المواضيع الأخيرة
لا تنسوا أن تتصفحوا أيضا بعض أقسام المنتدى:
بوابة الخواطر الأدبية للكاتب ش ق بن عليةبحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 30 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 30 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 634 بتاريخ الثلاثاء 4 سبتمبر 2012 - 22:39
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في رحاب سيدي الشيخ
لنغير بعض المفاهيم...
صفحة 1 من اصل 1
لنغير بعض المفاهيم...
عن الحرمان...
في أوّل مرَّة نسمع فيها هذه الكلمة سرعان ما يتبادر إلى أذهاننا فكرة الفقر وأهل الحاجات.. ذلك أننا نملك تصوّر مرسّخ عن معنى الحرمان المادي فقط.. وهذا شيئ طبيعيّ في عصرنا السوقيّ – أقصد من الناحية الاقتصادية – أقول هذا صحيح أن يتبادر إلى أذهاننا فورًا فكرة الحرمان المادي كأول خاطرة لأننا نعيش في عصر عصبه ولبه الاقتصاد وحضارة السوق..
ولكن هل هناك أبعاد أخرى للحرمان؟, نعم.. وأولوها بيولوجيًّا, فقد يعرف أكثرنا أن أجسادنا تحتاج إلى عناصر غذائية تدعى بالفيتامينات لكي نعيش حياة صحية بل لنعيش أساسًا.. وهذه الفيتامينات نوعين منها ما نصنعه نحن بداخل أجسادنا ونستطيع توفيره في أي وقت.. ونوع آخر لا نستطيع تصنيعه بداخلنا ولا توفيره بذواتنا بل لابد بأن يأتينا من الخارج كإضافة.. وهذه الفيتامينات عندما لا يأخذها الجسد لفترات طويلة يصاب بأمراض تدعى بالحرمان الغذائي..
هذا في البيولوجيا.. لكن الذي يهمنا أكثر, وهو غائب عن أعيننا هو البعد النفسي والاجتماعي للإنسان وعلاقته مع الحرمان..
ويقول الدكتور محمد كامل حسين في كتابه الوادي المقدس موضحًا لماذا لم ينتبه كثيرًا من الناس إلى فكرة الحرمان النفسي وأسبابه: “الواقع أنَّه ليس من السهل أن يقع التفكير الطبيعي على معنى الحرمان كعامل من العوامل القوية في تكييف حياة الأفراد والجماعات.. ذلك أنه إذا أراد الإنسان أن يبحث عن أسباب حادث بعينه فإن المنطق الطبيعي يدعوه إلى البحث عن ذلك في الحوادث التي سبقته, ليتبين أيها أدى إليه.. أي أن البحث يكون عادة عن الأسباب الايجابية.. وليس من الطبيعي أن يبحث الإنسان عن علة حادث ما باستقصاء ما لم يحدث.. أي عن الأسباب السلبية وهذا بالضبط نوع التفكير الذي لابد منه إذا أردنا دراسة الحرمان.. وهو تفكير غير عادي ثم هو عسير.. وأصعب ما فيه أن الإنسان لا يكاد يهتدي إلى وسيلة لتنظيمه ويبدو لأول وهلة أنه من المستحيل البحث فيما لم يحدث عن علة ما يحدث”..
ويمكننا أن نقول أن المادة الحرمانية هي المادة التي إذا حرمت منها أصابتك الأمراض وتأثر بها كيانك كله.. وسندع صاحب نظرية الحرمان يشرح لنا ويكمل عن ما يقصده من الحرمان وبعض قوانينه.. يقول:
“أولًا: لا يعد النقص العام حرمانًا بل يجب أن يكون النقص في مادة من المواد التي تسمى مواد الحرمان, فنقص الغذاء عامة لا يعد حرمانًا.. وقد يكون الغذاء قليلًا ولكنه إذا استكمل عناصره لم ينشأ عنه مرض من أمراض الحرمان.
ثانيًا: مواد الحرمان يجب أن تكون نادرة.. فالمواد كثيرة الانتشار التي يستطيع الإنسان أن يجدها في كل مكان لا تعد من مواد الحرمان.. ولا تعد منها أية مادة يستطيع الجسم أن يستبدل غيرها بها, ويجب ألا يكون الجسم قادرًا على تكوينها من بين المواد الأخرى التي يسهل حصوله عليها.
ثالثًا: أثر الحرمان يجب أن يكون عامًا, وإنما الحرمان يكون من مادة لها أثرها في النشاط الجسمي كله وإن كان كل عضو سليمًا.
رابعًا: تبين من دراسة أمراض الحرمان أنها كلها تؤدي إلى الضعف وفقد النشاط, ولا نعلم أن الحرمان من إحدى هذه المواد دفع المريض إلى نشاط خاص, هذه الخاصية أوضح ما يفرق بين النقص العام والحرمان.. فالجوع يدفع الناس إلى السعي والتماس الغذاء بقوة وعنف.. أما الحرمان فإنه يقعد صاحبه عن كل نشاط يؤدي إلى الخلاص من دائه.
خامسًا: ليس بالجسم وسيلة يعرف بها الإنسان أنه حرم إحدى المواد وليس في طبيعتنا ما يدفعنا إلى التماسها في مظانها, مثلًا.. الإنسان عندما يفقد عنصر اليود فلا يمكن الإلهام أن يهدي المحروم إلى ما حرمه, ولعل هذا العجز التام عن الإحساس بالحرمان هو أخطر مظاهره.
سادسًا: من أخص صفات مواد الحرمان أن قوتها لا تتبين إلا عند نقصها.. فإذا أعطيت للسليم فإن أثرها يكون ضئيلًا.
على ضوء هذه القواعد نستطيع أن نبحث عن أثر الحرمان في حياة الإنسان وسعادته”..
والعوامل الحرمانية التي يريدها المؤلف للإنسان وحياته الداخلية تلك العوامل التي إذا حرمها أصابته الأمراض هي:
1. الحب.
2. الإيمان ( أشدها خطرًا وتشوهًا للنفس).
3. الشعور الفني.
4. القدرة على التأثر بالسرور.
وفي الأخير علينا أن نعرف موادنا الحرمانية التي تحقق لنا السعادة وهي نسبية باختلاف النفسيات رغم ما يوجد من عناصر مشتركة قد تكون ثابتة عند الجميع وهي ما ذكرها المؤلف من العوامل الحرمانية.. وعندما تسعى إلى المال كغاية قد لا يكون هو مادتك الخاصة لذلك نرى أن كثيرًا من الأغنياء والملوك على مر التاريخ لم يسعدوا بالمعنى الحقيقي بل عاشوا حياة مريضة تخلو من الفيتامينات المكلمة للنفس.. فابحث عن فيتاميناتك النفسية واحذر الحرمان منها.
منقول.
أفادنا الله واياكم بهذا.
في أوّل مرَّة نسمع فيها هذه الكلمة سرعان ما يتبادر إلى أذهاننا فكرة الفقر وأهل الحاجات.. ذلك أننا نملك تصوّر مرسّخ عن معنى الحرمان المادي فقط.. وهذا شيئ طبيعيّ في عصرنا السوقيّ – أقصد من الناحية الاقتصادية – أقول هذا صحيح أن يتبادر إلى أذهاننا فورًا فكرة الحرمان المادي كأول خاطرة لأننا نعيش في عصر عصبه ولبه الاقتصاد وحضارة السوق..
ولكن هل هناك أبعاد أخرى للحرمان؟, نعم.. وأولوها بيولوجيًّا, فقد يعرف أكثرنا أن أجسادنا تحتاج إلى عناصر غذائية تدعى بالفيتامينات لكي نعيش حياة صحية بل لنعيش أساسًا.. وهذه الفيتامينات نوعين منها ما نصنعه نحن بداخل أجسادنا ونستطيع توفيره في أي وقت.. ونوع آخر لا نستطيع تصنيعه بداخلنا ولا توفيره بذواتنا بل لابد بأن يأتينا من الخارج كإضافة.. وهذه الفيتامينات عندما لا يأخذها الجسد لفترات طويلة يصاب بأمراض تدعى بالحرمان الغذائي..
هذا في البيولوجيا.. لكن الذي يهمنا أكثر, وهو غائب عن أعيننا هو البعد النفسي والاجتماعي للإنسان وعلاقته مع الحرمان..
ويقول الدكتور محمد كامل حسين في كتابه الوادي المقدس موضحًا لماذا لم ينتبه كثيرًا من الناس إلى فكرة الحرمان النفسي وأسبابه: “الواقع أنَّه ليس من السهل أن يقع التفكير الطبيعي على معنى الحرمان كعامل من العوامل القوية في تكييف حياة الأفراد والجماعات.. ذلك أنه إذا أراد الإنسان أن يبحث عن أسباب حادث بعينه فإن المنطق الطبيعي يدعوه إلى البحث عن ذلك في الحوادث التي سبقته, ليتبين أيها أدى إليه.. أي أن البحث يكون عادة عن الأسباب الايجابية.. وليس من الطبيعي أن يبحث الإنسان عن علة حادث ما باستقصاء ما لم يحدث.. أي عن الأسباب السلبية وهذا بالضبط نوع التفكير الذي لابد منه إذا أردنا دراسة الحرمان.. وهو تفكير غير عادي ثم هو عسير.. وأصعب ما فيه أن الإنسان لا يكاد يهتدي إلى وسيلة لتنظيمه ويبدو لأول وهلة أنه من المستحيل البحث فيما لم يحدث عن علة ما يحدث”..
ويمكننا أن نقول أن المادة الحرمانية هي المادة التي إذا حرمت منها أصابتك الأمراض وتأثر بها كيانك كله.. وسندع صاحب نظرية الحرمان يشرح لنا ويكمل عن ما يقصده من الحرمان وبعض قوانينه.. يقول:
“أولًا: لا يعد النقص العام حرمانًا بل يجب أن يكون النقص في مادة من المواد التي تسمى مواد الحرمان, فنقص الغذاء عامة لا يعد حرمانًا.. وقد يكون الغذاء قليلًا ولكنه إذا استكمل عناصره لم ينشأ عنه مرض من أمراض الحرمان.
ثانيًا: مواد الحرمان يجب أن تكون نادرة.. فالمواد كثيرة الانتشار التي يستطيع الإنسان أن يجدها في كل مكان لا تعد من مواد الحرمان.. ولا تعد منها أية مادة يستطيع الجسم أن يستبدل غيرها بها, ويجب ألا يكون الجسم قادرًا على تكوينها من بين المواد الأخرى التي يسهل حصوله عليها.
ثالثًا: أثر الحرمان يجب أن يكون عامًا, وإنما الحرمان يكون من مادة لها أثرها في النشاط الجسمي كله وإن كان كل عضو سليمًا.
رابعًا: تبين من دراسة أمراض الحرمان أنها كلها تؤدي إلى الضعف وفقد النشاط, ولا نعلم أن الحرمان من إحدى هذه المواد دفع المريض إلى نشاط خاص, هذه الخاصية أوضح ما يفرق بين النقص العام والحرمان.. فالجوع يدفع الناس إلى السعي والتماس الغذاء بقوة وعنف.. أما الحرمان فإنه يقعد صاحبه عن كل نشاط يؤدي إلى الخلاص من دائه.
خامسًا: ليس بالجسم وسيلة يعرف بها الإنسان أنه حرم إحدى المواد وليس في طبيعتنا ما يدفعنا إلى التماسها في مظانها, مثلًا.. الإنسان عندما يفقد عنصر اليود فلا يمكن الإلهام أن يهدي المحروم إلى ما حرمه, ولعل هذا العجز التام عن الإحساس بالحرمان هو أخطر مظاهره.
سادسًا: من أخص صفات مواد الحرمان أن قوتها لا تتبين إلا عند نقصها.. فإذا أعطيت للسليم فإن أثرها يكون ضئيلًا.
على ضوء هذه القواعد نستطيع أن نبحث عن أثر الحرمان في حياة الإنسان وسعادته”..
والعوامل الحرمانية التي يريدها المؤلف للإنسان وحياته الداخلية تلك العوامل التي إذا حرمها أصابته الأمراض هي:
1. الحب.
2. الإيمان ( أشدها خطرًا وتشوهًا للنفس).
3. الشعور الفني.
4. القدرة على التأثر بالسرور.
وفي الأخير علينا أن نعرف موادنا الحرمانية التي تحقق لنا السعادة وهي نسبية باختلاف النفسيات رغم ما يوجد من عناصر مشتركة قد تكون ثابتة عند الجميع وهي ما ذكرها المؤلف من العوامل الحرمانية.. وعندما تسعى إلى المال كغاية قد لا يكون هو مادتك الخاصة لذلك نرى أن كثيرًا من الأغنياء والملوك على مر التاريخ لم يسعدوا بالمعنى الحقيقي بل عاشوا حياة مريضة تخلو من الفيتامينات المكلمة للنفس.. فابحث عن فيتاميناتك النفسية واحذر الحرمان منها.
منقول.
أفادنا الله واياكم بهذا.
كفاني اني مسلم- عضو جديد
- عدد الرسائل : 49
العمر : 33
نقاط : 5080
تاريخ التسجيل : 02/08/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 26 يوليو 2022 - 10:36 من طرف دين نعيمي
» من يعرف لنا المكاحلية ؟؟
الخميس 21 يناير 2021 - 15:10 من طرف الدين
» من شيوخ سيدي الشيخ
الخميس 21 يناير 2021 - 8:39 من طرف الدين
» ممكن شجرة سيدي حمزة بن بوبكر قائد ثورة أولاد سيدي الشيخ ؟
الخميس 21 يناير 2021 - 6:17 من طرف الدين
» قراءة في كتاب "الوسيط في تاريخ أدباء شنقيط" لأحمد الشنقيطي وبوبكرية الأقلال فقط
الأربعاء 25 نوفمبر 2020 - 18:23 من طرف chikh
» لماذا تجاهل المؤرخون هذه الفترة من حياة سيدى الشيح ؟!
السبت 4 أبريل 2020 - 22:02 من طرف mahmoudb69
» شجرة أولاد سيدي محمد بن عبد الله
السبت 4 يناير 2020 - 5:54 من طرف الدين
» من روائع محمد ولد بلخير
الجمعة 29 نوفمبر 2019 - 11:30 من طرف دين نعيمي
» سيدي أحمد المجدوب
الجمعة 11 أكتوبر 2019 - 15:30 من طرف Azziz
» صدور كتاب جديد.....
الأربعاء 9 أكتوبر 2019 - 14:24 من طرف Azziz
» ممكن التواصل مع الأستاذ سي بلمعمر
الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 23:43 من طرف Azziz
» الرحال اللاجئون قديما
الجمعة 27 سبتمبر 2019 - 19:18 من طرف Azziz
» المرحوم / الحاج محمد عدناني في سطور
الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:59 من طرف محمد بلمعمر
» كيف أتأكد من أنني أنتمي إلى قبيلة سيدي الشيخ?
الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 22:00 من طرف manadh
» المنن في مناقب سيدي محمد بن عبد الرحمان
السبت 26 مايو 2018 - 5:43 من طرف الدين
» كتاب " امارة اولاد سيدي الشيخ"
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:46 من طرف محمد بلمعمر
» قصائد بوشيخية .
الجمعة 6 أبريل 2018 - 9:53 من طرف محمد بلمعمر
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 1 أبريل 2018 - 21:17 من طرف manadh
» شهداء معركة تازينة باليض.....
الخميس 1 مارس 2018 - 22:22 من طرف manadh
» أفضل الصلاة وأزكى التسليم على إمام الانبياء
الإثنين 19 فبراير 2018 - 11:04 من طرف بكري