العولمة والتراث

بسم الله الرحمن الرحيم .والصلاة والسلام على الصادق الامين .صاحب المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها الا الهالكين .
إن نظام العولمة الجديد .لم يؤثر فقط على المجتمع الاسلامي من حيث علاقته بدينه الحنيف.
وإنما تطاولت ايادي العولمة هاته .لتسلب من مجتمعنا كل شيئ.
دينه وتقاليده ولغته الى غير ذلك...
صلب موضوعنا اليوم هو تأثير العولمة على التقاليد .والسلبيات الناتجة عن ذلك
رغم ان للعولمة ايجابيات استفاذت وتستفيذ منها كل شرائح المجتمعات .الا اننا نجد لها في المقابل سلبياتها الهدامة التي هدمة وخربت اساس تراثنا التاريخي الذي يربطنا به
امد بعيد . ويربط هو كذلك الماضي بالحاضر كما يربط السلف بالخلف.
واقدم لكم صورة مختصرة .اوضح لكم من خلالها مدى تاثير العولمة على المجتمع.
فنجد مثلا في زمن ليس ببعيد .ان العائلة كانت تتشوق لغروب الشمس .
فيجتمع كل افرادها .وبعد وجبة العشاء مباشرة يلتف الاطفال حول الام او الجدة
لتسرد على مسامعهم الحكايات الجميلة .
حكايات تتحدت عن ماضي قد فات وربما فيها للمستقبل اشارات.
ويتخلل هذه السهرة العائلية فقرة الالغاز التي يتنافس الافراد في فكها والتفكير في حلها.
فيسود التنافس الشريف .وتتوطد علاقة الاطفال بالام والام بالاطفال.وتسود المودة الاحترام من خلال هذا التقارب الدائم .
الا اننا نجد في الصورة المعاكسة عائلة متشتتة الافكار .مختلفة الاراء
كل حسب رايه وهواه .
ربما نجد العائلة مجتمعة لتشاهد مسلسل مدبلج .فيه من المظاهر ما يندى له الجبين
ويستحيي منه الشيطان اللعين.
فتغرق العائلة في بحر خبث ليس لها منه منقد.
فتتاثر الفتاة بازياء الممثلات .
ويتاثر الشاب المراهق بمعاملات وتشخيص الدور الذي يلعبه الممثلين الذين ليس لهم ملة ولا دين.
كما يتاثر اساس العائلة والتي هي الام الامية .بالممثلات الامهات وتعاملهم مع ازاجهم في هذا المسلسل الماجن المشين لسمعة الاسلا م والدين . وتتهدم العائلة شيئا فشيئا.
واذا تهدمت العائلة تهدم المجتمع بشكل عام ...
وانتقل بحضرتكم الى صورة اخرى من صور العولمة الهدامة .
فبعدما تحدثنا عن شاشة التلفاز وسلبياتها نجد في الجهة الاخرى
بطلا اخر من ابطال التطور هذا يلعب دوره .ويتقنه اتقانا.
ولكي لا اكون جاحدا او انحيازيا محايدا .لا قول ان للهاتف النقال سلبياته فقط
وانما اقرالاعتراف بالدور الكبير الذي يلعبه في الوسط الاجتماعي.
ولكن شبابنا اليوم اصبح غارقا في بحر الواهيات.
يربط به العلاقات الغير الشرعية .ويغوص في احلام الحب الخاوية.
وكذلك الشبكة العنكبوثية .التي الزمت الكتاب الصمت
وحكمت عليه بالسجن المأبد.فبعدما كان الكتاب خير انبس للانسان .
اصبح يشتكي ويبكي غربته في مواطن المكاتب والخزانات .التي عششت فيها العناكب.
واصبحت ابواب الرفوف والخزانات قضبانا وحشية تهدد تراثا وتاريخا
يرتبط بالانسان منذ زمن بعبد ...
يتبع ان شاء الله

مالفخر إلا لأهل العلم إنهـــــم = على الهدي لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرىء ما كان يحسنه = والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلـــــم تعش حيا أبــــدا = الناس موتى وأهل العلم أحياء

بارك الله فيكم سيدي بحوصي عبد الله على هذا الموضوع القيم وأرجو أن
يتبع موضوعك بنصائح لمحاربة مايفرض على الأسرة المسلمة من أفكار
مسمومة بدعوى العولمة

السلام عليكم
عندك كل الحق أخي عبدالله فالعولمة تسببت في اغلب مشاكلنا اليوم بسبب ما تحمله من افكار مميتة والتي وجدت مجتمعنا تربة خصبة لها بسبب قابليتنا للاستعمار كما يقول المفكر مالك بن نبي.
مشكور أخي على هذا الموضوع.

اخطورة العولمة على الهوية الثقافية
خطورة العولمة على الهوية الثقافية

ذ. سمـــان علال

الإسلام ينبني على ا لحوار ويعترف بحق الاختلاف وا لتنوع ، وا لعولمة ترفض ذلك.

فكلمة globalisation الإنجليزية أو mondialisation الفرنسية تعني:
تعميم نمط حضاري معين ، ومن الناحية الأيديولوجية تعني إرادة الهيمنة على العالم : أي أمركة العالم.

والإسلام : يعترف بحق التنوع والاختلاف
قال تعالى : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ، ولو شاء الله لجعلكم أمة
واحدة)
بينما العولمة تعتمد على القهر والإجبار ، ورفض خصوصية الشعوب الأخرى .
ومصطلح عولمة جاء على وزن فعللة مثل: القولبة –أمركة –فرنسة –روسسة ....
فالنظام العالمي الجديد يريد قولبة العالم وأمركة الثقافة والأفكار والأخلاق وكل شيء...
إن الخطر الذي يوجد في العولمة يكمن في رفضها لمبدأ التعدد والتنوع....أي اعتمادها على نفي الآخر وفرض النمط الاستهلاكي الأمريكي .
فالاختلاف ناموس من نواميس الله في خلقه.)
-فالعولمة الاقتصادية تتمثل في فرض نمط استهلاكي معين :على مستوى المشروبات ( الكوكاكولا –البيبسى- السيفن آب ...)
وعل مستوى الأطعمة : ( البيتزا والهامبرجر....)
وعلى مستوى موديلات الحلاقة وتصفيفات الشعر: ( الهيبيز-والمر ينز-والرازي..)

-ومن أسباب ظهورها :انهيار المعسكر السوفيتي :فقد خلف فراغا في العالم أمام ظهور الرأسمالية المتوجة للعولمة الأمريكية .
-وتسعى العولمة الى تسطيح الوعي وإخضاع النفوس ، وقولبة السلوك ..
والعولمة الثقافية أخطر من العولمة السياسية والاقتصادية ..لأنها تستهدف صناعة ثقافة عالمية أمريكية لضبط سلوك الأفراد والجماعات والدول وتنميط الأذواق..فالعولمة الاقتصادية تريد باختصار تحويل العالم إلى سوق مفتوح: أي صياغة كائنات فاقدة للهوية والإحساس القومي والديني..
شعوب العالم بدأت تناهض العولمة :
لقد بدأ ما يمكن تسميته بانتفاضة الشعوب ضد العولمة (الأمركة) ويتمثل ذلك على شكل مظاهرات ..وقد بدأت الصرخات تتوالى ضد هيمنة الثقافة ألأمريكية ....

فالعولمة الأمريكية لن يكون لها مستقبل بإذن الله لأن جذورها غير أساسية ،وليست لها قيم أخلاقية ..
فالقوة الأمريكية في حاجة دائمة –في حروبها إلى حلفاء تابعين لها من أجل الهيمنة على العالم ..
فما هو موقف الشعوب العربية والإسلامية لمواجهة العولمة؟
لابــــد من تحدي الهزيمة النفسية وإنعاش الذاكرة التاريخية للرجوع لتاريخها وحضارتها ودينها ..
فالأمة العربية الإسلامية محتاجة اليوم إلى الرجوع إلى ينابيع عقيدتها،وإنعاش ذاكرتها والعمل على توحيد صفوفها لمواجهة التحدي الاستعماري الجديد (تحديات العولمة ) في إطار المشروع الإسلامي الحضاري.
فأمريكا ليست قدرا حتميا وستندحر بإذن الله كما اندحر الاتحاد السوفيتي بإذن الله .
لقد سبق للماركسية أن قالت بعولمة العالم وقد لقيت مصيرها ...
وان أمريكا قد وضعت قدميها في طريق الزوال..
قال تعالى :
(فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء، حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بعثة فإذا هم مبلسون )

( سورة الأنعام الآية 44)

منقول من شبكة: مشكـــــاة الإسلامية

مشكور اخي زيدوري

نعيب زماننا و العيب فينا

و ما لزماننا عيب سوانا

و نهجو ذا الزمان بغير ذنب

و لو نطق الزمان لنا هجانا

فدنيانا التصنع و الترائي

و نحن به نخادع من يرانا

و ليس الذئب يأكل لحم ذئب

و يأكل بعضنا بعضاً عيانا