جماعة هيلاهوب (مقال في الاهرام) للدكتور سمير

جماعة هيلا هوب‏!‏
12151طباعة المقال
كنا علي الغداء عندما باغتني ابني بسؤاله عما عليه أن يفعله هو وزملاؤه الشباب للنهوض بالوطن ومساعدة مصر للخروج من مجموعة الدول النامية الي مصاف الدول المتقدمة فشكرت حسه الوطني
وقلت له إذا أردت أن تنجح في الحياة وتفعل شيئا من أجل أمتك فعليك أن تتفرغ للعمل الذي بين يديك ولا تهتم بالتوافه المعوقة أو بتلك الأحداث الكبيرة التي لن تستطيع أن تشارك في حلها وتقع يوميا هنا أو هناك وتصيب كل من يفكر فيها بالاكتئاب والاحباط واترك مثل هذه الأمور للمختصين فهم أعلم بها منك وأقدر علي حلها والتعامل معها من خلال قنواتهم المشروعة, ليست هذه دعوة الي السلبية ولكنها الدعوة الي تحكيم العقل لا العاطفة فماذا يفيد أن تقضي الساعات في مناقشة قضايا العالم من أقصاه الي أقصاه مع انك لست زعيما ولا وزيرا ولا صحفيا ولا عضوا في مؤسسة ما معنية بهذه الشئون ثم بعد ذلك تشكو أنت وأمثالك من ضياع الوقت وقلة الدخل وصعوبة المعيشة وتأخر الأمة عن الركب المتحضر وتضيعون أعظم شيء تملكونه وهو العمر.
يقول أندريه موروا في كتابه فن الحياة يجب ألا نسمح لأنفسنا بالانصراف عن أعمالنا بسبب عواطف جوفاء أو مبالغ فيها فكم من الشباب فقدوا درجاتهم الجامعية بسبب نزوة حب لغانية أو الوقوف خلف قضية ليسوا طرفا فيها! ولما كان العمل هو بذل جهد لتغيير وضع شيء ما من الحركة الي السكون أو بالعكس, والثمرة هي التي تحدد قيمته, فإن ما نفعله الآن من قصر أعمالنا علي مجرد الاعتصامات والاحتجاجات والفرجة علي ما يبتكره الآخرون وانتظار ما يجودون به علينا والاكتفاء بشرائه منهم أو استيراد خطوط الانتاج القديمة المحالة الي الاستيداع عندهم وتركيبها في مصانعنا لا يعد في عرف العقلاء عملا بالمعني الانشائي في الحياة ولكننا نكون كالرجل الذي ذهب الي جحا يشتكي اليه ظلم صاحبه ورفضه ان يعطيه حقه في الكنز الذي وجده وقال لقد مررت به وهو يحفر في الجبل فسألته عن ماذا يحفر فقال لي أبحث عن كنز فالغيت ما كنت ذاهبا اليه ووقفت غير بعيد منه أنشد الأغاني الحماسية علي مسامعه وأصفق له, وأشجعه بقولي هيلا هوب هيلا حتي انقضي النهار ووجد الكنز وعندما طالبت بنصيبي رفض فقال جحا لصاحب الكنز هات كنزك وقال للشاكي اقترب فلما دنا منه قال له جحا أمسك الكيس وهزه يمنة ويسرة ففعل الرجل فصدر عن الكيس صوت خشخشة أعجبته وأطربته فلما رأي جحا البشر يعلو وجهه قال له: ما رأيك في صوت الذهب فقال متهللا: أجمل من صوت القيان!.. فقال له حسنا اذن هات الكيس فهو من حق صاحبك أما أنت فحقك منه صوت الخشخشة الذي سمعته؟؟ فهل ظلم جحا الرجل؟ أم حكم بالعدل بين من عمل وعرق و بين من جلس يصفق ويغني؟؟ سؤال أتوجه به الي كل شباب مصر!!
د. سمير محمد البهواشي

شكرا بارك الله فيك على ما قدمت

جزاك الله خيرا

للأسف لم أقرأ مقالك أخي محمود
وذالك لسبب واحد لأنه يحتوي كلمة مصر
وهم الدين نعتونا بكل النعوت و الأوصاف التي يستحى ذكرها
ولم يسلموا منهم حتى موتانا من أجل لعبة تسلية وعقلائهم لم يحرك منهم ساكنا
والله إني أكره الليهود أعداء الدين ثم فرنسا المحتلة لبلادي ثم مصر المتنكرين
معذرة أخي محمود