التلفزيون الجزائري يشتري 10 مقابلات بـ 10 ملايين دولار

الجزيرة باعت مقابلات "الكان" للجزائر و مصر بنفس السعر و تونس

ماتزال تفاوض

لن يتمكن الجمهور الجزائري من مشاهدة إلا عشر مباريات فقط من الدورة

الـ27 لكأس إفريقيا للأمم بأنغولا ما بين 10 و30 جانفي الجاري، وهو

العدد الأقصى الذي تمكنت إدارة التلفزيون الجزائري من اشترائه بعد

المفاوضات العسيرة التي جمعتها مع قناة الجزيرة القطرية صاحبة حقوق

النقل التلفزيوني عن المنطقة العربية .

وحسب مصدر موثوق فإن الطرف الجزائري سيدفع 10 ملايين دولار مقابل

بث المباريات العشر المتفق عليها )أي بمعدل مليون دولار عن كل مقابلة(،

تتوزع على الشكل الآتي: سبع مقابلات من الدور الأول ومباراة واحدة عن

ربع النهائي وأخرى عن المربع الذهبي، إضافة إلى المقابلة النهائية .

ويثور جدل كبير بخصوص قيمة العقد الذي توصل إلى إبرامه

التلفزيون الجزائري في الساعات الأخيرة مع الجزيرة، حيث يعتقد الكثير

بأن المسؤولين في بناية شارع الشهداء كان بمقدورهم دفع سعر أقل

لو أجادوا التفاوض، ويستند أصحاب هذا الرأي على الرغبة الجامحة التي

أصبحت تميز المشرفين على القناة الفضائية العربية في توطيد أواصر

الصداقة مع الجمهور الجزائري، سيما بعد النهضة الكروية الأخيرة

للمنتخب الجزائري والتي جعلت الأنظار تصوب إليه من طرف أكبر القنوات

التلفزيونية العالمية.

ولأن قناة الجزيرة تريد أن يكون لها موضع قدم في الساحة الكروية

الجزائرية سيما من خلال فتح مكتب قار لها في بلادنا، كان من

المفروض، برأي المتتبعين، أن يستغل المفاوضون عن الطرف الجزائري هذا

المتغير الهام في المعادلة الجديدة التي أفرزها تأهل "الخضر" إلى

المونديال، من خلال الحصول على عوائد أهم من المفاوضات التي

دارت مع الجزيرة الرياضية بخصوص حقوق نقل مباريات كأس

إفريقيا للأمم .

وإذا استندنا إلى مصدر موثوق آخر، فإن حالة الغضب لا تسيطر على

المتتبعين الجزائريين لفصول المفاوضات بين ''اليتيمة'' و''الجزيرة'' فقط

لأنه يكون قد طال أوساطا رسمية في قطاع الاتصال بالجزائر، حيث

تكون قد أبدت عدم رضاها على سير المفاوضات ما يزيد في ''توريط''

المشرفين على التلفزيون الجزائري .

مدير الجزيرة الرياضية لـ " الشروق ": " الجزائر ومصر اشترتا

10 مقابلات وبنفس السعر "

وفي اتصال هاتفي منتصف نهار أمس مع مدير الجزيرة الرياضية ناصر

الخلايفي أكد لـ"الشروق" توصل هيئته إلى اتفاق نهائي مع التلفزيون

الجزائري، "أؤكد أننا انتهينا من المفاوضات مع التلفزيون الجزائري خلال

الساعات القليلة الماضية، وتوصلنا إلى اتفاق يقضي ببيعه عشر مقابلات من

نهائيات كأس إفريقيا للأمم، التي ستنطلق قريبا في أنغولا، حيث بإمكان

الجمهور الجزائري أن يتابع عبر قناته الأرضية سبع مقابلات من الدور

الأول، بما فيها المباراة الافتتاحية وأخرى عن كل دور من الأدوار

الموالية، ومن ضمنها اللقاء النهائي... صراحة أنا سعيد جدا بهذا

المكسب لأن للجمهور الجزائري مكانة خاصة لدينا، ونحن في الجزيرة

نأمل في مواكبة التطور الذي تشهده كرة القدم الجزائرية من خلال

منتخبها ونسعى للمساهمة في هذه الديناميكية الجديدة على طريقتنا".

بالمقابل، رفض محدثنا الكشف عن القيمة الحقيقية للعقد المبرم بين

الجزيرة والتلفزيون الجزائري معتبرا الأمر بالسري للغاية: "مثل هذه

التفاصيل لا يمكن البوح بها عبر الجرائد لأنها ببساطة تدخل ضمن

نطاق التعاملات السرية بين مؤسستنا والمؤسسات الأخرى، ما يمكن

تأكيده فقط أننا وضعنا الجميع على قدم المساواة من خلال تحديد

سعر موحد لكل التلفزيونات العربية"، قال المشرف الأول على الجزيرة

الرياضية في رد غير مباشر منه على مزاعم بعض الأطراف المصرية

التي اتهمت القناة القطرية بمحاباة التلفزيون الجزائري في عملية بيع

حقوق نقل مقابلات كأس الأمم الإفريقية .

وعلى ذكر مصر، فقد أخبر الخلايفي بأن هيئته ستمنح التلفزيون الرسمي

لـ"أم الدنيا..!" هو الآخر حق نقل عشر مقابلات من العرس الكروي القاري،

وبنفس السعر الذي اشترت به الجزائر، كما شدد محدثنا على تأكيده،

مضيفا بأنه، خلافا للجزائر ومصر، فإن المفاوضات مستمرة مع الطرف

التونسي، البلد العربي الثالث الذي سيكون حاضرا في موعد أنغولا .

هذا واستغللنا الفرصة لكي نسأل الخلايفي عن البرنامج الذي تعده قنواته

تحسبا لـ"الكان"، فكشف بأن المنافسة الإفريقية ستحظى بتغطية

خاصة، سيما وأن الجزيرة تمكنت من اشتراء حقوق النقل الحصري لمباريات

الكأس الإفريقية عن قنوات "آرتي:، "ولهذا السبب، -يوضح ذات المتحدث-،

قررنا بدءا من أمس فتح قناتين جديدتين مشفرتين لن يدفع مشتركونا

رسوما إضافية عنها، وستنقل تفاصيل "الكان" بالتعليق والتحليل بمشاركة

نخبة من معلقينا وصحفيينا المميزين، بمن في ذلك ممثلون عن المنتخبات

العربية المتأهلة على غرار حفيظ دراجي وعصام الشوالي"

جريدة الشروق