الدور الاجتماعي للزاوية في ظل العولمة

ظهر الفكر الصوفي في نهاية القرن الثاني للهجرة وذلك بعد انتشار الفرق الكلامية والفلسفات التي كادت ان تحيد عن معاني التوحيد بدخولها في مجادلات تمثلت في القدر وصفات الحق والعقاب والثواب واهل الكبائر وغيرها. فكان للطائفة الصوفية السنية اراء تبناها الحسن البصري, الامام الغزالي ,عبد القادر الجيلاني,محي الدين بن عربي وغيرهم ممن حملوا لواء الفكر الصوفي لينتقل هذا الفكر في الجزائر خاصة عن طريق تدريس مؤلفات أئمته مثل كتاب قوت القلوب ,إحياء علوم الدين ,الفتوحات المكية...فتكونت فئة المتصوفة المغاربة الذين كان لهم الفضل في حفظ الفكر أمثال سيدي بومدين شعيب وسيدي أحمد بن يوسف الملياني وتتلمذ على أيديهم الكثير من مشايخنا الأجلاء فأصبحوا أعلاما للفكر الصوفي منهم سيدي عبد القادر بن محمد فجر الطريقة الشاذلية المعتدلة .ولا يفتونا أن التصوف ليس ظاهرة فكرية فحسب بل ظاهرة إجتماعية ساهمت في نشأة مايعرف بالزاوية في عرفنا الإجتماعي وكان لها دورا رائدا في حفظ وتنظيم الشؤن الدينية والإجتماعية والعلمية وذلك تحت سلطة الشيخ العارف بالله. في حين نفند مزاعم أن الزاوية كانت وكرا للبدع والخرافات ومنبعا للعادات السيئة ,بل نأكد أن الزاوية مركزا للإشعاع الفكري والروحي والأخلاقي الذي يعكسه الفكر الموجود في المخطوطات والمؤلفات وكذا لها الدور الكبير في الحفاظ على الهوية الوطنية والاسلامية في الفترة الاستعمارية بتحفيظ القران وتدارس علوم الشريعة كما لا ننفي إستقبال الفقراء وعابري السبيل.ونلحظ أن التغير الأجتماعي في الفترة الأخيرة يكاد يضع الزاوية في تحديات كبيرة لأن في الأغلب يشار لها بإنتهاء دورها وإنحصار مهامها ,لكن أهدافها السامية لازالت موجودة ولاتتغير بتغير الإديولوجيات بل أصبح هدفها أكبر وأخطر .