المواضيع الأخيرة
لا تنسوا أن تتصفحوا أيضا بعض أقسام المنتدى:
بوابة الخواطر الأدبية للكاتب ش ق بن عليةبحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 45 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 45 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 634 بتاريخ الثلاثاء 4 سبتمبر 2012 - 22:39
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في رحاب سيدي الشيخ
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 63
صفحة 1 من اصل 1
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 63
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ.
(63)
قَوْلُهُ تَعَالَى شأنُه: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} خطابٌ آخرُ مِنَ اللهِ تعالى لِرَسولِهِ محمَّدٍ صلى اللهُ عليه وسَلَّمَ: قُلْ لِهَؤُلاَءِ المُشْرِكِينَ الغَافِلِينَ عَنْ آيَاتِ اللهِ، فِي الأَنْفُسِ وفي الآفَاقِ: مَنْ غَيْرُ اللهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْجِيكُمْ مِنَ ظُلُمَاتِ البَرِّ إذَا ضَلَلْتُمْ فَتَحَيَّرْتُمْ، وَأَظْلَمَتْ عَلَيْكُمُ الطُّرُقُ؟ وَمَنْ يُنْجِيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ البَحْرِ، إذَا رَكِبْتُمُوهُ فَأَظْلَمَتْ عَلَيْكُمْ فِيهِ السُّبُلُ فَلَمْ تَهْتَدُوا، فأَخْطَأْتُمُ الطَّرِيقَ وَخِفْتُمُ الْهَلاكَ، فهَلْ هُنَاكَ غَيْرُ اللهِ مَنْ تَضْرَعُونَ إلَيْهِ، وَتَفْزَعُونَ إليه فِي السِّرِّ وَالعَلَنِ، وَتَقْولًونَ لَئْن أَنْجَانَا مِنْ هذِهِ المَخَاطِرِ الشَّدِيدَةِ التِي نَحْنُ فِيهَا، لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ المُخْلِصِينَ فِي العِبَادَةِ. فظلمات البرِّ والبحرِ شَدَائِدُهمَا وأَهوالُهُما التي تُبْطِلُ الحواسَ وتُدْهِشُ العُقولَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: يَوْمٌ مُظْلِمٌ إِذَا كَانَ شَدِيداً، فَإِنْ عَظَّمَتْ ذَلِكَ قَالَتْ: يَوْمٌ ذُو كَوَاكِبَ، وَأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لِعَمْرٍو بْنِ شأسٍ:
بَنِي أَسَدٍ هَلْ تَعْلَمُونَ بَلاءَنَا ............. إِذَا كَانَ يَوْمٌ ذُو كَوَاكِبَ أَشْنَعَا
ومِنَ الأمثالِ القديمةِ "رأى الكواكبَ ظُهْراً" أيْ أَظْلَمَ عليْهِ يَومُهُ لاشْتِدادِ الأَمْرِ فيه حتى كأنَّه أَبْصَرَ النَّجْمَ نهاراً، وكذا تتوعَّدُ العامَّةُ فتَقولُ: لأُرِيَنَّكَ نجومَ الظُهْرِ، ومِنْ ذلكَ قَوْلُ طَرَفَةَ:
إِنْ تُنَوِّلْهُ فَقَدْ تَمْنَعُهُ ......................... وَتُرِيهِ النَّجْمَ يَجْرِي بالظُّهُرْ
وقيلَ: المُرادُ ظُلْمَةُ اللَّيلِ وظُلْمَةُ السَّحابِ وظُلمةُ البَحْرِ، وقيل: ظُلمةُ البَرِّ بالخَسْفِ فيْه وظُلمَةُ البَحرِ بالغَرَقِ فيه، والظُلُماتُ على الأوَّلِ: كما قيلَ استِعارةٌ، وعلى الأخيريْنِ حَقيقةٌ. ومِنهمْ مَنْ جَعَلَها كِنايةً عنِ الخَسْفِ والغَرَقِ، والكلامُ في الكِنايَةِ مَعلومٌ. ومَنْ جَوَّزَ جمعَ الحَقيقةِ والمجازِ فَسَّرَ الظُلُماتِ بِظُلْمَةِ اللَّيلِ والغَيْمِ والبَحْرِ والتِيهِ والخَوْفِ.
قولُهُ: {لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} إشارةً إلى ما هُمْ فيها المُعَبَّرِ عنْها بالظُلُماتِ، أَيْ لئن أنجيتَنا مِنْ هَذِهِ الشَّدَائِدِ "لنكوننَّ مِنَ الشاكرين" الطَّائِعِينَ لك الشاكرين لِنِعْمَتِكَ وفضلِك. أيْ الراسخين في الشُكرِ المُداوِمين عليْه لأجْلِ هذهِ النِّعْمَةِ الجَليلةِ، أو جميعِ النِّعَمِ التي هذهِ مِنْ جملتِها.
قَوْلُهُ: {ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} توْبيخٌ لهم من اللهُ لدُعَائِهِمْ إِيَّاهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ، وَهُمْ يَدْعُونَ مَعَهُ فِي حَالَةِ الرَّخَاءِ غَيْرَهُ.
قولُه تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} الاسْتِفهامُ للتقريرِ والتَوبيخِ، وفي الكلامِ حذفُ مُضافٍ أيْ: مِنْ مَهالِكِ ظُلماتِ..، أوْ مِنْ مخاوُفِها. وجملةُ: "تَدْعُونَهُ" في محلِّ نَصْبٍ على الحالِ: إمَّا مِنْ مَفعولِ "يُنْجيكم"، وهو الظاهرُ، أيْ: يُنَجيكم داعين إيَّاه، وإمَّا من فاعِلِهِ أي: مَدْعُوَّاً مِنْ جِهَتِكم. و"تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً" مَصدران في مَوْضِعِ الحالِ أيْ: تَدْعُونَه مُتَضَرِّعين ومُخْفِين. أو هما مصدران مِنْ معنى العامِلِ لا مِنْ لَفْظِهِ كقولِهِ: قَعَدْتُ جُلُوساً.
قولُه: {لَّئِنْ أَنجَانَا} جملةٌ قَسَمِيَّةَ جاءت تفسيراً للدُعاءِ قبْلَها وهو الظاهرُ، ويجوزُ أنْ تَكونَ مَنْصوبةَ المحلِّ على إضمارِ القولِ، ويَكون ذلك القولُ في محلِّ نَصْبٍ على الحالِ مِنْ فاعلِ "تَدْعُونَه" أيْ: تَدعونَه قائلينَ ذلك.
قولُهُ: {مِنْ هذِه} متعلِّقٌ بالفعل قبلَه، و"مِنْ" لابتداءِ الغايةِ، والإشارةُ في "هذه" إلى الظُلُماتِ؛ لأنَّها تجري مَجْرى المؤنَّثةِ الواحِدَةِ، وكذلك في "مِنْها" تَعودُ على الظُلُماتِ لِمَا تَقَدَّمَ.
وقرأ السبعةُ قولَه: "قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ" مُشَدَّدَةً، وقرأ الكُوفِيُّونَ وهِشام بنُ عَمَّار عن ابْنِ عامرٍ قولَهُ: "قلْ اللهُ يُنجِّيكم" مُشَدَّدةً كالأُولى، وقَرَأَ الثِّنْتَيْنِ كلٌّ مِنْ حميدٍ بْنِ قيْسٍ ويَعقوبَ وعليٍّ بْنِ نَصْرٍ عن أبي عَمْرٍو، "يُنْجِيكُم" بالتَخفيفِ مِنْ "أنجى" وتحصَّلَ مِنْ ذلك أنَّ الكوفِيِّين وهِشاماً يُثَقِّلون في المَوْضِعيْنِ وأَنَّ حميداً ومَنْ مَعَه يُخَفِّفون فيهِما، وأَنَّ نافِعاً وابْنَ كثيرٍ وأبا عَمْرٍو وابْنَ ذَكْوانَ عنِ ابْنِ عامرٍ يُثْقِّلون الأُولى ويُخَفِّفون الثانية، والقراءاتُ واضحةٌ فإنَّها مِنْ نجَّى وأَنْجى، فالتَضعيفُ والهمزةُ كلاهما للتَعْدِيَةِ، فالكُوفِيُّون وهِشامٌ التزموا التَعْديَةَ بالتَضْعيفِ، وحميد وجماعتُه التزموها بالهمزةِ، والباقون جمعوا بين التعديتَيْن جمعاً بينَ اللُّغتين كقولِه تَعالى: {فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} الطارق: 17.
وقرَأَ الكُوفِيُّونَ: "أَنْجانا" بلفظِ الغَيْبَةِ مُراعاةً لِقولِهِ: "تَدْعُونَهُ" وقرأ الباقون "أَنْجَيْتَنا" بالخِطابِ حِكايةً لخِطابهم في حالةِ الدُعاءِ، وقدْ قَرَأَ كلٌّ بما رُسِمَ في مُصْحَفِهِ، فإنَّ في مَصاحِفِ الكُوفَةِ: "أنجانا"، وفي غيرِها: "أَنْجَيْتنا".
وقرأ الجمهور: "خُفْية" بضم الخاء. وقرأ أبو بكر بكسرِها وهما لُغتان كالعُدْوَةِ والعِدْوَةِ، والأُسْوَةِ والإِسْوَةِ. وقرأَها الأعمشُ: "خِيفَةً" كالتي في الأعرافِ وهي مِنَ الخَوْفِ، قُلِبَتْ الواوُ ياءً لانْكِسارِ ما قَبْلها وسكونها، ويَظهَرُ على هذه القراءةِ أَنْ يَكونَ مفعولاً مِنْ أَجْلِهِ لولا ما يَأْباهُ "تضرُّعاً" مِنَ المعنى.
(63)
قَوْلُهُ تَعَالَى شأنُه: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} خطابٌ آخرُ مِنَ اللهِ تعالى لِرَسولِهِ محمَّدٍ صلى اللهُ عليه وسَلَّمَ: قُلْ لِهَؤُلاَءِ المُشْرِكِينَ الغَافِلِينَ عَنْ آيَاتِ اللهِ، فِي الأَنْفُسِ وفي الآفَاقِ: مَنْ غَيْرُ اللهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْجِيكُمْ مِنَ ظُلُمَاتِ البَرِّ إذَا ضَلَلْتُمْ فَتَحَيَّرْتُمْ، وَأَظْلَمَتْ عَلَيْكُمُ الطُّرُقُ؟ وَمَنْ يُنْجِيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ البَحْرِ، إذَا رَكِبْتُمُوهُ فَأَظْلَمَتْ عَلَيْكُمْ فِيهِ السُّبُلُ فَلَمْ تَهْتَدُوا، فأَخْطَأْتُمُ الطَّرِيقَ وَخِفْتُمُ الْهَلاكَ، فهَلْ هُنَاكَ غَيْرُ اللهِ مَنْ تَضْرَعُونَ إلَيْهِ، وَتَفْزَعُونَ إليه فِي السِّرِّ وَالعَلَنِ، وَتَقْولًونَ لَئْن أَنْجَانَا مِنْ هذِهِ المَخَاطِرِ الشَّدِيدَةِ التِي نَحْنُ فِيهَا، لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ المُخْلِصِينَ فِي العِبَادَةِ. فظلمات البرِّ والبحرِ شَدَائِدُهمَا وأَهوالُهُما التي تُبْطِلُ الحواسَ وتُدْهِشُ العُقولَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: يَوْمٌ مُظْلِمٌ إِذَا كَانَ شَدِيداً، فَإِنْ عَظَّمَتْ ذَلِكَ قَالَتْ: يَوْمٌ ذُو كَوَاكِبَ، وَأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لِعَمْرٍو بْنِ شأسٍ:
بَنِي أَسَدٍ هَلْ تَعْلَمُونَ بَلاءَنَا ............. إِذَا كَانَ يَوْمٌ ذُو كَوَاكِبَ أَشْنَعَا
ومِنَ الأمثالِ القديمةِ "رأى الكواكبَ ظُهْراً" أيْ أَظْلَمَ عليْهِ يَومُهُ لاشْتِدادِ الأَمْرِ فيه حتى كأنَّه أَبْصَرَ النَّجْمَ نهاراً، وكذا تتوعَّدُ العامَّةُ فتَقولُ: لأُرِيَنَّكَ نجومَ الظُهْرِ، ومِنْ ذلكَ قَوْلُ طَرَفَةَ:
إِنْ تُنَوِّلْهُ فَقَدْ تَمْنَعُهُ ......................... وَتُرِيهِ النَّجْمَ يَجْرِي بالظُّهُرْ
وقيلَ: المُرادُ ظُلْمَةُ اللَّيلِ وظُلْمَةُ السَّحابِ وظُلمةُ البَحْرِ، وقيل: ظُلمةُ البَرِّ بالخَسْفِ فيْه وظُلمَةُ البَحرِ بالغَرَقِ فيه، والظُلُماتُ على الأوَّلِ: كما قيلَ استِعارةٌ، وعلى الأخيريْنِ حَقيقةٌ. ومِنهمْ مَنْ جَعَلَها كِنايةً عنِ الخَسْفِ والغَرَقِ، والكلامُ في الكِنايَةِ مَعلومٌ. ومَنْ جَوَّزَ جمعَ الحَقيقةِ والمجازِ فَسَّرَ الظُلُماتِ بِظُلْمَةِ اللَّيلِ والغَيْمِ والبَحْرِ والتِيهِ والخَوْفِ.
قولُهُ: {لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} إشارةً إلى ما هُمْ فيها المُعَبَّرِ عنْها بالظُلُماتِ، أَيْ لئن أنجيتَنا مِنْ هَذِهِ الشَّدَائِدِ "لنكوننَّ مِنَ الشاكرين" الطَّائِعِينَ لك الشاكرين لِنِعْمَتِكَ وفضلِك. أيْ الراسخين في الشُكرِ المُداوِمين عليْه لأجْلِ هذهِ النِّعْمَةِ الجَليلةِ، أو جميعِ النِّعَمِ التي هذهِ مِنْ جملتِها.
قَوْلُهُ: {ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} توْبيخٌ لهم من اللهُ لدُعَائِهِمْ إِيَّاهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ، وَهُمْ يَدْعُونَ مَعَهُ فِي حَالَةِ الرَّخَاءِ غَيْرَهُ.
قولُه تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} الاسْتِفهامُ للتقريرِ والتَوبيخِ، وفي الكلامِ حذفُ مُضافٍ أيْ: مِنْ مَهالِكِ ظُلماتِ..، أوْ مِنْ مخاوُفِها. وجملةُ: "تَدْعُونَهُ" في محلِّ نَصْبٍ على الحالِ: إمَّا مِنْ مَفعولِ "يُنْجيكم"، وهو الظاهرُ، أيْ: يُنَجيكم داعين إيَّاه، وإمَّا من فاعِلِهِ أي: مَدْعُوَّاً مِنْ جِهَتِكم. و"تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً" مَصدران في مَوْضِعِ الحالِ أيْ: تَدْعُونَه مُتَضَرِّعين ومُخْفِين. أو هما مصدران مِنْ معنى العامِلِ لا مِنْ لَفْظِهِ كقولِهِ: قَعَدْتُ جُلُوساً.
قولُه: {لَّئِنْ أَنجَانَا} جملةٌ قَسَمِيَّةَ جاءت تفسيراً للدُعاءِ قبْلَها وهو الظاهرُ، ويجوزُ أنْ تَكونَ مَنْصوبةَ المحلِّ على إضمارِ القولِ، ويَكون ذلك القولُ في محلِّ نَصْبٍ على الحالِ مِنْ فاعلِ "تَدْعُونَه" أيْ: تَدعونَه قائلينَ ذلك.
قولُهُ: {مِنْ هذِه} متعلِّقٌ بالفعل قبلَه، و"مِنْ" لابتداءِ الغايةِ، والإشارةُ في "هذه" إلى الظُلُماتِ؛ لأنَّها تجري مَجْرى المؤنَّثةِ الواحِدَةِ، وكذلك في "مِنْها" تَعودُ على الظُلُماتِ لِمَا تَقَدَّمَ.
وقرأ السبعةُ قولَه: "قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ" مُشَدَّدَةً، وقرأ الكُوفِيُّونَ وهِشام بنُ عَمَّار عن ابْنِ عامرٍ قولَهُ: "قلْ اللهُ يُنجِّيكم" مُشَدَّدةً كالأُولى، وقَرَأَ الثِّنْتَيْنِ كلٌّ مِنْ حميدٍ بْنِ قيْسٍ ويَعقوبَ وعليٍّ بْنِ نَصْرٍ عن أبي عَمْرٍو، "يُنْجِيكُم" بالتَخفيفِ مِنْ "أنجى" وتحصَّلَ مِنْ ذلك أنَّ الكوفِيِّين وهِشاماً يُثَقِّلون في المَوْضِعيْنِ وأَنَّ حميداً ومَنْ مَعَه يُخَفِّفون فيهِما، وأَنَّ نافِعاً وابْنَ كثيرٍ وأبا عَمْرٍو وابْنَ ذَكْوانَ عنِ ابْنِ عامرٍ يُثْقِّلون الأُولى ويُخَفِّفون الثانية، والقراءاتُ واضحةٌ فإنَّها مِنْ نجَّى وأَنْجى، فالتَضعيفُ والهمزةُ كلاهما للتَعْدِيَةِ، فالكُوفِيُّون وهِشامٌ التزموا التَعْديَةَ بالتَضْعيفِ، وحميد وجماعتُه التزموها بالهمزةِ، والباقون جمعوا بين التعديتَيْن جمعاً بينَ اللُّغتين كقولِه تَعالى: {فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} الطارق: 17.
وقرَأَ الكُوفِيُّونَ: "أَنْجانا" بلفظِ الغَيْبَةِ مُراعاةً لِقولِهِ: "تَدْعُونَهُ" وقرأ الباقون "أَنْجَيْتَنا" بالخِطابِ حِكايةً لخِطابهم في حالةِ الدُعاءِ، وقدْ قَرَأَ كلٌّ بما رُسِمَ في مُصْحَفِهِ، فإنَّ في مَصاحِفِ الكُوفَةِ: "أنجانا"، وفي غيرِها: "أَنْجَيْتنا".
وقرأ الجمهور: "خُفْية" بضم الخاء. وقرأ أبو بكر بكسرِها وهما لُغتان كالعُدْوَةِ والعِدْوَةِ، والأُسْوَةِ والإِسْوَةِ. وقرأَها الأعمشُ: "خِيفَةً" كالتي في الأعرافِ وهي مِنَ الخَوْفِ، قُلِبَتْ الواوُ ياءً لانْكِسارِ ما قَبْلها وسكونها، ويَظهَرُ على هذه القراءةِ أَنْ يَكونَ مفعولاً مِنْ أَجْلِهِ لولا ما يَأْباهُ "تضرُّعاً" مِنَ المعنى.
مواضيع مماثلة
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 64
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 65
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 68
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 72
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 74
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 65
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 68
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 72
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 74
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 26 يوليو 2022 - 10:36 من طرف دين نعيمي
» من يعرف لنا المكاحلية ؟؟
الخميس 21 يناير 2021 - 15:10 من طرف الدين
» من شيوخ سيدي الشيخ
الخميس 21 يناير 2021 - 8:39 من طرف الدين
» ممكن شجرة سيدي حمزة بن بوبكر قائد ثورة أولاد سيدي الشيخ ؟
الخميس 21 يناير 2021 - 6:17 من طرف الدين
» قراءة في كتاب "الوسيط في تاريخ أدباء شنقيط" لأحمد الشنقيطي وبوبكرية الأقلال فقط
الأربعاء 25 نوفمبر 2020 - 18:23 من طرف chikh
» لماذا تجاهل المؤرخون هذه الفترة من حياة سيدى الشيح ؟!
السبت 4 أبريل 2020 - 22:02 من طرف mahmoudb69
» شجرة أولاد سيدي محمد بن عبد الله
السبت 4 يناير 2020 - 5:54 من طرف الدين
» من روائع محمد ولد بلخير
الجمعة 29 نوفمبر 2019 - 11:30 من طرف دين نعيمي
» سيدي أحمد المجدوب
الجمعة 11 أكتوبر 2019 - 15:30 من طرف Azziz
» صدور كتاب جديد.....
الأربعاء 9 أكتوبر 2019 - 14:24 من طرف Azziz
» ممكن التواصل مع الأستاذ سي بلمعمر
الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 23:43 من طرف Azziz
» الرحال اللاجئون قديما
الجمعة 27 سبتمبر 2019 - 19:18 من طرف Azziz
» المرحوم / الحاج محمد عدناني في سطور
الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:59 من طرف محمد بلمعمر
» كيف أتأكد من أنني أنتمي إلى قبيلة سيدي الشيخ?
الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 22:00 من طرف manadh
» المنن في مناقب سيدي محمد بن عبد الرحمان
السبت 26 مايو 2018 - 5:43 من طرف الدين
» كتاب " امارة اولاد سيدي الشيخ"
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:46 من طرف محمد بلمعمر
» قصائد بوشيخية .
الجمعة 6 أبريل 2018 - 9:53 من طرف محمد بلمعمر
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 1 أبريل 2018 - 21:17 من طرف manadh
» شهداء معركة تازينة باليض.....
الخميس 1 مارس 2018 - 22:22 من طرف manadh
» أفضل الصلاة وأزكى التسليم على إمام الانبياء
الإثنين 19 فبراير 2018 - 11:04 من طرف بكري