أبناء لا أصحاب الأبيض سيدي الشيخ " ورقة أخرى من الأرشيف "

لقد حز في نفسي كواحد من ( أبناء ) لا ( أصحاب) الأبيض سيدي الشيخ   أن أعايش بين الفترة و الأخرى ما تروجه الأفواه ، و تلوكه الصحافة عن مدينتي : الأبيض سيدي الشيخ ، لذا  وَدَّ القـلمُ  أن يعلن موقفا طالما انتظرت انطلاق نظير له من هذا الوطنيِّ أو ذاك , خاصة و أن المدينة أصبحت و كأنها منطلق وجب العبور منه  لتجريب ما تنفثه الكتابات الصحفية ( الحرة ) ، المتاجرة  أو كأنها خلت من أهلها من ذوي الشرف الرفيع و التاريخ الناصع أو خلت من شبابها الفطن من مثقفين إطارات ، خريجي المعاهد و الجامعات ،  ما مَكن الأقلام المتطفلة على الصحافة من خارج حدودها أن تنصب نفسها وصية على الأفكار ، مترجمة لأحلام هذا الشاب أو تلك العجوز أو هاتيك الصبية .

إن مدينتي أضحت في نظر البعض و المراسلين الصحفيين عبارة عن حقل لتجريب سلاح الكلمة ، باتت موطنا لتمرير الإشاعات و تهويل الأمور ، فما من مقال يصدر عنها إلا و تناول ما لا يخدم تطلعات أبنائها  ، و ما من مبادرة جادة إلا و لاقت النكران ،  و ما من مسؤول  ولائي أو  دائري أو  بلدي إلا و حاولوا التشويش على ما يأتي  وما  يَذر  ، و أياديهم ( صفر ) من أي دليل أو برهان .

إن هذه المدينة ذات الثلاثين ألف ساكن لا يمكن لها أن تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فأبناؤها   لا (أصحابها ) كغيرهم   حديثو  عهد   بالتعددية  و مقتضيات الديمقراطية  ، و رغم ذلك ، هم و إن فرقت بعضهم الأهواء  كالجسد الواحد , لا تطغى خلافاتهم على صلات الرحم و الأخوة في الله  و في الوطنية كما أنهم انطلاقا من معاشرتي لهم على دراية تامة بمجريات الأمور ، ليسوا قاصرين سياسيا أو معرفيا  ، قادرين على التعبير عما يشغلهم بالوسائل الحضارية ، ليسوا كما يتوقع البعض مجرد أناس يبحثون عن قشة يتشبثون بها  و منها إلى الصحافة المستقلة يُهرعون .

إنني لست أدري تفسيرا لظاهرة الصمت المطبق حينما يصدر مقال يسيء إلى سمعة المدينة , و يحاول تفسير ما ظهر منها     و ما بطن بالكيفية المشوهة لواقع الحال الإداري ، المدني ،  و كذا السياسي ،  الأمر الذي يعطي لمحبيها في مختلف ربوع الوطن و الخارج نظرة سوداوية مخالفة  للأصل ، لطبيعة أناسها الذين شاء الرحمن أن يُخلقوا هنا  بمكان اختارته العناية الإلهية مثوى للولي الصالح " سيدي الشيخ "  ، و درج الشيخ و اليافع على تسميته ب " الأبيض سيدي الشيخ " .

إنني لم أشأ الخوض في ماضي المدينة العريق ووزنها الروحاني بقدر ما ودّت سريرتي إبداء  رأي محايد أتمنى أن يزيح الضبابية من على العقول و حواس النظر كي تبدو مدينتي جميلة كجمال الأفكار الهادفة ، صافية صفاء سرائر أبنائها و لكي يعلم الجميع أننا ( أبناء ) لا ( أصحاب ) الأبيض سيدي الشيخ  ، هكذا نحن و هكذا سنظل مع التحية إلى كل صحفي نزيه ، مؤيد لكل المساعي التنموية الحاضرة و اللاحقة .

بقلم أخيكم/ الشيخ قدور بن علية

ملاحظة : نشر بجريدة الجمهورية الصادرة بغرب البلاد ( وهران ) ، ركن : ( و لنا كلمة )  ، بتاريخ: 14/01/2002  ، العــدد : 1466 .

ما أشبه اليوم بالامس يا سي الشيخ قدور بن علية تتوالى الايام والاعوام والعقود فتتغير المعالم
والبنايات الى الأحسن الا أن حال البشر يزداد سوءا ولم تنفع معه مثل هذه الصيحات...

شكرا على المرور ... إنني لا زلت أعلل النفس بقول الفقيد/ نزار قباني في رائعته " قارئة الفنجان " :
الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار .
المهم أن يبقى أبناء الأبيض سيدي الشيخ متحابين في الله ، أما أولائك الذين يُحبون العاجلة و يذرون وراءهم يوما ثقيلا .. سندعُهم و شأنهم .. بينهم و بين خالقهم

بارك الله فيك على ماسردت من هذه الكلمات الطيبة والخوف والامتعاض على ماتكتبه تلك الايادي الخبيثة لتشوه ماضي وحاضر ومستقبل منطقة كانت ولازالت منبع للعلم والثقافة والخير والجود والكرم "الابيض سيدي الشيخ "