الذكرى للولي الصالح زاوية سيدي محمد بن يامنة رحمه الله

بسم الله وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله
السلام عليكم

الأخ " سيّدي الشيخ "، حفـِـظ الله لسانك من الـزلل ،

ورحِم الله أخينا سيِّد أحمد في نصيحته بقوله: اتق الله.. لحوم العلماء العامِلون والأولياء- أولياء الله- مسمومة..

وصدق رسول الله عليه السلام القائل للصحابي الذي تعجب من المحاسبة على القول فأجابه:.." ثَكِـلَتـكَ أمّك، وهل يَكُـبُ الناسَ في النار/على وجوههم(روايات) إلاّ حصائد ألسنتهم؟" أو كما قال، هذا جزء آخر الحديث، أنظر ما يسنده أدناه؛ بل الصريح في مثل هذا الموضوع عند البخاري عن عبدالله بن عمْـرو رضي الله عنه يقول: قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم" المُسلمُ من سلِم المسلمون من لسانه ويَده، والمُهاجر من هَجَر ما نَهَى الله عنه "(ح)؛ وصدق في قوله عليه السلام" الدينُ النصيحة" الحديث(مسلم؛ وأورده البخاري ترجمة لباب)؛

فاقبَـل هذه النصيحة
مِـن أفصح مَـن نَطقَ الضاد، ومن أفصح خلق الله أجمعين، عليه الصلاة والسلام، قال:" إنّ العـَـبد لَيَـتكلَمُ بالكلمةِ مِـن رضوان الله لاَ يُـلقي لها بالاً يرفعه ُ الله بها درجاتٍ، وإنّ العبد َ لَيَـتكلَّمُ بالكلمة مِـن سـَخطِ الله لاَ يُـلقِي لها بالاً يَهـوي بها في جَهنـَّـمَ" رواه البخاري[1] عن أبي هريرة رضي الله عنه
ــــــــــــــــ

فهذا السيّد محمد بن يامنة ، رحمه الله، أنا- العبد لله فرحات بن الحاج سليمان- أعرفه منذ سنة 1978م -ويعرفه كبارنا منذ ثورة1954م- عندما كان في تيوت مررنا به -صيف78م- في سيارة العائلة مع والدي-رحمه الله- وأكرمنا بثمار بلدة "تيوت" الطيبة -والكرموس- التين وما شابهه، والحمد لله، وهو رجل مبروك ومجذوب -على راسه- كما نقول بالدارجة، ولم يصبح مشهوراً بواسطة الرئيس بوتفليقة حفظه الله وأيده، ولا بواسطة المسؤولين

ونزل السيّد محمد بن يامنة لبلدة " يَـغزر"(بلدية أولادسعيد) حوالي عام1980م في قلب قورارة (ولاية أدرار) ويعرفه أهلها وأهل تيوت والأبيّض وعسلة بالصلاح، بل شهرته- كما يقولون، ولم يطلب منهم شهرة- زادت خلال الثمانينات وكان رجلاً ملتزماً بأمور الدين وصاحب عبادة وصلاح بعيداً من زخرف الدنيا، اللهمّ إلاّ ما فتح الله عليه منتصف التسعينات، وكان يصرفه على الجموع الزائرين لسيّدي أبي سماحة رحمهم الله ورضي عنهم وعنا أجمعين

قال رسول الله عليه السلام:" أذكُـرواْ موتاكم بخيـر " الحديث، رحم الله موتانا وموتى جميع المسلمين واحشرهم -يا الله - مع النبيين والصدِّيقين والشهداء وحسـن أولائك رفيقاً، " اللّهم ألهِـمني رشدي وأعِـذني مِـن شَــــرِّ نَـفـسي"[2]، وصلّى الله على سيِّدنا محمد وعلى آله

وصدق رسول الله عليه أزكى الصلاة والتسليم القائل:" الحياءُ لا َ يأتي إلاّ بخيـرٍ" البخاري؛ وهو القائل أيضاً
"إذا لم تَستَـحِ فاصنَـع ما شِـئتَ " البخاري؛

والسلام

ـــــــــــــــــ مراجع ومصادر

[1]البخاري باب الغِنَى غنى النفس،.. وحِفظ اللّسان؛
[2]حديث حسن، من غير البخاري؛ جواهر البخاري، وشرح القسطلاني؛ للأستاذ مصطفى محمد عمّارة، ص315، طبعة دار الفكر لبنان

بسم الله وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله

وما شاء الله ، وربما الآن بدأت أفهمك- قليلاً- أخي سيّدي الشيخ، خاصة مع المساهمة والهمسة الصوفية لأخينا سيِّدي فقير البوشيخي، وفقكم الله ،
ولــــكُـــل واحـــد قناعاتــه ورأيــه، إن لم يُخالف الشرع، والحمد لله جمَعنا هذا الموقع في الخير؛

وجميل هذا النقاش، لكن دائماً أنا على مبدأ عدم تسمية الأشخاص بعينهم ولنـتكلم عموماً عن موضوع الولاية- إن كنا أهلاً لمعرفتها ومعرفة أصحابها؟- ومن هو الوليّ حقاً..

أولاً كما جاء أعلاه، كل مومن وليّ لله، بلا شك، وقد أخفى الله أولياءه بين عباده، كما أظهر للناس بعضاً من أولياءه، ..والإيمان يزيد وينقص حسب طاعة الله ورسوله، والفضل كلّه لله سبحانه..
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "..أنتم حجة الله في الأرض.."(ح)، عند مرور جنازة أولى ثم ثانية وقول الصحابة في كل واحدة..؛ وكما قال عليه السلام: "لاتَجتَـمِـع أمّتي على ضلال.."(ح)..

ثانياً أوردت كتباً لعلها تكلمت عن طبقات ومُسمَيات الصوفية والولاية ومراتبها، لكن التصوف في الحقيقة ليس علماً يؤخذ من الأوراق والمحابِــر، بل هو في الأصل من الذوق، كما فصله شيخ الشيوخ الإمام إباحامد الغزالي(505هـ) رحمه الله ورضي الله عنه.. أنظر كتبه وبالأخص "المُـنقِذ من الضلال" وخاصة صفحاته الأخيرة التي ستجد فيها الخلاصة ومقارنته لمدارس عصره: المتكلمين(علم الكلام) والفلاسفة بما فيهم المُعتزِلة(لأن منهجهم فلسفي-عقلي) والمُحدثين وأهل السلوك الروحي(الصوفية)..

فإذا كان التصوف والسلوك الروحي ذوقياً، فلا مجال لمناقشته على هاته الصفحات أو على صفحات ووريقات الكتب والجرائد.. وبالتأكيد تفهم هذا الأمر نظراً لمطالعتكم كتب القوم ومُصطلحاتهم..

فأنَـــى لَـنَـا أن نتَـكلَمَ في درجات الأولياء وفي أي مقام أو حال كان عليه الرجل الفلاني أو الصالح العلاّني؛ اللّــــــهـــم إلاّ مَـن بَـلَـغَ تلك المقامات والأحوال فسيكون هو الأجـدَر بمعرفة أمثاله ومن هم دونه في المقام او الحال.. وهذه اللغة والمصطلحات يفهمها أهلــها كما قلتُ- نقلاً- عن كتابات فحول هذه المقامات..

وكل من تكلَم في هذا الباب من شباب اليوم -ونحن منهم أيضاً- بل كلّ مَن إدعى فهماً في التصوف والوِلاية، فهو مُتطَفِـل على باب التصوف والإحسان..

لأن السلوك الحقيقي- وِفق الشريعة الغراء- وتجلياته على قلب المومن، تَـتَـصدع لها الجبال والصخور، وانظر قوله تعالى:
"..وإن منها لَمَا يَـتَصدع مِـن خَشيَة الله.." الآية؛ بينما قلب المومن المُحصن بذكر الله والمُداوِم عليه يُمكنه تلقي الأنوار الربانية وأسرار العلوم والمعارف- الربانية- على تنوعها،
وهو ما أشار له العلامة سيِّدي الشيخ عبدالقادر بن محمد رحمهما الله ورضي عنه في تائيته:

وعايَـنتُ ما لَوْ عايَـنَ الغير جُزأه ُ ** لَذابَ وطاشَ ما لَه مِـن قَريحة 29
ــــــــــــــــــــــــــــــ [طاشَ: عقله ] ـــــــــــــ

وحمَّـلتُ نفسي ما لَوْ مِـعشاره على ** عنان الجبال الراسيات لـدكـَّــت 30

وشتانَ بين القراءة والمُـعاينة والمُشاهدة، وليس من سمِـع كمَـن رأى..

لكن الذي يَشفـع لنا في الدردشة في هذا الباب هو ما قلتُـموه- بارك الله فيكم- وقاله أخانا المُقدّم السيِّد فقير البوشيخي:
(( ما أحلى الحوار الأخوي ولكل منا رأيه والقاعدة نفيد ونستفيد ونتقبل الرأي الآخر بصدر رحب وهذا حال المسلمين في توادهم وتراحمهم)) اهـ، اللهم ءاميـن

ومِمَّا سيشفع لنا أيضاً ما كتبه الحافظ الإمام أبوبكر بن العربي المعافري الأندلسي (ت543هـ)، صاحب أحكام القرءان، في كتابه العواصم.. والذي إنتقد فيه بعض شيوخه الكبار رغم إحترامه لهم لكنه خالفهم في بعض الأمور، ومنها مخالفته لشيخه الإمام أبي حامد الغزالي، في بعض المسائل. ورغم ذلك كان يُـقِـر بفضله عليه وعلى المسلمين..

فتح الله علينا وعليكم، ولنجعل ضمير الغائب في مساهماتنا هاته أولى مِـن الخوض في أعراض المسلمين ونتجنب قليلا التـعريض، لأنهم -العلماء- لم يُـجيزواْ التعريض إلاّ بالمُجاهِـر بالكبائر، والعياذ بالله..

ودمتم ودام إيمانكم نبراساً منيراً وحامياً من كلّ شيطان مارد، حفظكم الله وأيانا
والسلام