سيدي معمر بلعالية

بسم الله والصلاة على سيِّدنا محمد وعلى آله

إرتأيت أن يَطلع القراء على صورة غلاف وبعض محتوى الكتاب المذكور لكاتب ومستشار الباي محمد الكبير الكردي، الأديب الرحالة أبي العباس أحمد بن محمد ابن هطال التلمساني، وقد وردت ترجمتهما في مقدمة تحقيق هذا المخطوط للدكتور محمد بن عبدالكريم رحمه الله والذي كان له الفضل في تحقيق أكثر من ثمان مخطوطات خلال الستينات، كما توجد ترجمة لحياة ابن هطال والباي محمد الكبير المُـــلـقَـــب الأكـــحـــل، في كتاب "الثـغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني" لأحمد بن سحنون

وساعود لشخص الباي محمد الكبير لأنه هو أيضاً لقبه الأكحل لسمرته وقلت أعلاه وصل لنواحي شرق ستيتن وشمال المنطقة؟؟
فهل تكررت قصة السلطان لكـــحـل عند عامة الناس؟

فاختلط عليهم السلطان لكحل -أباالحسن المريني- 735هـ؟

والسلطان أو الباي لكحل -محمد الكبير الكردي- 1199هـ؟

مع سلطان أو حاكـــم محلي، قيل خارجي المذهب، في عصر سيّدي معمر بلعالية؟

وهذا الأمر الذي دوَّخ بلا شك الباحثين ومنهم السيّد الدكتور حمزة بوبكر رحمه الله كما نبه على ذلك في كتابه ّ"سيّدي الشيخ" بقوله تضارب التواريخ وعدم تزامنها مع المُسميات والسنوات.. Anachronisme
ولله في خلقه شؤون

بسم الله وصلّى الله على سيِّدنا محمد وعلى آله
والسلام بدأ وختماً وفي طاعة الله ورسوله عليه السلام

أقول ورد أعلاه النص الذي يشهد على وقوع الأسرى والمساجين من الرجال والأطفال أثناء الفتن والصراعات فالشاهد صورته من رحلة ابن هطال

بسم الله والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد وعلى آله
أعود لنقط سبق معالجتها أعلاه خاصة في سلسلة النسب..

للأسف أخطاء يقع فيها حتى الأساتذة والعلماء الباحثون؛ بسبب التسرع أحياناً وأحياناً أخرى لدواعي الأنانية والرغبة في الاستحواذ على دراسة معينة أو موضوع معين، وبدون مراجعته مع الأنداد من الأساتذة والباحثين حولهم في مواضيع مشابهة وربما حتى لا يُـقال أنك- أنه- إستفاد من بحث ومراجعة فلان أو علان.. وعلى كل حال فهذه سنَّة الله في خلقه.. منذ وقعت المنافسة والحسد -للأسف- بين ابني آدم عليه السلام، ولليوم نحن نشاهد ونعايش مثل هاته المنافسة غير الشريفة بين بني البشر، وأحرى بين الباحثين وذوي المقام الأكبر من ألقاب جامعية و أكادمية، والمثل الشعبي يقول .. عيـش تـشوف..

لكن رغم ذلك بعضهم يجتهد ويخطأ، ويتقبل النصيحة والتوضيح، فهذا هو الذي يستحق التنويه والإحترام، وجَلّ من لا يُخطئ. وهذا جائز بل معقول لأن الذي لا يُخطأ هو الذي لا يــعـمَـل شيئاً..

فمن الأساتذة الذين نحترمهم لأنهم كتبواْ وبحثواْ مواضيع هي في صميم منتدانا هذا، نذكر د.إبراهيم مياسي رحمه الله ، فلقد بدأ بعض الدراسات الخاصة عن ثورة أولاد سيّدي الشيخ1864م وثورة الشيخ سيّدي بوعمامة1881م رحمه الله، في مجلات تصدرها هيئات تابعة لوزارة المجاهدين وبالأخص المتحف الوطني ومركز الدراسات التاريخية كمجلة الذاكرة والمصادر سنة2000م حينما كتب عن ثورة الشيخ بوعمامة رحمه الله، ورغم الإلمام بالموضوع والوثائق المرتبطة به فقد وقع في أخطاء كان بالإمكان تفاديها لو عاد لأهل -مكة- المكان والشخصية المدروسة لتحقيق بعض الأسماء والوقائع..
لكن لم تكن له دراية في مسميات الأماكن والأشخاص.. منها مثلاً إسم شخصية شهيرة تركها الشيخ سيّدي بوعمامة رحمهما الله، في قصر -بلدة- دلـدول بمنطقة أوقورت عندما غادرها بداية1895م متجها شمالاً عبر العرق الغربي نحو حاسي لمغيميم وأوسكير ثم بني ونيف وفجيج1896م.. والشخص المعني هو الوليّ الصالح الشريف مولاي مَـدغـرة رحمه الله المتوفى عام1964م بعد استعادة الإستقلال فجاءت كتابة إسمه خاطئة بكتابة د.مياسي أنه (( مـد أغا )) اهـ، ..
ثم في كتابه القيّم المطبوع مؤخراً 2011م تقريباً- عن المقاومات بالصحراء. فأبدع واحسن دراسة مستفيضة للمقاومات ومنها المقاومتين المذكورتيـن ممّا يهمنا هنا مع مقدمة قصيرة عن اصل أولاد سيّدي الشيخ وأسلافه، فأورد -د.ابراهيم مياسي- سلسلة النسب، والمليئة بالأخطاء، وللأسف كانت السلسلة التي كتبها الفرنسي "دو لاكـروا" عام 1896م والتي ناقشناها سابقاً ونقلها غيري في صفحات عديدة .. وفيها
..بن سيدي يزيد طفيل الزغاوي بن سيدي المضي بن سيدي ازراو بن سيدي إدريس زغوان بن سيدي عبدالله صفوان بن سيدي محمد أبي عتيق..الخ

وهي ترجمة حرفية لكلمات لم يفهمها الفرنسي "دو لاكروا" فنقلها عنه أولادنا وإخوتنا وأساتذتنا وكأنها حقيقة سماوية منــزهَـة من الخــطأ وللأسـف فعبارة "دو لاكروا" بلغة فولتير

Iazid _ibn_ Toufil _ibn_ El-Madiou _ ibn_ Azraou _ibn_ Sofian
وكتب (سفيان) بدلاً من صفوان..

الطفيل المدعو الزغاوي أصبح عند "دولاكروا": الطفيل بن المضو بن ازراو..؟ سبحان الله
ــــــــــــ

والطامة الكبرى للأسف هي ما كتبه د.محمد الامين بلغيث، للأسف، كتب عبارة لا هي للقاضي عبدالكريم الفكون رحمه الله ولا لمحقق كتابه منشور الهداية.. عندما نقل أسماء بعض المشعوذين الذين إنتقدهم شيخ الإسلام الفكون(توفي1073هـ) رحمه الله [1].. ومباشرة ينتقل الدكتور بلغيث، للقول .. الحاج الصحراوي .. و.. وهذا الذي يَـنــتَـسـِـب إلــيــه أولاد سيّدي الشيخ بغربي الجزائر.. الخ بتصرف، ص98، من كتاب "الشيخ محمد بن عمر العدواني" مؤرخ سوف والطريقة الشابية؛ طبعة ثانية -قال عنها- مـُـنــقَـحـة عام2007م، دار كتاب الغد، جيجل، الجزائر

سبحان الله هذا بهتان كـــبــيــر، فشخصية محمد المدعو الحاج الصحراوي، من أهل غرب قـــسـنــطيــنــة وضواحي قلعة[2] بني حماد (المسيلة) كان حياً بعد عام 1000هـ عندما كان سيِّدي الــــشــــيـــخ عبــدالقــادر بــن مــحمـد بن سلـيمــان، رحمه الله ورضي عنه وعن سلفه، كان عالماً يستشار من الأمراء والمـلوك والقضاة والقبائل من صحرائها لتلها الغربي، فكيف يكون هو -عبدالقادر بن محمد- من ذرية محمد الحاج الصحراوي الذي يعاصـــره؟ يــكفي علامة إستفهام واحــدة ..

وربما يقول البعض أن القاضي عبدالكريم الفكون، هو الذي قال هذا؟ فأقول الكتاب، طبعة1987م، عندي منذ حوالي عشرين سنة وذكر القاضي الفكون الذي بدأ كتابة هذا الكتاب بعد مرضه عام1025هـ.. -سبحان الله نفس السنة التي توفي فيها سيِّدي عبدالقادر بن محمد- ودام مرضه(القاضي الفكون) عدة سنوات لكن كان كتابه مثل المذكرة كما قال المحقق د.أبوالقاسم سعدالله، وفقه الله وحفظه، لأن القاضي أرخ لوفاة والده التي كانت عام1045هـ/ 1635م [3] وهي آخر حدث في الكتاب..
يعني أنه(المؤلف القاضي الفكون) والمترجم له (محمدالحاج الصحراوي) معاصران للشيخ العلامة الوليّ سيّدي الحاج بحوص بن عبدالقادر بن محمد، البكري الصدّيقي رحمهم الله

قال القاضي عبدالكريم الفكون[2]: .. ومنهم محمد المُلقب الحاج وهو الذي ذكرناه آنفاً. وكان ابتاء أمره جعل الخلوة والعزلة وربما يُقال له الصــحراوي، ثم إنه أظهَـر أمره أهلُ البادية والأعراب، وتَصدى لرئاسة إعطاء العهد وخالَـط مشيخة الأعراب ورؤساءهم. ومبدأ ظهوره في ناحية الغرب في نواحي القلعة [بني حماد (الهامش)] ومسكنه قرية مـدوكــال، .. " انتهى،

امدوكال قرب بريكة من المدن بين بسكرة وباتنة وهي التي ولد فيها العديد من الدكاترة والأعلام المعاصرين كالدكتور دودو، والاعب مصطفى كويسي(بلكور) وغيرهم..

ــ لكن د.محمدالامين بلغيث، سامحه الله قال في كتابه الهام للغاية في موضوعه لكنه للأسف أقحم نفسه في ما هو خارج عن موضوع الكتاب فزل به القلم بعيداً عن الموضوعية والمنهج العلمي لأنه كتب في آخر الكتاب عن الشيخ العدواني:

"ساند الأولياء والمشعوذون السلطة التركية الجديدة في إقليم الشرق.."، إلى أن قال"..سجل عبدالكريم الفكون إحترازاته على سلوكاتهم وبدعهم وهم: قاسم بن أمّ هانئ..، واحمد بوعكاز..، ومحمد الحاج الصحراوي الذي يَــنـَـسـب إليه أولاد سيِّدي الشيخ بغــربي الجزائـر، وأخيراً.." إنتــهى كلام الدكتور محمدالأمين بلغيث، للأسف لا إقتباساً ولا أمانة علمية اللهم إلاّ الأشخاص الأربعة الذين وردواْ في منشور الهداية للقاضي الفكون، فما دخل أولاد سيّدي الشيخ الموجودين بالغرب الجزائري .. إنا لله وإنا إليه راجـعون..

لسانك يا ابن آدم لا يلدغنك.. وصدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في كل ما نصحنا به وحذرنا منه وخاصة الطعن في النسب والقول بدون علم فيما نجهـل..
والسلام

ــــــــ المصادر
[1]صفحة8 مقدمة كتاب منشور الهداية للقاضي عبدالكريم الفكون، تحقيق د.أبوالقاسم سعد الله ط1987م
[2]صفحة142، نفسه،
[3]صفحة14، نفسه

السلام
أولاً واضح تباعد زمني العالمين والصالحين البكريان الصدّيقيان، سيّدي محرز بن خلف، وسيّدي معمر بلعالية ابن سليمان، رحمهما الله ورضي عنهما..
لكن نذكرهما ونعلق على الرواية، لأن التراث الشفهي قوي ومتواتر جداً هنا، وكلهم يقولونها، لكن نوضح ونعلق ونقول أن بينهما أكثر من قرنين من الزمن، وربما الرواية الشفهية ينقصها حدث أو تفصيل، لشخصية من احفاد سيّدي محرز أو شخصية بنفس الإسم من البكريين الصديقيين، ولا نرفض الرواية تماماً بل نحتفظ بها مع نفي معاصرة سيّدي معمر بلعالية للشيخ سيّدي محرز بن خلف، رضي الله عنهما.

وفاة سيّدي محرز بن خلف، عام 413هـ / 1007م(تقريباً) رحمه الله
علماً أن 505هـ توافق 1111م وفاة الإمام أبي حامد الغزالي رضي الله عنه؛
بينما عاش سيّدي معمر بلعالية ابن سليمان بن سعد، رحمه الله بعد 622هـ، -رواية الأستاذ طواهرية عبدالله،- إلى بداية القرن الثامن الهجري حوالي 750هـ (1348م) بالتقريب.. فالفارق بين الوفاتين حوالي ثلاثة قرون؟

تقدير حياته-سيّدي معمر بلعالية- رحمه الله، منتصف ق8هـ القرن الثامن الهجري، من عدد الأباء وتدقيق حياة أعلام نسله العلامة الصوفي سيّدي سليمان بن أبوسماحة رحمهم الله ورضي عنهم، لأنه توفي عام 946هـ حوالي 1539م وولادته بين 866هـ إلى 870هـ تقديراً من طلبه للعلم بالأندلس وجهاده بها وعودته قبل سقوطها بقليل وكان سقوطها في محرم897هـ الموافق 1492م، ولطلب العلم والجهاد فلا بد من سن على الأقل 20عاماً؟ وهل من رواية؟ وليست رواية ولكنها إستقراء من النصوص والأحداث، ليس إلا والله الموفق للصواب..

وبارك الله فيك وانت أدرى بالصواب، وأهل التاريخ اولى بالفصل في الموضوع..

ــــــــــــــــــ
للأسف بدأوا نقاشاً على صفحة جديدة كان الأجدر أن تكون تابعة لهاته المساهمات لتعلقها بنفس الشخصية والحدث، فكتب "سيّدالشيخ" -نت- 17أفريل2012م موضوع "العالم والفقيه سيّدي معمر.."، وعلقت عليه اليوم 10جوان2013م وأعيده هنا للإفادة وللملاحظة ــــــــــــــــــــــــــــ قلت فيه:
ـــــــــــــــ
وشكراً على معالجة نفس الموضوع، وللأسف، كانت صفحات أخرى فيها نفس العنوان تقريباً، عن "سيّدي معمر" رحمه الله ورضي عنه..
فلماذ لا نبحث أولاً عن الموضوع فإن لم يتطرقوا إليه نكتبه،
وأما وقد تمت معالجته وبدايته من أخرين فلا حرج من مواصلة نفس الموضوع بمساهمات او تساؤلات جديدة

تدخلات موفقة إجمالاً لكن لابد من قولنا
لكن.. ــــــــــــــــــــ
قولكم في افتتاح الموضوع.. الأباضية والأزارقة .. الخ، انتهى
فرقتان وُجِــدتا عندنا ببلدان المغرب، لكن الثالثة الأزارقة-الثانية في قولك- لم بصل تأثيرها غرباً ولم يكن لها أتباعاً حتى تُـذْكر..
فالصفرية هم الذين أسسوا دولتهم وبنو مدينة سجلماسة عاصمة لها عام 140هـ، والتي خربت مطلع ق11هـ، وتعرف اليوم ناحية تافيلالت منذ القرن الحادي عشر الهجري

واما الأباضية فكانوا في طرابلس عام110هـ بقيادة أبوالخطاب الهواري -من هوارة البرانسة أهل طرابلس أنذاك- ومن رفاقه عبدالرحمان بن رستم الذي نزل على مطماطة وزناتة المغرب الأوسط حوالي160هـ فقدموه إماماً لهم وأسسوا تيهرت عاصمة لدولتهم الرستمية
..
وأما قولهم -في بعض الكتابات- أن سيّدي معمر رحمه الله، علمهم المذهب المالكي و..و.. ففيه من الصح، وفيه من العاطفة الجزء الأكبر.. سبحان الله.. إذا كان هذا التحول الكبير، في رقعة كبيرة و.. وبين أعداد كبيرة، لذكرها المؤرخون من أمثال ع.ابن خلدون..
فجزء من هاته العبارة نقلها الأستاذ حمزة بوبكر رحمه الله؛
..
والله يهديك في قولك .. رفض عامل أبو الحسن المريني اعتناق المذهب.. اهـ،؟ هذا خطأ تاريخي فادح، لأن المرينيين وخاصة أباالحسن المريني، الذي حكم المغرب منذ735هـ، كان على مذهب السنة، وهو الذي أسس مسجداً ومدرسة للفقه المالكي في تلمسان كما في غيرها بعدما استولى عليها وحاصرها وبنى المنصورة المشهورة لليوم..
ــــــــ
من فضلك إن كان عندك القليل من مخطوط "الطائفتبن.."، الذي نقل عنه السيّد الأستاذ حمزة بوبكر رحمه الله، فلتنقل منه عبارات طويلة نسبياً وواضحة حتى نعرف محتواه ويمكن للمؤرخين والذين لهم باعاً في البحث والتنقيب، تقييم مصداقيته لأنهم.. يذكروه مع مخطوط مجهول، فالمجهول هو أصلاً ضعيفاً في التأريخ وتأصيل الأقوال..
ـــــــ
فلم يرووا تعيين السلطان أبوالحسن المريني، بعامل له مخالفاً لما كان عليه؟
ـــــــ
.. مراجعك وتنقيطها عند كل عبارة.. لأنك تقفز من نقطة لأخرى دون إتمام العبارات للأسف وتأصيلها بالمصدر
والسلام