نص كلمة تقديم كتاب " وقال نسوة في المدينة " بدار الثقافة بالبيّـض

في البدء ، تشكراتي الخاصة ، والخالصة للسيّدين مديريْ الثقافة , ودار الثقافة والطاقم الحيوي العامل بهذا الصرح  ، الذي أتمنى أن يكون فاتحة خير على أبناء ولاية البيض .
وإذا كان لا بد من كلمة في هذا الصدد ، أؤكد للسادة الحضور ، أنني حقيقة كنت أعيش  عزلة خانقة ، لأنني أحب أجواء من هذا القبيل ، وها هي ذي دار الثقافة تتيح لي هذه الفرصة  ، كواحد من المهتمين بالفعل الثقافي المحلي .

إن فعل الكتابة عن التراث ، أمر يحسبه الجاهل به هيّنا ، وهو عند  ذوي الغيرة على المنطقة أمر عظيم ، خاصة ، في ظل نقص أو انعدام المراجع المساعدة على توضيح الرؤية  أكثر ، وتسهيل اختيار المنهجية اللائقة بالشروع في ترتيب المادة ترتيبا منطقيا غيرَ ذي  عِوج .

فالشخص الماثل أمامكم الآن ، محسوب على الملموسين بهاجس الكتابة الإبداعية  الأدبية ، ، الخواطر القصص القصيرة ، وما إلى ذلك ، لكني بادرت كمهتم بتاريخ  المنطقة ، وليس كباحث بالمفهوم الأكاديمي للكلمة ، بادرتُ إلى إجهاد نفسي في البحث عن ماهية هذه الظاهرة ، المُسماة  محليا :  " الـقول EL GAOUL " أو " الكــَــلـْــمَــه " ، لم أجد صراحة مراجع أتكيء عليها ، وأهُـــش بها على أفكاري كمنطـــــلق لتجسيد هـذه المساهمة ، و زاد من متاعبي طبيعة العائلات المحافظة ، حيث ليس من السهل عندنا ــ وأنتم أهل المنطقة ــــ   أن يدخل الشخص منا البيوت من أبوابها ، باحثا عن فلانة التي بلغه أنها هي قائلة " الكلمه " الفلانية ، فالعُرف السائد كبّلني ، ، فلم أتمكن من رصد وتجسيد ما كنت تمنيته  عندما خطرت ببالي فكرة الكتابة عن ظاهرة " القول " هذه ، فاكتفيت ــ كما تلاحظون ــ  باعتماد منهجية بسيطة أتوخى من ورائها لفت نظر المتخصصين في الميدان ليشرعوا في تدوين مثل هذه الموروثات الشعبية الفولكلورية ، فأنا من هذا المنبر  ، أدعو  فتياتنا المثقفات  إلى التجند لمراعاة هذا الجانب  وغيره ، لأنه من غير الممكن البحث في عمق التراث  النسوي ، ما لم يتم اقتحام هذه القلعة النسوية التراثية من طرف بنات جنسهن .

عندما تجسدت هذه الفكرة على الصيغة التي هي عليها ، كانت مقبولة لدى البعض ، وبعض آخر اعتبرها ضربا من ضروب الترويج للشعوذة  ، وآخرون ألحّوا على ضرورة الاهتمام بها من كل جانب ، وما دَرَوْا  ما يُلاقيه  المهتم بها من مواقف مُحرجة ، فالكرة الآن في مرمى المرأة المحلية ، لتنقــّب و تدرس مآثر بنات جنسها بمنطقتنا " الخام " ، فالرجل عندنا ليس في مقدوره  ــ حسب اعتقادي وتجربتي ــــ  ، ليس في مقدوره الاحتكاك بالجنس الآخر ، لآن العـُرف له بالمرصاد .

*** تلكم كلمة / الشيخ قدور بن علية  بدار الثقافة بالبيض ، عند تقديمه كتابَــه الموسوم: وقال نسوة في المدينة " نماذج من التراث النسوي الشفهي " ، بتاريخ :19 جوان 2004 ****

مشكور سيدي   CKB على حسن الافادة وعلى السراحة علما أن الصعوبة المشار إليها تواجهني في البحث عن السلالات بخصوص تدوين العنصر النسوي والله غالب.