحِ الإلهي؛ ولِذلكَ تُقَدَّمُ على غيرِها... والوردُ إجمالاً هو: إقامةُ الطاعاتِ في الأوقاتِ..
مسألة: هلْ أورادُ العـارفينَ على غيرِ ما وردَ نصاً في السُّنَّةِ المطـهّرةِ مقبولة شرعا؟ هلْ هناكَ ما يفيدُ بأنَّ ما وردَ عنِ العـارفينَ مِنْ أوراد لمْ تُدَوَّنْ في كتبِ السُّنَّةِ مقبولٌ ومعتمَدٌ في الدين؟
الجواب:أنَّها معتمَدةٌ ومقبولةٌ لأنَّها إجماع، وإجـماع الناسِ على الخبيرِ مِنَ الصالحينَ الذاكرينَ فيهِ الكفايةُ على الاتِّباعِ لِقولِهِ تعالى:" وَمَن يُشَـاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الـْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلّـِهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرا " سورةُ النساءِ511 .

الحمد لله فأذكارالطريقة الشيخية : لا طقوس ولا طبل ولا توبة ولا أشياء قد تكون محل نقد أو طعن

فالطريقة الشيخية أذكارها ولله الحمد وهذا بشهادة علماء أجلاء سنية مشروعة لأنها منتقاة ومختارة من الكتاب والسنة لفظا أو معنى، كما سنبين لكم ذلك إن شاء الله في تأصيل حزب الفلاح " الورد اليومي للطريقة الشيخية "، أي ربطه بأصوله وعلى رأسها الكتاب والسنة

فماذا يقول القائلون في ذكر يبتدئ ب : توكلت على الحي الذي لا يموت، وينتهي ب : استعنت بالله ؟ وماذا يقول الناقدون في طريقة يسمى أهلها بين الطرق الصوفية ب : محتسبي الصوفية، أي الناهون عن البدع وسط الصوفية ؟

أما السلوك الى الله والطريق : لها ثلاثة مراحل أساسية وهي

1- موقف الشرع والعلم والعمل بقواعد الشريعة

2- مرحلة الانتباه وتصحيح المسار من خلال موقف التوبة

3- موقف تربية السالك عن الشيخ الذي يتولى تهذيب نفس السالك واعداده تربية اسلامية

وبعدها يتزود السالك بالزاد الشرعي، ويصحح أوقاته بالعبادات بين يدي الله سبحانه وتعالى

والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

المرجع