الصوفي في عصر العولمة

CKB كتب:حاولتُ ربط ما تطرقت إليه بالعنوان ، فبدا لي أن المضمون في حاجة إلى توسع أكثر ليتضح للقاريء موقع الصوفي من " الإعراب " من العولمة التي قصدتّ.. قال أحدهم :
" إذا لزم التفلسف وجب أن نتفلسف ، وإذا لم يلزم التفلسف وجب أيضا أن نتفلسف ، حتى نثبت عدم لزوم التفلسف " .

abdouhh كتب:

لــسم الله الرحمن الر حيم

ـ و ـ

الصلاة والسلام على بحر الأنوار ومعدن الأسرار وعين العناية ولسان الحجة وخير الخلق وأحبهم إلى الله وآله وصحبه.وعلى (وءاخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاءو الله ذو الفضل العظيم) الجمعة .)3.4

من خلال قراءاتي أحاول تلخيص مقاربة في موضوع نظرة من نظرات التصوف في عصر العولمة ـ وأنا أقحم نفسي في الموضوع إقحاماً.ملتمساً العفووالعافية أوّلاً وآخراً.

من المعروف أن الكون آلآف الملايين من المجرات وكل مجرة منه تظم ألوف الملايين من النجوم وفي مجرّة منه عند حافتها الخارجية تُسمّى ( طريق التبانة) مجرّتنا التي نحن فيها , يوجد نجم متوسط الحجم معتدل الحرارة إزداد لونه إصفراراً بسبب الشيخوخة هي شمسنا التي ندور حولها ـ وسط خضم هائل من الحركة في كل إتجاه ـ بسرعة حوالي 18000كم/ساعة , إن هناك أكثر من مليوني نجم منفرد ( إحصاءات علماء الأرصاد جامعة هارفارد)

ولإعتبارات القوة المحركة { قدّروا أن هذه المجرة وحدها تحوي حوالي 100ألف مليون نجم } ولكي يحصلوا على صورة لأطراف الكون قدّروا أن الكرة الأرضية قد إنخفض حجمها إلى حجم نقطة حبرٍ عادية قطرها نصف مم بدلاً من قطرها الواقعي 12740كم إنخفظت إلى أقل من 1/25ألف مليون من حجمها الأصلي .

وبإنكماش كل أبعاد الكون بمثل هذه النسبة تصبح المسافة بين الأرض والشمس حوالي 6متر . و المسافة إلى أقرب نجم آخر 1617كم قطر طريق التبانة حوالي37615000كم المسافة إلى مجرّة أخرى ( ذات الكرسي) 73237000 كم بالتقريب .فهل يعدُّ كوكبنا شيئاً مذكوراً؟ وهل يتصور أن الحياة كلها تركزت فيه؟ وأنها تزحف إلى فناء تدريجي محتوم ؟على أن من الموجودات ما لا تبلغه المعرفة العلمية,

أما حياة الإ نسان فقد أرادت لها حكمة الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً الخلود....

إن الملكوت حولنا مضمن بنظام, بسنن, بعقل مفكر, ملهم , مدبٍّر , مسيٍّر , يتسلل منه شعاع يسير إلى جمجمة , عقل كل إنسان..

فيزهو المرء بما أصبح في حوزته من قوّة قادرة على التفكير و الخلق والإبتكار وهذا حسن , ولكن من المضحك أن يحاول بهذه القوة اليسيرة أن يفسرما يفسر من جميع غوامض العقل ـالكون ـ الجبّار الذي يحيط به فإذا أخفق راح ينكر ويشكك فما باله لو تعلّق الأمر يالخالق الملهم المدبر المسير...المرقي للكمال؟

ـ إذا صح تشبيه العقل بشيء ما ـ زهرة مثلاً ـ فإن المخ ينبغي أن يعدّ ظلاً لها .فإذا ما تلاشت الزهرة تلاشى ظلها حتماً , أما إذا تلاشى الظل فإن ذلك لا يعني بالضرورة تلاشي الزهرة , إذ أن ظل الزهرة يمكن أن يتغيّر شكله أو أن يغير مكانه , او أن يقوى , أو أن يتلاشى لأسباب مستقلة عن الزهرة ذاتها ...لعلّ هذا يصلح تشبيهاً للتدليل على التسليم بالخلود والشهود أيضاً. , وإنكار الأمر الصحيح لا ينفي صحته. ـ.

وفي النهاية عندما تنجح العلوم الباهرة متظافرة في غزو العالم و تكشف القناع عن آخـــر لغزٍ فيه فإنها ستواجه مع ذلك أعظم المشكلات قاطبةً .و هي ( هل توصّل الإنسان إلى معرفة الإنسان؟) وحينها سيبدو أن الكل يستعصي على الكل لأن الكل بلا معالم ثابتة كما يقال اليوم. و الإنسان الممزق هكذا لا يزال يبحث عن شكل للحياة يكسبه الحدود التي يصبح ضمنها كاملاً ولكن دون جدوى .

إنّما كل هذه التحـليلات والتهويمات والتعميمات و التفصيلات إطمأن إليها السادات رضي الله عنهم ونفعنا ببركات محبتهم وصالح دعائهم, وثبتت عليها رؤاهم و قال لنا قائلهم { فيا عجباً لعاطش بإزائه بحور...... المودّة }

أخي تعالى فأشرب وأرتو... وارتق....... ( واتقوا الله ويعلمكم الله ).مما يستبطنه القوم الذين اتخذوا المحبة موطناً.

في القرن الأول أو الألفين سيان.. في عصور التقديس أو عصور التدنيس سيان...الدونمة أوالعولمة سيان .الثبات,....

و صلٍّ اللهم وسلم على طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار و ضيائها وآله وصحبه ومن تبع هديه وجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من مر منهم ومن هو آت إلى يوم لقاك. آمين.