المواضيع الأخيرة
لا تنسوا أن تتصفحوا أيضا بعض أقسام المنتدى:
بوابة الخواطر الأدبية للكاتب ش ق بن عليةبحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 38 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 38 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 634 بتاريخ الثلاثاء 4 سبتمبر 2012 - 22:39
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في رحاب سيدي الشيخ
المرأة في الغزل الصوفي الباب الثاني (1) عبد القادر الأسود
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المرأة في الغزل الصوفي الباب الثاني (1) عبد القادر الأسود
الباب الثاني :
نظرة السادة الصوفية إلى الكون
نظرة السادة الصوفية إلى الكون
اِسْتَمَدَّ السادةُ الصوفيّون نَظرتَهم إلى الكونِ من الشرعِ الحنيفِ ، فهو (أي الكون) ما خُلِقَ إلاّ لِتَظْهَرَ عليه تجليّاتُ الخالقِ {سبحانَه} ولِتَظهرَ فيه أَسرارُ حِكمَتِه وبَديعُ صَنعتِه ، وإلاّ فليس له أَيَّةُ قيمةٍ بذاتِه فظهورُ الحقِّ فيه عِلَّةُ وجودِه ، وهو قائمٌ بقيّوميَّتِه {سبحانَه وتعالى} مستمرٌّ بمدَدِهِ .
يقول جلّ مِن قائلٍ في كتابه العزيز : (هو الأولُ والآخرُ والظاهرُ والباطنُ) (1) فإذا كان الحقُّ {سبحانه} هو الظاهرُ وهو الباطنُ وهو الأوّلُ وهو الآخر ، فهل ثمَّة وجودٌ ــ على الحقيقةِ ــ لشيءٍ معه أو قبله أو بعده ؟ وهل بعد الأوّلِ والآخِرِ والظاهرِ والباطنِ من شيءٍ ؟ وماذا بعــد الحقِّ إلاّ الضلال ؟ إذاً فالكونُ ، بما فيه ، مجَازيُّ الوُجودِ حاثٌ زائل .
يقول العارف بالله أحمدُ بن عجيبة ، شـارح الحكـم العطائيّـــة لابن عطــاء الله السكندري ، في شرحه لحكمة ابن عطاء التـي يقول فيها : {الكونُ كلُّه ظُلمةٌ وإنّما أناره ظهورُ الحقّ فيه} : ( الكون من حيث كونِيَّتِه وظهورِ حِسِّهِ ، كلُّه ظلمةٌ لأنّهُ حِجابٌ لمن وَقَفَ معَ ظاهرِهِ عنْ شُهودِ رَبِّـه) . (2)
ويقول الشيخ الجليل السيد عبد الكر يم الجيلي ، وهو حفيدُ الشيخ السيد عبد القادر الجيلاني {رضي الله عنهما} : (الحمد لمن قام بحقِّ حمدِهِ اسمُ اللهِ ، فتَجلّى في كلِّ كمالٍ اسْتَحقَّهُ واسْتوفاه ، حقيقةِ الوُجودِ المطلقِ ... مَحْتِدِ العالَمِ الظاهرِ على صورةِ آدمَ ... روحِ صُوَرِ المخترَعاتِ ، الموجودِ بكمالهِ ، من غيرِ حُلولٍ ، في كلِّ ذرَّة ٍ ، اللائحُ جمالُ وجهِهِ في كلِّ غُرَّةٍ ... بصفاتِهِ جَمُلَ الجمالُ وعَمَّ ، وبذاِتهِ كمُلَ الكمالُ فَتَمَّ ، لاحَتْ محَاسِنُـهُ على صَفَحاتِ خُدودِ الصِفاتِ واستقامتْ بِقَيُّوميَّةِ أحديَّتِهِ قُدودُ الذاتِ ..كما يَشاءُ ظَهَرَ في كلِّ ذاتٍ بكلِّ خَلْقٍ ). (3) وفي كتابه المسمّى{نسيم السحر}يقول الجيليُّ {رضي الله عنه} : (ألا ترى أنَّ الحقَّ {سبحانَهُ وتَعالى} لمّا أَرادَ ظُهورَهُ مِن عِلْمِهِ بالعَيْنِ ، خَلَقَ العالمَ َوصَوَّرَهُ على صُورَتِهِ في حَضْرَةِ الأَيْنِ ، ثُمَّ تجلّى على العالم بأسمائه وصِفاتِهِ فَعَرَفَهُ كلُّ ذي سَمْعٍ وعَيْنٍ ، فالمَعْرِفَةُ نتيجةُ التَناكُحِ المَعْنَوِيِّ ، أَيْ دُخولِ حُكْم الأَسْماءِ الإلهيَّةِ والصِفاتِ الرَ بّانيَّةِ في حقائقِ العالمَ ِ، فكانَ العالَمُ مخلوقاً مِنْهُ كما خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ آدمَ) .
ثم يقولُ في ذاتِ الموضوعِ والمَعنى شِعْراً نَقْتَطٍفُ منـــه هذيْن البيْتَيْن :
تَلوينُ هَـذا الحُسْنِ في وَجَنـاتِهِ
أَبَداً ولا تَلوينَ في طَلَعـــــــــــــاتِــهِ
فإذا تَرَكَّبَ حُسْنُ طَلْعَةِ شادنٍ
مِنْ كلِّ حُسْنٍ فهو واحدُ ذاتِهِ
(4)
فالحُسنُ إذاً ، كما يرى السيّدُ الجِيليُّ ، مَصْدَرُهُ واحدٌ وإنْ تَعَدَّدتْ مظاهرُه ، فالجميلُ واحدٌ ، وهو الحقُّ {جلَّ شأنُهُ} ولكنَّ تجليّاتِهُ متعدِّدةٌ ، وكذلك مَظاهرُهُ ، فلو قُدِّرَ لجميلٍ أنْ تجتَمعَ فيه كلُّ مظاهرِ الحُسْنِ والجمالِ ، لكان هذا الجميلُ هُوَ اللهُ الواحدُ ذاتُه بلا شكٍّ ولا ريبٍ ، لأنّه سيكون عندها كاملاً ولا كاملَ سوى الحقِّ {جلّ وعلا}. وكمـــا سيتجلّى {سبحانه} على عبادِهِ في الآخرةِ بصورٍ مختلفةٍ
ــ كما ورد في صحيح مسلم عن سيدِنا رسول الله {صلى الله عليه وسلَّم } ــ فإنَّه يتجلى لقلوبِ عبادِهِ المؤمنين في الدنيا بصورٍ مختلفةٍ ، كما ينبغي لذاتِه ، مِن غيرِ تشبيهٍ ولا تكييفٍ . والعارفون يرونَه في الدنيا في جميعِ الصورِ والتجليّاتِ ، في حين يحجب عنها أهلُ الحجاب ، ألم يَرَه سيّدُنا موسى {عليه السلام} في الجبل لمّا تجلى له في الجبلِ فصَعِق موسى لعظمة تجلّيه {سبحانه} ؟ ولكنّ المؤمنين الذين سينعم اللهُ عليهم برؤيتِه في الجنّة سوف يؤتَوْن في الآخرةِ طاقةَ احتمالِ مشاهدةِ هذه العَظَمَةِ ، متجلّياً عليهم بجماله ــ جعلنا اللهُ منهم ــ أمّا في الدنيا فإنَّ الأبصارَ مهيئةٌ لمشاهدة المخلوقاتِ وحسب ، ولذلك فلا سبيلَ إلى مشاهدتِه إلاّ في المظاهرِ الماديّةِ لهذه التجلّيات . يقول الشيخ إبراهيم الدسوقي {رضي الله عنه}:
سقانيَ محبـوبي بكأسِ المحبَّـةِ
فتِهتُ على العُشّـاقِ سُكراً بخلوتي
ولاح لنا نورُ الجَلالةِ ؛ لو أَضا
لِشُمِّ الجبـــالِ الراسيــــــــاتِ لَدُكَّتِ
وكنتُ أنا الساقي لمن كان حاضراً
أَطـوفُ عليهم كرَّةً بعـــــــــــدَ كـرَّةِ
تجلّى ليَ المحبوبُ في كلِّ وُجْهَةٍ
فشاهدْتُـهُ في كلِّ مَعنًى وصُورةِ
(5)
وكلُّ ما في الوجود هو مظاهرُ لتجلّياتِ الذاتِ الإلهيّةِ . يقولُ ربُّنا {جلَّ في عُلاه} ((ولله المشرق والمغربُ فأينما تُولّوا فثَمَّ وجهُ اللهِ إنّ اللهَ واسعٌ عليم)) . (6) فمن أنت أيُّها الإنسانُ لتغتر َّبنفسِكَ فترى لكَ ، أو لغيرك من الموجودات ، وجوداً مستقلاًّ عنه ؟ فا ستمعْ إلى ربِّك : (الذي خلقك فسوّاك فعَدَلَكَ ، في أيِّ صورةٍ ما شاءَ ركَّبَكَ) . (7) واشهدْهُ في جميعِ مظاهرِه واحداً أَحَداً لا نِدَّ له ولا شريكَ له في وجودِه ، يقول أحدُ العارفين :
إياك تشْهـــــدَ غيرَه ودعِ العَنا
لا أنت في هذا الوجود ولا أنا
إنَّ الوجودَ هو الحقيقيُّ الذي
كنّـا بـه وبِـهِ نعودُ إلى الفَنــــــــا
واستمعْ إليه يُذَكِّرُكَ بمبدأِ خلقِكَ وحقيقةِ نفسِكَ ، إذ يقولُ في محكمِ كتابِه العزيز : (هل أتى على الإنسانِ حينٌ منَ الدهرِ لم يكن شيئاً مذكوراً * إنّا خَلَقْنا الإنسانَ مِنْ نُطفةٍ ، أَمْشاجٍ نَبْتليه فجعلناه سميعاً بصيراً *) . (
ولم يَدَعْكَ ربُّك بعد أنْ خَلقك هكذا ، بل إنّه {سبحانه وتعالى} يُمِدُّكَ بالحياة في الأنفاسِ و اللّحظات : (كُلاًّ نُمِدُّ هؤلاءِ وهؤلاءِ من عطاءِ ربِّكَ ، وما كان عطاءُ ربِّكَ محظوراً). (9) ولا أنت ببعيدٍ عنه ، ولا هو عنك بغافل : (ولقد خلَقنا الإنسانَ ونعلمُ ما توسوسُ به نفسُهُ ونحنُ أقربُ إليه من حَبْلِ الوريد) . (10) وهو معيدُك ومحاسبك يوم القيامة، وقد أقام عليك الحجّةَ والشهود :
((إذ يتلقّى المتلقّيان عن اليمين وعن الشمال قَعيد * ما يَلْفِظُ مِن قولٍ إلاّ لديْه رقيبٌ عَتيد * وجاءت سكرةُ الموت بالحقِّ ، ذلك ما كنتَ من تحَيد*)) . (11) إذاً أين هو منكَ وأين أنتَ منه ، إذا كان أقربَ إليكَ مِن حَبْلِ وريدِك ، ذاك الشريان الذي يخرج من قلبك ليتفرع في جسمك ، ووهو (سبحانه) يعلمُ ما تُحدِّثُكَ به نفسُك ؟ فاحذرْ أنْ تغترَّ َبنفسك فتعصيه ، وإنَّ مِن أعظمِ الذنبِ وأفظعِ المعصيَةِ أنْ تَرى لنفسِكَ أو لغيرِك من المخلوقات أيَّ وجودٍ مستقلٍ عنه ، ومالك من عَمَلِكَ إلاَّ النيَّةُ أو الاختيارُ أو التوجُّه ، الذي إنّما عليه وحَسْبُ تُحاسَبُ .
يقولُ الرسولُ الكريم {عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليم} : (إنّما الأعمالُ بالنيّاتِ وإنّما لكلِّ امْرئٍ ما نَوى) . (12) فأنت ليس لك من العملِ إلاّ النيَّةُ فقط ، لأنَّ العملَ مخلوقٌ من خلقِ اللهِ ، مثلُك : (واللهُ خَلَقكم وما تَعملون) . (13) وكلُّ ما في الكونَ مِن خلقِ الله وتدبـيرِهِ {جلَّ شأنه} فإيّاكَ ثمَّ إيّاكَ أنْ تَرى لكَ ، أو لغيرك من الخلقِ ، أيَّ وجودٍ معه ، فهو من الشِرْكُ و : (إنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أنْ يُشرَكَ به ويَغفِرُ ما دون ذلكَ لمن يشاء) .
(14)
ولنُقرِّبَ إلى أفهامِنا هذه المسألةَ ، في تَعدُّدِ المظاهرِ لِذاتٍ واحدةٍ نَضرِبُ المثالَ الآتي ــ ولله المثلُ الأعلى : إذْ إنَّ التَيّارَ الكَهربائيَّ يَسْري في الأَسْلاكِ فيَظهرُ بمظاهرَ مخـتلفةٍ ، متنوِّعةٍ بتنوُّعِ الأجسامِ التـي يظهرُ فيها ، فيَكون في المِصباحِ نُوراً مُتوهِّجاً بلونٍ أَبيضَ ، أو أخضرَ ، أو أحمرَ ، أو أصفرَ ، أو أزرقَ ، أو غيرَ ذلك ، بحسَب لونِ الزُجاجةِ ويسري في التلفازِ ، فيكونُ لهُ مَظهرٌ مخـتلفٌ آخر , من صوتٍ وصـورةٍ ، أمّا في المِذْياع ، فيكونُ صَـوْتاً وحسْب ، فإذا سَرى في آلةٍ أُخرى : مِكْنَسَةٍ ، أو غَسّالةٍ ، أو مِروحَةٍ ، أو مِدْفأةٍ ، ظَهَرَ هذا التيّارُ بما يُناسبُ الآلةَ التي سَرى فيها ، حيث يكون حركةً أو حرارةً أو ... وهَكذا ، والتيّارُ واحد .
وكذلك الشمسُ تُرْسِلُ أشِعَّتَها فتَرْفعُ من درجةِ حرارةِ الأرضِ باعثةً فيها الدفءَ والخِصْبَ والحياةَ ، فتُنبتُ الزرعَ ، وتُحرِّكُ الهواءَ ، وتُساهمُ في تَكوين غِذاءِ النباتاتِ ، وتقتلُ الكثيرَ مِن الجراثيمِ والحشراتِ والبكترياتِ ، وتبثُّ الحياةَ في مخلوقاتٍ أُخرى بِمشيئتِهِ وقدرته ، {سبحانَه} .
وتَسْقُطُ أَشعّتُها على سطحِ الماءِ ، في المحيطاتِ والبِحارِ ، فتُبخِّرُ منهُ ما شاءَ ربُّها لتَتَشَكّلَ الغيومُ التـي تـتساقطُ على الأرضِ قَطراتٍ تحيي مَواتَها ، وهي قبلَ هذا وبعدَه مصدرُ الضوءِ في النَّهار ، وفي الليلِ حيث تَنْعَكِسُ أَشِعَّتُها على سَطْحِ القَمرِ فيكونُ لها ضوءٌ آخر مختلفٌ عن ضوءِ النهارِ .
كلُّ هذهِ المظاهِرِ وغيرُها كثيرٌ ، يَصْعُبُ حَصْرُهُ ، لِجُرْمٍ واحدٍ هو الشَمْسُ ، مَظاهرُ وفوائدُ لا يُحصيها إلاّ خالقُها {جَلَّ وعَلا} الذي خلَقَ الخلائقَ وقَدَّرَ الأقدار .
وهذه كلُّها أَمثلةٌ لتقريبِ المسألــةِ وتَبْسيطِهـا للأذهان ، ولكنْ شَتّانَ ما بين الخلقِ والخالقِ الذي ليس كَمِثلِهِ شيءٌ ، إنّما هي من الملموسِ المحسوسِ الذي يمكنُ للعقل إدراكُهُ واستيعابُه وفهمُه ، فنحن نُعاين ذلك ونلمَسُهُ ونُحِسُّ به كلَّ يومِ .
وهذه المظاهرُ هي في الخلقِ عاريةٌ مُستَرَدّةٌ ، ليُعْرَفَ اللهُ ، فالجميلُ منها ليَدُلَّ على الجَميلِ ، وما فيها من مَظاهرِ القوَّةِ ليَـدُلَّ على القويِّ ، وسمعُها يَدُلُّ على السَميعِ ، وكذلك بَصرُها ، وقُدرتُها ، وعلمُها ، وسائرُ صفاتِها ومَظاهِرِها ، فلولا الجمالُ الظاهرُ المجازيُّ ما عَرَفْنا الجمالَ المطلقَ الأبديَّ الأزليَّ ، ولولا هذا البصرُ الحادثُ ما عُرِفَ كيف يكون الإبصارُ ، وهكذا...
تَصوّرْ أنَّ أحداً مّا حَدَّثَ الناسَ عن جهازِ الحاسوبِ أو التلفـــــازِ أو الهاتف المحمول قبلَ ألفِ عامٍ ، مثلاً ، مَنْ مِنَ الخلقِ كان يمكنُ له إدراكُ هــذه الآلاتِ المُعْجِزةِ ؟ فأنّى للعقلِ البشريِّ ، إذاً ، أنْ يُدرِكَ ذاتَ الحقِّ الذي ليس كمثلِه شيءٌ ؟!
لذلك ، كان لا بدَّ من مخلوقاتٍ حِسيَّةٍ تظهرُ فيها صفاتُ الذاتِ الإلهيَّة ، فـ {خلقَ اللُه آدم على صورتِه ..} . (15) وأهَّلـَهُ لمعرفتِه {وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلاّ ليعبدون}. (16) ويعبدون : أي يَعرِفون ، كما قال عددٌ من المفسِّرين منهم عبدُ الله بنُ عبّاس ، والإمامُ سفيان الثوريّ {رضي الله عنهم} إذِ المعرفةُ أَعْلى درجاتِ العِبادةِ . فقد جاءَ عن الحبيب المصطفى{صلّى الله عليه وسلَّم} أنّه قال : (تَفكُّرُ ساعةٍ خيرٌ من عبادةِ سبعين عاماً) . (17) أَيْ ما يَعدِلُ عُمرَ ابنِ آدمَ كلَّهُ يَقضيه في العبادة . وأخرجه الديلمي مرفوعاً عن أنس أنه {صلى الله عليه وسلّم}قال: ((تفكّرُ ساعةٍ في اختلافِ الليلِ والنهارِ خيرٌ من عبادةِ ثمانين سنةً)).
(18)
وسئل{عليه الصلاة والسلام} : أيُّ الأَعْمَال أَفْضَلُ ؟قال :((العلْمُ بالله)) قيلَ : يا رسُولَ الله سَأَلْنَاكَ عن العَمَل ؟ فقال : ((العلمُ بالله)) ثم قال {صلى الله عليه وسلم} : ((إذا حَصَلَ العلمُ بالله كَفَى قلِيلُ العَملِ)) أو كما قال . (19) وكان أبو الدرداء {رضي الله تعالى عنه} يقول : ((تفكُّرُ ساعةٍ خيرٌ من قيامِ ليلةٍ)) . (20) وإنَّ المخلوقاتِ جميعَها تَعْرِفُ اللهََ بالفطرةِ، لقوله {سبحانَه}: ((وإنْ مِنْ شيءٍ إلاّ يُسبِّحُ بحمدِهِ ولكنْ لا تَفقهون تسبيحَهم)) . (21) إلاّ ابنَ آدمَ ، فإنَّ اشْتِغالَ عقلِه وحواسِّه بالمحسوسات يُبْعِدُه عن فِطرته {التـي فَطَرَ اللهُ الناسَ عليها}. (22) ولذلك كان بحاجةٍ إلى النظرِ والاسْتِدلالِ ليعرِفَ الصانِعَ{سبحانَه} بِصَنعتِه : قال {جلَّ من قائلٍ} : (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبِهم ، ويتفكَّرون في خلقِ السموات والأرض ، ربَّنا ما خلقتَ هذا باطلاً سبحانك فقِنا عذابَ النار) . (23) و قال : (أَفَلا يَنظُرونَ إلى الإبِلِ كيف خُلِقَتْ * وإلى السمـاءِ كيف رُفِعَتْ * وإلى الجِبالِ كيف نُصِبَتْ * وإلى الأَرضِ كيف سُطِحَتْ). (24)
ثمّ ليأخذْ نفسَهُ بالرياضةِ والذِكْرِ ليعودَ إلى فِطرتِهِ ، وبِذلك يحقِّقُ سببَ وجوده والحكمةَ مِنْ خلقِه فيَفْضُلُ جميعَ المخلوقاتِ ، ويجزى على ذلك الجَزاءَ الأوْفى ، فقد جاء في الحديثِ القُدسيِّ : (كنتُ كَنزاً مخْفيّاً ، فأحبَبْتُ أنْ أُعْرَفَ ، فخلقتُ الخلقَ وتعرَّفتُ إليهم ، فعَرَفوني) . (25) وهذه المظاهرُ ستؤدي وظيفتَها ، وسَتَزولُ ، ولكنَّ اللهَ باقٍ لا يَحولُ ولا يزول ، يقول الجِيليُّ :
كلُّ ما في عَوَالِمي من جَمادٍ ونَبــاتٍ وذاتِ روحٍ مُعاري
صُــوَرٌ لي تَعَـرَّضتْ وإذا مــا أَزَلْتُها لا أَزولُ وهي جَواري (26)
رد: المرأة في الغزل الصوفي الباب الثاني (1) عبد القادر الأسود
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم
جزاكم الله أستاذنا الفاضل سيدي عبد القادر الأسود
مواضيع قيمة حقيقة إستفدنا
تحياتي
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم
جزاكم الله أستاذنا الفاضل سيدي عبد القادر الأسود
مواضيع قيمة حقيقة إستفدنا
تحياتي
فقير بوشيخي- عضو مميز
- عدد الرسائل : 1413
الموقع : www.cheikhiyya.com
نقاط : 7345
تاريخ التسجيل : 29/04/2008
رد: المرأة في الغزل الصوفي الباب الثاني (1) عبد القادر الأسود
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ومن والاه ، سيدي الفقير أسعد الله صباحكم شكراً لكم على حضوركم الكريم
رد: المرأة في الغزل الصوفي الباب الثاني (1) عبد القادر الأسود
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
مواضيع مفيدة تغذي الذهن والروح
جازاك الله كل خير
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
مواضيع مفيدة تغذي الذهن والروح
جازاك الله كل خير
nadia- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 112
نقاط : 5815
تاريخ التسجيل : 03/09/2008
رد: المرأة في الغزل الصوفي الباب الثاني (1) عبد القادر الأسود
وجزاك كل خير سيدتي ونفعنا جميعاً بما نعلم
مواضيع مماثلة
» المرأة في الغزل الصوفي (عبد القادر الأسود) الباب الثالث (1)
» المرأة في الغزل الصوفي (عبد القادر الأسود) الباب الثالث (1)
» المرأة في الغزل الصوفي (عبد القادر الأسود) الباب الثالث (2)
» المرأة في الغزل الصوفي الباب الثاني القسم (2)
» المرأة في الغزل الصوفي الباب الثالث (3)
» المرأة في الغزل الصوفي (عبد القادر الأسود) الباب الثالث (1)
» المرأة في الغزل الصوفي (عبد القادر الأسود) الباب الثالث (2)
» المرأة في الغزل الصوفي الباب الثاني القسم (2)
» المرأة في الغزل الصوفي الباب الثالث (3)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 26 يوليو 2022 - 10:36 من طرف دين نعيمي
» من يعرف لنا المكاحلية ؟؟
الخميس 21 يناير 2021 - 15:10 من طرف الدين
» من شيوخ سيدي الشيخ
الخميس 21 يناير 2021 - 8:39 من طرف الدين
» ممكن شجرة سيدي حمزة بن بوبكر قائد ثورة أولاد سيدي الشيخ ؟
الخميس 21 يناير 2021 - 6:17 من طرف الدين
» قراءة في كتاب "الوسيط في تاريخ أدباء شنقيط" لأحمد الشنقيطي وبوبكرية الأقلال فقط
الأربعاء 25 نوفمبر 2020 - 18:23 من طرف chikh
» لماذا تجاهل المؤرخون هذه الفترة من حياة سيدى الشيح ؟!
السبت 4 أبريل 2020 - 22:02 من طرف mahmoudb69
» شجرة أولاد سيدي محمد بن عبد الله
السبت 4 يناير 2020 - 5:54 من طرف الدين
» من روائع محمد ولد بلخير
الجمعة 29 نوفمبر 2019 - 11:30 من طرف دين نعيمي
» سيدي أحمد المجدوب
الجمعة 11 أكتوبر 2019 - 15:30 من طرف Azziz
» صدور كتاب جديد.....
الأربعاء 9 أكتوبر 2019 - 14:24 من طرف Azziz
» ممكن التواصل مع الأستاذ سي بلمعمر
الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 23:43 من طرف Azziz
» الرحال اللاجئون قديما
الجمعة 27 سبتمبر 2019 - 19:18 من طرف Azziz
» المرحوم / الحاج محمد عدناني في سطور
الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:59 من طرف محمد بلمعمر
» كيف أتأكد من أنني أنتمي إلى قبيلة سيدي الشيخ?
الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 22:00 من طرف manadh
» المنن في مناقب سيدي محمد بن عبد الرحمان
السبت 26 مايو 2018 - 5:43 من طرف الدين
» كتاب " امارة اولاد سيدي الشيخ"
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:46 من طرف محمد بلمعمر
» قصائد بوشيخية .
الجمعة 6 أبريل 2018 - 9:53 من طرف محمد بلمعمر
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 1 أبريل 2018 - 21:17 من طرف manadh
» شهداء معركة تازينة باليض.....
الخميس 1 مارس 2018 - 22:22 من طرف manadh
» أفضل الصلاة وأزكى التسليم على إمام الانبياء
الإثنين 19 فبراير 2018 - 11:04 من طرف بكري