سؤال وجواب حول التصوف

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

بعض التساؤلات حول التصوف من أحد الإخوان، وفضلت نشرها هنا في هذه المنارة المباركة ليعم النفع والفائدة

والباب مفتوح لكل متدخل ومتدخلة " شريطة الإحترام " والله تعالى الموفق

______________________________________________

يتسائل الأخ .......... بقوله

أفيقو من تخاريفكم قبل فوات الآوان ولا يغرنكم ما تجدونه من سكرات الصوفية فو الله ليست إلا من تلبيس إبليس.....يا من تعبد و تقدس الأشخاص....ألم تراجع نفسك يوما??ألم تسألك نفسك يوما هذا السؤال: هل أخفى عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيأ من العلم??!هل سيدك الشيخ, أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم??!

______________

1- الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

نحن لا نتكلم باسم أحد وانما نتكلم باسم طريقتنا الشيخية الشاذلية، وان تعددت المدارس فالأصل واحد ،هو الطريق الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : فنحن ولله الحمد في طريقتنا لا نلتفت الى السكرات أو الى الكرامات أو ...أو ... وانما من أجل جهاد أنفسنا ما استطعنا الى ذلك سبيلا ، بذكر الله تعالى وكثرة الاستغفار والآيات والأحاديث كثيرة ومعروفة في هذا الباب . لا ننكر بأن بعض الطرق لها طقوس وانحرافات وأذكار حقيقة لا أساس لها مما تركه الشيوخ المتقدمين رحمهم الله .

أما أننا نعبد ونقدس الأشخاص فهذا أخي غير صحيح، ولم يقل أحد من المشائخ بأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخفى أو لم يتمم ما أمره به الله تعالى، أو أحدا من المشايخ قال بأنه أعلم من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يقولون هذا وهو مرجعهم وسيدهم ونبيهم .

ان شيخنا سيدي الشيخ رحمه الله عبد من عباد الله الصالحين، فلو تتكرم وتراجع ترجمته لوجدته عالما سنيا مفتيا محدثا، ونهاية أكرمه الله تعالى بالاستشهاد في سبيل الله " ضد الاستعمار الاسباني " رحمه الله .
بل لو لم يكن تابعا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أكرمه الله تعالى بالصلاح يقول رحمه الله تعالى في تائيته

فبالاتباع نلنا مرتبة العلى == فبالله ما حدنا عن شرع وسنة
ومنذ عقلنا سدد الله سعينا == وما زلنا مقتفين نهج الشريعة .

ضرورة إتخاذ الشيخ :

لأن الشيخ يكون عالما بأمراض القلب بارعا في معالجتها عارفا بمسالك الطريق متمكنا من تعبيدها ومنصبا لإرشاد الناس إليها . مهمته الأساسية أن يساعد المريد على سلوك الطريق وغايته أن يوصله إلى حدود باب ربه ثم يقول له : الآن أنت وربك " أي ذكر الله سبحانه وتعالى " : ومعلوم أن الذي لايستند إلى شيخ مرشد يظل عرضة للإنحراف والفتور والتقصير والتردي . كما يبقى فريسة سهلة لمكائد الشيطان ما دام لا يستطيع التخلص بنفسه من مختلف عقبات النفس والهوى . وإتخاذ الشيخ ضرورة لا محيص عنها، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه ظل مرتبطا بسيدنا جبريل عليه السلام يراجعه القرآن ويتلقى عنه الوحي ويؤازره في الملمات والشدائد . وإذا كان هذا شأن الرسول الأعظم سيد الكون وخير خلق الله والمحروس بعناية الله الخاصة، فما بالنا نحن نستغني عن الشيخ الذي يأخذ بأيدينا ويدلنا على الله . ومن جهة أخرى تعتبر قصة نبي الله موسى مع الخضر العبد الصالح دليلا حاسما على ضرورة إتخاذ الشيخ مهما كانت مكانة الإنسان الإجتماعية ومقامه العلمي ولاننسى أن المسلم دائم الإحتياج للتزويد من موارد أساسية ثلاث :
- التربية الروحية عن طريق تزكية النفس وتسويتها .
- التعلم المستمر لكل ما كان ضروريا عينيا أو كفائيا طول العمر.
- فقه الواقع والأولويات لمسايرة ما يجري على الساحة الدولية بإعتبار أن الإنسان إبن عصره . وخيرالأمور أن يكون المصدر متكملا تستمد منه العلوم الثلاث،إلا أنها في الواقع المعاصر تفرقت في شكل تخصصات نتيجة لتفاعلات إجتماعية وسياسية تولدت عبر العصور، حيث أصبحت :
+ التربية الروحية من إختصاص الطرق الصوفية أرباب القلوب على وجه الخصوص .
+ التعليم من إختصاص مختلف حلقات ومدارس العلم التقليدية منها والعصرية .
+ فقه الواقع من إختصاص المدارس الفكرية الحركية التي أصبحت في عصرنا ضرورة ملحة لمواجهة ما يحاك في الخفاء بالعالم الإسلامي من حروب فكرية وثقافية وإجتماعية ومناورات متنوعة .
ولقد اصبح من الواجب أن يكون المسلم المعاصر في نفس الوقت صوفيا وطالب علم وحركيا لمسايرة الواقع المعاش الذي لايرحم حتى لا يظل قابعا لايدري أي مصير تريد له في دهاء تلك الأدمغة الماكرة التي تبذل قصارى الجهود في خفاء لئلا تقوم له قائمة، عليكم باتباع شرع الله وتسليم الأمور كلها لله، والالتجاء في كل الشئون اليه تعالى .

ولا نعتقد في الشيخ العصمة فان الشيخ وان كان على أكمل الحالات فليس بمعصوم، وطاعة الشيخ في أوامره ونصائحه، انه من باب التسليم لذي الاختصاص والخبرة، وهذا يشبه تماما استسلام المريض لطبيبه استسلاما كليا في جميع معالجاته وتوصياته، ولا يعد المريض في هذا الحال مهملا لعقله متخليا عن كيانه وشخصيته، بل يعتبر منصفا عاقلا لأنه سلم لذي الاختصاص، وكان صادقا في طلب الشفاء .
قال الامام محمد بن حامد الترمذي رحمه الله : " من لم ترضه أوامر المشائخ وتأديبهم فانه لا يتأدب بكتاب ولا سنة ." طبقات الصوفية ص 283

تابع إن شاء الله

لاحول ولاقوة الابالله

بارك الله فيك سيدي الكريم

سؤال وجواب حول التصوف

سؤال وجواب حول التصوف

رد: سؤال وجواب حول التصوف