المواضيع الأخيرة
لا تنسوا أن تتصفحوا أيضا بعض أقسام المنتدى:
بوابة الخواطر الأدبية للكاتب ش ق بن عليةبحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 40 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 40 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 634 بتاريخ الثلاثاء 4 سبتمبر 2012 - 22:39
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في رحاب سيدي الشيخ
اذا ضاق صدرك
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اذا ضاق صدرك
إنّ الصَّلاةَ صلةٌ ولقاءٌ .. وتعبد ووفاء .. بين العبد في الأرض .. والرب في
السماء ..
هي المعين الذي لا ينضب .. والزاد الذي لا ينفد ..
ولقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ..
بل إن كشف الكربات .. وإجابة الدعوات .. يكون أعظم ما يكون الصلوات
فهي عند الصالحين الطريقُ لرفع البلاء .. وإجابةِ الدعاء ..
روى البخاري :
أن إبراهيم عليه السلام .. بينما هو ذات يوم يسير مع زوجه سارة.. إذ أتى
على بلد يحكمها جبار من الجبابرة.. فأتى هذا الجبار بعض حاشيته
وقالوا:إن ها هنا رجلاً معه امرأة من أحسن الناس ولا تصلح إلا
لك ..فأرسل هذا الجبار جنده إلى إبراهيم وسألهوه من هذه معك ؟
فعلم إبراهيم عليه السلام أنه لا قوة له بهذا الطاغية .. وأنه لو قال زوجتي
لقتلوه .. فقال لهم : هي أختي ..
ثم أتى إبراهيم إلى سارة .. وقال : يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن
غيري وغيرك.. وإن هذا سألني عنك .. فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني ..
فأرسل الجبار إليها .. فأحضرت إليه .. فلما دخلت عليه .. أقبل عليها.. فلما
رفع يده إليها .. شلت يده .. ففزع الرجل .. وقال : ادعي الله لي ولا
أضرُّك .. فدعت الله له .. فأطلق .. فوسوس له الشيطان ..
فأقبل إليها مرة أخرى .. فدعت عليه .. فأصابه كالأولى أو أشد.. فلما رأى
أنه لا طاقة له بها ..
فزع وقال: ادعي الله لي ولا أضرُّك.. فدعت له فأطلق الله يديه..
ففزع منها .. ودعا بعض حجابه .. وقال : إنكم لم تأتوني بإنسان وإنما
أتيتموني بشيطان ..
ثم أخرجها من قصره .. وأعطاها جارية اسمها هاجر ..
فخرجت سارة .. إلى زوجها .. فلما دخلت عليه فإذا هو قائم يصلي ..
ويدعو ويبتهل ..
فلما أحس بها أومأ بيده .. يسألها عن الخبر .. فقالت : رد الله كيد الكافر -
أو الفاجر - في نحره.. وأخدم هاجر ..
فانظر كيف فزع إبراهيم إلى الصلاة لما حزبته الأمور ..
* * *
بل .. انظر إلى النبي العابد .. القانت الزاهد .. زكريا عليه السلام ..
شيخ جاوز عمره السبعين .. ضعف جسده .. ورق عظمه .. واقتربت
منيته .. فاشتهى أن يكون له ولد أو ولي .. فرفع يديه إلى الله داعياً ..
مبتهلاً باكياً ..
قال الله : { ذكر رحمة ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداءً خفيا * قال
رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً * ولم أكن بدعائك رب شقياً
* وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً فهب من لدنك ولياً
* يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً } ..
فتقرع دعواته أبواب السماء .. فينظر الله إلى عبده الداعي .. فإذا هو عابد
في محرابه .. يترقب إحسان ربه ويخاف من عذابه ..
فإذا بالبشائر تتنزل عليه وهو في الصلاة ..
قال الله : ( فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ
بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ
رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ
مَا يَشَاء ) ..
* * *
وهكذا الرحمات .. إنما تستنزل بالصلوات ..
في معركة الأحزاب ..لما بلغت القلوب الحناجر ..وهرب كل منافق
وفاجر ..
وقد حفر المسلمون بينهم وبين عدوهم خندقاً ..
وأظلم الليل ..واشتد البرد ..فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرف حال
الكفار ..
فأقبل على أصحابه .. ثم قال لهم : من رجل منكم يذهب وينظر لي خبر
القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟
فما تحرك أحد .. فمر عليهم ثم قال : قم يا حذيفة .. قال حذيفة : فما كان
لي من بد إذا أمرني رسول الله أن أقوم إلا أن أقوم .. فقمت .. قلت : لبيك يا
رسول الله ؟
قال : اذهب وانظر لي خبر القوم ولا تحدثن شيئاً حتى تأتيني ..
قال حذيفة : فنزلت في الخندق ثم صعدت فإذا المشركون كثير .. وإذا من
بينهم رجل يصلي يديه على نار بين يديه ثم يلصقهما بجانبيه ..
فنظرت فإذا هو قائد الجيش أبو سفيان .. فقلت في نفسي : إن أنا قتلته ..
اضطرب أمرهم وانهزموا .. فأخذت سهماً من كنانتي أبيض الريش ..
فوضعته في كبد القوس فلما شددته .. تذكر ت قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم : لا تحدثن شيئاً حتى تأتيني .. فأرجعت السهم في كنانتي ..
ونظرت في حالهم .. فإذا الريح قد اشتدت عليهم .. فما تقر لهم قدراً .. ولا
تقيم لهم بعيراً ..
فدخلت في إحدى الخيام .. فجلست بينهم في الظلمة ..
فشعر أبو سفيان أن رجلاً قد دخل في القوم فصاح بهم وقال : ألا لينظر
كل امرئ من جليسه ؟
قال حذيفة : فخفت أن يسألني الذي بجانبي فأفتضح .. فبادرته وصحت
به : من أنت ..؟ ففزع وقال : أنا فلان من بني فلان .. فسكت عنه .. فلما
رأى مني ذلك هاب أن يسألني .. فنجوت ..
وخرجت من بينهم وعدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فإذا هو
قائم يصلي ويدعو ..فقعدت عنده ..حتى فرغ فبشرته بخبر القوم ..ففرح
وكبر..
نعم ..هزم الله الأعداء ..ونصر الأولياء .. بصلاة ودعاء ..
وكانوا كما قال الله : { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى
اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا } ..
فانظر كيف فزع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلوات .. فانكشفت
الكربات ..
* * *
خرج محمد بن واسع في جيش قتيبة بن مسلم .. فلما التقى الصفان .. التفت
قتيبة فلم ير ابن واسع .. فأرسل بعض من عنده يطلبونه ..
فلما عادوا إليه : قالوا له : وجدناه ساجداً .. يحرك أصبعه ويدعو ..
فقال قتيبة : والله لأصبع محمد بن واسع في الجيش .. أحب إليَّ من ألف
شاب طرير .. وسيف شهير .. فلما أتاه محمد واسع .. قال قتيبة : أين
كنت ؟ فقال ابن واسع : كنت أهز لك أبواب السماء ..
فأين المرضى عن التعبد بالصلوات !!
وأين المكروبون عن الركعات والسجدات !!
بل .. أين المظلومون وأصحابُ الحاجات !!
فبها يشفى المرض وتكشف الكربة .. ويغفر الذنب وتقبل التوبة ..
اقرع بها أبواب السماء .. والتمس كشف الكرب ورفع البلاء ..
* * *
بل الصلاة هي مفتاح الرزق .. قال الله :
{ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ
فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى * وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ
رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } ..
أقبل رجل إلى ثابت البناني يستعين به على حاجة يريدها من بعض
الكبراء .. فمضى معه ثابت .. فجعل لا يمر بمجسد إلا نزل فصلى
ركعتين ..حتى وصل إلى الرجل فكلمه في الحاجة ..فقضاها من فوره..
فالتفت ثابت إلى صاحبه فقال : لعله شق عليك وقوفي عند كل مسجد ..
وصلاتي .. قال : نعم .. قال : ما صليت صلاة .. إلا طلبت إلى الله تعالى
في حاجتك أن يقضيها .. وها هي قد قضيت ..
* * *
نعم .. الصلاة هي بوابة الرحمات .. بل هي مفتاح الكنز .. الذي من حصله
حاز الخيرات ..
فرحم الله عباداً نصبوا أقدامهم لطاعة مولاهم.. فرضي ربهم بأعمالهم
وعجل لهم بشراهم..
لهم مع الصلاة أخبار .. في الليل والنهار .. فهم في الليل .. من الذين
{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ }..
وهم في النهار من { الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ
زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ
كَرِيمٌ } ..
وإذا أذنب أو عصى .. شرعت له الصلاة ..
وإذا ضاق به الصدر .. وتعسر الأمر .. شرعت له الصلاة ..
وإذا كسفت الشمسُ أو القمرُ .. شرعت الصلاة ..
فهي رأس القربات .. وغرة الطاعات ..
هي راحة العبّاد الأبرار .. وقرة أعين المتقين الأطهار ..
السماء ..
هي المعين الذي لا ينضب .. والزاد الذي لا ينفد ..
ولقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ..
بل إن كشف الكربات .. وإجابة الدعوات .. يكون أعظم ما يكون الصلوات
فهي عند الصالحين الطريقُ لرفع البلاء .. وإجابةِ الدعاء ..
روى البخاري :
أن إبراهيم عليه السلام .. بينما هو ذات يوم يسير مع زوجه سارة.. إذ أتى
على بلد يحكمها جبار من الجبابرة.. فأتى هذا الجبار بعض حاشيته
وقالوا:إن ها هنا رجلاً معه امرأة من أحسن الناس ولا تصلح إلا
لك ..فأرسل هذا الجبار جنده إلى إبراهيم وسألهوه من هذه معك ؟
فعلم إبراهيم عليه السلام أنه لا قوة له بهذا الطاغية .. وأنه لو قال زوجتي
لقتلوه .. فقال لهم : هي أختي ..
ثم أتى إبراهيم إلى سارة .. وقال : يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن
غيري وغيرك.. وإن هذا سألني عنك .. فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني ..
فأرسل الجبار إليها .. فأحضرت إليه .. فلما دخلت عليه .. أقبل عليها.. فلما
رفع يده إليها .. شلت يده .. ففزع الرجل .. وقال : ادعي الله لي ولا
أضرُّك .. فدعت الله له .. فأطلق .. فوسوس له الشيطان ..
فأقبل إليها مرة أخرى .. فدعت عليه .. فأصابه كالأولى أو أشد.. فلما رأى
أنه لا طاقة له بها ..
فزع وقال: ادعي الله لي ولا أضرُّك.. فدعت له فأطلق الله يديه..
ففزع منها .. ودعا بعض حجابه .. وقال : إنكم لم تأتوني بإنسان وإنما
أتيتموني بشيطان ..
ثم أخرجها من قصره .. وأعطاها جارية اسمها هاجر ..
فخرجت سارة .. إلى زوجها .. فلما دخلت عليه فإذا هو قائم يصلي ..
ويدعو ويبتهل ..
فلما أحس بها أومأ بيده .. يسألها عن الخبر .. فقالت : رد الله كيد الكافر -
أو الفاجر - في نحره.. وأخدم هاجر ..
فانظر كيف فزع إبراهيم إلى الصلاة لما حزبته الأمور ..
* * *
بل .. انظر إلى النبي العابد .. القانت الزاهد .. زكريا عليه السلام ..
شيخ جاوز عمره السبعين .. ضعف جسده .. ورق عظمه .. واقتربت
منيته .. فاشتهى أن يكون له ولد أو ولي .. فرفع يديه إلى الله داعياً ..
مبتهلاً باكياً ..
قال الله : { ذكر رحمة ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداءً خفيا * قال
رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً * ولم أكن بدعائك رب شقياً
* وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً فهب من لدنك ولياً
* يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً } ..
فتقرع دعواته أبواب السماء .. فينظر الله إلى عبده الداعي .. فإذا هو عابد
في محرابه .. يترقب إحسان ربه ويخاف من عذابه ..
فإذا بالبشائر تتنزل عليه وهو في الصلاة ..
قال الله : ( فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ
بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ
رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ
مَا يَشَاء ) ..
* * *
وهكذا الرحمات .. إنما تستنزل بالصلوات ..
في معركة الأحزاب ..لما بلغت القلوب الحناجر ..وهرب كل منافق
وفاجر ..
وقد حفر المسلمون بينهم وبين عدوهم خندقاً ..
وأظلم الليل ..واشتد البرد ..فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرف حال
الكفار ..
فأقبل على أصحابه .. ثم قال لهم : من رجل منكم يذهب وينظر لي خبر
القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟
فما تحرك أحد .. فمر عليهم ثم قال : قم يا حذيفة .. قال حذيفة : فما كان
لي من بد إذا أمرني رسول الله أن أقوم إلا أن أقوم .. فقمت .. قلت : لبيك يا
رسول الله ؟
قال : اذهب وانظر لي خبر القوم ولا تحدثن شيئاً حتى تأتيني ..
قال حذيفة : فنزلت في الخندق ثم صعدت فإذا المشركون كثير .. وإذا من
بينهم رجل يصلي يديه على نار بين يديه ثم يلصقهما بجانبيه ..
فنظرت فإذا هو قائد الجيش أبو سفيان .. فقلت في نفسي : إن أنا قتلته ..
اضطرب أمرهم وانهزموا .. فأخذت سهماً من كنانتي أبيض الريش ..
فوضعته في كبد القوس فلما شددته .. تذكر ت قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم : لا تحدثن شيئاً حتى تأتيني .. فأرجعت السهم في كنانتي ..
ونظرت في حالهم .. فإذا الريح قد اشتدت عليهم .. فما تقر لهم قدراً .. ولا
تقيم لهم بعيراً ..
فدخلت في إحدى الخيام .. فجلست بينهم في الظلمة ..
فشعر أبو سفيان أن رجلاً قد دخل في القوم فصاح بهم وقال : ألا لينظر
كل امرئ من جليسه ؟
قال حذيفة : فخفت أن يسألني الذي بجانبي فأفتضح .. فبادرته وصحت
به : من أنت ..؟ ففزع وقال : أنا فلان من بني فلان .. فسكت عنه .. فلما
رأى مني ذلك هاب أن يسألني .. فنجوت ..
وخرجت من بينهم وعدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فإذا هو
قائم يصلي ويدعو ..فقعدت عنده ..حتى فرغ فبشرته بخبر القوم ..ففرح
وكبر..
نعم ..هزم الله الأعداء ..ونصر الأولياء .. بصلاة ودعاء ..
وكانوا كما قال الله : { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى
اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا } ..
فانظر كيف فزع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلوات .. فانكشفت
الكربات ..
* * *
خرج محمد بن واسع في جيش قتيبة بن مسلم .. فلما التقى الصفان .. التفت
قتيبة فلم ير ابن واسع .. فأرسل بعض من عنده يطلبونه ..
فلما عادوا إليه : قالوا له : وجدناه ساجداً .. يحرك أصبعه ويدعو ..
فقال قتيبة : والله لأصبع محمد بن واسع في الجيش .. أحب إليَّ من ألف
شاب طرير .. وسيف شهير .. فلما أتاه محمد واسع .. قال قتيبة : أين
كنت ؟ فقال ابن واسع : كنت أهز لك أبواب السماء ..
فأين المرضى عن التعبد بالصلوات !!
وأين المكروبون عن الركعات والسجدات !!
بل .. أين المظلومون وأصحابُ الحاجات !!
فبها يشفى المرض وتكشف الكربة .. ويغفر الذنب وتقبل التوبة ..
اقرع بها أبواب السماء .. والتمس كشف الكرب ورفع البلاء ..
* * *
بل الصلاة هي مفتاح الرزق .. قال الله :
{ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ
فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى * وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ
رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } ..
أقبل رجل إلى ثابت البناني يستعين به على حاجة يريدها من بعض
الكبراء .. فمضى معه ثابت .. فجعل لا يمر بمجسد إلا نزل فصلى
ركعتين ..حتى وصل إلى الرجل فكلمه في الحاجة ..فقضاها من فوره..
فالتفت ثابت إلى صاحبه فقال : لعله شق عليك وقوفي عند كل مسجد ..
وصلاتي .. قال : نعم .. قال : ما صليت صلاة .. إلا طلبت إلى الله تعالى
في حاجتك أن يقضيها .. وها هي قد قضيت ..
* * *
نعم .. الصلاة هي بوابة الرحمات .. بل هي مفتاح الكنز .. الذي من حصله
حاز الخيرات ..
فرحم الله عباداً نصبوا أقدامهم لطاعة مولاهم.. فرضي ربهم بأعمالهم
وعجل لهم بشراهم..
لهم مع الصلاة أخبار .. في الليل والنهار .. فهم في الليل .. من الذين
{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ }..
وهم في النهار من { الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ
زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ
كَرِيمٌ } ..
وإذا أذنب أو عصى .. شرعت له الصلاة ..
وإذا ضاق به الصدر .. وتعسر الأمر .. شرعت له الصلاة ..
وإذا كسفت الشمسُ أو القمرُ .. شرعت الصلاة ..
فهي رأس القربات .. وغرة الطاعات ..
هي راحة العبّاد الأبرار .. وقرة أعين المتقين الأطهار ..
بنت الابيض- مشرفة
- عدد الرسائل : 316
العمر : 33
نقاط : 5958
تاريخ التسجيل : 13/03/2009
رد: اذا ضاق صدرك
ان شاء الله لن يضيق صدر مؤمن
بنت الابيض- مشرفة
- عدد الرسائل : 316
العمر : 33
نقاط : 5958
تاريخ التسجيل : 13/03/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 26 يوليو 2022 - 10:36 من طرف دين نعيمي
» من يعرف لنا المكاحلية ؟؟
الخميس 21 يناير 2021 - 15:10 من طرف الدين
» من شيوخ سيدي الشيخ
الخميس 21 يناير 2021 - 8:39 من طرف الدين
» ممكن شجرة سيدي حمزة بن بوبكر قائد ثورة أولاد سيدي الشيخ ؟
الخميس 21 يناير 2021 - 6:17 من طرف الدين
» قراءة في كتاب "الوسيط في تاريخ أدباء شنقيط" لأحمد الشنقيطي وبوبكرية الأقلال فقط
الأربعاء 25 نوفمبر 2020 - 18:23 من طرف chikh
» لماذا تجاهل المؤرخون هذه الفترة من حياة سيدى الشيح ؟!
السبت 4 أبريل 2020 - 22:02 من طرف mahmoudb69
» شجرة أولاد سيدي محمد بن عبد الله
السبت 4 يناير 2020 - 5:54 من طرف الدين
» من روائع محمد ولد بلخير
الجمعة 29 نوفمبر 2019 - 11:30 من طرف دين نعيمي
» سيدي أحمد المجدوب
الجمعة 11 أكتوبر 2019 - 15:30 من طرف Azziz
» صدور كتاب جديد.....
الأربعاء 9 أكتوبر 2019 - 14:24 من طرف Azziz
» ممكن التواصل مع الأستاذ سي بلمعمر
الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 23:43 من طرف Azziz
» الرحال اللاجئون قديما
الجمعة 27 سبتمبر 2019 - 19:18 من طرف Azziz
» المرحوم / الحاج محمد عدناني في سطور
الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:59 من طرف محمد بلمعمر
» كيف أتأكد من أنني أنتمي إلى قبيلة سيدي الشيخ?
الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 22:00 من طرف manadh
» المنن في مناقب سيدي محمد بن عبد الرحمان
السبت 26 مايو 2018 - 5:43 من طرف الدين
» كتاب " امارة اولاد سيدي الشيخ"
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:46 من طرف محمد بلمعمر
» قصائد بوشيخية .
الجمعة 6 أبريل 2018 - 9:53 من طرف محمد بلمعمر
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحد 1 أبريل 2018 - 21:17 من طرف manadh
» شهداء معركة تازينة باليض.....
الخميس 1 مارس 2018 - 22:22 من طرف manadh
» أفضل الصلاة وأزكى التسليم على إمام الانبياء
الإثنين 19 فبراير 2018 - 11:04 من طرف بكري