المواضيع الأخيرة
لا تنسوا أن تتصفحوا أيضا بعض أقسام المنتدى:
بوابة الخواطر الأدبية للكاتب ش ق بن عليةبحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 10 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 10 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 634 بتاريخ الثلاثاء 4 سبتمبر 2012 - 22:39
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في رحاب سيدي الشيخ
سياسة فرنسا للتوغل في الجنوب الغربي الجزائري /المخابرات الفرنسية زورت فتوى قورارة / الجاسوس المفتي ليون روش سياسة فرنسا للتوغل في الجنوب الغربي الجزائري و بلاد السنغال
صفحة 1 من اصل 1
سياسة فرنسا للتوغل في الجنوب الغربي الجزائري /المخابرات الفرنسية زورت فتوى قورارة / الجاسوس المفتي ليون روش سياسة فرنسا للتوغل في الجنوب الغربي الجزائري و بلاد السنغال
سياسة فرنسا للتوغل في الجنوب الغربي الجزائري و بلاد السنغال
المخابرات الفرنسية زورت فتوى قورارة 22 جوان 1893 م
فرنسا الاستعمارية استعانت بالجاسوس الشهير ليون روش
من مبادىء الاستعمار الغربي الصليبي في بلدان العالم الإسلامي، العمل على تدمير أسس التقدم المعروفة عند شعوب هذا العالم المترامي الأطراف من كنجة إلى جاكارتا و من غانا إلى فرغانة فهذا الفضاء الجغرافي الكبير، يشتمل على أجناس و ألوان و لهجات و لغات متعددة ، لكنها تاريخيا، و في إطار النمط الإسلامي، كانت إلى مطلع العصر الحديث مسلمة دينا، عربية لسانا
من كتاب أسرار الاستيطان الاوروبي الفرنسي على الجزائر المحروسة
المؤلف صالح مختاري2004
فلما دخل الاستعمار الفرنسي ضرب على أوتار هدامة بإحياء الجذور العرقية للشعوب، كما فعل في الشام بتشجيعه للنزعة الفينيقية، و التي كانت أهدافها القومية الدعوة لإحياء اللهجات القديمة و محاربة العربية لسان الثقافة الإسلامية، و القرآن العظيم، و نجح الاستدمار الفرنسي إلى حد بعيد في تكوين نخبة مسيحية في لبنان، فهيأها للحكم و الثورة على الوجود العثماني .
الجزائر كانت بالنسبة للغرب الصليبي، البوابة الحديدية التي تحطمت على أسوارها الأطماع الأسبانية و الفرنسية منذ دخولها ضمن دائرة الحضارة العربية الإسلامية، و قد تنبهت فرنسا إلى مكانة الجزائر الدولية في مواجهة الغرب الصليبي و مخاطر سقوطها على العالم الإسلامي في العصر الحديث
احتلال الجزائر من طرف فرنسا الكاتوليكية لم يكن مصادفة أو مغامرة لتأديب الداي حسين الذي وبخ الدولة الفرنسية في شخص سفيرها دوفال اليهودي من خلال حادثة المروحة، الحقائق الثابتة هي أن استعمار فرنسا للجزائر قد شكل رأس الحربة لتمزيق العالم الإسلامي، و من هنا يكون من المناسب، سياسة فرنسا التوسعبة في الجنوب الغربي الجزائري و بلاد السنغال، ركزعلى ضرب وحدة المنطقة و تمزيق نسيجها الاجتماعي و الثقافي.
الحادثة قد تبدو – لغير المطلع على أسلوب الدوائر العسكرية الفرنسية – ليست ذات أهمية بالمقارنة مع أسلوب الدمار الشامل للفرق العسكرية الفرنسية في الجزائر و السنغال لتهدئة الأوضاع بعد احتلال مدينة تينقورارين قورارة في مطلع القرن العشرين 1900 و ما يصحب هذا من دمار شامل و هجرة جماعية لسكان إقليم توات التاريخي ، بعد احتلال منطقة قورارة كانت الفرق العسكرية الفرنسية المرابطة في مدينة سان لوي بشمال السنغال تتهيأ لإفشال حركة عسكرية كبيرة بالمنطقة، و بالموازاة مع ما يحدث من تمشيط للجنوب الغربي الجزائري، و تتبع فلول القبائل الفارة من دمار المدفعية الفرنسية و وحشية و بربرية فرقها العسكرية حيث كانت الفرق الاستعمارية
تخشى عودة الاضطرابات إلى هذه المنطقة، فبدأت باستمالة أعيان المنطقة لتدجينهم من أجل نزع فتيل المقاومة و طمأنة السكان بإنسانية فرنسا التي جاءت إلى المنطقة بهدف إخراجها من دائرة العزلة, وربطها بسبل الحضارة و التقدم السياسة تهدف إلى أمرين أساسيين
العمل عل نشر النفوذ الفرنسي بالصحراء في هدوء واجتناب المواجهة المسلحة إلى حين و إدماج السكان في الحضارة الفرنسية و تنصيرهم
و قد أشار الأب شارل دوفوكو "أثناء إقامته بتامنراست بين عامي 1905-1916 في نص صريح : "الأمر الأول هو إقامة النظام الفرنسي و الحضارة في إمبراطوريتنا بالشمال الغربي الإفريقي .... و الأمر الثاني هو : التبشير "." ولم تميز أوروبة في ذلك العصر بين الإستعمار و التنصير".
إن محور هذه الدراسة هي "النازلة" التي أرسلها أحد علماء المنطقة إلى شيوخ الإسلام بمكة المكرمة يطلب فيها حكم الشرع, فيما إذا تغلب الكفار على "وطن من أوطان المسلمين" و لم يكن في وسعهم رد الإعتداء, كما أن المحتل الكافر لأرض المسلمين, رغبهم في إقامة الصلاة, و شجعهم على اختيار إمام الصلوات الخمس و الجمعة, و أنهم لا يستطيعون مغادرة أراضيهم لاستضعافهم و خوفهم من مشقة الطريق و الإبتعاد عن الأوطان.
كما أنه و في هذا المعنى بالذات أرسل حاكم الجزائر العام جيل كامبون نازلة في عام 1893 إلى نفس الشيوخ يستفتيهم حول شرعية وجودهم بديار المسلمين، إذا كانت السلطات الفرنسية لا تتدخل في شؤونهم الإسلامية، فهل يبيح الشرع إقامة مسلم تحت سلطة كافر.
و قد أجمع شيوخ المذاهب الإسلامية الأحناف، المالكية، و الشافعية على وجوب إقامة المستضعفين إذا أقاموا دينهم و شعائرهم مع الظروف المذكورة في النازلة الفتوى و كان الرد حسب الوثيقة مؤرخا في 22 جوان 1893 م
و بحكم الغموض في سرد الأحكام الفقهية المعروفة و سوء فهم هؤلاء المشايخ مناط النازلة جيل كامبون حاكم
الجزائر العام آناذاك استغل النازلة و روج لها بطريقة عجيبة إذ أن النص المطاط أعطى لفرنسا حججا مكنها من استعمالها لصالحها، و تشير الوثائق الموجودة بأرشيف ما وراء البحر الخاصة باحتلال منطقة قورارة وتينقورارين و إقليم توات و المراسلات المتبادلة بين حاكم إقليم وهران و حاكم الجزائر العام و السلطات الاستعمارية في السنغال و بلاد الهقار و المستعمرات الفرنسية الأخرى، ساحل العاج، مالي، غينيا الفرنسية، و الكونغو إلى ما كان يقوم به الإعلام الإستعماري الذكي لتحقيق أهداف فرنسا التوسعية، و السيطرة على السكان بأقل الخسائر الممكنة، و تحقيق أهدافها و مشاريعها الاقتصادية و العسكرية مثل مد خط السكة الحديدية من المنطقة الغربية إلى ورقلة، و منها إلى أقاليم الصحراء الشرقية و إحكام الطوق لاحتلال مدينة جنات و محاصرة الزوايا السنوسية المناهضة للوجود العسكري الفرنسي في الصحراء، و هذا بتحالفها مع قبائل الهقار و القبائل العربية في شمال تشاد
ويشير مؤرخ الجيل الدكتور سعد إلى هذا الأمر فيقول " كانت سياسة الدولة العثمانية الإسلامية و خوف فرنسا على الوضع الدخلي بالجزائر، قد أجبرت الحاكم العام جول كامبون على تزوير فتوى جديدة إشارة ربما لفتوى قورارة تثبط المسلمين الجزائريين ضد الهجرة و تقاوم تأثير السياسة الإسلامية أو الدعاية العثمانية في الجزائر، و جول كامبون كما سلف، هو الذي أمر بدراسة نفوذ الطرق الصوفية و معرفة ما كان منها وطني أي نابعا من الجزائر، و ليس له فروع أو أصول في المشرق، و ما كان منها عالميا أو مشرقيا له فروع و أصول. و كانت فرنسا الاستعمارية قبل ذلك قد استعانت بالجاسوس الشهير ليون روش متنكرا في الزي العربي الإسلامي الذي أرسل إلى أهل القيروان و الأزهر و مكة و الرباط قبل هذا، و جاء من علماء هذه الحواضر و الدول بفتوى أعدتها مسبقا مصالح المخابرات الفرنسية، و ختمت عليها أيدي علماء الإسلام الأعلام في الأماكن المذكورة . . . فعلقت على جدران المساجد و قرئت في الخطب و نشرت في جريدة المبشر و سارت بها الركبان إلى الأرياف و الآفاق، و نادى بها البراحون في الأسواق، و كلهم يقولون لا للهجرة الجماعية للمسلمين و لا لحمل السلاح في وجه الكفار ما داموا لم يتعرضوا للدين بالأذى و ما دام المسلمون عاجزين عن إخراجهم من الجزائر بقوة
أن هذا الجاسوس المدعو ليون روش الذي تمكن البوحميدي المقرب من الأمير عبد القادر في جهاده ضد فرنسا الاستعمارية من اكتشاف أمره منذ مدة طيلة قد استعان بشرفاء وزان من أهل الطريقة الطيبية في استصدار الفتوى المشهورة عام 1843 م و هذا في أيام السفاح بوجو، كما أنه لما أرسل إلى مكة في نفس عام 1842 م وافق على فتواه علماء مكة و مجلسهم الموقر الذي دعي إليه الشريف غالب حاكم مكة المكرمة، إلا محمد بن علي السنوسي الذي رفض التوقيع على استسلام أبناء المسلمين المجاهدين في الجزائر، و هو ما ذكره ليون روش نفسه في كتابه الشهير اثنان و ثلاثون سنة في الإسلام
لقد حمل ليون روش نص فتوى إلى علماء مكة ليوافقوا عليه، و محتوى النص هو دعوة الجزائريين إلى الكف عن حرب الفرنسيين ما داموا قد سمحوا لهم العبادة. و معلوم أن روش قد روى بنفسه في كتابه القصة و كيف ذهب إلى مكة و من رافقه من مقدمي الطرق الصوفية الجزائريين و كان ذلك عام 1842 م و قد اعترف ليون روش أن العالم الوحيد الذي عارض الفتوى في المجلس العلمي هو محمد بن علي السنوسي
النازلة و مسألة الولاء و البراء
إن هذه النازلة تطرح مسألة معروفة في الفقه الإسلامي، و لها علاقة وثيقة بعقيدة الولاء و البراء ، و لم تكن غريبة عن تاريخ الجزائر الحديث حيث ظهرت أولا عند العلامة أحمد بن يحيى الونشريسي صاحب المعيار الذي عاصر ظروف المسلمين بعد سقوط غرناطة عام 1492 م آخر معاقل الإسلام المحاضر في أوروبة الجنوبية الغربية و عنوان رسالته أسنى المتاجر في بيان أحكام من تغلب على وطنه النصارى و لم يهاجر و ما يترتب عليه من العقوبات و الزواجر و قد تجددت النازلة على يد الأمير عبد القادر و سماها حسام الدين لقطع شبع المرتدين إن رسالتي الونشريسي و الأمير عبد القادر متحدثان في الموضوع و الدافع، مختلفتان في الحكم و الهدف، فموضوعهما فتوى دينية في قضية إسلامية، و دافعهما استفتاء وجه كل منهما من طرف مستفتيها في قضية الهجرة الشرعية، و هدف الونشريسي بفتواه أن يعود المسلمون القاطنون تحت ذمة الكفار في الأندلس إلى صوابهم، و يدخلوا إلى دار الإسلام بالمغرب، و يتوبوا من ذنب كبير قد ارتكبوه، و هدف الأمير – بفتواه – إرواء ظمأ مستفتيه و إطلاع سائله على حكم الشرع فمن بقي تحت ذمة الملة الكافرة و لم يهاجر إلى دار الإسلام و التي تحت حوزته بالمغرب الجزائري
و نجد الامير قد أخطأ في توقعه و خاب اعتقاده، إذ أن جميع من بقي من المسلمين تحت ذمة الفرنسيين بأرض الجزائر قد بقي مسلما قلبا و قالبا و قد انتصر إلى هذه الفتوى علماء الجزائر كــقدور بن رويلة و مصطفى بن الكبابطي و علي بن الحفاف، و لو امتثل الجزائريون لرأي الأمير لهاجروا جميعا من أرض الجزائر المحتلة و أخلوا البلاد للفرنسيين و ذلك ما كانوا يبغون، بل كانوا يشجعون على هذه الهجرة التي هي سياسة فرنسية ماكرة لإفراغ الجزائر من سكانها و نخبتها و فرسانها حتى تحقق حلم نخبتها البرجوازية الفرنسية في المزيد من الاحتلال و القتل للسكان في مجازر تاريخية لإفراغ الجزائر من سكانها
أما الظروف و الملابسات الخاصة بنازلة قورارة فمختلف حسب ما تقتضيه المراسلات و ما تتظمنه الوثائق التي تمكنا من الإطلاع عليها، فهي الصورة الثانية للهدف الفرنسي المرجو من إقامة مرحلة سلم بالجنوب الغربي الجزائري للتفرغ إلى مشاريعها الاستعمارية في السنغال و مالي و ساحل العاج و الكونغو و غينيا، بعد القضاء على جهاد الحاج عمر الفوتي الذي كان هدفه الأسمى القضاء على تحالف القبائل و الإمارات الوثنية، الموالية للاستعمار الفرنسي، و إقامة دولة إسلامية بعيدة عن نفوذ الاحتلال الفرنسي الكافر
كما أن حاكم الجزائر العام جيل كامبون كان لا يزال تحت تأثير زيارة الوفد البرلماني الفرنسي عام 1892 م بقيادة جول فيري الوزير و الرأس المدبرة للفكر الكولونيالي، حيث اغتنم الجزائريون فرصة وجود لجنة جول فيري بينهم سنة 1892 م و تقدموا إليها بمطالب قوية، بما في ذلك تحوير نظام الضرائب و إصلاح التمثيل النيابي و استعادة القضاء الإسلامي، و فوق ذلك كله كما قال فيري فإن الجزائريين قد طلبوا من الفرنسيين أن " دعونا وحدنا
كما أن فرنسا الاستعمارية لا تزال تعيش حالة الاضطراب الذي عرفته أثناء ثورة بوعمامة 1881
– 1908
هذه الملابسات كلها تركت سبيلها لإضفاء الدعاية الكبيرة على فتوى شيوخ الإسلام المؤرخة كما في 22 جوان 1893 م و هي بذلك تسعى إلى كسب ود أعيان منطقة الصحراء و إدماجهم ضمن دائرة العائلات الكبيرة التي يسميها المؤرخون "أرستقراطية العصور الوسطى" أو الخيام الكبيرة أو النخبة التقليدية، فإن فرنسا قد نجحت في كسب العائلات الكبيرة و سحبت منها الغطاء السياسي و الروحي و التمثيلي لدى الجماهير
و قد عملت السلطات الاستعمارية على توسيع رقعة احتلالها بالجنوب الغربي و ربطت المنطقة بالسنغال و بمناطق نفوذها فيما يعرف بإفريقية الغربية الفرنسية أو بلاد السودان الفرنسي.
أما حظ فتوى شيوخ الإسلام في السنغال فقد أشارت وثائق الأرشيف الفرنسي إلى قوة الدعاية التي قامت بها فرنسا في السنغال من أجل مسح آثار جهاد الشيخ الحاج عمر الفوتي و دلته الإسلامية، الذي لا يزال يتردد صداها منذ نهاية الستينيات من القرن التاسع عشر، و هو النجاح الذي تحقق بالموازاة مع دور المبشرين و الجواسيس و المكتشفين الأوروبيين و المستشرقين خبراء الاستعمار في تشويه صورة الإنسان الإفريقي بالمنطقة
إن محتوى العمل الدعائي الذي قامت به دوائر الإعلام و الدعاية الاستعمارية جديرة بالاهتمام كمرحلة و منهجية متبعة ضمن أساليب الغزو و التدمير الذي قامت به الفيالق العسكرية الفرنسية، فما قامت به فرنسا أمام هذه النماذج الدعائية لكسب شرعية وجوها في ديار و أوطان المسلمين التي أبرزتها الوثائق تبرهن على الأساليب المحكمة المتبعة في غزو الأرض و استغلال الثروات و تحييد أو تشويه النخب المتعلمة الواعية كلها معا، و تحدد ملابسات إخضاع أقاليم و مناطق الصحراء الجزائرية إلى قوانين فرنسا الاستعمارية بشتى الأساليب و أحط الوسائل.
لقد كان الانتقام و اتباع سياسة الأرض المحروقة في الجزائر عامة و قصور الصحراء خاصة، انتقاما لقتلاها، و عدم استسلام أهالي المنطقة الذين دافعوا عن شرف قراهم و قصورهم و مدنهم بكل ما يدعو للتألم من صبر هؤلاء الرجال المجاهدين، و كيف قابلتهم فرنسا المتحضرة بمجازر لا تزال دماء شهداء إينغر الأولى و الثانية و قصر باجودة الشامخ و هضبة تيديكلت التي تحدت الغزاة، شاهدة على جهاد أهل المنطقة دفاعا عن الدين و الشرف و الوطن
نص الفتوى المزورة من طرف المخابرات الفرنسية
ما قولكم في أهل بلدة مسلمين قد استولى عليهم الكافر و صار حاكما عليهم، و لم يتعرض لهم في أمور دينهم، بل يحثهم على إجراء أحكامهم الدينية، و وظف عليهم قاضيا من أهل دينهم يجري عليهم الأحكام الشرعية، و جعل له معاشا وافرا يأخذه على رأس كل شهر، فهل مع هذا تجب عليهم الهجرة أم لا ؟ و هل تجب عليهم مقاومته و محاربته مع عدم قدرتهم على ذلك أم لا؟ و هل بلدهم التي استولى عليها يقال لها دار حرب أم دار إسلام؟ بينوا لنا بيانا شافيا
الكون استمد التوفيق و العون من حامد سماحة محمد الإجابة
قال شيخنا العلامة رحمه الله في جواب نحو المسؤول عنه المهاجرة واجبة من موضع لا يتمكن الرجل من إقامة أمور دينه بأي سبب كان، و من لم يقدر على ذلك يجب عليه الهجرة إن قدر عليها بأن كان له مال يكفيه لمؤنة الانتقال، فقد قال الله سبحانه و تعالى في حق قوم أسلموا و لم يهاجروا مع تمكنهم من ذلك " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها". الآية [ النساء : 97 ]
فلم يعذرهم ربهم مع استضعافهم بتمكنهم من المهاجرة إلى محل آخر إلا من استثنى في آخر الآية، قال تعالى: " إلا المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان". [ النساء : 98 ]. و المعنى أن جهنم مأوى جميع من ترك الهجرة إلا من هو استضعف من جنس الرجال و النساء و الولدان حال كونهم لا يستطيعون حيلة في الخروج لعجزهم و فقرهم و لا يهتدون سبيلا أي لا معرفة لهم بالمسالك فولئك عسى الله أن يعفو عنهم ترك الهجرة. .
كذا قاله علماء التفسير. و قال صلى الله عليه و سلم: "من فر بدينه من أرض إلى أرض و إن كان شبرا من الأرض، استوجبت له الجنة و كان رفيق أبيه ابراهيم و نبيه محمد صلوات الله عليهم أجمعين"، و في "معراج الدراية" عن المبسوط: البلاد التي في أيدي الكفار بلاد إسلام، لا بلاد حرب لأنهم لم يظهروا حكم الكفر بل القضاة و الولاة مسلمون يطيعونهم عن ضرورة أو بدونها، و كل مصر فيه و من جهتهم يجوز له إقامة الجمع و الأعياد و الحدود. فلو كان الولاة كفارا يجوز للمسلمين إقامة الجمع و يصير القاضي قاضيا بتراضي المسلمين و يجب عليهم أن يلتمسوا واليا مسلما .
و في تنوير الأبصار و شرحه الدر المختار: لا تصير دار الإسلام دار حرب إلا بأمور ثلاثة بإجراء أحكام أهل الشرك و باتصالها بدار الحرب و بأن لا يبقى فيها مسلم أو ذمي آمنا بالآمان الأول على نفسه. .
قال "العلامة الطحطاوي" في حاشيته عليه" و ظاهره أنه لو أجريت أحكام المسلمين و أحكام أهل الشرك لا تكون دار حرب. .
فعلم مما نقلناه أنه، متى وجد قاض من المسلمين و لو بإقامة الكافر له و أجريت أحكام المسلمين على ما وصف أعلاه، لا تخرج البلاد عن أن تكون دار إسلام .
و الله سبحانه أعلمن أمر برقمه خادم الشريعة و المنهاج عبد الرحمان بن عبد الله سراج الحنفي مفتي مكة المكرمة كان الله لهما، حامدا مصليا مسلما.
الختم
عبد الرحمن بن عبد الله سراج
الحمد الله وحده و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و السالكين لنهجهم بعده
اللهم هداية للصواب
في فتاوى العلامة الشيغ محمد بن سليمان الكردي محشي شرح ابن حجر أن إقامة المسلمين بدار الكفر على أربعة أقيام
إما لازمة بأن قدروا على الامتناع من الكفر و الاعتزال عنهم و لم يرجوا نصرة المسلمين لأن موضعهم دار إسلام، فإذا هاجروا صار دار حرب، أو مندوبة بأن أمكنهم إظهار دينهم و يرجى ظهور الإسلام أو مكروهة بأن أمكنهم و لم يرجو ذلك، أو حرام بأن لم يمكنهم إظهار دينهم، فحينئذ إذا كان في إظهار الدين و أحكام المسلمين من حدود و غيرها إهلاك البلاد و قتل المسلمين بسبب أنه يتعطاه الوالي الكافر و لا يفوضه إلى حكم الإسلام، حرمت الإقامة عندهم، و وجبت الهجرة إلا لعاجز لا يقدر عليها فيعذر، انتهى. و في شرح الجمال الرملي على المنهاج إلا وجهان دار الإسلام التي استولوا أي الكفار عليها كذلك أي في التفصيل المذكور. انتهى.
و من ذلك علم حكم السؤال الأول. و جواب السؤال الثاني: لا تجب مقاومة الكفار مع عدم القدرة و الله أعلم. و جواب السؤال الثالث: أن بلاد الإسلام لا تصير باستيلاء الكفار عليها دار حرب و الله سبحانه و تعالى أعلم، رقما لما تجري من به كلال النبل
محمد سعيد بن محمد با بصيل مفتي الشافعية بمكة المحمية غفر الله له و لوالديه و مشايخه و جميع المسلمين.
الختم.
الحمد لله وحده. اللهم هداية للصواب.
أما بعد فإنني قد نظرت فيما أفاده السادة الأعلام فوجدته هو الصواب المعول عليه، و لا يكون الاعتماد إلا عليه، فجزاهم الله أحسن الجزاء، و أقام بهم شعائر الدين و بالله الاعتماد.
أمر برقمه مفتي السادة المالكية بمكة المحمية محمد عابد ابن المرحوم الشيخ حسين.
الختم.
الحمد لله وحده، اللهم هداية للصواب.
أما بعد فإنني قد نظرت فيما أفاده السادة الأعلام فوجدته هو الصواب المعول عليه، و لا يكون الاعتماد إلا عليه، فجزاهم الله أحسن الجزاء، و أقام بهم شعائر الدين و بالله الاعتماد.
أمر برقمه مفتي السادة المالكية بمكة المحمية محمد عابد ابن المرحوم الشيخ حسين.
الختم.
أثر الفتوى في المستعمرات الفرنسية
ترجمة رسالة حاكم السودان الفرنسي (مالي(كيس )المالي). في 17 يناير 1894
أ - قردوي، حاكم السودان (الفرنسي) إلى السيد : نائب كاتب الدولة للمستعمرات.
لقد شرفتموني في رسالتكم المؤرخة بتاريخ 9 ديسمبر الماضي تحت رقم: 243 التي تتضمن نسخا من "الفتوى" التي رد فيها شيوخ المذاهب الثلاثة الأحناف، الشافعية و المالكية المقيمون بإفريقية الشمالية، و هذا على ما طلبه حاكم الجزائر العام جيل كومبون لمعرفة شرعية خضوع المسلمين تحت سلطة الكفار
و قد طلبتم مني تسليم هذه النماذج إلى أعواننا الضباط أو موظفينا المتواجدين في الأقطار الإسلامية
إن الدراسة المعمقة لهذه الوثيقة تجعلني أفكر بأنه من غير المناسب تبليغها إلى أتباع الإسلام الموجودين بالسودان الفرنسي
إن الشعوب السوداء بالمستعمرة الذين يتبعون أحكام القرآن هم
أولا التكرور ثم يليهم قدماء الوثنيين الذين انضموا تدريجيا إلى الدين بعد فتوحات الحاج عمر الفوتي
و إذا كان الأولون الذين كانوا و لا يزالون المبشرين الحقيقيين للإسلام في السودان، الذين تمكنوا آنذاك بمساعدة قوتهم العسكرية من فرض دينهم على عدة أقوام وثنية و بقوا مع ذلك على دراية غير كافية بالكتاب المقدس و مفسريه
إذ لم يتلقوا تربية دينية كاملة، التي يتمتع بها عرب الجزائر و مرابطوهم ليسوا سوى متعصبين جهلة، أما فيما يخص هؤلاء الوثنيين الذين أسلموا فإنهم أقل تنويرا، قليلو الإلمام بدينهم الجديد من التكرور، حيث إنهم لا يتكلمون و لا يقرؤون العربية، و القليل منهم فقط يستعمل الحروف العربية لكتابة لهجاتهم الخاصة
و خلاصة القول لا هؤلاء، و لا هؤلاء يمكن مقارنتهم فيما يخص علوم الدين مع شعوب الشمال الإفريقي، و أكثر من ذلك شعوب الشرق، غير أنهم كلهم يعوضون نقص معرفة شريعة الرسول، بتعصب أعمى، و لا يسمعون للاستدلال، و غير قادرين إلا على أن تكون موضع تفكير أو دراسة
في مثل هذه الظروف و نظرا لأسلوب الفتوى الملتوي فإنه يتوجب علينا الحذر و في اعتقادي بأن مفعولها غير مجد و ربما يكون عكسيا، فالمرابطون سيتحفظون منها إلا العواطف الملائمة لأحكام الإسلام بدلا من روح الأجوبة المتعلقة بالفتوى التي طرحها حاكم الجزائر العام
يتبين لي إذا أنه من المستحسن عدم نشر هذه الفتوى في هذه الآونة، اللهم إلا إذا صادفنا مرابط له من الذكاء و الفهم يمكنانه من شرحها للمسلمين في الاتجاه الإيجابي الذي يخدم مصالحنا، و هيمنتنا على السودان الفرنسي
و إني . . . إلخ
الإمضاء : أ. قردوي.
باريس في 5 مارس 1894.
نيابة كتابة الدولة للمستعمرات
إلى السيد حاكم الجزائر العام
السيد حاكم الجزائر العام، بما أنه كان لي الشرف بإبلاغكم بتاريخ 9 ديسمبر الماضي، فقد حولت النازلة الفتوى و ترجمتها إلى وكائلنا بالسنغال، السودان غينا الفرنسية، ساحل العاج، و الكونغو، أين أجاب شيوخ - المذاهب الثلاثة الموجودون بإفريقية الشمالية - عن سؤال حاكم الجزائر العام المتضمن إمكانية إقامة المسلمين تحت سلطة الكفار
إن السيد حاكم السودان الفرنسي، يخشى أن يكون وقع الوثيقة سيئا على مصالحنا من طرف دعاة الإسلام بالمناطق الخاضعة لسلطته، و الذين يتلقون تربية دينية ناقصة جدا مع جهلهم بتفاسير القرآن
لي الشرف أن أبعث لكم نسخة من تقرير حاكم السودان الذي يوافق هذه الرؤية و المضمون الذي يتضمن أفكارا هادفة، و أضيف أن السادة حكام غينيا الفرنسية، ساحل العاج عكس ما ذهبنا إليه يقترحان نشر هذه الفتوى في كل بقاع هاتين المستعمرتين أين يتبين جدوى ذلك
تقبلوا سيدي الحاكم العام العام خالص تقديري و احترامي.
بلماحي- عضو جديد
- عدد الرسائل : 20
نقاط : 4878
تاريخ التسجيل : 23/08/2011
مواضيع مماثلة
» الشيخية والقادرية بين الجنوب الغربي الجزائري وشرقي المغرب
» الطرق الصوفيـــَّـــــــــة
» هل هذه سياسة ام فقه
» فتوى العار في حكم الجدار
» بعض النصائح للشيخ عائض القرني
» الطرق الصوفيـــَّـــــــــة
» هل هذه سياسة ام فقه
» فتوى العار في حكم الجدار
» بعض النصائح للشيخ عائض القرني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 26 يوليو 2022 - 10:36 من طرف دين نعيمي
» من يعرف لنا المكاحلية ؟؟
الخميس 21 يناير 2021 - 15:10 من طرف الدين
» من شيوخ سيدي الشيخ
الخميس 21 يناير 2021 - 8:39 من طرف الدين
» ممكن شجرة سيدي حمزة بن بوبكر قائد ثورة أولاد سيدي الشيخ ؟
الخميس 21 يناير 2021 - 6:17 من طرف الدين
» قراءة في كتاب "الوسيط في تاريخ أدباء شنقيط" لأحمد الشنقيطي وبوبكرية الأقلال فقط
الأربعاء 25 نوفمبر 2020 - 18:23 من طرف chikh
» لماذا تجاهل المؤرخون هذه الفترة من حياة سيدى الشيح ؟!
السبت 4 أبريل 2020 - 22:02 من طرف mahmoudb69
» شجرة أولاد سيدي محمد بن عبد الله
السبت 4 يناير 2020 - 5:54 من طرف الدين
» من روائع محمد ولد بلخير
الجمعة 29 نوفمبر 2019 - 11:30 من طرف دين نعيمي
» سيدي أحمد المجدوب
الجمعة 11 أكتوبر 2019 - 15:30 من طرف Azziz
» صدور كتاب جديد.....
الأربعاء 9 أكتوبر 2019 - 14:24 من طرف Azziz
» ممكن التواصل مع الأستاذ سي بلمعمر
الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 23:43 من طرف Azziz
» الرحال اللاجئون قديما
الجمعة 27 سبتمبر 2019 - 19:18 من طرف Azziz
» المرحوم / الحاج محمد عدناني في سطور
الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:59 من طرف محمد بلمعمر
» كيف أتأكد من أنني أنتمي إلى قبيلة سيدي الشيخ?
الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 22:00 من طرف manadh
» المنن في مناقب سيدي محمد بن عبد الرحمان
السبت 26 مايو 2018 - 5:43 من طرف الدين
» كتاب " امارة اولاد سيدي الشيخ"
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:46 من طرف محمد بلمعمر
» قصائد بوشيخية .
الجمعة 6 أبريل 2018 - 9:53 من طرف محمد بلمعمر
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 1 أبريل 2018 - 21:17 من طرف manadh
» شهداء معركة تازينة باليض.....
الخميس 1 مارس 2018 - 22:22 من طرف manadh
» أفضل الصلاة وأزكى التسليم على إمام الانبياء
الإثنين 19 فبراير 2018 - 11:04 من طرف بكري