مفهوم غريب للتضحية.

مارأيك أخي الكريم أن أقدم لك وصفة تجعل منك إنسانا مضحيا في حياته، ولا أظن أبدا أنك ترغب بأقل من ذلك منزلة فالتضحية كلمة مقدسة تقارب أحيانا كلمة الجهاد.
إذن اربط حزامك واضبط أنفاسك وركز معي فإنك مقبل على حياة جديدة تسمى حياة التضحية.
أخي ارض بالتخصص الجامعي الذي أنت فيه فالمهم أن تتم أربع سنوات وتتحصل على شهادة الليسانس تنقذ حياتك من الفقر والبطالة والشعور بالدناءة وقلة الاعتبار. بعد ذلك حاول أن تلتحق بصفوف الخدمة الوطنية واقض 18 شهرا من عمرك تخدم فيها وطنك، وقد لا يقبلونك فلن تكون لك فرصة لخدمة وطنك.

بعد ذلك عليك بالزواج وإكمال نصف الدين، لا قبل ذلك عليك بالبحث عن عمل مهما كان، وكيفما كان دون شروط ولا قيود المهم أنك تعمل بغض النظر من تكون، وكيف تكون، إذن أنت صاحب شهادة وقد خدمت وطنك وتعمل أي عمل وتزوجت والحمد لله.

بقي لك الآن أن تؤمن مسكنا لك ولأولادك بالعمل ليل نهار دون توقف، ودون أي جديد يذكر في حياتك، تفكر كإنسان في المجتمع له حقوق وواجبات عن طريق تنفع به مجتمعك فتختار بعد طول تفكير جمعية ثقافية لتنشط فيها، وبعد مدة يلاحظ فيك قوة وتمكنا فتطلب لجمعية رياضية ثم أخرى علمية ثم لجمعية الحي، وفي نفس الوقت تتهاطل عليك مطالب الأسرة والأولاد،فتنهك ماديا ومعنويا وتبدأ الآثار في الظهور من ضغط للدم وداء السكري والنسيان المفرط، ثم تنظر من حوليك باحثا عن نتائج مجهودك فتجدها ضئيلة بعدما ضيعت الأهم والمهم بالاشتغال بغير المهم، وبعد كل هذا ينادى لك من بعيد جزاك الله خيرا فهذه هي التضحية.
ما رأيكم يا إخواني في هذه التضحية، اسمحوا لي فأنا منها بريء،ومن أراد أن يجرب فليجرب.

منقول.